الشيخ عايض القرني : إبتلاه الله على يد أمير ورزقه على يد أمير .

[السحلى]

المشاركة الأصلية بواسطة كـش مـلـك

الشيخ عايض القرني : إبتلاه الله على يد أمير ورزقه على يد أمير .

بسم الله الرحمن الرحيم


** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

** سبحان الله .. كم إستوقفني كثيرا موقف الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض حفظه الله مع الشيخ / عايض القرني حينما أثناه عن إعتزال الدعوة وصعود المنابر وهو موقف يشرح الصّدر ويثلج الخاطر ، وأسأل الله أن لا يحرم الأمير(سلمان) أجر كل كلمة يقولها أو يكتبها أو يوجّه بها الشيخ في مضمار الدعوة والإصلاح ، وهو موقف حقيقيّ يجسد لنا صورة صادقة وأمينة للدّور الحقيقي الذي يلعبه (وليّ الأمر) في علاقته بالعلماء ثم في واجباته تجاه رعيته ، وهو موقف حنكة وحكمة وغيرة فرحنا وسعدنا به جميعا ، وهو موقف نثمنه للأمير ، ونتمنى أن تكون علاقة الأمراء بالعلماء على مثل هذا الأنموذج الرائع والذي يبعث على الإطمئنان ويزيد من رصيد الثقة والولاء ، مع ما ينشره من الراحة والسكينة وحماية مبادئ وقيّم هذا البلد ، ولا شك أن الله قد أنعم على الشيخ بهذا الموقف الذي سينفع الله به المسلمين ويؤجر عنه الشيخ بإذن الله ، ومشاعر الشيخ تجاه هذا الموقف الذي لا يعبّر فقط عن شخص الأمير (سلمان) فقط بل إنه معبّر عن رغبة (الجماهير) أقول : مشاعر الشيخ لهذا الموقف قد عبّر بها بقصيدته الأخيرة ( قرار الجماهير ) والتي تلتهب عاطفة وتنضح إخلاصا وتشعّ وفاءا ، وهي مشاعر تختلط فيها عذوبة الأدب ورقة الهداية ، وها هو يعود اليوم ليصعد ثانية على المنبر في محاضرة قيّمة وشاملة وثمينة بعنوان(التوحيد والوحدة) ألقاها في مسجد الملك خالد رحمه الله في (أم الحمام) بمدينة الرياض ونقلتها على الهواء مباشرة قناة (المجد) بعد صلاة المغرب ، وهي محاضرة لا أزيد على القول : (( لا تفوتكم )) !! ..

** هذا الموقف للأمير (سلمان) وثب بذاكرتي نحو الوراء إلى موقف يكاد يكون مشابها لهذا الموقف في المدخلات لكنه مختلف في المخرجات والنتائج ، وهو موقف حدث للشيخ نفسه ولكن مع أمير آخر ، وهو موقف محنة وإبتلاء وأزمة وقع فيها الشيخ ظلما للنيّل من أخلاقه ومكانته وأدخل فيها السجن وكان ما كان ..... ، لكن الشيخ رضي بحكم الله وصبر على معاناته التي دفع ثمنها سنينا من الألم الداخلي ، ثم واصل مسيرة الدعوة في غربة المولد والمنشأ ، وبتوفيق من الله وجد القبول والتأثير وقبلها وجد (الحبّ) من أهل الخير ، ولعل هذه الأزمة من نعم الله على الشيخ ، فالمؤمن ُمبتلى ، فعطاء الله له إبتلاء وحرمان الله له إبتلاء ، فإن ُأعطي فشكر أو حُرم فصبر فإن ذلك هو الخير وتلك هي النعمة .

** سبحان الله ... تأملوا أيها الأخوة هذين الموقفين بشكل نقديّ تفصّيلي ودقيق ، وستجدون العبر والآيات ، فشتان بين من يخنق صوت الحق وبين من يحميه ، وشتان بين (محنة) الشيخ مع ذاك الأمير ، وبين (نعمة) الشيخ مع هذا الأمير ، فهاهناك مشاعر وهاهنا مشاعر ، وأنظروا كم هي المفارقة العجيبة بين الموقفين اللذين يصوّران أهمية الأثر العظيم الذي يحدثه (وليّ الأمر) في سياسته تجاه الرعية ، ويجسّد الفرق الشاسع بين الحكمة والهوى وبين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة ، ولمثل هذين الموقفين لابدّ من وقفة تأمل لكل مسلم ووقفة عظة وعبرة لكل مسؤول ، والعبرة بالخواتيم ومدرسة الأيام والأحداث مليئة بالعبر والمواقف التي نحاول أن نستلهم منها طرقا لتدبير شئون حياتنا وحريّاتنا وفق ثوابتنا الدينية وأخلاقنا الإسلامية .

** لا أريد الخوض في (محنة) الشيخ ، وأتمنى من الأخوة والأخوات أن لايخوضوا في هذا الأمر فليس ذلك هو الهدف ، لأنها محنة قديمة ولابد من أن أبطالها قد إستفادوا منها ولأن شخوصهم موجودة ولا يجب أن ندخل في نواياهم ولا مواقفهم في أمر عفت عليه السنون وتغيّرت من خلاله كثيرا من الأمور ، والعبرة من كل ذلك متحققة بإذن الله .


** أسأل الله أن يجعلنا من أصفيائه وممّن إذا أنعم عليهم شكروا وإذا إبتلاهم صبروا ، ونسأله أن ينفع بكل ولاة أمرنا ومشائخنا . آمين .

** وأسأل الله أن يقطع نسل الرافضة ويجمّد أصلابهم ويمحق عقيدتهم ويكسر شوكتهم ويجعلهم غنيمة للمسلمين . آمين .


ــ السبت : 21/12/1426هـ

** لكم الحب والتقدير ،،،

** أخــوكــــــــ كـش مـلـك ـــــــــــــم

http://www.alhesbah.org/v/newreply.p...reply&p=345391