لماذا هذا الموقف الرسمي من الهجوم الصهيوني

[كمال عزالدين]

في هذه الأيام يقع لبنان تحت الهجوم الصهيوني المكثف ، حيث قام الصهاينة بتنظيم حملة هجومية شرسة على المرافق المدنية و المدنيين ، كل ذلك تحت ذريعة اختطاف المقاومة لجنديين صهيونيين ، و بما أن الملوك و الرؤساء العرب في موقف لا يحسدون عليه من الأصل بسبب الحرب على العراق و فلسطين و تهديد امريكا لسوريا ، إضافة الى الضغوط الشديدة التي يقعون تحتها للسماح بجو من الحرية ، فإن عدد منهم لم يجد هذه الأيام إلا التنديد بالمقاومة و أن عليها تحمل تبعات ما قامت به .
و السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم نسمعهم يتفوهون بما يشفي الغليل و هم ينظرون الى الصهاينة يهجمون على الفلسطينيين و يدمرون بيوتهم و يحاصرونهم حصارا خانقا ؟
لماذا لم يتحركوا و هم يرون السودان البلد المسلم يقسم عن بكرة أبيه بسبب المخططات الأممية التي يتحكم في قراراتها سوى شرذمة من المحافظين الجدد الذين يؤمنون بالنص التوراتي المحرف :"احترز من أن تقطع عهدا مع سكان الارض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخا في وسطك " .
لماذا لم يحركوا ساكنا و هم يرون آلاف الاسرى من كل من فلسطين و لبنان يعانون من ويلات السجن ؟
في الحقيقة أن كل هذه الأمور تفضح أصحاب المواقف المهزومة من الذين لا يهمهم سوى ما يسمى زورا و بهتانا " مسيرة السلام " التي كانت بردا و سلاما على الكيان الصهيوني و نارا على الأمة عموما و فلسطين و لبنان خصوصا .
إن الصهاينة اليوم ظهرت حقيقتهم المخزية ، يحرضون أمريكا التي يقبع في مجلسها التشريعي عدد هائل من اليهود للتحرك نحو سوريا و إيران ، يريد الكيان الصهيوني بذلك جر المنطقة برمتها الى حرب ضروس يريد بذلك إقحام أمريكا في اشتباك مع سوريا من جهة و ايران من جهة أخرى .
و لعل الكيان الصهيوني لا يعلم أن أمريكا لديها ما يشغلها بالعراق حيث أن المجاهدين هناك لقنوا للولايات المتحدة درسا لا اخالها تنساه ، كما أن المشكلة الكورية و الايرانية زادت من انشغالات امريكا اضف الى ذلك أن عين الولايات المتحدة على الصومال و هذا كله يجعل من غير الاستراتيجي دخول أمريكا في الخندق الذي يريد الكيان الصهيوني إدخالها فيه لكن مع ذلك قد ينجح الكيان الصهيوني في محاولاته بسبب العدد الكبير من اليهود في الكونجريس و السؤال المطروح هو :
هل الرؤساء و الملوك العرب على استعداد لما قد يواجهونه إن نجح السيناريو الصهيوني_ و لن ينجح إن شاء الله _ ، أم كعادتهم سيلجأون مرة أخرى الى تلك القمم التي أضحت مثيرة للتقزز ؟