مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-04-2003, 10:15 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي السباق إلى العقول (46) الأساليب الإعلامية..

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل الحلقة (46) الجزء الثالث

الأساليب الإعلامية المطلوبة لسبق الحق إلى العقول.

ولا يشترط في نقل الحق بأجهزة الإعلام أن يكون دائماً بالأسلوب المباشر، كالمحاضرات والمواعظ وسرد آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، أو أحكام فقهية وما شابه ذلك، بل يكون بذلك.. وبغيره من الأساليب المستحدثة المؤثرة.. كأفلام الكرتون للأطفال، والقصص والتمثيليات والمسلسلات والمسرح، والأناشيد وغيرها..

فإن أثر هذه الأساليب في عقول الناس صغاراً وكباراً مما يسمع ويشاهد ويقرأ ويرسم، أثرٌ فعال مُشَاهَدْ استغله أعداء الإسلام في سبقهم بباطلهم إلى عقول الناس وأصبح ذريعة في بلدان المسلمين أنفسهم لذلك الباطل.

وإذا كان علماء المسلمين يخافون - ولهم الحق أن يخافوا - من اختلاط المشروع بغير المشروع في بعض هذه الأساليب، فإن عليهم أن يدرسوا كل أسلوب وما يمكن أن يشتمل عليه، من مخالفات شرعية واضحة، ويقرروا ما هو مشروع وما هو غير مشروع من المواد المعروضة..

على أن لا يراعى في الإذن والترخيص المبالغة والتشدد في منع ما لا نص في منعه من الشارع، وينبغي مراعاة باب المصالح والمفاسد ومقاصد الشريعة الإسلامية في ذلك.

وبهذا يتمكن المسلمون من منافسة أعداء الإسلام في وسيلة هي من أهم الوسائل للسباق إلى العقول.

ومما يجب التنبيه عليه، أن المواد التي تتخذ وسيلة الإعلام لنقلها وإبلاغها إلى العقول، ليست قاصرة على موضوعات دينية معينة..

كما قد يتبادر إلى الأذهان عند عامة الناس، ومنهم العلمانيون الذين يظنون أن هذه الأجهزة إذا سيطر عليها دعاة الإسلام وأتباعهم سيكون مجالها ضيقاً، لا يخرج عن الوعظ والإرشاد والدعوة إلى بعض شعائر الإسلام، وتفسير آي من القرآن الكريم أو أحاديث من السنة الشريفة ونحو ذلك.. بحسب فهمهم الضيق للدين الإسلامي..

وكذلك ظن بعض المتدينين الذين ضاقت آفاقهم عن الفقه الشامل للإسلام ومقاصده وعن المساحة الواسعة للمباحات التي ترك الإسلام للناس أن يرتعوا فيها دون حرج ولا إثم..

فلا ينبغي أن يضيقوا دائرة ما أباحه الله ويبالغوا في منعه، لأن تحريم المباح منهي عنه شرعاً كتحليل الحرام...

إن هذا التبادر الحاصل من الطرفين غير صحيح، وإن الإسلام أشمل مما يظنون..

كما أن الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما ورد به نص من الكتاب والسنة، أو ما يصادم مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلامية.

وإن بعض النصوص قابلة للاجتهاد الصادر من أهله، فالفتوى كما هو معروف تقدر زماناً ومكاناً وشخصاً...

لذلك فإن مواد أجهزة الإعلام، ستكون شاملة للكون والحياة والإنسان، وسيجد فئات الناس صغاراً وكباراً ورجالاً ونساءً، وأدباء وفقهاء ومفسرين ومحدثين وقصاصاً وكتاباً، وأطباء ومهندسين ورجال فضاء، وعلماء طبقات الأرض، وسياسيين واقتصاديين، واجتماعيين وعلماء نفس، وعسكريين، مجالاً رحبا في هذه الوسيلة وسيكون ذلك كله سلالم وجسوراً لسبق الحقِّ الباطلَ إلى عقول الناس.

قلة القيود الإعلامية في الإسلام وثمرات الالتزام بها.

ولا تقييد على نشاط هؤلاء كلهم وغيرهم في استغلال وسيلة الإعلام إلا بالأمور الآتية:

الأمر الأول: التزام الصدق وتجنب الكذب والتضليل.

الأمر الثاني: التزام العدل واجتناب الظلم للصديق والعدو.

الأمر الثالث: حفظ مقاصد الشريعة الإسلامية وعدم التفريط في شئ منها.

وهي مقاصد تنشدها البشرية كلها، وتتلخص في الضروريات: حفظ الدين، وحفظ النسل، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال. وما يكمل تلك الضروريات من الحاجيات والتكميليات.

الأمر الرابع: عدم مخالفة النصوص الصحيحة الصريحة.

وهي قيود – كما ترى - قليلة جداً، وثمراتها النافعة عائدة على الناس كلهم.

وإنه لأجدر بالمسلمين أن يكونوا سباقين إلى استغلال وسائل الإعلام المتنوعة، لإبلاغ حقهم إلى عقول العالم، قبل أن يُسبَقوا من قِبَل أهل الباطل بإبلاغ باطلهم إلى أبنائهم..

ولكن الواقع المشاهد هو عكس هذا، فقد استغل أهل الباطل هذه الوسائل استغلالاً لا نظير له، ولذلك عم الباطل وانزوى الحق.

لقد أسمعت لو ناديت حيا..!

وهؤلاء مفكرو المسلمين ودعاته يتنادون اليوم، منبهين المسلمين على الخطر القادم من البث المباشر الذي لم يبق جزء من الأرض خال منه عن طريق أدوات استقبال أطلق عليها في البلدان العربية "الدش"..

ويخطط أهل الباطل لصنع أجهزة تلفازية لا تحتاج إلى "الدش" وإنما هي مزودة بآلات استقبال ذاتية فتكون مثل التلفاز العادي لجميع الناس - وإن غلا ثمنها قليلاً في أول الأمر.

ومما يؤسف له أن المسلمين - الغيورين منهم - لا يفكرون إلا في كيفية اتقاء خطر هذا البث، وكل فئة تفكر في الخطر من زاوية مصلحة خاصة بها - وقد لاتكون مصلحة على الحقيقة -..

والفئة القادرة على حشد الطاقات لدرء الخطر عن الأمة كلها، وهي فئة الأنظمة الحاكمة في البلدان الإسلامية لا تفكر –غالباً - إلا في درء الخطر عن سلطتها التي قد تزعزعها برامج ومواد البث المباشر، بما تتضمنه من هجوم على أساليب الحكم الاستبدادي وما تنتهكه من حقوق الإنسان في بلدانها..

ومع ذلك فإن تفكيرها في الدفاع عن مصالحها السياسية غير جاد، لأن غاية ما يمكن أن تعده في برامجها هو الإكثار من مواد المدح والثناء على أنظمتها، والردود الوقتية على ما يرشقها به البث المباشر من انتقادات..

وقد تعد المزيد من المواد التافهة التي تظن أنها ستلهي بها الشعوب عن التأثر بالهجوم المرتقب عليها، مثل المسلسلات الغرامية والتمثيليات والأغاني والرقص، والإكثار من اللعب الرياضي ونحوها..

وهذه الثلاثة العناصر كلها - المدح المبالغ فيه.. والردود الوقتية الباردة.. ومواد الإلهاء المزعومة.. سوف لا تغني عنهم فتيلاً..

لأن مواد البث المباشر سيوجد فيها من المواد الجادة الموثقة، والمضللة ما يقضي على العنصر الأول والثاني، كما سيوجد فيها مواد الإغراء والإلهاء ما يشد المشاهد إليها، ويجعل الناس يهملون البث المحلي والقطري، وستكون لها نتائج خطيرة على الحكومات والشعوب في البلدان الإسلامية.

وكان الأولى والأجدر بالمسلمين: مفكريهم وعلمائهم ودعاتهم وقادة السياسة فيهم، أن يفكروا بجد في استغلال البث المباشر بصورة هجومية وليست دفاعية..

هجوم على عقائد فاسدة في الغرب..

وهجوم على أخلاق سيئة..

وهجوم على اقتصاد مدمر..

وهجوم على كبرياء وعنصرية تخالف دعوة حقوق الإنسان التي يزعم الغرب رعايتها والدعوة إليها..

وهجوم على معاملات أسرية واجتماعية مفككة.

وهجوم بما هو أهم وأوجب، وهو إبلاغ معاني الإسلام السامية إلى عقول أهل أوروبا وأمريكا وغيرهما..

من إيمان قائم على الحجة والبرهان، ومن عبودية لله تتحقق بها الحرية الصحيحة التي يزعم الغرب العناية بها والدعوة إليها، وهو في الحقيقة إنما يدعو إلى جعل الإنسان عبداً ذليلاً لشهواته وملذاته، من جاه ومال ومنصب وامرأة وخمر ومخدر وغيرها، منطلقاً في تصرفاته كلها من أثرته وجشعه.

إن هجوم البث المباشر من قبلنا بمبادئ الإسلام الإيمانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، سيغير الصورة السيئة المشوهة عن الإسلام في عقول الشعوب الغربية، وسيكون الإسلام مع مبادئ الكفر مثل عصى موسى مع حبال وعصي سحرة فرعون..

إذا جاء موسى وألقى العصا
،،،،،،،،،،،،،،،،، فقد بطل السحر والساحر


ولا أقصد بالهجوم الكلام الغليظ العنيف ضد مبادئ الغرب، وإنما أقصد أن تكون هممنا أعلى وأسمى من أن نقعد مفكرين في الدفاع عن أنفسنا ضد هجوم عدونا، بما لا يجدي شيئاً أمام ذلك الهجوم الماكر القوي المنظم..

بل نبدأ نحن بإبلاغ حقنا إلى عقولهم، بدلاً من أن يبدأو هم بإبلاغ باطلهم إلى عقولنا.

وإذا كان وضعنا الحالي لا يمكننا من البدء بهذا الهجوم، فليكن دفاعنا إيجابيا غير مهزوم، مع بدئنا بالتخطيط للهجوم، بدلاً من الاستمرار في الدفاع.

وقبل الهجوم والدفاع لا بد من تحصين المسلمين في بلدانهم بالتربية الإسلامية الصحيحة، حتى يكونوا قادرين ذاتياً على تجنب أخطار البث المباشر وغيره، وبدون ذلك لا أمل في توقي خطر داخلي أو خارجي.
__________________
الأهدل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م