مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 25-11-2005, 07:41 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الباب الحادي عشر في ذكر المغفلين من رواة الحديث والمصحفين
تصحيف في أسماء الأعلام قال أبو بكر بن أبي أويس‏:‏ بينا عبد الله بن زياد يحدث انتهى إلى حديث شهر بن حوشب فقال‏:‏ حدثني شهر بن خوشب فقلت‏:‏ من هذا فقال‏:‏ رجل من أهل خراسان اسمه من أسماء العجم فقلت‏:‏ لعلك تريد شهر بن حوشب‏.‏

فعلمنا أنه يأخذ من الكتب‏.‏

وعن عوام بن إسماعيل قال‏:‏ جاء حبيب كاتب مالك يقرأ على سفيان بن عيينة فقال‏:‏ حدثكم المسعودي عن جراب التيمي فقال سفيان‏:‏ ليس هو جراب إنما هو خوات‏.‏

وقرأ عليه‏:‏ حدثكم أيوب عن ابن شيرين‏.‏

فقال‏:‏ ليس كذلك إنما هو سيرين‏.‏

وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه يقول حكاية عن بعض شيوخه قال‏:‏ قال رجل لهشيم‏:‏ يا أبا معاوية أخبركم أبو حرة عن الحسن‏.‏

فقال هشيم‏:‏ أخبرنا أبو حرة عن الحسن ووصف شيخنا ضحك هشيم هه هه‏.‏

وعن محمد بن يونس الكندي أنه قال‏:‏ حضرت مجلس مؤمل بن إسماعيل فقرأ عليه رجل من أهل المجلس‏:‏ حدثكم سبعة وسبعين فضحك المؤمل وقال للفتى‏:‏ من أين فقال‏:‏ من مصر‏.‏

حدثنا إسحاق قال‏:‏ كنا عند جرير فأتاه رجل وقال‏:‏ يا أبا عبد الله تقرأ علي هذا الحديث فقال‏:‏ وما هو قال‏:‏ حدثنا خربز عن رقبة قال‏:‏ ويحك أنا جرير‏.‏

تصحيف أدى إلى جريمة‏:‏ حدثنا محمد بن سعيد قال‏:‏ سمعت الفضل بن يوسف الجعفي يقول‏:‏ سمعت رجلاً يقول لأبي نعيم‏:‏ حدثتك أمك يريد حدثك أمي الصيرفي‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ كتب عبد الملك إلى أبي بكر بن حزم أن احص من قبلك من المخنثين فصحف الكاتب فقرأ بالخاء فخصاهم‏.‏

فقال بعض المخنثين‏:‏ اليوم استحققنا هذا الاسم‏.‏

حدثنا يحيى بن بكير قال‏:‏ جاء رجل إلى البشير بن سعد فقال‏:‏ كيف حدثك نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ في الذي نشرت في أبيه القصة فقال الليث‏:‏ ويحك إنما هو في الذي يشرب في آنية الفضة‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ وحدثني محمد بن يحيى الصولي قال‏:‏ حدثنا أبو العيناء قال‏:‏ حضرت مجلس بعض المحدثين المغفلين فأسند حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عن الله عن رجل فقلت‏:‏ من هذا الذي يصلح أن يكون شيخ الله فإذا هو قد صحفه وإذ هو عز وجل‏.‏

وقد نبأنا بهذه الحكاية أبو عبد الله الحسين بن محمد البارع قال‏:‏ سمعت القاضي أبا بكر بن أحمد بن كامل يقول‏:‏ حضرت بعض المشايخ المغفلين فقال‏:‏ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عن وجل‏.‏

فقلت‏:‏ من هذا الذي يصلح أن يكون شيخ الله فإذا هو عز وجل وقد صحفه‏.‏

ضحى بهرة‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الخلال قال‏:‏ قال إبراهيم الحربي‏:‏ قدم علينا محمد بن عباد المهلبي فذهبنا إليه فسمعنا منه ولم يكن بصيراً بالحديث حدثنا بحديث فقال‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بهرة وغلط إنها التصقت الباب بالقاف‏.‏

لحق التصحيف باسمه‏:‏ قال‏:‏ سمعت محمد بن حمدان يقول‏:‏ سمعت صالحاً يعني جزرة يقول‏:‏ قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكان عنده كراس فيه عن جرير فقرأت عليه‏:‏ حدثكم جرير عن ابن عثمان أنه كان لأبي أسامة خرزة يرقي بها المريض فصحفت أنا الخرزة فقلت‏:‏ كان لأبي أسامة جزرة قال الخطيب‏:‏ وبهذا سمي صالح جزرة‏.‏

شرف لا تستحقونه‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو الحسن الدارقطني أن أبا موسى محمد بن المثنى قال لهم يوماً‏:‏ نحن قوم لنا شرف نحن من عنزة وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلينا لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة توهم أنه صلى إليهم وإنما العنزة التي صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي حربة كانت تحمل بين يديه فتنصب فيصلي إليها‏.‏

تعزية غير موفقة‏:‏ وعن عبد الله بن أبي بكر السهمي قال‏:‏ دخل أبي علي عيسى بن جعفر بن المنصور وهو أمير البصرة فعزاه عن طفل مات له ودخل عليه شبيب بن شيبة فقال‏:‏ أبشر أيها الأمير فإن الطفل لا يزال محبنظئاً على باب الجنة ويقول‏:‏ لا أدخل حتى يدخل والدي فقال له‏:‏ يا أبا معمر دع الظاء والزم الطاء فقال له‏:‏ أنت تقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني‏!‏ فقال له أبي‏:‏ فهذا خطأ ثانٍ من أين للبصرة لابة‏!‏ واللابة الحجارة السود والبصرة حجارة بيض قال‏:‏ فكان كلما انتعش انتكس‏.‏

تصحيف في الأسماء‏:‏ وعن أبي حاتم الرازي أنه قال‏:‏ كان عمر بن محمد بن الحسين يصحف فيقول‏:‏ معاد بن حبل حجاج بن قراقصة وعلقمة بن مريد فقلت له‏:‏ أبوك لم يسلمك إلى الكتاب فقال‏:‏ كانت لنا صبية شغلتنا عن الحديث‏.‏

المناظرة تكشف الجهال‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ وأخبرني يعقوب بن موسى قال‏:‏ قال أبو زرعة‏:‏ كان بشر بن يحيى بن حسان من أصحاب الرازي وكان يناظر فاحتجوا عليه بطاووس فقال‏:‏ يحتجون علينا بالطيور‏.‏

قال أبو زرعة‏:‏ وبلغني أنه ناظر إسحاق في القرعة فاحتج عليه إسحاق بالأحاديث الصحيحة فأفحمه فانصرف ففتش كتبه فوجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم القزع فصحف بالراء فانصرف وقال لأصحابه‏:‏ قد وجدت حديثاً أكسر به ظهره فأتى إسحاق فأخبره فقال‏:‏ إنما هو القزع‏.‏

وسأل حماد بن يزيد غلامٌ فقال‏:‏ يا أبا إسماعيل حدثك عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخبز قال‏:‏ فتبسم حماد وقال‏:‏ يا بني إذا نهى عن الخبز فمن أي شيء يعيش الناس وإنما هو نهى عن الخمر‏.‏

الضبي يكفيه كفن واحد‏:‏ وعن يحيى بن معين قال‏:‏ قدم داود بن أبي هند عليهم الكوفة فقام مستملي أهل الكوفة فقال‏:‏ كيف حديث سعيد يكفن الضبي في ثوب واحد يريد يكفن الصبي في ثوب واحد‏.‏

اللحن خير من المسخ‏:‏ وعن الحسن بن البراء قال‏:‏ كان لعمر بن عون وراق يلحن فأخره وتقدم إلى وراق أديب أن يقرأ عليه فقرأ‏:‏ حدثكم هسيم فقال‏:‏ ردونا إلى الأول فإنه يلحن وهذا يمسخ‏.‏

وجاء رجل إلى الليث بن سعد فقال‏:‏ كيف حدثك نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي نشرت في أبيه القصة قال‏:‏ حدث أبو حفص بن شاهين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ يوشك أن الضعينة بلا خفير فصحفت فقال‏:‏ بلا خفين‏.‏

الكتاب يصحح للقاضي‏:‏ كان حيان بن بشر قد تولى قضاء بغداد وأصبهان وكان من جملة رواة الحديث فروى يوماً‏:‏ أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلام وكان مستمليه رجلاً من أهل كجة فقال‏:‏ أيها القاضي إنما هو الكلاب فأمر بحبسه فدخل الناس إليه فقالوا‏:‏ ما دهاك فقال‏:‏ قطع أنف عرفجة في الجاهلية وابتليت أنا به في الإسلام‏.‏

تصحيف منكر‏:‏ وعن عبد الله بن ثعلبة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه من القيح‏.‏

قال عبد الله‏:‏ أخطأ فيه وصحف يعني المخزومي إنما هو الفيح‏.‏

وعن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يشققون الخطب تشقيق الشعر قال أبو نعيم شهدت وكيعاً مرة يقول‏:‏ يشققون الحطب فقلت‏:‏ بالحاء قال‏:‏ نعم‏.‏

عن عامر بن صعب قال‏:‏ اعتكفت عائشة عن أختها بعدما ماتت كذا قال‏:‏ وإنما هو اعتقت‏.‏

حديث معناه يدل على ضعفه‏:‏ قال‏:‏ حدثنا الشافعي قال‏:‏ قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم‏:‏ حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعاً وصلت خلف المقام ركعتين قال‏:‏ نعم‏.‏

طالب ذو عفة‏:‏ قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن وهب قال‏:‏ كنا عند يزيد بن هرون وكان له مستمل يقال له‏:‏ بريح‏.‏

فسأله رجل عن حديث فقال يزيد‏:‏ حدثنا به عدة فصاح به المستملي‏:‏ يا أبا خالد عدة ابن من قال‏:‏ عدة بن فقدتك‏.‏

عم الرجل صنو أبيه‏:‏ قال‏:‏ حدثني الفضل بن أبي طاهر قال‏:‏ صحف رجل في قول النبي صلى الله عليه وسلم عم الرجل صنو أبيه فقال‏:‏ عم الرجل ضيق آنية‏.‏

وارث بثينة‏:‏ وعن زكريا بن مهران قال‏:‏ صحف رجل لا يورث حميل إلا ببينة الحميل اللقيط فقال‏:‏ بثينة‏.‏

قال‏:‏ حضرت أحمد بن يحيى بن زهير ورجل من أصحاب الحديث يقول له‏:‏ كيف الزبير بن خريت فقال له ابن زهير‏:‏ لا خريت ولا كنت إنما هو خربت والخربت الدليل الحاذق‏.‏

قال العسكري‏:‏ روى شيخ مغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجاج آجرة بضم الجيم وتشديد الراء‏.‏

تصحيف في شعر‏:‏ قال العسكري‏:‏ وأنبأ أبو بكر بن الأنباري قال‏:‏ حدثنا أبي قال‏:‏ قرأ القطربلي على ثعلب بيت الأعشى‏:‏ الطويل‏:‏ فلو كنت في حب ثمانين قامةً ورقيت أسباب السماء بسلم قال له أبو العباس‏:‏ خرب بيتك هل رأيت حباً ثمانين قامة قط إنما هو جب‏.‏

صحف الحديث وفسر التصحيف‏:‏ قال حجاج‏:‏ جاء رجل إلى عبد القدوس بن حبيب فقال له‏:‏ أعد علي الحديث الذي حدثت به فقال‏:‏ لا تتخذوا شيئاً فيه الروح عرضاً بالعين المهملة والراء المفتوحة فقال له الرجل‏:‏ ما معنى هذا فقال‏:‏ هو الرجل يخرج من داره القسطرون يعني الروشن والكنيف‏.‏

قلت‏:‏ وهذا صحف الحديث وفسره على التصحيف وإنما الحديث لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً بالغين المعجمة‏.‏

حدثنا سعيد بن عمر قال‏:‏ قال أبو زرعة‏:‏ أظن القاسم بن أبي شيبة رأى في كتاب إنسان عن ابن فضيل عن أبيه عن المغير عن سعيد بن جبير المرجية يهود القبلة فعلقه ولم يضبطه فكان يحدث به عن ابن فضيل فيقول‏:‏ المرء حيث يهوى قلبه‏.‏

يريد إخراج كتاب تفسير وهو جاهل‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ وسمعت أبا العباس ابن أبي مهران يقول‏:‏ كان ابن جميل الرازي يريد أن يخرج التفسير فأخرجه في رقاع فأخرج ذات ليلة رقعة إلى الوراقين فقال‏:‏ الأكثرون هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا في أي سورة هو فقال له الوراق‏:‏ ليس هذا من القرآن‏.‏

فخجل ولم يخرج التفسير بعد‏.‏

استفتاء محير‏:‏ قال سمعت البرقاني يقول‏:‏ قال لي الأهوازي الفقيه‏:‏ كنت عند يحيى بن محمد بن صاعد فجاءته امرأة فقالت له‏:‏ أيها الشيخ ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت هذا الماء طاهر أم نجس فقال يحيى‏:‏ ويحك كيف سقطت الدجاجة في البئر قالت‏:‏ لم تكن البئر مغطاة قال يحيى‏:‏ ألا غطيتها حتى لا يقع فيه شيء قال الأهوازي فقلت‏:‏ يا هذه إن كان الماء ما أفصح كلامه‏:‏ قال‏:‏ كنا عند بندار فقال في حديث عن عائشة قال‏:‏ قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يسخر به‏:‏ أعيذك بالله ما أفصحك فقال‏:‏ كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة‏.‏

فقال‏:‏ قد بان ذلك عليك‏.‏

العلماء قد يقعون في التصحيف‏:‏ قال‏:‏ حدثنا عبد الله بن موسى والفريابي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال‏:‏ برز عيينة وشيبة والوليد فقالوا‏:‏ من يبارز فخرج من الأنصار قال عبد الله ستة والفريابي شيبة قال الدارقطني‏:‏ قوله ستة تصحيف والأصح ما قاله الفريابي لأن الذين خرجوا من الأنصار ثلاثة‏.‏

تصحيف في الأحاديث‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ وقرأت في أصل أبي عبد الله بن مخلد عن يحيى بن معين قال‏:‏ قال الوراق في حديث عائشة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى البقيع حساً رأيته‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ حدثنا أبي قال‏:‏ ورد يحيى بن آدم فقال‏:‏ أخطأ في حديث كعب قال‏:‏ قال الله أنا أشج وأداوي وأخطأ يحيى قبيحاً فقال‏:‏ أسحر وأداوي‏.‏

قال أبو الهيثم القاضي‏:‏ سمعت أحمد بن صالح يقول‏:‏ قدمت أبلة فتلقيت سلامة بن روح فسمعته يحدث حديثاً لسقيفة فقال فيه‏:‏ ولا بيعة للذي بايع بعرة أن يفتلا فقلت‏:‏ إنما هو تغرة أن يقتلا فقال لي‏:‏ لا هو كما قلت لك قلت‏:‏ فما معناه قال‏:‏ البعرة تفتلها في يدك تفتيلاً فتنتشر‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ أملى علينا أبو بكر الصولي حديث أبي أيوب من صام رمضان واتبعه ستاً من شوال فقال‏:‏ شيئاً من شوال‏.‏

وروى أحمد بن جعفر الحنبلي حديث أبي سعيد لا حليم إلا ذو عثرة فقال‏:‏ غيرة بالغين المعجمة والياء‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ وحدثنا محمد بن أحمد قال‏:‏ أملى علينا أبو شاكر مولى المتوكل في حديث اكتحلوا وتراً واذهبوا عنا أراد وادهنوا غباً‏.‏
الرد مع إقتباس
  #12  
قديم 25-11-2005, 08:07 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


الباب الثاني عشر في ذكر المغفلين من الأمراء والولاة
كره أن يغيظ السيدة عائشة‏:‏ قال محمد بن زياد‏:‏ كان عيسى بن صالح بن علي يحمق وكان له ابن يقال له‏:‏ عبد الله من عقلاء الناس فتولى عيسى جند قنسرين فاستخلف ابنه على العمل قال ابنه‏:‏ فأتاني رسوله في بعض الليل يأمرني بالحضور في وقت مبكر لا يحضر فيه إلا لأمر مهم فتوهمت أن كتاباً ورد من الخليفة في بعض الأشياء التي يحتاج فيها إلى حضوري وحضور الناس فلبست السواد وتقدمت بالبعثة إلى وجوه القواد وركبت إلى داره فلما دخلتها سألت الحجاب هل ورد كتاب من الخليفة أو حدث أمر فقالوا لم يكن من هذا شيء فصرت من الدار إلى موضع تخلف الحجاب عنه فسألت الخدام أيضاً فقالوا مثل مقالة الحجاب فصرت إلى الموضع الذي هو فيه فقال لي‏:‏ أدخل يا بني فدخلت فوجدته على فراشه فقال‏:‏ علمت يا بني أني سهرت الليلة في أمر أنا مفكر فيه إلى الساعة قلت‏:‏ أصلح الله الأمير ما هو قال‏:‏ اشتهيت أن يصيرني الله من الحور العين ويجعل في الجنة زوجي يوسف النبي فطال في ذلك فكري قلت‏:‏ أصلح الله الأمير فالله عز وجل قد جعلك رجلاً فأرجو أن يدخلك الجنة ويزوجك من الحور العين فإذا وقع هذا في فكرك فهلا اشتهيت محمداً صلى الله عليه وسلم أن يكون زوجك فإنه أحق بالقرابة والنسب وهو سيد الأولين والآخرين في أعلى عليين فقال‏:‏ يا بني لا تظن أني لم أفكر في هذا فقد فكرت فيه ولكن كرهت أن أغيظ السيدة عائشة‏.‏

حدثنا المدائني قال‏:‏ جاء رجل من أشراف الناس إلى بغداد فأراد أن يكتب إلى أبيه كتاباً يخبره فلم يجد أحداً يعرفه فانحدر بالكتاب إلى أبيه وقال‏:‏ كرهت أن يبطىء عليك خبري ولم أجد أحداً يجيء بالكتاب فجئت أنا به ودفعه إليه‏.‏

ضرب الخصمين لأن بينهما الظالم‏:‏ قال ابن خلف‏:‏ واختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يحسن أن يقضي بينهما فضربهما وقال‏:‏ الحمد لله الذي لم يفتني الظالم منهما‏.‏

أخبرني سعيد بن جعفر الأنباري قال‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ غضب أبو الخيثم على عامل له فكلم في الرضاء عنه فقال‏:‏ لا والله أو يبلغني عنه أنه قبل رجلي‏.‏

صاحب مظالم قليل العقل‏:‏ قال أبو عثمان الجاحظ‏:‏ كان فزارة صاحب مظالم البصرة وكان أطول خلق الله لحية وأقلهم عقلاً وهو الذي قال فيه الشاعر‏:‏ مجزوء الكامل‏:‏ ومن المظالم أن تكو ن على المظالم يا فزاره أخذ الحجام يوماً من شعره فما فرغ دعا بمرآة فنظر فيها فقال للحجام‏:‏ أما شعر رأسي فقد جودت أخذه ولكنك والله يا ابن الخبيثة سلحت على شاربي ووضع يديه عليه‏.‏

وسمع فزارة يوماً صياحاً فقال‏:‏ ما هذا الصياح فقالوا‏:‏ قوم يتكلمون في القرآن‏.‏

فقال‏:‏ اللهم أرحنا من القرآن‏.‏

واجتاز به صاحب دراج فقال‏:‏ بكم تبيع هذا الدراج فقال‏:‏ واحد بدرهم‏.‏

قال‏:‏ لا قال‏:‏ كذا بعت قال‏:‏ نأخذ منك اثنين بثلاثة دراهم قال‏:‏ خذ فقال‏:‏ يا غلام أعطه ثمن اثنين ثلاثة دراهم فإنه أسهل للمبيع‏.‏

خطاب أعراب ولي على كورة‏:‏ وبلغنا أن المهلب ولى بعض الأعراب كورة بخراسان وعزل واليها فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أيها الناس اقصدوا لما أمركم الله به فإنه رغبكم في الآخرة الباقية وزهدكم في الدنيا الفانية فرغبتم في هذه وزهدتم في تلك فيوشك أن تفوتكم الفانية ولا تحصل لكم الباقية فتكونوا كما قال الله تعالى لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقيت واعتبروا بالمغرور الذي عزل عنكم سعى وجمع فصار ذلك كله إلي على رغم أنفه وصار كما قال الله سبحانه وتعالى مجزوء الخفيف‏:‏ ثم نزل عن المنبر‏.‏

أعرابي يخطب الجمعة‏:‏ وبلغنا أن يزيد بن المهلب ولى أعرابياً على بعض كور خراسان فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر وقال‏:‏ الحمد لله ثم ارتج عليه فقال‏:‏ أيها الناس إياكم والدنيا فإنكم لم تجدوها إلا كما قال الله تعالى‏:‏ الوافر‏:‏ وماالدنيا بباقيةٍ لحي وما حي على الدنيا بباقي فقال كاتبه‏:‏ أصلح الله الأمير هذا شعر قال‏:‏ فالدنيا باقية على أحد قال‏:‏ لا قال‏:‏ فيبقى عليها أحد قال‏:‏ لا قال‏:‏ فما كلفتك إذن خلقت السموات والأرض في ستة أشهر‏:‏ وبلغنا أن بعض العرب خطب في عمل وليه فقال في خطبته‏:‏ إن الله خلق السموات والأرض في ستة أشهر‏.‏

فقيل له في ستة أيام فقال‏:‏ والله أردت أن أقولها ولكن استقللتها‏.‏

قصص منصور بن النعمان‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو بكر النقاش قال‏:‏ كتب كاتب منصور بن النعمان إليه من البصرة أنه أصاب لصاً فكره الإقدام على قطعه دون الاستطلاع على أمره وأنه خياط فكتب إليه‏:‏ إقطع رجله ودع يده فقال‏:‏ إن الله أمر بغير ذلك فكتب إليه‏:‏ نفذ ما أمرتك به فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب‏.‏

وأتى منصوراً نخاس ببغل فقال‏:‏ هذا شراؤه أربعون ديناراً فقال‏:‏ لا تربح علي شيئاً هذه المرة يا غلام اعطه ألفاً وخمسمائة دينار‏.‏

ودخل على المأمون فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين الموت فاشٍ بالكوفة ولكنه سليم‏.‏

ودخل على أحمد بن أبي حاتم وهو يتغدى برؤوس فقال له أحمد‏:‏ هلم يا أبا سهل فإنها رؤوس الرضع فقال‏:‏ هنيئاً أطعمنا الله وإياك من رؤوس أهل الجنة‏.‏

وقال له المأمون‏:‏ يا منصور قد مدت دجلة فأشر علينا‏.‏

فقال‏:‏ تكتري مئة سقاء يستقون ذا الماء يرشون الطريق فقال له المأمون‏:‏ حرت فيك‏.‏

إلحس ما كتبت‏:‏ قال‏:‏ حدثنا محمد بن خلف قال‏:‏ قال بعض الولاة لكاتبه‏:‏ أكتب إلى فلان وعنفه وقل له‏:‏ بئس ما صنعت يا خرا‏.‏

فقال الكاتب‏:‏ أعزك الله لا يحسن هذا في المكاتبة‏.‏

قال‏:‏ صدقت إلحس موضع الخرا بلسانك‏.‏

أخبرني الأمير أبو بكر بن بدر قال‏:‏ شغب رجال على الحسين بن مخلد يوماً وطالبوه بالمال فقال‏:‏ أنا ما معي مال في بيتي أخرجه وإنما أنا للسلطان كالمرملة إن صب في أعلاي شيئاً أخذتموه من أسفلي فإن صبرتم إلى أن ترد الأموال فرقت عليكم وإلا فالأمر لكم‏.‏

يريد أن يحم اليوم ويشفى غداً‏:‏ حدثنا أبو علي محمد بن الحسن الكاتب قال‏:‏ كنت أكتب لأبي الفضل بن علان وهو بأرجان يتقلدها فقيل له‏:‏ قدم أبو المنذر النعمان بن عبد الله يريد فارس والوجه أن تلقاه في غد وكان ابن الفضل يحم حمى الربع فقال‏:‏ كيف أعمل وغداً يوم حماي ولا أتمكن من لقاء الرجل‏!‏ ولكن الوجه أن أحم الساعة حتى أقدر عليه غداً يا غلام هات الدواج حتى أحم الساعة فإذا عنده أنه إذا أراد أن يقدم نوبة الحمى ويصح غداً تأخرت عنه الحمى‏.‏

مقوم ناقة صالح‏:‏ حدثنا المدائين قال‏:‏ كان عبد الله بن أبي ثور والي المدينة فخطبهم فقال‏:‏ أيها الناس اتقوا الله وارجوا التوبة فإنه أهلك قوم صالح في ناقة قيمتها خمسمائة درهم‏.‏

فسموه مقوم الناقة وعزله الزبير‏.‏

قال‏:‏ وكتب حيان عامل مصر إلى عمر بن عبد العزيز‏:‏ إن الناس قد أسلموا فليس جزية‏.‏

فكتب إليه عمر‏:‏ أبعد الله الجزية إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً للجزية‏.‏

الأمير يجلس للنظر أول من أمس‏:‏ حدثنا سليمان بن حسن بن مخلد‏:‏ قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ كنت عند شجاع بن القاسم وقد دخل قوم من المتظلمين خاطبهم في أمورهم فقال‏:‏ ليس النظر في هذا الآن والأمير يجلس للنظر في هذا ومثله أول من أمس فتصيرون إليه‏.‏

القباء المخرق‏:‏ دخل شجاع على المستعين مرة وطرف قبائه مخرق فسأله عن سبب ذلك فقال‏:‏ اجتزت في الدرب وكان فيه كلب فوطأت قباءه فخرق ذنبي‏.‏

‏.‏

‏.‏

فما تمالك المستعين أن ضحك‏.‏

عامل الرشيد على الرقة‏:‏ وعن جرير بن المقفع عن وزير كسرى قال‏:‏ كان قباذ أحمق كان يأتي البستان فيشم الريحان في منبته ويقول‏:‏ لا أقلعه رحمة له‏.‏

وبلغنا عن نصر بن مقبل وكان عامل الرشيد على الرقة أنه أمر بجلد شاة الحد فقالوا إنها بهيمة‏.‏

قال‏:‏ الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا‏.‏

فانتهى خبره إلى الرشيد فلما وقف بين يديه قال‏:‏ من أنت قال‏:‏ مولى لبني كلاب فضحك الرشيد وقال‏:‏ كيف بصرك بالحكم قال‏:‏ الناس والبهائم عندي واحد في الحق ولو وجب الحق على بهيمة وكانت أمي أو أختي لحددتها ولم تأخذني في الله لومة لائم‏.‏

فأمر الرشيد أن لا يستعان به‏.‏
الرد مع إقتباس
  #13  
قديم 25-11-2005, 08:08 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الحكيم والوزير الركيك‏:‏ حضر بعض حكماء الهند مع وزير ملكهم وكان الوزير ركيكاً فقال للحكيم‏:‏ ما العلم الأكبر قال‏:‏ الطب قال‏:‏ فإني أعرف من الطب أكثره قال‏:‏ فما دواء المبرسم أيها الوزير قال‏:‏ دواؤه الموت حتى تقل حرارة صدره ثم يعالج بالأدوية الباردة ليعود حياً قال‏:‏ ومن يحييه بعد الموت قال‏:‏ هذا علم آخر وجد في كتاب النجوم ولم أنظر في شيء منه إلا في باب الحياة فإني وجدت في كتاب النجوم أن الحياة للإنسان خير من الموت فقال الحكيم‏:‏ أيها الوزير الموت على كل حال خير للجاهل من الحياة‏.‏

عدل أبي خندف‏:‏ عرض أبو خندف دوابه فأصاب فيها واحدة عجفاء مهزولة فقال‏:‏ هاتوا الطباخ فبطحه وضربه خمسين مقرعة وقال له‏:‏ ما لهذه الدابة على هذه الحال قال‏:‏ يا سيدي أنا طباخ ما علمي بأمر الدواب قال‏:‏ بالله أنت طباخ‏!‏ فلم لم تقل لي اذهب الآن فإذا كان غداً أضرب السائس ستين مقرعة يفضل عشرون فطب نفساً‏.‏

تسلمت ثلاثة وهم واحد‏:‏ وروى أبو الحسن محمد بن هلال الصابىء قال‏:‏ خرج قوم من الديلم إلى أقطاعهم فظفروا باللص المعروف بالعراقي فحملوه إلى الوزير أبي عبد الله المهلبي فتقدم بإحضار أبي الحسين أحمد بن محمد القزويني الكاتب وكان ينظر في شرطة بغداد فقال له المهلبي‏:‏ هذا اللص العيار العراقي الذي عجزتم عن أخذه فخذوه واكتب خطك بتسليمه فقال‏:‏ السمع والطاعة إلى ما يأمر به الوزير ولكنك تقول ثلاثة وهذا واحد فكيف اكتب خطي بتسليم ثلاثة فقال يا هذا هذا العدد صفة لهذا الواحد فكتب يقول‏:‏ أحمد بن محمد القزويني الكاتب تسلمت من حضرة الوزير اللص العيار العراقي ثلاثة وهم واحد رجل وكتب بخطه في التاريخ‏.‏

فضحك الوزير وقال لنصراني هناك‏:‏ قد صحح القزويني مذهبكم في تسليم هذا اللص‏.‏

كتابة اللحن‏:‏ وقال بعض الكتاب لمغنية‏:‏ أكتبي لي هذا الصوت فقالت‏:‏ أنت الكاتب فقال‏:‏ أنت تكتبيه بلحنه وأنا لا أحسن أكتبه بلحنه‏.‏

الوزير ذو السعادات‏:‏ قال أبو الحسن بن هلال الصابىء‏:‏ عرض على الوزير ذي السعادات أبي الفرج صاحبها وطلبها ففتح الوزير الدواة وكتب على هذه بخط غليظ هذه لا تصلح وكتب على أخرى وهذه غير مرضية وعلى أخرى هذه غالية وقال‏:‏ ادفعوها إليه فأخذها الرجل وقد تلفت عليه‏.‏

قال‏:‏ وكان إذا أخطأ الفرس تحته يأمر بقطع علفه تأديباً له فإذا قيل له في ذلك قال‏:‏ أطعموه ولا تعلموه أني علمت بذلك‏.‏

لماذا رفض الإسلام‏:‏ جاء بعض النصارى إلى عبد الله بن بشار وكان عامل المدينة فقال‏:‏ أريد أن أسلم على يدك فقال‏:‏ يا ابن الفاعلة ما وجدت في عسكر أمير المؤمنين أهون مني جئت تريد أن تلقي بيني وبين عيسى ابن مريم كلاماً إلى يوم القيامة‏.‏

صعد بعض الولاة المنبر فخطب فقال‏:‏ إن أكرمتموني أكرمتكم وإن أهنتموني ليكونن أهون علي هذا الثلج أبرد من ذاك‏:‏ جاز بعض الأمراء المغفلين على بياع الثلج فقال‏:‏ أرني ما عندك فكسر له قطعة وناوله فقال‏:‏ أريد أبرد من هذا فكسر له من الجانب الآخر فقال‏:‏ كيف سعر هذا فقال‏:‏ رطل بدرهم ومن الأول رطل ونصف بدرهم فقال‏:‏ زن من الثاني‏.‏

وجاز يوماً بطين في باب الشام فقال لأصحابه‏:‏ السلطان يريد أن يركب فإن أنا رجعت ورأيت هذا الطين موضعه ضربته بالنار ولا ينفعكم شفاعة أحد‏.‏

خطب قبيصة وهو خليفة أبيه على خراسان فأتاه كتابه فقال‏:‏ هذا كتاب الأمير وهو والله أهل أن يطاع وهو أبي وأكبر مني‏.‏

ما ورد كتاب من الميت‏:‏ وحكى أبو إسحاق الصابي أن رجلاً من كبار كتاب العجم يعرف بأبي العباس بن درستويه حضر مجلس أبي الفرج محمد بن العباس وهو جالس للعزاء بأبيه أبي الفضل وقد ورد نعيه من الأهواز وعند أبي الفرج رؤساء الدولة قد ولي الديوان مكان أبيه فلما تمكن ابن درستويه في المجلس تباكى وقال‏:‏ لعل هذا إرجاف ورد كتابه فقال له أبو الفرج‏:‏ قد ورد عدة كتب فقال‏:‏ دع هذا كله ورد كتابه بخطه فقال‏:‏ لو ورد كتابه بخطه ما جلسنا للعزاء‏.‏

فضحك الناس‏.‏

لا يفرق بين يوم الحجاجة ويوم القيامة‏:‏ وأنشد عبد الله بن فضلويه عامل قرميسين في مجلسه والمجلس غاص بأهله هذا البيت‏:‏ البسيط‏:‏ يوم القيامة يومٌ لا دواء له إلا الطلاء وإلا اللهو والطرب فقال بعض الحاضرين‏:‏ إنما هو يوم الحجامة‏.‏

فقال‏:‏ اعذروني فإني لا أحسن النحو‏.‏
الرد مع إقتباس
  #14  
قديم 25-11-2005, 08:11 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Talking

الباب الثالث عشر في ذكر المغفلين من القضاة

قاضٍ لا يميز بين المدح والهجاء‏:‏ عن ابن الأعرابي قال‏:‏ خاصم أبو دلامة رجلاً إلى عافية فقال‏:‏ المتقارب‏:‏ لقد خاصمتني غواة الرجال وخاصمتهم سنةً وافيه فمن كنت من جوره خائفاً فلست أخافك يا عافيه فقال له عافية‏:‏ لأشكونك لأمير المؤمنين قال‏:‏ لم تشكوني قال‏:‏ لأنك هجوتني‏.‏

قال‏:‏ والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك قال‏:‏ لم قال‏:‏ لأنك لا تعرف الهجو من المدح‏.‏

عافية هذا هو ابن زيد القاضي ولاه المهدي القضاء على بغداد‏.‏

قاضٍ عزل نفه‏:‏ قال‏:‏ حدث عبد الرحمن بن مسهر قال‏:‏ ولاني القاضي أبو يوسف القضاء بجبل‏.‏

وبلغني أن الرشيد منحدر إلى البصرة فسألت أهل جبل أن يثنوا علي فوعدوني أن يفعلوا ذلك وتفرقوا فلما آيسوني من أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت له فوافى وأبو يوسف في الحراقة فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل قد عدل بينا وفعل وصنع وجعلت أثني على نفسي فرآني أبو يوسف فطأطأ رأسه وضحك فقال هرون‏:‏ مم تضحك فقال‏:‏ إن المثني على نفسه هو القاضي‏.‏

فضحك هرون حتى فحص رجليه وقال‏:‏ هذا شيخ سخيف سفلة فاعزله فعزلني‏.‏

الأمير أخر الجمعة‏:‏ عن علي بن هشام أنه قال‏:‏ كان للحجاج قاضٍ بالبصرة من أهل الشام يقال له أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من العراق فقال له‏:‏ يا أبا حمير فأين تذهب قال‏:‏ إلى الجمعة فقال‏:‏ ما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم فانصرف راجعاً إلى بيته فلما كان من الغد قال له الحجاج‏:‏ أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة قال‏:‏ لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت‏.‏

فضحك الحجاج وقال‏:‏ يا أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر‏.‏

لا يفرق بين العم والخال‏:‏ قال المدائني‏:‏ استعمل حيان بن حسان قاضي فارس على ناحية كرمان فخطبهم فقال‏:‏ يا أهل كرمان تعرفون عثيمان بن زياد هو عمي أخو أمي‏.‏

فقالوا‏:‏ فهو خالك إذن‏.‏

قال ابن خلف‏:‏ وسقط الذباب على وجه قاضي عبدان فقال‏:‏ كثر الله بكم القبور‏.‏

قال ابن خلف‏:‏ قال بعض الرواة‏:‏ تقدم رجلان إلى أبي العطوف قاضي حران فقال أحدهما‏:‏ أصلح الله القاضي هذا ذبح ديكاً لي فخذ لي بحقه فقال لهما القاضي‏:‏ عليكما بصاحب الشرطة فإنه ينظر في الدماء‏.‏

قال أبو الفضل الربعي‏:‏ حدثنا أبي قال‏:‏ سأل المأمون رجلاً من أهل حمص عن قضاتهم قال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن قاضينا لا يفهم وإذا فهم وهم قال‏:‏ ويحك كيف هذا قال‏:‏ قدم عليه رجل رجلاً فادعى عليه أربعة وعشرين درهماً فأقر له الآخر فقال‏:‏ أعطه قال‏:‏ أصلح الله القاضي إن لي حماراً اكتسب عليه كل يوم أربعة دراهم أنفق على الحمار درهماً وعلي درهماً وأدفع له درهمين حتى إذا اجتمع ما له غاب عني فلم أره فأنفقتها وما أعرف وجهاً إلا أن يحبسه القاضي إثنا عشر يوماً حتى أجمع له إياها فحبس صاحب الحق حتى جمع ماله فضحك المأمون وعزله‏.‏

حلف الجار بدل المتهم‏:‏ وعن أبي بكر الهذلي قال‏:‏ كان ثمامة بن عبد الله بن أنس على القضاء بالبصرة قبل بلال بن أبي بردة وكان مخلطاً فاستدعت امرأة إلى ثمامة على رجل أودعته شيئاً ولم يكن لها بينة فأراد استحلافه لها فقالت‏:‏ إنه رجل سوء فيحلف ويذهب حقي ولكن استحلف إسحاق بن سويد فإنه جاره فأرسل إلى إسحاق واستحلفه‏.‏

قاضٍ يحكم بالقرعة‏:‏ وحكى أبو الخير الخياط عن بعض أصحابه قال‏:‏ دخلت تاهرت فإذا فيها قاضٍ من أهلها وقد أتى رجل جنى جناية ليس لها في كتاب الله حد منصوص ولا في السنة فأحضر الفقهاء فقال‏:‏ إن هذا الرجل جنى جناية وليس لها في كتاب الله حكم معروف فما ترون فقالوا بأجمعهم‏:‏ الأمر لك قال‏:‏ فإني رأيت أن أضرب المصحف بعضه ببعض ثلاث مرات ثم أفتحه فما خرج من شيء عملت به قالوا له‏:‏ وفقت‏.‏

ففعل بالمصحف ما ذكره ثم فتح فخرج قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ سنسمه على الخرطوم ‏"‏ فقطع أنف الرجل وخلى سبيله‏.‏

شاهد واحد يثبت نصف الحق‏:‏ وبلغنا أن رجلاً قدم رجلاً إلى بعض القضاة فادعى عليه بثلاثين ديناراً وأقام شاهداً واحداً فقال القاضي‏:‏ إدفع له خمسة عشر ديناراً إلى أن يقيم الشاهد الآخر‏.‏

ما معنى السدس‏:‏ وحكى فقيه من رفقائنا قال‏:‏ حضر عندي أمين من أمناء القاضي فسألني عن فريضة فيها سدس فقال‏:‏ ما معنى السدس قلت له‏:‏ من الدينار ثلاثة قراريط وحبة وسهم من ستة أسهم هذا هو السدس فقال‏:‏ أكتبه لي حتى أعرفه قلت‏:‏ والله لا أكتبه لك‏.‏

الباب الرابع عشر‏:‏ في ذكر المغفلين من الكتاب والحجاب
في ذكر المغفلين في الكتاب والحجاب أخطأ الكاتب فكانت جريمة‏:‏ حدثني حماد بن إسحاق قال‏:‏ كتب سليمان بن عبد الملك إلى أبي بكر بن حزم أن أحص من قبلك من المخنثين فحصف كاتبه فقال أخص فدعا بهم فخصاهم‏.‏

وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذا الوجه وأنه خصاهم لأنه كان غيوراً فإذن لا يكون تصحيفاً‏.‏

الكاتب الأحمق‏:‏ وعن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال‏:‏ كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق فغرق في البحر شلنديتان من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى إن شلنديتين أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي تلفوا قال‏:‏ فكتب إليه أمير حلب‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه أدب كاتبك أي إصفعه واستبدل به أي اعزله فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انقضى الكتاب‏.‏

وعن عبد الله بن محمد الصوري قال‏:‏ رأيت سهل بن بشر الكاتب يوماً وقد نعق غراب أبقع على حائط صحن الدار فضاق صدره وقال‏:‏ هاتم البواب فجيء به فقال‏:‏ لم تركت هذا الغراب يصيح ها هنا فقال البواب‏:‏ أيها الأستاذ وأي ذنب لي أنا أحفظ بابي وليس هذا ممن يدخل من الباب فيلزمني جنايته فكيف أستطيع منعه من الصياح فقال‏:‏ قفاه فما يصفع صفعاً عظيماً إلى أن شفعت فيه‏.‏

شهادتكم بيوم الفطر تؤدي إلى عقابكم‏:‏ وعن أبي علي النميري قال‏:‏ تراءينا هلال شوال فأتينا سوار بن عبد الله لنشهد عنده فقال حاجبه‏:‏ أنتم مجانين الأمير لم يختضب بعد ولم يتهيأ ولئن وقعت عينه عليكم ليضربنكم مائتين انطلقوا فانصرفنا وصام الناس يوم الفطر‏.‏

لا تقبل شهادة الأحمق التقي‏:‏ وعن أبي بكر النقاش قال‏:‏ قيل لعبد الله بن مسعود القاضي‏:‏ تجيز شهادة العفيف التقي الأحمق قال‏:‏ لا وسأريكم هذا ادع يا غلام أبا الورد حاجبي وكان أحمق فلما أتاه قال‏:‏ اخرج فانظر ما الريح فخرج ثم رجع فقال‏:‏ شمال يشوبها جنوب فقال‏:‏ كيف ترون أتروني وعن أبي أحمد الحارثي قال‏:‏ كنت أعاشر بعض كتاب الديلم فسمعته مرة يحلف ويقلو‏:‏ والله الذي لا إله إلا هو أعني به الطلاق والعتاق‏.‏

القائد ثور وامرأته بقرة‏:‏ قال‏:‏ وكتب مرة بحضرتي تذكرة بأضاحي يريد تفريقها في دار صاحبه وقد قرب عيد الأضحى فكتب‏:‏ القائد ثور امرأته بقرة ابنه كبش ابنته نعجة الكاتب تيس فقلت‏:‏ يا سيدي الروح الأمين ألقى إليك هذا فلم يدر ما خاطبته به وسلمت منه‏.‏

رسالة إلى صديق‏:‏ وكتب إلى صديق له‏:‏ كتبت إليك هذه الكلمات يا سيدي وربي أعني به قميصي من منزلك الذي أنا أسكنه وقد نفضت الدم من قفاك المرسوم بي وليس وحق رأسك الذي أحبه عبدي من نبيذك الذي تشربه شيء فوجه إلي على يدي هذا الرسول فإنه ثفة أوثق مني ومنك‏.‏

قال أبو أحمد‏:‏ وبلغني عن بعض قواد الديلم أنه قال‏:‏ كاتبي أحذق الناس بأمر الدواب والضياع وشري الأمتعة وما فيه عيب إلا أنه لا يقرأ ولا يكتب‏.‏

وعن عبد الله بن إبراهيم الموصلي قال‏:‏ نابت الحجاج في صديق له مصيبة ورسول لعبد الملك شامي عنده فقال الحجاج‏:‏ ليت إنساناً يعزيني بأبيات فقال الشامي‏:‏ أقول قال‏:‏ قل فقال‏:‏ وكل خليل سوف يفارق خليله يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يكون شيئاً لا نعرفه فقال الحجاج‏:‏ قد سليتني عن مصيبتي بأعظم منها في أمير المؤمنين إذ وجه مثلك لي رسولاً‏.‏

أطلق الحمار أعزك الله‏:‏ وجد في بعض الكتب أن قدامة بن زيد وجه غلاماً له إلى قطربل ليبتاع له شراباً وأركبه حماراً فمضى الغلام وابتاع له الشراب فلما صار إلى باب قطربل عارضه صاحب المصلحة فضربه وأراق ما معه وحبسه فاتصل الأمر بقدامة فكتب إلى صاحب الخبر‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم جعلت فداك برحمته فإن صاحب مصلحتين قطربل قويا على غلام لي فضرباه خمسين رطلاً من تقطيع الزكرة فرأيك أعزك الله في إطلاق الحمار مصاباً إن شاء الله عز وجل‏.‏

رسالة إلى طبيب‏:‏ وكتب بعضهم إلى طبيب‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ويلك يا يوحنا وامتع بك قد شربت الدواء خمسين مقعداً المغص والتقطيع يفتل بطني والعينين والرأس فلا تؤخر باحتباسك عني فسوف تعلم أني سأموت وتبقى بلا أنا فعلت موفقاً إن شاء الله‏.‏

عملت يا طبيب بوصفك فلم يفد‏:‏ وصف حجاج بن هرون الكاتب لحنين النصراني علة به فأمره أن يؤخر غداءه ويأخذ في آخر الليل دواء وصفه له فكتب إليه حجاج من غد‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم وأتم نعمته عليك شربت الدواء وأكلت قليل كسرة واختلف أحمر مثل السلق مغصاً فرأيك في إنكار ذلك على بطني فعلت إن شاء الله‏.‏

رسالة مختصرة إلى صديق‏:‏ وكتب بعضهم إلى صديق له‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم وجعلني الله فداءك لولا علة نسيتها لسرت إليك حتى أعرفك بنفسي والسلام‏.‏

رسالة اعتذار‏:‏ وكتب المتوكل إلى محمد بن عبد الله يطلب فهداً فكتب إليه‏:‏ نجوت عند مقام لا إله إلا الله وصلى الله على سيدنا محمد فديته إن كان عندي مما طلبته وزن دانق لا فهد ولا نمر فلا تظن يا سيدي إني أبخل عليك بالقليل‏.‏

وكتب معاوية بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك‏:‏ قد بعثت إليك خزاً أحمر وأحمى‏.‏

نحن في خير ولكن قتل أكثر الأسرة‏:‏ وكتب رجل من البصرة إلى أبيه‏:‏ كتبت إليك يا أبت نحن كما يسرك الله عونه وقوته لم يحدث علينا بعدك إلا كل خير إلا أن حائطاً لنا وقع على أمي وأخي الصغير وأختي والجارية والحمار والديك والشاة ولم يفلت غيري‏.‏

وكتب أبو كعب إلى منزله كتاباً عنوانه‏:‏ من أبي كعب يدفع عنوانه في عياله إن شاء الله‏.‏

رسالة من ولد ملك‏:‏ وكتب بعض ولد الملوك إلى بعض‏:‏ استوهب الله المكاره فيك برحمته أنا وحق جدي رسول الله الذي لا إله إلا هو أحبك أشد من جدي المتوكل فقد بلغني أنه قد جاءك من النبيذ شيء كثير كثير شطراً وأنا أحبه شديد شديد شطراً آخر وبحياتي عليك ألا بعثت إلي دستجة أو خمس دبات أو ستة أو سبعة أو أكثر جياد بالغة وإلا فثلاث خماسيات ولا تردني فأحرد موفقاً .
الرد مع إقتباس
  #15  
قديم 26-11-2005, 01:27 AM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي

الأخ العزيز ماهر..

شكراً لك على هذا الموضوع الظريف..




أخوك
محمد
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
الرد مع إقتباس
  #16  
قديم 29-11-2005, 06:54 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أخي محمد، شكرا على مرورك من هنا


الباب الخامس عشر في ذكر المغفلين من المؤذنين
عن أبي بكر النقاش قال‏:‏ حدثنا أن أعرابياً سمع مؤذناً كان يقول‏:‏ أشهد أن محمداً رسول الله بالنصب فقال‏:‏ ويحك فعل ماذا وعن محمد بن خلف قال‏:‏ قيل لمؤذن ما يسمع أذانك فلو رفعت صوتك فقال‏:‏ إني لأسمع صوتي من ميل‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ رأيت مؤذناً يؤذن ثم عدا فقلت‏:‏ إلى أين فقال‏:‏ أن أحب أعرف إلى أين يبلغ صوتي‏.‏

وأذن مؤذن فقيل له‏:‏ ما أحسن صوتك فقال‏:‏ إن أمي كانت تطعمني البلادة وأنا صغير‏.‏

يريد البلادر‏.‏

وعن شريح بن يزيد قال‏:‏ كان سعيد بن سنان المهدي مؤذناً بجامع حمص وكان شيخاً صالحاً يسحر الناس في رمضان فيقول في تسحيره‏:‏ استحثو قديراتكم عجلوا في أكلكم قبل أن أأذن فيسخم الله وجوهكم وتحردوا‏.‏

الباب السادس عشر يحفظ مكان الإمام حتى يجيء
عن أبي العيناء قال‏:‏ كان المدني في الصف من وراء الإمام فذكر الإمام شيئاً فقطع الصلاة وقدم المدني ليؤمهم فوقف طويلاً فلما أعيا الناس سبحوا له وهو لا يتحرك فنحوه وقدموا غيره فعاتبوه فقال‏:‏ ظننته يقول لي‏:‏ احفظ مكاني حتى أجيء‏.‏

كلهم أعداء لا نبالي بهم‏:‏ وعن محمد بن خلف قال‏:‏ مر رجل بإمام يصلي بقوم فقرأ‏:‏ آلم غلبت الترك فلما فرغ قلت‏:‏ يا هذا إنما هو ‏"‏ غلبت الروم ‏"‏ فقال‏:‏ كلهم أعداء لا نبالي من ذكر منهم‏.‏

الأعمش يصلي خلف إمام ثقيل‏:‏ وعن مندل بن علي قال‏:‏ خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر فمر بمسجد بني أسد وقد أقام المؤذن الصلاة فدخل يصلي فافتتح الإمام الركعة الأولى بالبقرة ثم في الركعة الثانية آل عمران فلما انصرف قال له الأعمش‏:‏ أما تتقي الله أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة ‏"‏‏.‏

فقال الإمام قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ‏"‏‏.‏

فقال الأعمش‏:‏ أنا رسول الخاشعين إليك بأنك تصحيح الخطأ بالرفس‏:‏ وعن المدائني قال‏:‏ قرأ إمام ولا الظالين بالظاء المعجمة فرفسه رجل من خلفه فقال الإمام‏:‏ آه ضهري فقال له رجل‏:‏ يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وأنت في عافية وكان الراد عليه طويل اللحية‏.‏

لا تطل في صلاتك أيها الإمام‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ أخبرني أبو العنبس قال‏:‏ كان رجل طويل اللحية أحمق جارنا وكان أقام بمسجد المحلة يعمره ويؤذن فيه ويصلي وكان يعتمد السور الطوال ويصلي بها فصلى ليلة بهم العشاء فطول فضجوا منه وقالوا‏:‏ اعتزل مسجدنا حتى نقيم غيرك فإنك تطول في صلاتك وخلفك الضعيف وذو الحاجة فقال‏:‏ لا أطول بعد ذلك فتركوه فلما كان من الغد أقام وتقدم فكبر وقرأ الحمد ثم فكر طويلاً وصاح فيهم‏:‏ إيش تقولون في عبس فلم يكلمه أحد إلا شيخ أطول لحية منه وأقل عقلاً فإنه قال‏:‏ كيسة مر فيها‏.‏

إمام لا يحسب‏:‏ وقرأ إمام في صلاته وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين ليلة أطال الإمام فهرب المصلون‏:‏ وتقدم إمام فصلى فلما قرأ الحمد افتتح بسورة يوسف فانصرف القوم وتركوه فلما أحس بانصرافهم قال‏:‏ سبحان الله‏!‏ ‏"‏ قل هو الله أحد ‏"‏‏.‏

فرجعوا فصلوا معه‏.‏

ارتج على الإمام فظل يردد‏:‏ وقرأ إمام في صلاته‏:‏ ‏"‏ إذا الشمس كورت ‏"‏ فلما بلغ قوله‏:‏ ‏"‏ فأين تذهبون ‏"‏ ارتج عيه وجعل يردد حتى كادت تطلع الشمس وكان خلفه رجل معه جراب فضرب به رأس الإمام وقال‏:‏ أما أنا فأذهب وهؤلاء لا أدري إلى أين يذهبون‏.‏

الباب السابع عشر في ذكر المغفلين من الأعراب
الأعرابي والخياط‏:‏ عن أبي عثمان المازني أنه قال‏:‏ قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة فدفعوا له ثوباً ليقطع منه قميصاً فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه قال‏:‏ لم خرقت ثوبي قال‏:‏ لا يجوز خياطته إلا بتخريقه وكان مع الأعرابي هراوة من أرزن فشج بها الخياط فرمى بالثوب وهرب فتبعه الأعرابي وأنشد يقول‏:‏ الكامل‏:‏ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله فيما مضى من سالف الأحقاب من فعل علج جئته ليخيط لي ثوباً فخرقه كفعل مصاب فعلوته بهراوةٍ كانت معي فسعى وأدبر هارباً للباب أيشق ثوبي ثم يقعد آمناً كلا ومنزل سورة الأحزاب الكريم لا يرجع في هبته‏:‏ وعن الأصمعي أنه قال‏:‏ مررت بأعرابي يصلي بالناس فصليت معه فقرأ والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها كلمة بلغت منتهاها لن يدخل النار ولن يراها رجل نهى النفس عن هواها فقلت له‏:‏ ليس هذا من كتاب الله قال‏:‏ فعلمني فعلمته الفاتحة والإخلاص ثم مررت بعد أيام فإذا هو يقرأ الفاتحة وحدها فقلت له‏:‏ ما للسورة الأخرى قال‏:‏ وهبتها لابن عم لي والكريم لا يرجع في هبته‏.‏

أعرابي يؤم في البادية‏:‏ وعنه أنه قال‏:‏ كنت في البادية فإذا بأعرابي تقدم فقال‏:‏ الله أكبر سبح اسم ربك الأعلى الذي أخرج المرعى أخرج منها تيساً أحوى ينزو على المعزى ثم قام في الثانية فقال‏:‏ وثب الذئب على الشاة الوسطى وسوف يأخذها تارة أخرى‏.‏

أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ألا بلى ألا بلى فلما فرغ قال‏:‏ اللهم لك عفرت جبيني وإليك مددت يميني فانظر ماذا تعطيني‏.‏

أعرابي يؤدب أمه‏:‏ وعنه قال‏:‏ رأيت أعرابياً يضرب أمه فقلت‏:‏ يا هذا أتضرب أمك فقال‏:‏ أسكت فإني أريد أن تنشأ على أدبي‏.‏

دعاء أعرابي حول الكعبة‏:‏ وعنه أنه قال‏:‏ حج أعرابي فدخل مكة قبل الناس وتعلق بأستار الكعبة وقال‏:‏ اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس‏.‏

أصحاب النحو زنادقة‏:‏ وعن أبي الزناد قال‏:‏ جاء أعرابي إلى المدينة فجالس أهل الفقه ثم تركهم ثم جالس أصحاب النحو فسمعهم يقولون نكرة ومعرفة فقال‏:‏ يا أعداء الله يا زنادقة‏.‏

وعن العلاء بن سعيد قال‏:‏ قعد طائي وطائية في الشمس فقالت له امرأته‏:‏ والله لئن ترحل الحي غداً لأتبعن قماشهم وأصوافهم ثم لأنفشنه ولأغسلنه ولأغزلنه ثم لأبعثنه إلى بعض الأمصار فيباع وأشتري بثمنه بكراً فأرتحل عليه مع الحي إذا ترحلوا قال الوج‏:‏ أفتراك الآن تاركتني وابني بالعراء قالت‏:‏ أي والله قال‏:‏ كلا والله وما زال الكلام بينهما حتى قام يضربها فأقبلت أمها فقالت‏:‏ ما شأنكم وصرخت‏:‏ يا آل فلانة أفتضرب ابنتي على كد يديها ورزق رزقها الله فاجتمع الحي فقالوا‏:‏ ما شأنكم فأخبروهم بالخبر‏!‏‏!‏ فقالوا‏:‏ ويلكم القوم لم يرحلوا وقد تعجلتم الخصومة‏.‏

طلق امرأته لوجه الله‏:‏ وعن الأصمعي قال‏:‏ خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سلموا فأعتق كل رجل منهم مملوكاً فقال ذلك الأعرابي‏:‏ اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك ثلاثاً‏.‏

أعرابي يعمل في معمل للذهب‏:‏ وكان رجل من الأعراب يعمل في معمل للذهب فلم يصب شيئاً فأنشأ يقول‏:‏ الرجز‏:‏ صفراء تجلو كسل النعاس فضربته عقرب صفراء سهرته طول الليلة وجعل يقول‏:‏ يا رب الذنب لي إذ لم أبين لك ما أريده اللهم لك الحمد والشكر فقيل له‏:‏ ما تصنع أما سمعت قول الله تعالى ‏"‏ لئن شكرتم لأزيدنكم ‏"‏‏:‏ فوثب جزعاً وقال‏:‏ لا شكراً لا شكراً‏.‏

الأعرابي وقراءة القرآن‏:‏ وسئل أعرابي هل تقرأ من القرآن شيئاً فقرأ أم الكتاب والإخلاص فأجاد فسئل هل تقرأ شيئاً غيرهما فقال‏:‏ أما شيئاً أرضاه لك فلا‏.‏

يعتذر من صلاته قاعداً‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ ورأيت أعرابياً يصلي في الشتاء قاعداً ويقول‏:‏ الطويل‏:‏ إليك اعتذاري من صلاتي قاعداً على غير طهرٍ مومياً نحو قبلتي فما لي ببرد الماء يا رب طاقةٌ ورجلاي لا تقوى على طي ركبتي ولكنني أقضيه يا رب جاهداً وأقضيكه إن عشت في وجه صيفتي وإن أنا لم أفعل فأنت محكم إلهي في صفعي وفي نتف لحيتي وعض ثعلب أعرابياً فأتى راقياً فقال الراقي‏:‏ ما عضك فقال‏:‏ كلب واستحى أن يقول ثعلب فلما ابتدأ بالرقية قال‏:‏ وأخلط بها شيئاً من رقية الثعالب‏.‏

وقال بعض الأعراب‏:‏ لنا تمر تضع التمرة في فيك فتبلغ حلاوتها إلى كعبك‏.‏

أرسل غيره وأرحنا‏:‏ وقرأ إمام في صلاته‏:‏ ‏"‏ إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه ‏"‏ فأرتج عليه وكان خلفه أعرابي فقال‏:‏ لم يذهب نوح فأرسل غيره وأرحنا‏.‏

أكره أن أثقل على ربي‏:‏ وكان أعرابي يقول‏:‏ اللهم اغفر لي وحدي فقيل له‏:‏ لو عممت بدعائك فإن الله واسع المغفرة فقال‏:‏ أكره أن أثقل على ربي‏.‏

أدعو لأمي لا لأبي‏:‏ دعا أعرابي بمكة لأمه فقيل له‏:‏ ما بال أبيك قال‏:‏ ذاك رجل يحتال لنفسه‏.‏

مناجاة أعرابي عند الكعبة‏:‏ وقيل إن محمد بن علي عليه السلام رأى في الطواف أعرابياً عليه ثياب رثة وهو شاخص نحو الكعبة لا يصنع شيئاً ثم دنا من الأستار فتعلق بها ورفع رأسه إلى السماء وأنشأ يقول‏:‏ الطويل‏:‏ أما تستحي مني وقد قمت شاخصاً أناجيك يا ربي وأنت عليم فإن تكسني يا رب خفاً وفروة أصلي صلاتي دائماً وأصوم وإن تكن الأخرى على حال ما أرى فمن ذا على ترك الصلاة يلوم أترزق أولاد العلوج وقد طغوا وتترك شيخاً والداه تميم فدعا به وخلع عليه فروة وعمامة وأعطاه عشرة آلاف درهم وحمله على فرس فلما كان العام الثاني جاء الحج وعليه كسوة جميلة وحال مستقيم فقال له‏:‏ أعرابي رأيتك في العام الماضي بأسوأ حالٍ وأراك الآن ذا بزة حسنة وجمال فقال‏:‏ إني عاتبت كريماً فأغنيت‏.‏

مغفل يعاتب ربه‏:‏ وكان لبعض المغفلين حمار فمرض الحمار فنذر إن عوفي حماره صام عشرة أيام فعوفي الحمار فصام فلما تمت مات الحمار فقال‏:‏ يا ربت تلهيت بي‏!‏ ولكن رمضان إلى هنا يجيء والله هرب الأعرابي من الصلاة‏:‏ وصلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول وكان اسم الأعرابي مجرماً فقرأ الإمام‏:‏ والمرسلات‏.‏

‏.‏

إلى قوله‏:‏ ‏"‏ ألم نهلك الأولين ‏"‏ فتأخر البدوي إلى الصف الآخر فقال‏:‏ ‏"‏ ثم نتبعهم الآخرين ‏"‏ فرجع إلى الصف الأوسط فقال‏:‏ ‏"‏ كذلك نفعل بالمجرمين ‏"‏ فولى هارباً وهو يقول‏:‏ ما أرى المطلوب غيري‏.‏

أعرابي يرى سورة الفيل من الطوال‏:‏ وصلى أعرابي خلف إمام صلاة الغداة فقرأ الإمام سورة البقرة وكان الأعرابي مستعجلاً ففاته مقصوده فلما كان من الغد بكر إلى المسجد فابتدأ الإمام بسورة الفيل فقطع الأعرابي الصلاة وولى وهو يقول‏:‏ أمس قرأت البقرة فلم تفرغ إلى نصف النهار واليوم تقرأ الفيل ما أظنك تفرغ منها إلى نصف الليل‏.‏

أعرابي صالح ومغفل‏:‏ وكان أعرابي يصلي فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح فقطع صلاته وقال‏:‏ مع هذا إني صائم‏!‏ تذاكر قوم قيام الليل وعندهم أعرابي فقالوا له‏:‏ أتقوم بالليل قال‏:‏ أي والله قال‏:‏ فما تصنع قال‏:‏ أبوك وأرجع أنام‏.‏

يحتفظ بالحجر المعبود في الجاهلية‏:‏ وقال إسحاق الموصلي‏:‏ تذاكر قوم من نزار واليمن أصنام الجاهلية فقال رجل لهم من الأزد‏:‏ عندي الحجر الذي كان قومنا يعبدونه قالوا‏:‏ وما ترجو به قال‏:‏ لا أدري ما يكون‏.‏

أفضل الميتات‏:‏ وروى أبو عمر الزاهد أن بعض الأعراب قال‏:‏ اللهم أمتني ميتة أبي‏!‏ قالوا‏:‏ وكيف مات أبوك قال‏:‏ أكل بذجاً وشرب مشعلاً ونام في الشمس فلقي الله وهو شبعان ريان دفئان‏.‏

البذج الحمل والمشعل الزق‏.‏
الرد مع إقتباس
  #17  
قديم 29-11-2005, 06:59 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Talking


الباب الثامن عشر المغفلين من المتحذلقين فيمن قصد الفصاحة والإعراب في كلامه من المغفلين
عن أبي زيد الأنصاري قال‏:‏ كنت ببغداد فأردت الإنحدار إلى البصرة فقلت لابن أخي‏:‏ إكتر لنا فجعل ينادي‏:‏ يا معشر الملاحون فقلت‏:‏ ويحك ما تقول جعلت فداك فقال‏:‏ أنا مولع بالنصب‏.‏

كلام لم يخلق الله له أهلاً‏:‏ عن أبي طاهر قال‏:‏ دخل أبو صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه فأراد أن يعرف خالد ما عنده من البيان فقال‏:‏ يا بني ابدأ بيداك ورجلاك ثم التفت إلى خالد فقال‏:‏ يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله فقال‏:‏ هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط‏.‏

نصيحة نحوي لمحتضر‏:‏ وعن أبي العيناء عن العطوي الشاعر أنه دخل إلى رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه فقال له‏:‏ يا فلان قل‏:‏ لا إله إلا الله وإن شئت فقل‏:‏ لا إله إلا الله والأولى أحب إلى سيبويه ثم اتبع أبو العيناء ذاك بأن قال‏:‏ سمعتم ابن الفاعلة يعرض أقوال النحويين على رجل يموت‏.‏

كلما كلمتك خالفتني‏:‏ وعن عبد الله بن صالح العجلي قال‏:‏ أخبرني أبو زيد النحوي قال‏:‏ قال رجل للحسن‏:‏ ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه فقال الحسن‏:‏ ترك أباه وأخاه‏.‏

فقال الرجل‏:‏ فما لأباه وأخاه فقال الحسن‏:‏ فما لأبيه وأخيه فقال الرجل للحسن‏:‏ أراني كلما كلمتك خالفتني‏.‏

في التعزية قولان‏:‏ وعن ابن أخي شعيب بن حرب قال‏:‏ سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو يعزي قوماً‏:‏ آجركم الله وإن شئتم أجركم الله كلاهما سماعي من الفراء‏.‏

الكسائي يحسن اللغة والأدب‏:‏ وعن سلمة قال‏:‏ كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه يوماً المهدي وهو يستاك فقال‏:‏ كيف تأمر من السواك قال‏:‏ استك يا أمير المؤمنين فقال المهدي‏:‏ إنا لله ثم قال‏:‏ التمسوا من هو أفهم من هذا قالوا‏:‏ رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريباً فلما قدم على الرشيد قال له‏:‏ يا علي قال‏:‏ لبيك يا أمير المؤمنين قال‏:‏ كيف تأمر من السواك قال‏:‏ سك يا أمير المؤمنين قال‏:‏ أحسنت وأصبت‏.‏

وأمر له بعشرة آلاف درهم‏.‏

لم يفهم الخليفة قصد الشيخ‏:‏ وقد روينا عن الوليد أنه قال لرجل‏:‏ ما شأنك فقال الرجل‏:‏ شيخ نايفي فقال عمر بن عبد العزيز‏:‏ إن أمير المؤمنين يقول لك ما شأنك فقال‏:‏ ختني ظلمني فقال الوليد‏:‏ ومن ختنك فنكس الأعرابي رأسه وقال‏.‏

ما سؤال أمير المؤمنين عن هذا فقال عمر‏:‏ إنما أراد أمير المؤمنين من ختنك فقال‏:‏ هذا وأشار إلى رجل معه‏.‏

أمير كثير اللحن‏:‏ وعن أبي معمر عن أبيه قال‏:‏ كان أمير على الكوفة من بني هاشم وكان لحاناً فاشترى دوراً من جيرانه ليزيدها في داره فاجتمع إليه جيرانه فقالوا‏:‏ أصلحك الله هذا الشتاء قد هجم علينا فأمهلنا إن رأيت حتي يقبل الصيف ونتحول قال‏:‏ لسنا بخارجيكم يريد بمخرجيكم‏.‏

الباء يجب أن تجر دائماً‏:‏ وعن ميمون بن هرون قال‏:‏ قال رجل لصديق له‏:‏ ما فعل فلان بحماره قال‏:‏ باعه قال‏:‏ قل باعه قال‏:‏ فلم قلت بحماره قال‏:‏ الباء تجر قال‏:‏ فمن جعل باءك تجر وبائي ترفع‏.‏

من أفسد بيان الصبي‏:‏ وعن سعيد بن أحمد قال‏:‏ دعاني محمد بن أحمد بن الخصيب يوماً فأقمنا عنده فقال لابن له صغير‏:‏ يا عبد الله اخدم عماك فقال‏:‏ اخدم عمي قالوا‏:‏ يقول لك اخدم عمك وتلحن فقلت وعن أبي عبد الله أحمد بن فتن قال‏:‏ دعاني إنسان من جيرانا فوجه إلى البقال‏:‏ وجه إلي جزراً بدانقان فقلت‏:‏ سبحان الله ما هذا قال‏:‏ أردت أن يهابني‏.‏

النحو أشد عليه من موت أبيه‏:‏ وقدم على ابن علقمة النحوي ابن أخ له فقال له‏:‏ ما فعل أبوك قال‏:‏ مات‏:‏ قال‏:‏ وما فعلت علته قال‏:‏ ورمت قدميه قال‏:‏ قل قدماه قال‏:‏ فارتفع الورم إلى ركبتاه قال‏:‏ قل ركبتيه فقال‏:‏ دعني يا عم فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا‏.‏

النحوي وبائع الباذنجان‏:‏ ووقف نحوي على رجل فقال‏:‏ كم لي من هذا الباذنجان بقيراط فقال‏:‏ خمسين فقال النحوي‏:‏ قل خمسون ثم قال‏:‏ لي أكثر فقال‏:‏ ستين قال‏:‏ قل‏:‏ ستون ثم قال‏:‏ لي أكثر فقال‏:‏ إنما تدور على مئون وليس لك مئون‏.‏

لا لي لو ما حضر‏:‏ ولقي رجلاً من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن فقال‏:‏ أخاك أخوك أخيك ها هنا فقال الرجل‏:‏ لا لي لو ما هو حضر‏.‏

وسمعت شيخنا أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزار يقول‏:‏ قال رجل لرجل‏:‏ قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون‏:‏ أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان‏.‏

فقال له‏:‏ هذا أسهل الأشياء في النحو إنما يقولون‏:‏ أبا فلان لمن عظم قدره وأبو فلان للمتوسطين وأبي فلان للرذلة‏.‏

إذ اجتمع لحانان‏:‏ وعن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال‏:‏ كان عندنا رجل لحان فلقي رجلاً مثله فقال‏:‏ من أين جئت فقال‏:‏ من عند أهلونا فتعجب منه وحسده وقال‏:‏ أنا أعلم من أين أخذتها‏:‏ أخذتها من قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ شغلتنا أموالنا وأهلونا ‏"‏‏.‏

وعن أبي القاسم الحسن قال‏:‏ كتب بعض الناس كتبت من طيس يريد طوس فقيل له في ذلك فقال‏:‏ لأن من تخفض ما بعدها فقيل‏:‏ إنما تخفض حرفاً واحداً لا بلداً له خمسمائة قرية‏.‏

يزين الرجال علمهم لا مظهرهم‏:‏ قال أبو الفضل بن المهدي‏:‏ قال لي أبو محمد الأزدي‏:‏ واظب على العلم فإنه يزين الرجال كنت يوماً في حلقة أبي سعيد يعني السيرافي فجاء ابن عبد الملك خطيب جامع المنصور وعليه السواد والطويلة والسيف والمنطقة فقام الناس إليه وأجلوه فلما جلس قال‏:‏ لقد عرفت قطعة من هذا العلم وأريد أن أستزيد منه فأيهما خير سيبويه أو الفصيح فضحك الشيخ ومن في حلقته ثم قال‏:‏ يا سيدنا محبرة اسم أوفعل أو حرف فسكت ثم قال‏:‏ حرف‏.‏

فلما قام لم يقم له أحد‏.‏

فصل في عدم مخاطبة العوام بالإعراب‏:‏ وقد تكلم قوم من النحويين بالإعراب مع العوام فكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صواباً لا ينبغي أن يكلم كل قوم إلا بما يفهمون‏.‏

لا يخاطب العامة بالنحو‏:‏ قال ابن عقيل‏:‏ كان شيخنا أبو القاسم بن برهان الأسدي يقول لأصحابه‏:‏ إياكم والنحو بين العامة فإنه كاللحن بين الخاصة‏.‏

قال ابن عقيل‏:‏ وتعليل هذا أن التحقيق بين المحرفين ضائع وتضييع العلم لا يحل ولهذا روي‏:‏ حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب على الله ورسوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا أبا عمير ما فعل النغير ‏"‏ ولعب مع الحسن والحسين وإنما نسب المعلمون للحماقة لمعاملتهم الصبيان بالتحقيق‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ كان يحيى بن معمر قاضياً بخراسان فتقدم إليه رجل وامرأته فقال يحيى للرجل‏:‏ رأيت إن سألتك حق شكرها وشبرك إن شاءت تطلها وتضهلها قال‏:‏ يقول الرجل لامرأته والله ما أدري ما يقول قومي حتى ننصرف‏.‏

الشكر‏:‏ الفرج والشبر‏:‏ النكاح وتطلها‏:‏ تبطل حقها وتضهلها‏:‏ تعطيها حقها قليلاً قليلاً‏.‏

وكذلك قال عيسى بن عمر ليوسف بن عمر وهو يضربه بالسياط‏:‏ والله إن كانت إلا أثياباً في اسيفاط قبضها عشاروك‏.‏

قال ابن قتيبة‏:‏ ومثل هذا يستقبح والأدب غض فكيف اليوم نحوي في كنيف‏:‏ وقع نحوي في كنيف فصاح به الكناس‏:‏ أنت في الحياة‏.‏

قال‏:‏ ابغ لي سلماً وثيقاً وامسكه امساكاً رفيقاً ولا بأس علي فقال له‏:‏ لو كنت تركت الفضول يوماً لتركته الساعة وأنت في الخرا إلى الحلق‏.‏

نحوي عند بائع بطيخ‏:‏ وقف نحوي على صاحب بطيخ فقال‏:‏ بكم تلك وذانك الفاردة فنظر يميناً وشمالاً ثم قال‏:‏ اعذرني فما عندي شيء يصلح للصفع‏.‏

وقف نحوي على زجاج فقال‏:‏ بكم هاتان القنينتان اللتان فيهما نكتتان خضراوتان فقال الزجاج‏:‏ ‏"‏ مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ‏"‏‏.‏

نحوي عند قصاب‏:‏ وعن أبي زيد النحوي قال‏:‏ وقفت على قصاب وعنده بطون فقلت‏:‏ بكم البطنان فقال‏:‏ بدرهمان يا ثقيلان‏.‏

وعن أحمد بن محمد الجوهري قال‏:‏ سمعت أبا زيد النحوي قال‏:‏ وقفت على قصاب وقد أخرج بطنين سمينين فعلقهما فقلت‏:‏ بكم البطنان فقال‏:‏ بمصفعان يا مضرطان‏.‏

ففرت لئلا يسمع الناس فيضحكون‏.‏

نحوي عند نخاس‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو حمزة المؤدب قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد القزويني وكان شاعراً أنه دخل سوق النخاسين بالكوفة فقعد إلى نخاس فقال‏:‏ يا نخاس اطلب لي حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق فقال له النخاس بعد أن حدثنا بعض أصحابنا قال‏:‏ قلت لبقال‏:‏ عندك بسر فرساً قال‏:‏ عندي قرعة‏.‏

نحوي عند طبيب‏:‏ وعن إسحاق بن محمد الكوفي قال‏:‏ جاء أبو علقمة إلى عمر الطبيب فقال‏:‏ أكلت دعلجاً فأصابني في بطني سجح فقال‏:‏ خذ غلوص وخلوص فقال أبو علقمة‏:‏ وما هذا قال‏:‏ وما الذي قلت أنت كلمني بما أفهم قال‏:‏ أكلت زبداً في سكرجة فأصابني نفخ في بطني فقال‏:‏ خذ صعتراً‏.‏

ودخل أبو علقمة النحوي على أعين الطبيب فقال‏:‏ امتع الله بك إني أكلت من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف فهل عندك دواء قال‏:‏ نعم خذ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة‏:‏ لم أفهم عنك هذا فقال‏:‏ أفهمتك كما أفهمتني‏.‏

نحوي عند جرار‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو عثمان عن أبي حمزة المؤدب قال‏:‏ دخل أبو علقمة النحوي سوق الجرارين بالكوفة فوقف على جرار فقال أجد عندك جرة لا فقداء ولا دباء ولا مطربلة الجانب ولتكن نجبة خضراء نضراء قد خف محملها وأتعبت صانعها قد مستها النار بألسنتها أن نقرتها طنت وإن أصابتها الريح رنت فرفع الجرار رأسه إليه ثم قال له‏:‏ النطس بكور الجروان أحر وجكى والدقس باني والطبر لري شك لك بك ثم صاح الجرار‏:‏ يا غلام شرج ثم درب وإلى الوالي فقرب يا أيها الناس من بلي بمثل ما نحن فيه وأنشد لثعلب‏.‏

السريع‏:‏ إن شئت أن تصبح بين الورى ما بين شتام ومغتاب فكن عبوساً حين تلقاهم وكلم الناس بإعراب
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #18  
قديم 29-11-2005, 07:00 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الباب التاسع عشر في ذكر من قال شعراً من المغفلين

أنشد بعض الحمقى‏:‏ عن المبرد قال‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ أنشدني بعض الحمقى‏:‏ مجزوء الرمل‏:‏ إن داء الحب سقمٌ ليس يهنيه القرار ونجا من كان لا يع شق من تلك المخازي فقلت‏:‏ إن القافية الأولى راء والثاني زاي فقال‏:‏ لا تنقط شيئاً فقلت‏:‏ إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة فقال‏:‏ أنا أقول تنقط وهو يشكل‏.‏

ألجاته ضرورة الشعر إلى الطلاق‏:‏ وحكى بعضهم‏:‏ قال‏:‏ اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى طيهاثا فشربنا يومنا ثم قلنا‏:‏ ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت‏:‏ نلنا لذيذ العيش في طيهاثا فقال الثاني‏:‏ لما احتثثنا القدح احتثاثا فارتج على الثالث فقال‏:‏ امرأته طالق ثلاثا ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه‏.‏

الأمير كسنور وأعداؤه كالفئران‏:‏ عن أبي الحسن علي بن منصور الحلبي قال‏:‏ كنت أحضر مجلس سيف الدولة فحضرته وقد انصرف من غزو عدو له ظفر به فدخل الشعراء ليهنئوه فدخل رجل وأنشد‏:‏ الطويل‏:‏ وكانوا كفأرٍ وسوسوا خلف حائطٍ وكنت كسنورٍ عليهم تسلقا فأمر سيف الدولة بإخراجه فقام على الباب يبكي فأخبر سيف الدولة ببكائه فأمر برده فقال‏:‏ ما لك تبكي فقال‏:‏ قصدت مولانا بكل ما أقدر عليه فلما خاب أملي وقابلني بالهوان ذلت نفسي فبكيت فقال له سيف الدولة‏:‏ ويلك من يكون له مثل هذا النثر يكون له ذلك النظم‏!‏ فكم أملت قال‏:‏ خمس مائة درهم فأمر له بألف درهم‏.‏

شعر تستحق أم قائله الطلاق‏:‏ عن الصولي قال لمحمد بن الحسن ابن فقال له‏:‏ إني قد قلت شعراً قال‏:‏ انشدنيه قال‏:‏ فإن أجدت تهب لي جاريةً أو غلاماً قال‏:‏ أجمعهما لك‏.‏

فأنشده‏:‏ مجزوء الكامل‏:‏ إن الديار طيفا هيجن حزناً قد عفا أبكينني لشقاوتي وجعلن رأسي كالقفا فقال‏:‏ يا بني والله ما تستاهل جاريةً ولا غلاماً ولكن أمك مني طالق ثلاثاً إذا ولدت مثلك‏.‏

منا الوزير ومنا الأمير ومنا أنا‏:‏ قال أبو سجادة الفقيه في شعر له‏:‏ المتقارب‏:‏ ومنا الوزير ومنا الأمير ومنا المشير ومنا أنا يقع التغفيل من فطناء الشعراء‏:‏ وقد وقع شيء يشبه التغفيل من فطناء الشعراء قال‏:‏ فإن البحتري دخل على بعض من يمدحه ومدح رجل معن بن زائدة فقال‏:‏ الطويل‏:‏ أتيتك إذا لم يبق غيرك جابر ولا واهب يعطي اللها والرغائبا فقال معن‏:‏ ليس هذا مدحاً وهلا قلت كما قال أخو بني تيم لمالك بن مسمع‏:‏ الخفيف‏:‏ قلدته عرى الأمور نزار قبل أن تملك السراة النحورا
الرد مع إقتباس
  #19  
قديم 29-11-2005, 07:02 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Wink


الباب العشرون في ذكر المغفلين من القصاص
القصاص سيفويه‏:‏ فمنهم سيفويه القاص كان يضرب به المثل في التغفيل‏:‏ عن محمد بن العباس بن حيويه قال‏:‏ قيل لسيفويه قد أدركت الناس فلم لم تحدث قال‏:‏ اكتبوا حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم بن عبد الله مثله سواء قالوا له‏:‏ مثل إيش قال‏:‏ كذا سمعنا وكذا نحدث‏.‏

عن ابن خلف قال‏:‏ جاء يوماً رجل من عرس فسأله سيفويه‏:‏ ما أكل فأقبل يصف له فقال‏:‏ تمنيات قصاص‏:‏ وقال ابن خلف‏:‏ قال عبد العزيز القاص‏:‏ ليت أن الله لم يكن خلقني وأني الساعة أعور فحكيت ذلك لابن غياث فقال‏:‏ بئس ما قال ووددت والله الذي لا إله إلا هو أن الله لم يكن خلقني وإني الساعة أعمى مقطوع اليدين والرجلين‏.‏

من غفلات سيفويه‏:‏ وروى أبو العباس بن مشروح قال‏:‏ كان سيفويه اشترى لمنزله دقيقاً بالغداة وراح عشاء يطلب الطعام فقالوا‏:‏ لم نخبز لم يكن عندنا حطباً قال‏:‏ كنتم تخبزونه فطيراً‏.‏

وحكى أبو منصور الثعالبي‏:‏ أن رجلاً سأل سيفويه عن الغسلين في كتاب الله تعالى فقال‏:‏ على الخبير سقطت سألت عنه شيخاً فقيهاً من أهل الحجاز فما كان عنده قليل ولا كثير‏.‏

وقف سيفويه راكباً على حمار في المقابر فنفر حماره عند قبر منها فقال‏:‏ ينبغي أن يكون صاحب هذا القبر بيطاراً‏.‏

وقرأ سيفويه ثم في سلسلة ذرعها تسعون ذراعاً فقيل له قد زدت عشرين فقال‏:‏ هذه خلقت لبغاء ووصيف فأما أنتم فيكفيكم شريط بدانق ونصف‏.‏

وقرأ قارىء بين يديه ‏"‏ كأنما أغشيت وقرأ القارىء‏:‏ ‏"‏ كأنهن الياقوت والمرجان ‏"‏ فقال‏:‏ هؤلاء خلاف نسائكم الفجار‏.‏

قيل لسيفويه إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون قال‏:‏ يبعث الله لهم أنها دبس ودقيق وأرز‏.‏

ويقال‏:‏ اعملوا وكلوا واعذرونا‏.‏

القصاص أبو أحمد التمار‏:‏ وعن محمد بن خلف قال أبو أحمد التمار في قصصه‏:‏ لقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار حتى قال فيه قولاً أستحي والله أن أذكره‏.‏

يروي العلم ولا يعمل به‏:‏ قال ابن خلف‏:‏ قص قاص بالمدينة فقال‏:‏ رأى أبو هريرة على ابنته خاتم ذهب فقال‏:‏ يا بنية لا تتخمي بالذهب فإنه لهب فبينا هو يحدثهم إذ بدت كفه فإذا فيها خاتم ذهب فقالوا له‏:‏ تنهانا عن لبس الذهب وتلبسه فقال‏:‏ لم أكن ابنة أبي هريرة‏.‏

يفسر القرآن برأيه‏:‏ عن محمد بن الجهم أنه قال‏:‏ سمعت الفراء يقول‏:‏ كان عندنا رجل يفسر القرآن برأيه فقيل له‏:‏ ‏"‏ أرأيت الذي يكذب بالدين ‏"‏ فقال‏:‏ رجل سوء الله فقيل‏:‏ ‏"‏ فذلك الذي يدع اليتيم ‏"‏ فسكت اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏:‏ وعن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال‏:‏ قال أبو كعب القاص في قصصه‏:‏ كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا فقالوا له‏:‏ فإن يوسف لم يأكله الذئب قال‏:‏ فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏.‏

قال‏:‏ حكاها الجاحظ عن أبي علقمة القاص قال‏:‏ كان اسم الذئب حجوناً‏.‏

سورة الإخلاص تحتاج إلى مجلسين‏:‏ عن العلاء بن صالح قال‏:‏ كان عبد الأعلى بن عمر قاصاً فقص يوماً فلما كاد مجلسه ينقضي قال‏:‏ إن ناساً يزعمون أني لا أقرأ من القرآن شيئاً وأني لا أقرأ منه الكثير بحمد الله ثم قال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏"‏ قل هو الله أحد ‏"‏ فارتج عليه فقال‏:‏ من أحب أن يشهد خاتمة السورة فليحضرنا إلى مجلس فلان‏.‏

غفلة الواعظ‏:‏ حكى أبو محمد التميمي أن أبا الحسن السماك الواعظ دخل عليهم يوماً وهم يتكلمون في أبابيل فقال‏:‏ في أي شيء أنتم فقالوا‏:‏ نحن في ألف أبابيل هل هو ترون أنه بلبل عليهم عيشهم‏!‏ دعاء غريب‏:‏ جاء رجل إلى قاص وهو يقرأ‏:‏ ‏"‏ يتجرعه ولا يكاد يسيغه ‏"‏ فقال‏:‏ اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه‏.‏

القصاص الأحمق‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ سمعت قاصاً أحمق وهو يقص حديث موسى وفرعون وهو يقول‏:‏ لما صار فرعون في وسط البحر في الطريق اليابس فقال الله للبحر‏:‏ انطبق فما زال حتى علاه الماء فجعل فرعون يضرط مثل الجاموس نعوذ بالله من ذلك الضراط‏.‏

قال‏:‏ وسمعت قاصاً بالكوفة يقول‏:‏ والله لو أن يهودياً مات وهو يحب علياً ثم دخل النار ما ضره حرها‏.‏

كيف يقضي الأحمق على الشيطان‏:‏ قال بعض القصاص‏:‏ يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمي على الطعام والشراب لم يقربه فكلوا خبز الأرز المالح ولا تسموا فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا حتى تقتلوه عطشاً‏.‏

القصاص أبو سالم‏:‏ كان أبو سالم القاص يقص يوماً قال‏:‏ يابن آدم يابن الزانية أما تستحي من الملك الجليل حتى تقدم على العمل القبيح وسرق باب أبي سالم القاص جاء إلى باب المسجد وقلعه قالوا‏:‏ ما تصنع قال‏:‏ اقلع هذا الباب فإن صاحبه يعلم من قلع بابي‏.‏

لا تسألوا عن أشياء‏:‏ سئل بعض الوعاظ‏:‏ لم لم تنصرف أشياء فلم يفهم ما قيل له ثم سكت ساعة فقال‏:‏ تسأل سؤال الملحدين لأن الله يقول‏:‏ ‏"‏ لا تسألوا عن أشياء ‏"‏‏.‏

دعاؤه يشمل كل شيء‏:‏ قال بعض الأشياخ‏:‏ إنه كتب في رقعة إلى بعض القصاص يسأله الدعاء لامرأة حامل فقرأ الرقعة ثم قلبها وفي ظهرها صفة دواء قد كتبه طبيب وفيه قنبيل وخشيرك وافتيمون ونحو هذا فظنها كلمات يسأل بها فدعا وجعل يقول‏:‏ يا رب قنبيل يا رب خشيرك ويا رب افتيمون إلى أن أنهى ما ذكر‏.‏

الباب الحادي والعشرون
أبو عبد الله المزابلي‏:‏ عن علي بن المحسن التنوخي قال‏:‏ كان عندنا بجبل اللكام رجل يسمى أبو عبد الله المزابلي يدخل البلد بالليل فيتتبع المزابل فيأخذ ما يجده ويغسله ويقتاته ولا يعرف قوتاً غيره أو يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات وكان صالحاً مجتهداً إلا أنه كان قليل العقل وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون وكان له جار يغشى المزابل فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر فشكاه إلى المزابلي فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة فيتكلم عليهم ويدعو فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري جاء الناس إلى داره لقتله فهرب ونهبت داره فطلبه العامة فاستتر فلما طال استتاره قال‏:‏ إني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص بها فأعينوني فقالوا له‏:‏ ما تريد قال‏:‏ أعطوني ثوباً جديداً وشيئاً من مسك وناراً وغلماناً يؤنسوني الليلة في هذا الجبل قال‏:‏ فأعطيته ذلك فلما كان نصف الليل صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي فبخر بالند ونفخ المسك فدخلت الرائحة إلى كهف أبي عبد الله المزابلي فلما اشتم المزابلي تلك الرائحة وسمع الصوت قال‏:‏ ما لك عافاك الله ومن أنت قال‏:‏ أنا جبرائيل أرسلني ربي فلم يشك المزابلي في صدق القول وأجهش بالبكاء والدعاء فقال‏:‏ يا جبرائيل ومن أنا حتى يرسلك الله إلي فقال‏:‏ الرحمن يقرئك السلام ويقول لك‏:‏ موسى الزكوري غداً رفيقك في الجنة‏.‏

فصعق أبو عبد الله فتركه موسى فرجع فلما كان من الغد كان يوم الجمعة أقبل المزابلي يخبر الناس برسالة جبرائيل ويقول‏:‏ تمسوا بابن الزكوري واسألوه أن يجعلني في حل واطلبوه لي فأقبل العامة إلى دار ابن الوكوري يطلبونه ويستحلونه‏.‏

ضرس الكافر مثل أحد‏:‏ عن أبي النقاش عن شيخ له قال‏:‏ كنت في جامع واسط ورجلان يحدثان في حديث جهنم فقال أحدهما‏:‏ بلغني أن الله عز وجل يعظم خلق الكافر حتى يكون ضرسه مثل أحد فقال له الآخر‏:‏ ليس هذا أمره‏.‏

وإلى جانبهما شيخ متأله كثير الصلاة فالتفت إليهما فقال‏:‏ لا تنكروا هذا إن الله على كل شيء قدير وتصديق ما كنتما فيه كتاب الله قال‏:‏ وما ذاك يا عم قال‏:‏ قوله تعالى‏:‏ فأولئك يبدل الله سنانهم خشبات فهو ما يبدل السن خشبة إلا وهو قادر على أن يجعله مثل أحد‏.‏

كيف استراح من الشك‏:‏ عن الزهري قال‏:‏ بلغني عن حجاج الشاعر أنه مر يوماً في درب وفي آخره ميزاب قال‏:‏ أصابني الزاهد المغفل‏:‏ عن أبي علي الطائي قال‏:‏ قرأ رجل عند بعض المتزهدين وكان مغفلاً‏:‏ ‏"‏ وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ‏"‏ فقال‏:‏ دعنا من آيات الفجار‏.‏

تواضع عجيب غريب‏:‏ عن محمد المخرمي قال‏:‏ كنا في مجلس فشممت رائحة أنكرتها فنظرت فإذا رجل قد وضع في شاربه عذرة فقلت له‏:‏ ما هذا قال‏:‏ تواضعاً لربي عز وجل‏.‏

التقي العاقل لا يتباهى بتقواه‏:‏ قال طاهر بن الحسين للمروزي‏:‏ منذ كم دخلت العراق قال‏:‏ منذ عشرين سنة وإني أصوم الدهر منذ ثلاثين سنة قال طاهر‏:‏ سألتك عن مسألة فأجبتني عن مسألتين‏.‏

آية سببت له الخشوع والوجد‏:‏ عن أبي عثمان الجاحظ قال‏:‏ أخبرني يحيى بن جعفر قال‏:‏ كان لي جار من أهل فارس وكان بلحية ما رأيت أطول منها قط وكان طول الليل يبكي فأنبهني ذات ليلة بكاؤه ونحيبه وهو يشهق ويضرب على رأسه وصدره ويردد آية من كتاب الله تعالى فلما رأيت ما نزل به قلت لأسمعن هذه الآية التي قتلت هذا وأذهب نومي فتسمعت عليه فإذا الآية ‏"‏ يسألونك عن المحيض قل هو أذى ‏"‏ فعلمت أن طول اللحية لا يخلف‏.‏

لا أترك تسبيحاً تعلمته‏:‏ وعنه قال‏:‏ أخبرني النظام قال‏:‏ مررت بناحية باب الشام فرأيت شيخاً قاعداً على باب داره وبين يديه حصى ونوى وهو يسبح ويعد بهما ويقول‏:‏ حسبي الله حسبي الله فقلت‏:‏ يا عم ليس هذا هو التسبيح قال‏:‏ كيف هو التسبيح عندك قلت‏:‏ سبحان الله قال‏:‏ يا أحمق هذا تسبيح تعلمته بعبادان منذ ستين سنة أسبح به فاتركه لقولك يا جهل‏.‏

دعاء المغفل‏:‏ وقال‏:‏ رأيت أبا محمد السيرافي وكان طويل اللحية يدعو ربه وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول‏:‏ يا منقذ الموتى ومنجي الغرقى وقابل التوبات وراحم العثرات أنت تجد من ترحمه غيري وأنا لا أجد من يعذبني سواك‏.‏

دعاء الله والملائكة والناس‏:‏ قال‏:‏ رأيت أبا سعيدي البصري يدعو ربه وكان طويل اللحية أحمق وهو يقول‏:‏ يا رباه يا سيداه يا مولاه يا جبرائيل يا إسرافيل يا ميكائيل يا كعب الأحبار يا أويس القرني بحق محمد وجرجيس عليك ارخص أمتك على الدقيق‏.‏

خشوع الحمقى‏:‏ عن بشر بن عبد الوهاب قال‏:‏ كان يجلس إلى عمود في دمشق رجل جميل الهيئة فرأيته يوماً وقد سجد ويقول في سجوده‏:‏ سجد لك خضرتي وحمرتي وصفرتي وبياضي وسوادي خاشعاً ضارعاً خاضعاً ماصاً لبظر أمه ومن أنا عندك‏!‏ الزاني ابن الزانية حتى لا تغفر له النظر إلى الدنيا بعينين إسراف‏:‏ كان لأبي العتاهية تلميذ تصوف وتزهد وقير إحدى عينيه وقال‏:‏ النظر إلى الدنيا بعينين إسراف‏.‏

من كان بين محمد وآله‏:‏ قال بعضهم‏:‏ كان لي عم له سبعو سنة فسمعته يقول في دعائه‏:‏ بمن كان بين محمد وآله من النبيين والمرسلين فقلت له‏:‏ يا عم اسمعك تدعو بهذا الدعاء فمن كان بين محمد وآله من قصة متزهد لا يعرف من هم الأنبياء‏:‏ قال بعض معارفنا‏:‏ إنه حضر في بعض البلاد عند متزهد وحضر جماعة يتبركون به منهم قاضي البلاد فجرى ذكر لوط عليه السلام فقال المتزهد‏:‏ عليه لعنة الله فقيل له‏:‏ ويحك هذا نبي فقال‏:‏ ما علمت ثم التفت إلى القاضي فقال‏:‏ خذ علي التوبة مما قلت فتاب ثم أفاضوا في الحديث فجرى ذكر فرعون فقالوا له‏:‏ ما تقول فيه فقال‏:‏ أنا الآن تبت فلا أدخل بين الأنبياء‏.‏
الرد مع إقتباس
  #20  
قديم 29-11-2005, 07:03 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


الباب الثاني والعشرون في ذكر المغفلين من المعلمين
معاشرة الصبيان سبب للغفلة‏:‏ وهذا شيء قل أن يخطىء ونراه مطرداً ولا نظن السبب في ذلك إلا معاشرة الصبيان وقد بلغني أن بعض المؤدبين للمأمون أساء أدبه على المأمون وكان صغيراً فقال المؤمون‏:‏ ما ظنك بمن يجلو عقولنا بأدبه ويصدأ عقله بجهلنا ويوقرنا بزكانته ونستخفه بطيشنا ويشحذ أذهاننا بفوائده ويكل ذهنه بغينا فلا يزال يعارض بعلمه جهلنا وبيقظته غفلتنا وبكماله نقصنا حتى نستغرق محمود خصاله ويستغرق مذموم خصالنا فإذا برعنا في الاستفادة برع هو في البلادة وإذا تحلينا بأوفر الآداب تعطل من جميع الأسباب فنحن الدهر ننزع منه آدابه المكتسبة فنستفيدها دونه ونثبت فيه أخلاقنا الغريزية فينفرد بها دوننا فهو طول عمره يكسبنا عقلاً ويكتسب منا جهلاً فهو كذبالة السراج ودودة القز‏.‏

قاضٍ لا يقبل شهادة المعلمين‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ كان ابن شبرمة لا يقبل شهادة المعلمين‏.‏

وكان بعض الفقهاء يقول‏:‏ النساء أعدل شهادة من معلم‏.‏

معرفة المؤدب بالقراء عجيبة‏:‏ وقد روينا أن الشعبي قال‏:‏ سمعت أبا بكر يقول‏:‏ مررت بمؤدب وقد تلا على غلام فريق في الجنة وفريق السعير فقلت‏:‏ ما قال الله من هذا شيئاً إنما هو ‏"‏ فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير ‏"‏ فقال‏:‏ أنت تقرأ على حرف أبي عاصم بن علاء الكسائي وأنا أقرأ على حرف أبي حمزة بن عاصم المدني قلت‏:‏ معرفتك بالقراء أعجب وأغرب‏.‏

قال‏:‏ حدثنا محمد بن خلف قال‏:‏ قال بعض المجان‏:‏ مررت ببعض دور الملوك فإذا أنا بمعلم خلف ستر قائم على أربعة ينبح نبح الكلاب فنظرت إليه فإذا صبي خرج من خلف الستر فقبض عليه المعلم فقلت للمعلم‏:‏ عرفني خبرك قال‏:‏ نعم هذا صبي يبغض التأديب ويفر ويدخل إلى الداخل ولا يخرج وإذا طلبته بكى وله كلب يلعب به فأنبح له فيظن أني كلبه ويخرج إليه فآخذه‏.‏

لماذا أقرأ الكسائي بالري‏:‏ عن الكسائي قال‏:‏ كان الذي دعاني أن أقرأت بالري أني مررت بمعلم صبيان يقرأ ذواتى أكل خمط وأتل بالتاء فتجاوزته فإذا معلم آخر قد ذكرت له ذلك فقال‏:‏ أخطأ الصواب وابل فدعاني إني أقرأت الصبيان‏.‏

قال الجاحظ‏:‏ قلت لبعض المعلمين‏:‏ ما لي لا أرى لك عصا قال‏:‏ لا أحتاج إليها إنما أقول لمن يرفع صوته أمه زانية فيرفعون أصواتهم وهذا أبلغ من العصاة وأسلم‏.‏

لماذا يضرب معلم غلمانه‏:‏ قال‏:‏ وقلت لمعلم‏:‏ لم تضرب غلمانك من غير جرم قال‏:‏ جرمهم أعظم الأجرام يدعون لي أن انصرفوا اليوم أيها الصبيان‏:‏ قال غلام للصبيان‏:‏ هل لكم أن يفلتنا الشيخ اليوم قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ تعالوا لنشهد عليه أنه مريض فجاء واحد منهم فقال‏:‏ أراك ضعيفاً جداً وأظنك ستحم فلو مضيت إلى منزلك واسترحت فقال لأحدهم‏:‏ يا فلان يزعم فلان أني عليل فقال‏:‏ صدق الله وهل يخفى هذا على جميع الغلمان إن سألتهم أخبروك فسألهم فشهدوا فقال لهم‏:‏ انصرفوا اليوم وتعالوا غداً‏.‏

ضرب معلم غلاماً فقيل‏:‏ لم تضربه فقال‏:‏ إنما أضربه قبل أن يذنب لئلا يذنب‏.‏

الجاحظ والمعلم‏:‏ قيل‏:‏ إن معلماً جاء إلى الجاحظ فقال‏:‏ أنت الذي صنعت كتاب المعلمين تعيبهم قال‏:‏ نعم قال‏:‏ وذكرت فيه بعض المعلمين جاء إلى الصياد وقال‏:‏ إيش تصطاد طرياً أم مالحاً قال‏:‏ نعم قال‏:‏ ذلك أبله ولو كان فيه ذكاء كان يقف فينظر أن خرج طري علم أو خرج مالح علم‏.‏

المعلم والصبيان يتصافعون‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ مررت بمعلم وصبيانه يتصافعون وبعضهم يصفع المعلم فقلت لهم‏:‏ ما هذا قال‏:‏ يكون لي عليهم دين فقلت له‏:‏ ينسى ويقضى لا أراه يحصل شيئاً‏.‏

قال‏:‏ مررت بمعلم وقد كتب لغلام وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً فقلت له‏:‏ ويحك فقد أدخلت سورة في سورة قال‏:‏ نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً‏.‏

ذهب صبيانه يتصافعون‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ ومررت بمعلم صبيان وهو جالس وحده وليس عنده صبيانه فقلت له‏:‏ ما فعل صبيانك قال‏:‏ ذهبوا يتصافعون فقلت‏:‏ اذهب وانظر إليهم فقال‏:‏ إن كان ولابد فغط رأسك لئلا يحسبوك أنا فيصفعوك حتى تعمى‏.‏

الجمل يعض إذن نفسه‏:‏ ورأيت معلماً قد جاءه غلامان قد تعلق كل واحد منهما بالآخر فقال‏:‏ يا معلم هذا عض أذني فقال‏:‏ ما عضضتها وإنما عض نفسه فقال‏:‏ يا ابن الخبيثة جمل حتى يعض أذن نفسه سرق الصبيان خبز المعلم‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ من أعجب ما رأيت معلماً بالكوفة وهو شيخ جالس ناحية من الصبيان يبكي لماذا يشتم المعلم‏:‏ قال أبو العنبس‏:‏ كان ببغداد معلم يشتم الصبيان فدخلت عليه وشيخ معي فقلنا‏:‏ لا يحل لك فقال‏:‏ ما أشتم إلا من يستحق الشتم فاحضروا حتى تسمعوا ما أنا فيه فحضرنا يوماً فقرأ صبي عليها ملائكة غلاظ شداد يعصون الله ما أمرهم ولا يفعلون ما يؤمرون فقال‏:‏ ليس هؤلاء ملائكة ولا أعراب ولا أكراد‏.‏

فضحكنا حتى بال أحدنا في سراويله‏.‏

وقرأ عليه آخر وهم الذين يقولون لا تنفقوا إلا من عند رسول الله فقال‏:‏ يا ابن الفاعلة أتلزم النبي بنفقة مال لا تجب عليه شرط بين المعلم والصبيان‏:‏ قال بعضهم‏:‏ مررت بمعلم الصبيان يضربونه وينتفون لحيته فتقدمت لأخلصه فمنعني وقال‏:‏ دعهم بيني وبينهم شرط إن سبقتهم إلى الكتاب ضربتهم وإن سبقوني ضربوني واليوم غلبني النوم فتأخرت ولكن وحياتك إلا بكرت غداً من نصف الليل وتنظر فعلي بهم فالتفت إليه صبي وقال‏:‏ أنا أبات الليلة ها هنا حتى تجيء وأصفعك‏.‏

المعلم حل المعضلة‏:‏ عن أبي الفتح محمد بن أحمد الحريمي قال‏:‏ كان عندنا بخراسان إنسان قروي فكان له عجل فدخل داره وأدخل رأسه في جب الماء ليشرب فبقي رأسه في الجب فجعل يعالج رأسه ليخرجه من الجب فلم يقدر فاستحضر معلم القرية فقال‏:‏ قد وقعت واقعة قال‏:‏ فما هي فأحضره وأراه العجل فقال‏:‏ أنا أخلصك أعطني سكيناً‏.‏

فذبح العجل فوقع رأسه في الجب وأخذ حجراً وكسر الجب فقال القروي‏:‏ بارك الله فيك قتلت العجل وكسرت الجب‏.‏
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م