( ســؤال .. أرجو أن أجد جواباً عليه ....) بارك الله فيكم

[Hakima]

بسم الله الرحمان الرحيم
ان مراقبة الله عز وجل نعمة يكرم الله بها العبد المؤمن ,فيصبح المولى
جل جلاله هو الانيس وهو الجليس الوحيد الذي تودع لديه روحك وانت
امن مطمئن عليها.ولا يولد هذا الاحساس عند المسلم الا اذا شرب من
نبع المحبة الفياض .ولقد اثيرت مسالة المحبة وتكلم فيها الشيوخ ,
وكان الجنيد اصغرهم سنا فقالوا. هات ما عندك ,فاطرق براسه ودمعت عيناه ثم قال:عبد ذاهب عن نفسه ,متصل بذكر ربه ,قائم
باداء حقوقه ,ناظر اليه بقلبه ,فان تكلم فبالله ,وان نطق فعن
الله ,ان تحرك فبامر الله ,وان سكن فمع الله ,فهو بالله ,ولله ,ومع الله.
فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا مزيد ,جزاك الله يا تاج العارفين.

[Hakima]

والسلام عليكم
الاخت حكيمة.

[أحمد علوي]

-
-ألسنا نقول في دعاء السفر :
اللهم أنت ( الصاحب ) في السفر ، والخليفة في الأهل ..
إلى آخر الدعاء المشهور ..؟!
وورد على ذهني سؤال ، أو قل تولدت في ذهني خاطرة :

-ألسنا في هذه الدنيا على جناح سفر ، نحو الدار الآخرة ، والمستقر إما الجنة _ إن شاء الله _ بل الفردوس رأساً _ بكرمه ومنه جل جلاله _ وإما .. وإما .. – والعياذ بالله .. !؟

- فقلت إذا كنا على سفر ، فلماذا لا نحقق دعاء السفر المعروف على سفرنا الطويل هذا ؟؟
بمعنى : لماذا نحرص على أن تدور ألسنتنا بذلك الدعاء في أسفارنا القصيرة ، مستشعرين أن الله سبحانه معنا غير غافل عنا ، يحفظنا ويرعانا ، فلماذا لا تبقى صحبتنا لله سبحانه على مدار أنفاسنا ونحن نقطع الرحلة على هذه الأرض الصغيرة ، متجهين للقاء الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عند الحوض .. ؟؟

- وقلت في نفسي : إذا استقرت هذه الحقيقة وتفاعلنا بها ومعها ، وعشنا مع ربنا الكريم سبحانه على هذه الصورة ، فأحسب أن أشياء كثيرة ستتغير فينا ، وإلا فكيف نعتقد أن الله في صحبتنا ونحن منفلتين من هذا الحضور ، ومن هذه الرقابة ؟؟ ولذا قيل : اتخذ الله صاحبا ، ودع الناس جانبا ..

- إن كان هذا الخاطر حسن ، فالحمد لله رب العالمين ، وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن الصحبة معه .. وإن كانت الأخرى فإني أبادر لأستغفر الله العظيم ..

-أنا أعرف أن هناك معانٍ أخرى في كتاب الله الكريم تحقق نفس الهدف ، ولكن أريد أطمئن إلى سلامة هذا الخاطر ..

____________________________________00000000000000 0000000

[أشعري]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ أحمد علوي،

الأصل في المسلم الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع لذلك سبيلا، ونحن حينما نقول دعاء ما في زمان أو مكان معينين، فإننا نفعل ذلك اقتداء برسول الله صلى الله وعليه وسلم وامتثالاً لأمره، وإذا فتحنا هذا الباب فلن نأمن من أن يأتي شخص ما ويقول: بما أننا في هذه الدنيا في سفر فلنقصر الصلاة ونفطر رمضان.
وأرجو الا يفهم من كلامي قصر الدعاء مطلقا في وقته ومكانه المخصص، فدعاء اللهم إنك غفور رحيم تحب العفو فاعف عني قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سالته عائشة عن دعاء تقوله ليلة القدر فعلمها هذا الدعاء، ولم ينص عالم (حسب معلوماتي) على اقتصار هذا الدعاء على ليلة القدر، فإننا نقول دائما: اللهم إنك غفور رحيم تحب العفو فاعف عنا.

والله من وراء القصد.

[أحمد علوي]

..
أخي الحبيب / أشعري ..
السلام عليكم ورحمة الله
أولاً : جزاك الله خيراً على هذه المبادرة بهذا التعقيب الجميل .
ثانياً : أشكرك جداً على هذا التنبيه الرائع ، حيث أني ما قصدت _ يعلم الله _ إلى أن تتصل السلسلة ليأتي أحدنا فيذهب شططاً كما ذكرت فيقرر أن يقصر الصلاة ..؟! هذا وهم وخطأ بل ضلالة عظيمة .. الذي قصدته وأحببت أن أوصل القارئ إليه هو : استشعار معية الله عز وجل الدائمة له ، وقربه منه ، فالصاحب مع صاحبه الجليل ، يبقى متحفظاً من أشياء كثيرة حتى الهمسة ، حتى طرفة العين ، حتى الحركة الخفيفة ، وهكذا .. فكيف مع الله سبحانه من ليس كمثله شيء جل في علاه ..؟! هذا كل الذي كنت أرغب في إيصال أخوتي إليه .. ولا شيء وراء ذلك .. ولهذا فقد أشرت إلى أن هناك نصوص كثيرة تقرر هذا المعنى نفسه ، ولعل لنا لقاء آخر في هذه القضية ، فإنها من أهم القضايا على الإطلاق ..
ثالثاً : لا أعرف كيف أسوق إليك شكري على حسن أدبك ، وجميل أسلوبك ، ولعل غيرك ربما اتهمني في ديني وذهب شططاً في الحكم عليّ ..!

مرة ثانية وثالثة : لا يسعني إلا أن أقول : جزاك الله خيراً .. والسلام .
..

[أشعري]

العزيز أحمد علوي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

من يدرك ويفهم ويعقل أن الله يحيط بكل صغيرة وكبيرة، وأن أنفاسه في هذه الدنيا معدودة، وأن الدنيا دار ممر والآخرة دار مستقر، من يعي هذا حري به أن يراقب لفتاته وهمساته، وأن يسخّر نفسه لطاعة الله، واجتناب محرماته، وأن لا يستهين بصغير المعاصي الآثام،
ولا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وقد قال من سلف: لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعص، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "اتق الله حيثما كنت".

أرجو لي ولك ولكل من يزور هذه الخيمة الصلاح والهداية والثبات على الإيمان في هذا الزمان الصعب.

والله من وراء القصد.

[أحمد علوي]

-
اللهم آمين ..
كم أنا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدعوات الطيبة من هذه القلوب النقية ..
فجزاك الله خيراً يا أخي أشعري .. ولا حرمنا الله منك .. ثــمّ :

- ألا ترى أن هذه القضية من أخطر القضايا على الإطلاق لأن لها ما بعدها على سلوكيات الإنسان كلها ..؟ ولذا ينبغي أن يتطرق إليها الأخوة والأخوات كل قدر طاقته .. فالنصوص كثيرة ، وألقوال والروايات والقصص في هذا أكثر من أن تحصى ..

- تحضرني الساعة هذه القصة في نفس السياق :
مر رجل صالح بشباب يخوضون في الحديث ، فسألهم بعد أن ألقى عليهم السلام والتحية ولاطفهم قليلاً : لو أن معكم بعض عيون السلطان هل ترون أنكم ستتحدثون عنه بما لا يسره ، فيعرضكم ذلك لغضبه ؟؟ قالوا : لا والله ، بل لن تدور ألسنتنا إلا بما يرضيه ..! فقال : فيا أبنائي ، إن معكم من يسجل عليكم ما تقولون ويحصيه ليرفعه إلى الله فارفقوا بأنفسكم .. فتنبه بعضهم وتاب ..
- هذا نموذج ، والنماذج كثيرة جداً في هذا الباب ..
.. وتقبل تحياتي وخالص دعواتي ..
..