مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-11-2005, 04:16 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي كلام في موضوع العقل العربي

كلام في موضوع العقل العربي

(1)

لم يمر على الأمة العربية و الاسلامية عهد ، في تناقل المعرفة والثقافة بين أبنائها أفضل من عهد الخليفة العباسي المأمون .. حيث كان هناك من يكتب ويتحدث لخاصة الخاصة وهناك من يكتب لعامة الخاصة وهناك من يكتب لخاصة العامة و هناك من يكتب لعامة العامة ..

فكانت آثار المعرفة والعلوم تغطي على عموم أصناف المجتمع ، ويتبادل تلك المعرفة أبناء الأمة كل حسب قدرته اللغوية وكل حسب رصيده من تلك المعرفة ، وكان الخطاب المعرفي العام الذي يفقه لكل شؤون الحياة يجد طريقه لنفوس أبناء الأمة ، فيترك فعله القوي في تفجير طاقاتهم الإبداعية بنسق قوي منسجم مع روحية الاسلام الذي تمثله سلطة الخلافة ، وإرادة جماعية تتسم بالأنفة وأهلية الريادة في حمل الرسالة الى شعوب الأرض ..

فكان جسم الأمة يتحرك كتموجات بشرية مؤمنة بربها و ملتزمة بدينه ، وتعمل وفق إرادة الله في إطلاق ما ترك للعبد من هوامش كي يثبت طاعته المطلقة لله تعالى بما يرضيه ، ويؤمن لبقية العباد خدمة إخوانهم المبدعين لهم في تطوير مناحي حياتهم الدنيوية ..

وعندما تتجول في صفحات التاريخ فانك تجد واحات أو مدن زاخرة بسكانها المبدعين ، فتذهب لمدينة الفلك فتجد من يجذبك بجديته الدءوبة ، وتذهب الى مدينة الطب فتجد من يشدك نحو مبدعيها ، وفي اللغة والكيمياء والموسيقى والفلسفة وفي كل مناحي الحياة .. بطرز (معمارية ) متناسقة بين تلك المدن ، ويطيب لك البقاء في كل مدينة دون ضجر أو تفضيل من واحدة لأخرى ..


ومن هنا كان تماسك الأمة و بهاء لونها هو الطاغي على سماتها العامة ، ولم يكن للأمم الأخرى أي قدرة على مطاولة تلك الأمة .. بل كان الإعجاب والاحترام هو السمة التي كانت تطبع سلوك الأمم تجاه أمتنا ، فكانت تتمثل بتقديم الهدايا ، إعجابا واحتراما وهيبة ، وكانت مناهل الأمة مبذولة أمام كل أبناء الأمم لينهلوا من علمها ومعرفتها ، وهذا يتفق مع روحية الرسالة و هو ما مهد الطريق أمام الكثيرين لاعتناق الاسلام دون حروب فيما بعد ..

أما اليوم فان خاصة الخاصة تغلق جدرا حولها و لا يكاد يرشح من علمها ومعرفتها المحدودين ما يفيد أبناء الأمة ، فقد أغلقت المنافذ بين أصناف طبقات المعرفة ، حتى غدت وكأنها جزر لا اتصال بينها ..

فمفردات اللغة المكتوبة و المسموعة لا يكاد يفقهها الا القلة ، ومجالس العارفين لا يرتادها الا القلة ، وكتابات العارفين لا يقتنيها الا القلة .. وعندما يقتنوها بالصدفة فان الزمان الذي كتبت به سيصبح قديما ، عندما يتم قراءتها فتنعدم الفائدة من الاطلاع عليها ..

فالعلامات الثقافية هي كعلامات المرور ، يجب أن تكون علامة التحذير من منعطف قريبة بمسافة كافية من المنعطف نفسه ، فلا فائدة منها اذا وضعت بعد المنعطف بعدة أميال .. ولما كان تسارع التطور الحضاري في العقود الماضية من التقارب بمكان ، فعلى واضعي الإشارات الثقافية ان يكونوا على أهبة الاستعداد لوضع إشاراتهم في وقت يسمح للآخرين الاستفادة منه !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م