اخي الكريم محمد ب .
جزاك الله خيرا و شكرا لك على الرد و اسمح لي ان اوضح لك بعض الجوانب
ذكرت في ردي الجهل , و ذكرت التخلف و ذكرت الفقر , و تعمدت ان اجمعهم معا كون الفقر لوحده لا يشكل قيمة سلبية.كما بدا لك من كلامي. .
ليس الفقر بحد ذاته قيمة سلبية , و لكن ان يتم ربط الفقر بالاحتشام , و الغنى بالسفور , او ان يستخدم الفقر كاداة لتغيير بعض المفاهيم لدى الناس فساعتها سيكون الفقر قيمة سلبية.
انا لا انظر الى الموضوع من زاوية هل الفقر قيمة سلبية و الغنى قيمة ايجابية فحسب.
ان ما يهمني بالدرجة الاولى هو مدى ربط المرأة و المجتمع عموما بين صاحبات المهن المتواضعة و الاحتشام , و العكس صحيح. .
لان المرأة الفقيرة او الجاهلة ان اغناها الله او كتب لها ان تتعلم , فقد يكون اول ما تقوم به هو خلع الحجاب او التشبه بالغرب في اللباس ايمانا بالفكرة الراسخة.
و كذلك المراة التي لم تنل حظا من المال او العلم , فستسعى الى ذلك لاثبات وجودها عن طريق تلك القشور الزائفة.
لقد سعت الافلام العربية الى تهميش تلك المرأة , و نست انها قادرة ان تكون متعلمة و قادرة ان تجني المال و قادرة ان تكون سيدة مجتمع.مع الاحتفاظ باحتشامهاو كرامتها .
إقتباس:
هناك حقيقة سوسيولوجية في هذا النموذج تقول إن الطبقة العليا في مصر "المودرن" هي التي سارعت إلى نبذ التقاليد بل القيم الأصيلة والتبني السطحي للقيم الشكلية الوافدة،ليس قيم الحضارة الغربية
|
و في هذا تأكيد على ما ذكرت . حيث ان الطبقات العليا في اي مجتمع تستطيع ان تتلاعب بوسائل الاعلام و تظهر نفسها بالصورة التي تتمناه , و ان تتلاعب بعقلية البسطاء كما يحلو لها .
ان الطبقات العليا هي التي سعت الى نبذ التقاليد, و استخدمت السينما من اجل خدمة اتجاهاتها .
هي لم تظهر الواقع المصري كما هو , بل سعت ان تجعل الواقع المصري كما تريد هي.
و بعيدا عن المرأة , فهناك حقيقة اخرى ايضا تؤكد ان الدولة و الطبقات العليا في مصر كانت تسعى من خلال الافلام التي كانت تنتجها ان تزرع لدى عامة الشعب الذي يعاني الفقر ( القناعة) و الرضا بحالة الفقر هذه , حتى لا يؤدي بهم ضنك العيش الى نشوب تمرد على الطبقات العليا او المطالبة بحقوقهم او السعي الى ما يضر مصالح تلك الطبقات .
فمعظم الافلام كانت ترسخ لدى المشاهد المصري , مدى قناعة الفقير و قدرته على الحفاظ على كرامته رغم صعوبة الحياة , و كيف انه بمجرد ان اصبح غنيا تغيرت احواله و مبادئه , و بان الفلوس تعمي بصيرة الانسان. و تجلب الجشع , و كيف انه بعد ان جرب حياة الاثرياء بات مشتاقا لحياة السطوح البسيطة .
الا تتفق معي اخي الكريم بعد كل هذا ان الفقر الذي يتم استخدامه من اجل خدمه اهداف سياسية او اجتماعية او فكرية تصبح قيمة سلبية ؟بل هدامة و مدمرة ايضا؟؟!!!!!!