بعد الموافقة على شروط المشاركة
http://www.khayma.net/hewar/Forum2/HTML/001322.html
--------------------------------------------------------
أ) روى الطبراني (الكبير)، وأبو يعلى (المسند)، والديلمي (الفردوس)، وابن السنّي: عن معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انفلتت دابّة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإنّ لله في الأرض حاضراً سيحبسه عليكم".
قلت: للحديث آفاتٍ ثلاث:
1) معروف بن حسان: قال عنه أبو حاتم: "مجهول" (الجرح والتعديل)، وابن عدي: "منكر الحديث" (الكامل)، والبيهقي: "منكر الحديث" (السنن)، والهيتمي: "ضعيف الحديث" (مجمع الزوائد)، وابن حجر: "منكر الحديث" (نقله عنه في فيض القدير).
2) الانقطاع بين عبدالله بن بريدة وعبدالله بن مسعود: قاله ابن حجر كما نقله عنه المناوي (فيض القدير).
3) الانقطاع بين قتادة وابن بريدة: قاله الترمذي عن "بعض أهل الحديث" (الجامع).
ب) وقال الطبرني (الكبير): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا عبدالرحمن بن سهل حدثني أبي عن عبدالله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد أحدكم عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عباداً لا نراهم".
قلت: زيد بن علي بن الحسين لم يلقَ عتبة بن غزوان، فإنّ عتبة مات سنة 17 هـ، في حين قُتل زيدٌ سنة 120 هـ وهو ابن اثنتين وأربعين. قال الهيتمي: "رجاله وُثّقوا على ضعف في بعضهم، إلا ان زيد بن علي لم يدرك عتبة" (مجمع الزوائد).
جـ) وروى ابن أبي شيبة (المصنف)، والبيهقي (شعب الإيمان): عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: "إنّ لله ملائكة فضلاً سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر فإذا أصابت أحدكم عرجة في سفر فليناد: أعينوا عباد الله رحمكم الله".
أسامة بن زيد ليس بحجّة فيما تفرّد به: وثّقه ابن المديني (سؤالات ابن أبي شيبة)، وتركه يحيى بن سعيد (العلل ومعرفة الرجال)، ووثّقه ابن معين (سؤالات الدوري)، وضعّفه الإمام أحمد جداً (العلل ومعرفة الرجال)، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتجُّ به" (الجرح والتعديل)، وابن حبّان: "يخطئ" (الثقات)، وابن حزم: "لا نراه حجة لنا" (المحلّى)، والنسائي: "ليس بثقة" (الضعفاء والمتروكين)، وابن سعد: "يستضعف" (الطبقات)، وابن حجر: "صدوق يهم" (التقريب)، ولم يروِ له مسلم إلا في المتابعات.
الخلاصة: لا يصحّ الاستدلال بشيء مما سبق على جواز توجيه الدعاء أو طلب الإغاثة أو الإعانة من الغيبيات، وإنما يوجّه ذلك كلّه لله -عز وجلّ- وحده.