مرنزقة في شارع الصحافة

[يتيم الشعر]

أعزائي ..

للأسف الشديد ما زلنا في عالمنا العربي لا نملك صحافةً حقيقيةً بالرغم من امتلاكنا لعدد من الصحفيين و الصحفيات الجديرين بالاحترام .. واحترامنا لهم لا ينبع في الحقيقة لانتماء معين وطني أو ديني أو فكري بل هو احترام مهني محض وأما بعد ذلك فنحن نتفق ونختلف بحرية شديدة ..

وفي شارع الصحافة كانت تتواجد أسماء براقة لمعت في فترات متفاوتة وبعضها بدأ شريفاً ونزيهاً وانتهى به الحال قذراً ورخيصاً تتاجر به الحكومات فلا يكتب قبل أن يقبض الثمن وعلى قدر الثمن يكون التزلف و يكون الكذب .. وبعض هذه الأقلام بدأ يسارياً فلما لم تنفق بضاعته وكسدت انتقل يميناً والاشتراكييون الشيوعييون أضحكوا شارع الصحافة فبينما كان عبدالناصر يملأ بهم المعتقلات والسجون كانوا هم يهتفون بحياته ولما بدأ ما يسمى بعصر الانفتاح غضبوا واحمرَّت وجوههم وهاجروا شرقأ وأحياناً غرباً وعادوا إلينا بالقبعات الأمريكية وعلامة النصر التشرشلية وأحاديث السلام وفضائح الشيوعيين والبوابة الحديدية !!

للأسف لم نحترم مبادئنا ولم نحترم أنفسنا فكيف يحترمنا الآخرون وكيف تكون لنا صحافة نظيفة قدر الإمكان من هؤلاء المرتزقة الذين يملأون صحفنا الآن بفضائح بعضهم البعض وزبالتهم التي كنا نفسح لها المجال في الستينات فتهربوا منها في السبعينات واختفوا عنها في الثمانينات وتنكروا لها في التسعينات ثم عادوا ليرووا لنا كفاحهم كالشهداء !!

كنت أتمنى لو احترم هيكل نفسه ولو احترم فوزي بلده والقائمة تطول من مرتزقة الصحافة .