.:::[ القاعدة .. والجيلُ الزئبقي ! ]:::. [ أويس برادلي ]

[منير العاصمي]

لاحظت اخي الحبيب -وفقك الله- في مقالك انك تتحدث عن تنظيم القاعدة بشكل عام ثم اذا بك تورد المثال من ناحية العمل الميداني عن القاعدة في بلاد الرافدين ؛ و الحقيقة ان الوضع يختلف تماما فليست الإستراتيجية التي يسير عليها الاخوة المجاهدون في العراق هي نفسها التي يسير عليها الاخوة في تنظيم قاعدة ابن لادن ؛ و لا شك ان الفرق ينبع من اختلاف الاوضاع على ارضالواقع ؛ فالقاعدة في بلاد الرافدين مدعومة بشكل او بآخر من قبل الشعب العراقي السني و لا ادل على ذلك من ارض الفلوجة المباركة فاهالي الفلوجة كلهم اشاوس القاعدة بل لولا تعاون الشعب الابي لكان الزرقاوي قد قضي عليه من اول الامر ؛ اما الشيخ اسامة فتنظيمه لم يحظ بالترحيب و القبول بل على العكس تماما فغالب الشعوب العربية تكره تصرفات ابن لادن العشوائية و احيانا المضرة بالشعب و لا ادل على ذلك من قيامه بتفجير المنشآت النفطية في السعودية و اعمال القتل التي نفرت منه الشعوب لكونها في الدول العربية ؛ و لذلك فانا اراى ان الزرقاوي رحمه الله كان اوفر حظا من الذكاء في سياساته و استراتيجياته . فان اعترض معترض على هذا الكلام و قال : و لكن الزرقاوي كذلك كان يقتل الشيعة ؟ فالجواب ان هذا الكلام ليس صحيحا باطلاق بل هو نفسه صرح بعدم جواز قتل الشيعة الذين لم تثبت ادانتهم و خيانتهم و خصوصا اذا كانوا من العوام؛ و لكن وسائل الاعلام القذرة صورت الشيخ على انه يقتل كل الشيعة مهما كانوا مع انه تبرأ من ذلك الا من ثبتت في حقهم تهم يستحقون من اجلها القتل كالقصاص و حد الحرابة و الردة لاجل مناصرة المحتل و هكذا ؛ و من خلال هذا العرض يتبين ان المتحدثين عن تنظيم القاعدة اما مبغضون لا يتكلمون الا على المساوئ و الاخطاء التي وقعت فيها و اما محبون جعلوها في مصاف الخلافة الراشدة و لم يقبلوا اي نقد في حقها و الصواب الذي لا ينبغي الاعتراف الا به ان للقاعدة جهودا مشكورة في صد العدوان و الحملات الصليبية الا انها ارتكبت خلال ذلك اخطاءا كثيرة اودت بسمعتهاالطيبة خصوصا مع الاعلام المغرض ؛ و اذا جاز الغلط على خالد ابن الوليد الصحابي الجليل حيث اعمل سيفه في قتل الابرياء من الذين دخلوا للاسلام و كانعددهم خمسة الآف حين قالوا صبأنا صبأنا ( اي أسلمنا ) و لكن خادا لم يكن يدري ما معنى الكلمة فأجهز عليهم كلهم فلما سمع الرسول صلى الله عليه و سلم بصنع خالد قال ( اللهم إني أبرؤ إليك مما صنع خالد ) و للحديث بقية اخرى و مشكور اخي على الموضوع