مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-04-2003, 04:14 PM
منسق لقاءات الخيمة منسق لقاءات الخيمة غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 689
إفتراضي الهزيمة ... هي أن نعتقد أننا مهزومون

بقلم : د. ابراهيم علوش


من السابق لأوانه أن نعلن الهزيمة فوق أطلال بغداد ولم تتضح بعد حقيقة الذي جرى هناك ولماذا ؟!

ولعل دخول الهزيمة عبر وسائل الإعلام العربية إلى العقول والقلوب، حتى عبر تلك التي تبنت منها خطاً مقاوماً خلال الأسابيع الثلاثة الأولى للقتال، كان أخطر من دخول القوات المحتلة قلب بغداد والبصرة والموصل. فالهزيمة تبدأ في العقل والقلب قبل أن ترخي ثقلها على اليد واللسان. ولهذا كانت سمة هذا العدوان الأمريكي-البريطاني على العراق، أكثر من أي حرب أخرى في التاريخ المعاصر، سمة هيمنة البعد النفسي-الإعلامي فيها، وهو الأمر الذي جعل قوات التحالف تحضر معها خمسمائة مراسل صحفي مدربين خصيصاً لتغطية العدوان من وجهة نظرها، مع محاولة منع التغطية المستقلة للحدث، ولو بالقذائف والصواريخ إن اقتضى الأمر.

عشية دخول الغزاة إلى ساحة الفردوس في بغداد مثلاً، وبعد يومٍ واحدٍ فقط من اغتيال وجرح عدد من الصحفيين الموجودين في بغداد، لم تكن، ولو جهدت، لتجد فضائية عربية واحدة ذات شأن إلا وعدسات كاميراتها موجهة نحو قلة من الدهماء المأجورين لإسقاط تمثال الرئيس صدام حسين، وكأن بغداد لم يبق فيها شيءٌ عشية الغزو سوى ساحة الفردوس وتمثال صدام. فكيف نفسر هذا الإجماع الإعلامي العربي المطول، وأوقات البث التلفزيوني التي تقاس بالثواني والدقائق، على حدث يحمل معانٍي رمزية كبيرة، أقلها غرز سكينٍ معنوية في إرادة المقاومة للاحتلال، وخاصة أن أجزاء من بغداد كانت ما تزال تقاوم حتى تلك اللحظة!

وفوراً، بدأت أصوات، بعضها بريء، تروج لإشاعات عن صفقةٍ مزعومة ما بين القيادة العراقية من جهة، وقوات الاحتلال الأمريكي-البريطاني من جهة أخرى، من أجل تسليم المدن العراقية دون قتال! أفلا تعتقدون معي أيها الأخوة أن القيادة العراقية لو أرادت عقد الصفقات، لفعلت ذلك قبل أكثر من عقد، عندما عرض عليها استقبال مليونين من الفلسطينيين مقابل رفع الحصار؟!
وألا تعتقدون أن من يريد عقد الصفقات، كان يستطيع أن يعقد صفقة شروطها أفضل بكثير قبل بدء القتال منه بعد وصول الأمور إلى درجة الانفجار، وتكبيد الغزاة هزائم وخسائر كذب بشأنها كثيرا ً؟!

ثم أن بعض المتطوعين العرب الذين عادوا من العراق بعد المشاركة في معركة المطار يوم 6 نيسان/ إبريل يصرون على أن الرئيس صدام حسين، وابنه قصي، كانا موجودين في الميدان شخصياً في تلك المعركة، وقد سمعت هذا من أكثر من متطوع عربي، فهل هذا سلوك قيادة تتهيأ لعقد الصفقات ؟!

وأخيراً وليس أخراً، إذا كانت صفقةً قد عقدت في الخفاء، كما روجت بعض الفضائيات العربية، أليس حرياً بها أن تتضمن بند وقف القصف على تكريت الذي استمر بقوة بعد اختفاء القيادة العراقية ؟!

لا، أيها السادة، إن سجل القيادة العراقية في سنوات الحصار وتركيبتها النفسية لا يتفقان مع نظرية الصفقة التي تهدف إلى إثارة الإحباط ونشر الهزيمة في صفوفنا، مع العلم أن البعض كان يشكك بالقيادة العراقية منذ حرب الخليج الثانية عام 1990 بدعوى أن الأمر لا يعدو كونه لعبة لن تنتهي بأية حرب، فأثبتت الأحداث خطأ ذلك. لقد اختفت القيادة العراقية وهي تقاتل، ومعها عشرات الآلاف من القوات العراقية من الحرس الجمهوري وفدائيي صدام مع معداتها، كما اختفت قوات وقيادات القاعدة من أفغانستان قبل ذلك وهي تقاتل. فإذا استبعدنا إمكانية وجود صفقة، وهو الأمر الذي ترجحه المعطيات المتوافرة، يبقي أمامنا خياران، أما أن تكون القيادة العراقية قد استشهدت في القصف الوحشي على بغداد نتيجة إلقاء قوات تحالف المفلسين أخلاقياً عدة قنابل ضخمة الحجم، تعادل القوة الانفجارية لكلٍ منها قوة قنبلة نووية صغيرة دون إشعاعات، خلال أحد اجتماعاتها. وقد يكون هذا القصف قد حدث بالتنسيق مع اختراقات وخيانة على مستويات رفيعة، وهو الأمر الذي توحي به سهولة سقوط بعض المواقع المحصنة جيداً على الطريق إلى بغداد بين الكوت والعاصمة، على الرغم من صمود كل مدن الجنوب ببسالة حتى تلك اللحظة. وإما أن تكون القيادة العراقية قد اتخذت عن وعي قراراً بإخلاء المواقع والتواري عن الأنظار للحفاظ على القوى تمهيداً لشن حرب عصابات طويلة الأمد ضد أي نظام يضعه الأمريكيون والبريطانيون في العراق ليرعى مصالحهم على شاكلة «نظام قرضاي» في أفغانستان.

وليس من الصعب أن نتخيل سيناريوهات أخرى تضم مزيجاً من الخيارين. مثلاً، من الممكن أن القيادة العراقية كانت تعد لضربة مضادة يسبقها اختفاء مدروس وإعادة انتشار للقوات عندما استشهدت نتيجة قصف عشوائي أو موجه بالخيانة، مما أدى إلى تضعضع الصفوف بعد فقدان الرأس المركزي للجسم السياسي والعسكري للعراق. ومن الضروري هنا أن يكون هذا القصف قد أتى على القيادة العراقية بأسرها، لا على الرئيس صدام حسين فحسب.

الخلاصة هي أن القيادة العراقية إن كانت قد استشهدت أو غدر بها، فلا يجوز أن نشكك بها، لأنها تكون بذلك قد ضربت مثلاً للصمود والثبات في التاريخ العربي الحديث، يجب أن يكون نبراساً تهتدي به القوى المقاومة في العراق بعد خروجها من حالة الصدمة وفقدان القيادة والتنسيق.

وإذا كانت القيادة العراقية قد استشهدت فعلاً، فأنها سوف تحفر لنفسها مكانة في الذاكرة التاريخية للعرب والمسلمين تضارع مكانة الشهداء من كبار الصحابة وأبنائهم، بالرغم من التصريحات المتشفية لبعض المسؤولين الإيرانيين الذين يبدو أنهم لم يفكروا بمعنى إبداء الفرح بما فعله الاحتلال الأمريكي-البريطاني ضد رموز القيادة المقاومة في العراق، وكأنهم لم يقرأوا أو يسمعوا عن المخططات الشبيهة التي تعد لهم.

وإذا كان إخلاء المواقع في البصرة وبغداد والموصل في عز الصمود والمعنويات المرتفعة للقوات المقاومة يعزز احتمال استشهاد القيادة العراقية، ربما لخيانةٍ ما، فإن عدم قدرة قوات التحالف حتى الآن على إيجاد معظم القيادات العليا السياسية أو العسكرية العراقية، حية أو ميتة، واختفاء عشرات الآلاف مع هذه القيادات من صفوة المقاتلين الذين لم يعودوا إلى بيوتهم حتى الآن، يشير إلى الاحتمال الآخر، وهو الكمون بانتظار تثبيت النظام العميل في العراق، من أجل الانقضاض عليه. وتأتي بعض العمليات النوعية في الأيام الأولى بعد دخول القوات الأمريكية بغداد، ومنها العملية الاستشهادية أمام فندق فلسطين، وتصفية العميل الخوئي في النجف، لتعزز هذا الاحتمال أيضاً.

وإن كانت القيادة العراقية تعد بهدوءٍ تحت الأرض لبرنامج مقاومة طويل الأمد، فإن ذلك سوف يظهر عاجلاً أم آجلاً، وفي الحالتين، لا بد أن تظهر مقاومة في العراق ضد الاحتلال، تحت القيادات القديمة أو قيادات أخرى جديدة، ولا بد لنا أن ندعم هذه المقاومة بجميع الأشكال، ومن ذلك فتح الجبهات الخلفية ضد الغزاة حيث نجد إلى ذلك سبيلاً، ومنه العمل على إنشاء الأواصر الدائمة بين فئات الشارع العربي كي ننتقل من حالة التحركات العفوية إلى حالة العمل الشعبي المنظم الذي أظهرت التحركات العالمية ضد الحرب قبل بدئها مدى ضعفه في الوطن العربي بالتحديد، وهو المعني أولاً بالمشكلة.

وفي النهاية، يجب أن نقول للذين يستغلون ما جرى ليروجوا للهزيمة والاستسلام في فلسطين وغيرها إن المدن العراقية سقطت عندما لم تقاتل، وليس عندما قاتلت. وليس صحيحاً أن الصمود في وجه العدو غير ممكن. فمن يقاتل يصمد، وقرار القتال يبدأ في العقل والوجدان قبل اليد واللسان. ألا فلتبق شعلة المقاومة مضيئةً في عقولنا وقلوبنا بالرغم من أحابيل الحرب النفسية التي تمارسها وسائل الإعلام علينا، ففوق كل الاحتمالات، يبقى اليقين هو المقاومة.
  #2  
قديم 09-07-2003, 02:18 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
إفتراضي

اعتقد أنه على قدر من الأهمية تقييم المرحلة من جهة والتبؤ الموضوعي للحادثات مسبقا.. فهل حان الوقت لاستنباط العبر رغم معرفتنا أنه ما أطال النوم العربي عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر..!
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م