مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-03-2007, 04:34 PM
محمد دخيسي أبو أسامة محمد دخيسي أبو أسامة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 21
إفتراضي

بارك الله فيك
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 29-04-2007, 10:23 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخي محمد، شكرا على المرور و التعقيب و جزاك الله خيرا

تأبط شرا


مقدمة

تأبط شرا.. ما بين الحقيقة والخرافة والخيال

* الحقيقة
هو ثابت بن جابر الفهمي، من الشعراء الصعاليك، عاش في الحجاز، في المنطقة المحيطة بالطائف، وجمع عصابة للاغارة على بني خثعم وهذيل، والأزد.. شاع شعره في وصف الغيلان والجن.
* الخيال
مما روته كتب التاريخ عنه، انه خارق القوة، فان اتكأ على بعير اسقطه، او استوى على ظهر فرس اجهضها، وهو اسرع من الجياد الجامحة، ويسبق الظبي في عدوه، وان رمى رمحه، فانه كريح الشتاء، ورغم ان له الكثير من الحكايات الخرافية مع الجان والغيلان، الا ان الذين وصفوه، يرون انه هو الغول بعينه، فضفيرتاه تشبهان قرني الشيطان، وله عينان حمراواتان، تنبعث منهما اشعة كريهة تنذر الناظر اليهما بالموت، وفمه كفوهة بئر، اما انفه فانه يشبه رأس البعير.. مع هذه الاوصاف وغيرها من امارات القبح، فان (تأبط شرا) يعد واحدا ممن يعشقنه النساء، كما تجلى ذلك واضحا في اشعاره.
نادته امه يوما، وقالت له: «ايها الولد العاق، ها أنت ترى ما نحن فيه من شظف العيش، وانت لا هم لك الا ان تسابق الغزلان، لم لا تنطق ايها الخبيث؟!»، فيجيبها: «وماذا تريدين ان افعل، بعد ان جئت لك بكبش سمين، فاذا به ينقلب بين يديك الى ذئب مفترس؟! وسرقت لك ما يزن حمل بعير من التمر، فانقلب التمر حين رأى وجهك الى أفاع سامة!! فماذا افعل لك بعد ذلك يا امرأة؟!»، لكنها لا تعبأ بما قال وتصرخ فيه: «اسمع ايها الجلف.. ان في فلاة رحى بطان من ارض هذيل، إبل ترعى، فلو تربصت ببعضها ليلا».. فيصيح فيها مقاطعا: «انتِ اذاً تريدين لابنك ان يسرق اموال الناس؟!»، فتجيبه ساخرة: «ثكلتك امك، وهل لك صنعة اخرى غير السرقة التي ورثتها عن ابيك؟!»، فيجيبها: «واللات ما اسموك ام الاشرار عبثا!! وبئس الأم انت يا من تحرضين ولدك على فعل الشر!!»، فتقول له: «لا تجادلني، وانت لا عمل لك سوى مجالسة السراق كأبي خراش والشنفري.. هيا اذهب يا تأبط الى رحى بطان، وعد لأمك بلبن النياق».
* الخرافة
عندما شارف تأبط شرا على منطقة رحى بطان، وضع اذنه على الأرض، كي يسمع وقع اقدام النوق، ولكنه سمع ما لم يكن يتوقع، فصار من شدة هول الدهشة، يحدث نفسه: «ما هذا؟! ما هذه الاقدام الثقيلة الوقع، كأنها جبل يسير، وصوت اقدامه يأتيني عبر الرمال، مع ما يفصل بيننا بمسافة تبلغ عشرات الفراسخ؟! اي مخلوق هذا الذي يسير بهذه القوة؟».
وفجأة يظهر له من بين العجاج كائن بشع المنظر، ضخم الجثة، فيصيبه الارتباك، واذا بذلك الكائن يصدر صوتا انثويا رقيقا: «اقترب مني يا حبيبي..!! اقترب..!! فبعد قليل ستصبح زوجي». فيرد عليها تأبط بعد ان تمكن من السيطرة على اعصابه: «واللات ان ما سمعته عن خبث الغيلان لهو حقيقة واقعة.. انك تخدعين الرجال بهذا الصوت الوديع»! واذا بالكائن البشع يتحدث اليه بصوت غليظ كأنه الرعد: «ما دمت قد عرفت حقيقتي، فماذا جاء بك الى هنا يا تأبط؟ وكيف سولت لك نفسك ان تعتدي على ارضي؟»، فلم يجد تأبط شرا عذرا سوى القول انه مر فوق هذه الاراضي عن طريق المصادفة، فتصدر عن الكائن البشع ضحكة جلجلت اصداؤها في الفضاء، ثم يعقبها قوله: «كذبت..!! بل قل ان امك هي التي طلبت اليك ان تأتي الى هنا لتسرق ابل قيس عيلان، ولكنها دفعت ثمن تحريضها اياك على السرقة، ثم استخرجت جثة امه من وعاء، وألقت بها امامه، ها هي ام الاشرار جثة هامدة امامك..!! فيصرخ تأبط باكيا: «ويحك قتلت امي ايتها الغولة، فتهجم عليه قائلة: وسأمزقك بأنيابي يا تأبط، فيشتبك معها بعد ان تقمصه قوته الخارقة التي كثيرا ما يستدعيها عندما يتعرض لمعارك مع الجن والغيلان، وبينما كانت الغولة تصدر ضحكاتها، عاجلها تأبط بكسر انيابها، فقالت له وهي في قمة حنقها وغضبها: «ستكون هذه آخر ليلة من ليالي حياتك، سأمزقك إربا إربا ايها التأبط اللعين»، فيجيبها وهو يكمل تكسير انيابها: «بل انا الذي سأسلخ جلدك النتن واصنع منه اكبر خيمة في بلاد العرب، لأذل بك قبيلة الغيلان ايتها الخبيثة»!! فأجهز عليها، ثم حملها الى قبيلته منشدا هذه الأبيات:

ألا من مبلغ فتيان فهم *** بما لقيت عند رحى بطان
بأني قد لقيت الغول تهوى *** بسهب كالصحيفة صحصحان
فأضربها بلا دهش فخرّت *** صريعا لليدين وللجران
فلم انفك متكئا عليها لأنظر *** مصبحا ماذا أتاني اذا عينان
في رأس قبيح كرأس *** الهر مشقوق اللسان



* عاشقة تأبط شرا
وصفها بأنها جميلة كالوردة في خدرها، لولا ان بها شوك، فيروي قصته معها، يوم خرج مع صاحبه الشنفري الذي كان مثله عداء لا يشق له غبار، فتسللا معا في جوف الليل، حتى ظهرت لهما نيران لأناس يسمرون قرب قافلة لهم، فقال الشنفري: «علينا ان نسرق ما في هذه القافلة»، فيسأل تأبط عن السبيل الى ذلك، ورجال القافلة كثيرون؟! فيرسم له الشنفري الخطة، وهي كالتالي: «تقترب انت منهم، فيطمعون فيك، فاذا طاردوك، فطاولهم.. فاذا عدوا خلفك، استأسر لهم، فان اخذوك الى حيث القافلة ثم اوثقوك، بدوت لهم انا من بعيد، اعدوا امامهم، حتى يجدوا في طلبي، فأباعد بينهم وبين القافلة، فتحل انت وثاقك، وتسوق القافلة الى مخبأنا».. وفعل تأبط ما تم الاتفاق عليه، فاذا بدا لهم الشنفري، سألوا تأبط: اهذا صاحبك؟! فأجابهم: احذروه، فانه اسرع من يعدو في العرب، وما احسبكم تلحقون به!! فاجابه احدهم: لن يعجزنا ان نأتي به لنضمه اليك!! وبدأوا يطاردون الشنفري وهم على ظهور جيادهم، بينما هو يعدو عدوا، قد ابعد بهم مسافات طويلة عن قافلتهم. وفي هذه الاثناء فك تأبط شرا وثاقه، وساق القافلة الى حيث مخبأهما، وما ان ادخل الأبعر الى الكهف، حتى سمع صوتا نسائيا، فاستطلع الامر، واذا به امام شابة رائعة الجمال، لينة الاعطاف، يكاد بياض وجهها ينير ظلمة الكهف، ترجوه ان يتركها الى حال سبيلها بعد ان ظفر بغنيمته، فيقول لها: «اومن يظفر بمثلك يفعل ما تطلبين؟! واللات ما افرط فيك ابدا!»، فتضحك بمرح ودلال قائلة: «ما احسبك الا اضعف الخلق!»، فيجيبها محتدا: «ليس لمثلي يقال هذا الكلام»، فتمد نحوه يدها، وترفعه من صدره الى اعلى ثم تلقي به الى الارض!! فحاول القيام وهو يتوعدها: «واللات ما ابقي عليك حية، وان كنت اجمل الجميلات؟!»، فترفعه من صدره ثانية ثم تلقي به الى الارض، ووضعت رجلها فوق جسمه، وتوجهت اليه بالحديث وهي ضاحكة، ومزهوة بنصرها عليه: «والآن ما تقول ايها الخبيث وانت تحت قدمي لا تملك حراكا؟!»، فيجيبها: «ويحك من اين لك هذه القوة؟!»، فتنشرح اساريرها لسؤاله: «حسن، ما دمت قد اقررت بأن هناك من هو اقوى منك، فاني اعفو عنك!!»، ويسألها تأبط: «كيف تركتني اسوق قافلة قومك، ولم تمنعيني من ذلك؟!»، تجيبه: «سمعت عن شجاعتك، واعجبت بك، فتركتك تفعل ما تفعل لأظفر بك».. فيجيبها بخذلان وأسى: «ظننت انني انا الذي ظفر بك، هيا.. اقتليني!! فلا احتمل ذلا بعد هذا الذل، امرأة تصرع تأبط شرا؟! اقتليني ويحك، ماذا تنتظرين؟». فتقول له: «هناك ما هو خير من قتلك، وهو ان تتزوجني، فوالله قد احببتك من كثرة ما سمعت عنك، تزوجني.. فلا يكون احد في ارض العرب، في شدة قوة اولادنا»!!
فتزوجها بعد ان شغف بها حبا، ورغم قبحه، صار الناس يضربون الامثال بجمال (براق) ولده الأول منها.
وقُتل تأبط شرا في بلاد هذيل، وألقيت جثته في غار يقال له (رخمان).
اضافة الى كتاب «اخبار تأبط شرا» للجلودي، فلسلمان داوود القراغوللي، وجبار جاسم كتاب «شعر تأبط شرا».


أخبار تأبط شراً ونسبه
نسبه ولقبه
هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن.
وقيل: حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
وأمه امرأة يقال لها: أميمة، يقال: إنها من بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة :
تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له وقيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.
تأبط شرا لقَب لُقِب به، ويعود سبب هذا اللقب الى حكاية تروى مفادها: قالت له أمه: كل اخوتك يأتيني بشيء اذا راح غيرك، فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد افاعي كثيرة من اكبر ما قدر عليه، فلما راح أتى بهن في جراب متأبطا له، فألقاه بين يديها، ففتحته، فتساعين في بيتها، فوثبت، وخرجت، فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب، قلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها. قلن: لقد تأبط شرا، فلزمه تأبط شرا.

وقيلأنه كان رأى كبشاً في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول
فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت? قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك.
وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك
فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه
فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت
فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت?
فقالت: أتاني بأفاع في جراب
قلن: وكيف حملها? قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً.
وحدث علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
أن أمه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها?
فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه فأعطته فملأه لها أفاعي وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.
ويحكى انه كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان اذا جاع لم تقم له قائمة، فكان ينظر الى الظباء فينتقي اسمنها، ثم يجري خلفها فلا تفوته حتى يأخذها، فيذبحها بسيفه، ثم يشويها ويأكلها، ولبيان عدوه السريع يحكى ان تأبط شرا وعمرو بن براق والشنفري غزوا بجيلة فلم يظفروا منهم بغرة، وثاروا اليهم فأسروا عمرا، وكتفوه، وافلتهم الآخران عدوا، فلم يقدروا عليهما، فلما علما ان ابن براق قد اسر قال تأبط شرا لصاحبه: امض فكن قريبا من عمرو، فاني سأتراءى لهم واطمعهم في نفسي حتى يتباعدوا عنه، فاذا فعلوا ذلك فحل كتافه وانجوا، ففعل ما امره به، واقبل تأبط شرا، حتى تراءى لبجيلة، فما رأوه طمعوا فيه، فطلبوه، وجعل يطمعهم في نفسه، ويعدو عدوا خفيفا يقرب فيه، ويسألهم تخفيف الفدية واعطاءه الامان حتى يستأسر لهم، وهم يجيبونه الى ذلك، ويطلبونه وهو يحضر احضارا خفيفا، ولا يتباعد، حتى علا تلعة اشرف منها على صاحبيه، فاذا هما قد نجوا، ففطنت لهما بجيلة، فألحقتهما طلبا ففاتاهم، فقال: يا معشر بجيلة أأعجبكم عدو بن براق اليوم، والله لأعدون لكم عدواً انسيكم به عدوه، ثم عدا عدوا شديدا.

قيل لقي تأبط شرآ رجلآ من ثقيف يقال لة:ابو وهب،وكان جبانآ اهوج وعلية حلة جيدة،فقال ابو وهب لتأبط شرآ:بم تغلب الرجال يا ثابت،وانت كما أرى-دميم ضئيل؟
قال:باسمى،انما اقول ساعة ما ألقى الرجل:انا تأبط شرآ،فيخلع قلبة حتى انال منة ما اردت،

فقال لة الثقفي أقط؟قال:قط،
قال:فهل لك ان تبعني اسمك؟
قال:نعم،قال:فبم تبتاعة؟
قال:بهذة الحلة وبكنيتك،
قال له:افعل،ففعل،
وقال تأبط شرآ:لك اسمي ولي كنيتك وأخذ حلتة واعطاه كساء بالي
ثم انصرف،وقال يخاطب زوجة الثقفي

ألا هل اتا الحسناء ان حليلها *** تأبط شرآ واكتنيت أبا وهب
فهبة تسمى باسمي وسميت باسمة *** فأين لة صبري على معظم الخطب
وأين لة بأس كبأسي وسورتي *** وأين لة في كل فادحة قلبي


ومما ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى فإنه يصف لقاءه إياها في شعره كثيراً
فمن ذلك قوله:

فأصبحت الغول لي جارة *** فيا جارتا لك ما أهـولا
فطالبتها بضعها فالتـوت *** علي وحاولت أن أفعـلا
فمن كان يسأل عن جارتي *** فإن لها باللوى مـنـزلا



__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 29-04-2007, 10:25 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

كان أحد العدائين المعدودين: أخبرني الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال: نزلت على حي من فهم إخوة بني عدوان من قيس
فسألتهم عن خبر تأبط شراً فقال لي بعضهم: وما سؤالك عنه، أتريد أن تكون لصاً?
قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين، فأتحدث بها، فقالوا: نحدثك بخبره:
إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة
فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله.

يصف غولاً افترسها: وإنما سمي تأبط شراً لأنه - فيما حكي لنا - لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شراً

فقال في ذلك:

تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى *** يوائم غنماً أو يشيف على ذحل

يوائم: يوافق / ويشيف: يقتدر.

وقال أيضاً في ذلك:

ألا مـن مــبـلـغ فـتـيــان فـهـم *** بما لاقيت عند رحى بطـان
وأني قد لقيت الغول تهـوي *** بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانـا نـضـوأين *** أخــو ســفـر فخــلي لي مكانـي
فشدت شدة نحوي فـأهـوى *** لها كـفـي بمصــقـول يـمـانـي
فأضربها بلا دهش فخـرت *** صـريعاً لليــديـن ولـلـجـــران
فقالت: عد فقلت لها: رويداً *** مكانك إنني ثــبت الـجـنـان
فـلـم أنفـك متـكـئاً عـلـيــهـا *** لأنـظــر مصــبحاً ماذا أتـانـي
إذا عينان فـي رأس قـبـيـح *** كرأس الهــر مشقوق اللسـان
وساقا مخدج وشواة كـلـب *** وثوب مـن عباء أو شـــنـان


لم لا تنهشه الحيات ؟

أخبرنا الحسين بن يحيى: قال: قرأت على حماد: وحدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللهبي: قال:
قيل لتأبط شراً: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيات في سراك?
فقال: إني لأسرى البردين.
يعني أول الليل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، وآخر الليل تمور مقبلة إليها.

يابى الا الحذر
قال: وخرج تأبط غازياً يريد الغارة على الأزد في بعض ما كان يغير عليهم وحده
فنذرت به الأزد فأهملوا له إبلاً وأمروا ثلاثة من ذوي بأسهم وهم:
حاجز بن أبي، وسواد بن عمرو بن مالك، وعوف بن عبد الله أن يتبعوه حتى ينام فيأخذوه أخذاً
فكمنوا له مكمناً، وأقبل تأبط شراً فبصر بالإبل، فطردها بعض يومه. ثم تركها ونهض في شعب لينظر هل يطلبه أحد? فكمن القوم حين رأوه ولم يرهم، فلما لم ير أحداً في أثره عاود الإبل فشلها يومه وليلته والغد حتى أمسى، ثم عقلها، وصنع طعاماً فأكله، والقوم ينظرون إليه في ظله، ثم هيأ مضطجعاً على النار ثم أخمدها وزحف على بطنه ومعه قوسه، حتى دخل بين الإبل
وخشي أن يكون رآه أحد وهو لا يعلم ويأبى إلا الحذر والأخذ بالحزم فمكث ساعة وقد هيأ سهماً على كبد قوسه، فلما أحسو نومه أقبلوا ثلاثتهم يؤمون المهاد الذي رأوه هيأه فإذا هو يرمي أحدهم فيقتله وجال الآخران ورمى آخر فقتله وأفلت حاجز هارباً وأخذ سلب الرجلين
وأطلق عقل الإبل وشلها حتى جاء بها قومه

وقال تأبط في ذلك:

ترجي نساء الأزد طلعة ثـابـت *** أسيراً ولم يدرين كيف حويلـي
فإن الأللى أوصـيتم بـين هـارب *** طريد ومســفـوح الدماء قـتـيـل
وخدت بهم حتى إذا طال وخدهم *** وراب عليهم مضجعي ومقيلـي
مهدت لهم حتى إذا طاب روعهم *** إلى المهد خاتلت الضيا بختـيل
فلما أحســوا النوم جاءوا كأنـهـم *** سباع أصابت هجـمة بـســـلـيـل
فقلدت سوار بن عمرو بن مالك *** بأســمر جســر القدتـين طـمـيل
فـخـر كأن الفيــل ألقـى جــرانـه *** عــليــه بـريــان الـقـواء أســـيـل
وظل رعاع المتن من وقع حاجز *** يخر ولونهنهت غـيــر قـلـيل
لأبت كما آبا ولو كنـت قـارنـاً *** لجئت وما مالكت طول ذميلـي
فســرك ندمانـك لـمـا تـتـابـعـا *** وأنك لم تـرجع بعــوص قـتـيــل
ستأتي إلى فهم غنـيمة خـسـلة *** وفي الأزد نـوح ويــلة بـعـويــل


فقال حاجز بن أبي الأزدي يجيبه:

سألت فلم تكلمني الرسوم
وهي في أشعار الأزد.

فأجابه تأبط شراً:

لقـد قال الخـلي وقال خلـســـاً *** بظهر الليل شد به العكـوم
لطيف من سعاد عناك منهـا *** مراعاة النجوم ومـن يهـيم
وتلك لئن عنيت بـهـا رداح *** من النسوان منطقها رخـيم
نياق القرط غراء الـثـنـايا *** وريداء الشباب ونعـم خـيم
ولكن فات صاحب بطن وهو *** وصاحبه فأنت بـه زعـيم
أؤاخـذ خطة فـيـهـا ســـواء *** أبيــت وليــل واترهـا نـؤوم
ثأرت به وما اقترفـت يداه *** فظل لها بنـا يوم غـشـوم
تحز رقابهم حتى نـزعـنـا *** وأنف الموت منخره رمـيم
وإن تقع النسور علي يومـاً *** فلحم المعتــفي لحـم كـريـم
وذي رحم أحال الدهر عنـه *** فليس له لذي رحـم حـريم
أصاب الدهر آمن مروتـيه *** فألقاه المصاحب والحمـيم
مددت له يميناً من جناحـي *** لها وفر وكـافـية رحـوم
أواســيـه عـلـى الأيـام إنـي *** إذا قعــدت به اللؤمـا ألـوم



عمرو بن براق يثأر من تأبط شرا
ولد حزام بن حذام: بني حرة بن جتنم، وبني نهية، وبني حبس الفتكي.
فمن شعرائهم عمرو بن براق يقال البراق وكان مع شعره بطلاً عداء. وكان تأبط شراً غزا قومه
فقتل منهم فحلف عمرو وقال: والله لا غزون وان ظفرنا بتأبط شراً لنقتلّنه. فخرج حتى ورد ارض فهم بن عدوان فأذا تأبط شراً واخوته قد خرجوا بواد لهم في جبالهم فرنا عمر ومشاهقه، فلما امسى نزل وطاف بالجبال وتأبط شرا داخل في الخبا، وهم يشربون فقال تأبط شرا: لقد انكرت من امر هذه الليلة واخاف إن يكون بقربي طالب ثأر عمرو فأراد بعض اخوته ليخرج من الخبا فقام تأبط شرا وقال: اقعد فقعد، وتوحش ثانية فقام حليف له مسرعا وقال: لأعرفن حقيقة الخبر فخرج من مخرج في الخبا فضربه عمرو فقتله، وسمع تأبط شرا الصوت فخرج ولا سلاح معه فضربه عمرو مامونة فصاح تأبط شرا بأخوته دونكم الرجل، فعدا عمرو وعدا خلفه ثفاتهم فرجعوا إلى تأبط شرا فكروا جرحه وعصبوه فلم يزل كذلك حتى برئ.

ثم إن تأبط شرا لقي عمرو بن براق بعد ذلك فقال له: يا عمرو انت الذي ضربتني وقتلت حليفي.
قال: نعم، ولا معذرة اليه. وكان مع تأبط شرا جماعة، وكان عمرو لوحده. فقال له تأبط شرا: فما ترى ? قال: ارى الذي تراه. واحب الامور الي المناصفة، ولا نصفة عندك. فقال له: وما المناصفة التي هي احب اليك ؟
قال: إن تبرز لي وحدك، فأبرز لك، ويموت اعجزنا. قال: ذلك لك فأبرز.
قال عمرو: فأني لا بأصحابي ولا أنت صحابك.
قال: فكيف تحب ؟ فقال إن تعدو فأعدو إلى اصحابي، وتعدو بأصحابك معك واحد لك الحلايد ثم ابعدوا اصحابك بعدنا عنهم نازلتك الا ان لحقتني قبل فذاك، قال: قد انصفت فاعد فاعدو واتبعه تابط شرا وادام عمرو العدو وجعل يزداد نشاطا على طول الامد وجعل اصحاب تأبط شرا خلفه. فعند ذلك صاح به عمرو، يا ثابت أ فيك مسكنة لنزال، فأنازلك، ام تحب الراحة فأمهلك فقال له ثابت: لا راحة بعد دون المجتلد، فعطف عليه عمرو فضربه بسيفه ضربة منكرة فنبا عنه السيف، واذا به علا يحف لحمه على عظمه حتى يصير اشد من الحديد ولا تحيك فيه السيوف
ولا تكلمه الصخور.

وبذلك كان يقول على الجد والسير في البر و البحر و الحزن والوعرة فلما رأى عمرو سلاحه لا يحيك فيه ترك الاشتغال بسيفه وانكشف عنه فرجع تأبط شرا ناقضا.
ففي ذلك يقول عمرو بن مروان الاصمعي
فمن غريب قصائده التي قل مثلها:

عرفت الديار توهما فاعتادها *** من بعد ما شمل البلاد ابلادها


موت أخيه عمرو:
ذكروا أنه لما انصرف الناس عن المستغل؛ وهي سوق كانت العرب تجتمع بها قال عمرو بن جابر بن سفيان أخو تأبط شراً لمن حضر من قومه: لا واللات والعزى لا أرجع حتى أغير على بني عتير من هذيل، ومعه رجلان من قومه هو ثالثهما فأطردوا إبلاً لنبي عتير فأتبعهم أرباب الإبل، فقال عمرو: أنا كار على القوم ومنهنهم عنكما، فامضيا بالإبل.
فكر عليهم فنهنهم طويلاً فجرح في القوم رئيساً ورماه رجل من بني عتير بسهم فقتله فقالت بنو عتير: هذا عمرو بن جابر، ما تصنعون أن تلحقوا بأصحابه?
أبعدها الله من إبل فإنا نخشى أن نلحقهم فيقتل القوم منا فيكونوا قد أخذوا الثأر فرجعوا ولم يجاوزوه.
وكانوا يظنون أن معه أناساً كثيراً فقال تأبط لما بلغه قتل أخيه:

وحرمت النساء وإن أحلت *** بشور أو بمزج أو لصاب
حياتي أو أزور بني عتير *** وكاهلها بجمع ذي ضباب
إذا وقعت لكعب أو خثـيم *** وســيار يســوغ لها شرابي
أظني ميـتاً كمـداً ولـمـا *** أطالع طلعــة أهـل الكــراب
ودمت مسيراً أهدي رعيلا *** أؤم سواد طود ذي نقاب



فأجابه أنس بن حذيفة الهذلي:

لعـلك أن تجــيء بك المـنـايا *** تســاق لفتيـة منـا غـضـاب
فتنزل في مكرهم صـريعـاً *** وتنزل طرقة الضبع السغاب
تأبط ســوأة وحمـلـت شــراً *** لعلك أن تكــون من المصاب



أخوه السمع يثأر لأخيه عمرو:
ثم أن السمع بن جابر أخا تأبط شراً خرج في صعاليك من قومه يريد الغارة على بني عتير ليثأر بأخيه عمرو بن جابر، حتى إذا كان ببلاد هذيل لقي راعياً لهم فسأله عنهم فأخبره بأهل بيت من عتير كثير مالهم فبيتهم فلم يفلت منهم مخبر واستاقوا أموالهم

فقال في ذلك السمع بن جابر:

بأعلى ذي جماجم أهل دار *** إذا ظعنت عشيرتهم أقاموا
طرقـتـهم بـفـتـيـان كـرام *** مســاعيــر إذا حـمي المـقـام
متى ما أدع من فهم تجبني *** وعدوان الحماة لهم نظـام



__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 29-04-2007, 10:27 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

إصابته في غارة على الأزد:
ذكروا أن تأبط شراً خرج ومعه مرة بن خليف يريدان الغارة على الأزد وقد جعلا الهداية بينهما، فلما كانت هداية مرة نعس فجار عن الطريق ومضيا حتى وقعا بين جبال ليس فيها جبل متقارب، وإذا فيها مياه يصيح الطير عليها وإذا البيض والفراخ بظهور الأكم، فقال تأبط شراً: هلكنا واللات يا مرة، ما وطئ هذا المكان إنس قبلنا، ولو وطئته إنس ما باضت الطير بالأرض فاختر أية هاتيت القنتين شئت، وهما أطول شيء يريان من الجبال فأصعد إحداهما وتصعد أنت الأخرى فإن رأيت الحياة فألح بالثوب، وإن رأيت والموت فألح بالسيف، فإني فاعل مثل ذلك فأقاما يومين.
ثم إن تأبط شراً ألاح بالثوب، وانحدرا حتى التقيا في سفح الجبل فقال مرة: ما رأيت يا ثابت?
قال: دخاناً أو جراداً. قال مرة: إنك إن جزعت منه هلكنا فقال تأبط شراً: أما أنا فإني سأخرم بك من حيث تهتدي الريح فمكثا بذلك يومين وليلتين ثم تبعا الصوت فقال تأبط شراً: النعم والناس. أما والله لئن عرفنا لنقتلن ولئن أغرنا لندركن فأت الحي من طرف وأنا من الآخر، ثم كن ضيفاً ثلاثا، فإن لم يرجع إليك قلبك فلا رجع ثم أغر على ما قبلك إذا تدلت الشمس فكانت قدر قامة وموعدك الطريق.
ففعلا، حتى إذا كان اليوم الثالث أغار كل واحد منهما على ما يليه، فاستاقا النعم والغنم وطردا يوماً وليلة طرداً عنيفاً حتى أمسيا الليلة الثانية دخلا شعباً فنحرا قلوصاً فبينا هما يشويان إذا سمعا حساً على باب الشعب، فقال تأبط: الطلب يا مرة، إن ثبت فلم يدخل فهم مجيزون وإن دخل فهو الطلب
فلم يلبث أن سمع الحس يدخل فقال مرة: هلكنا، ووضع تأبط شراً يده على عضد مرة فإذا هي ترعد فقال: ما أرعدت عضدك إلا من قبل أمك الوابشية من هذيل، خذ بظهري فإن نجوت نجوت وإن قتلت وقيتك.
فلما دنا القوم أخذ مرة بظهر تأبط، وحمل تأبط فقتل رجلاً، ورموه بسهم فأعلقوه فيه وأفلتا جميعاً بأنفسهما، فلما أمنا وكان من آخر الليل، قال مرة: ما رأيت كاليوم غنيمة أخذت على حين أشرفنا على أهلنا، وعض مرة عضده، وكان الحي الذين أغاروا عليهم بجيلة وأتى تأبط امرأته، فلما رأيت جراحته ولولت، فقال تأبط في ذلك:

وبالشعب إذ سدت بجـيلة فـجـه *** ومن خلفه هضب صغار وجامـل
شــددت لنفس المـرء مرة حـزمـه *** وقد نصب دون النجاء الحـبـائل
وقلت له: كن خلف ظهري فإننـي *** سأفديك وانظر بعد ما أنت فاعـل
فعاذ بحد السيف صاحب أمـرهـم *** وخلوا عن الشيء الذي لم يحاولوا
وأخطأهم قتلي ورفعت صاحـبـي *** على الليل لم تؤخذ عليه المخاتـل
واخطأ غــنـم الحي مــرة بـعـدمـا *** حوتــه إلـيــه كــفـه والأنـامـل
بعض على أطرافه كـيف زولـه *** ودون الملا سهل من الأرض مائل
فقلت له: هذي بتـلـك وقـد يرى *** لها ثمناً من نـفـسـه مـا يزاول
تولول سعدى أن أتيت مـجـرحـاً *** إليها وقد منت علي الـمـقـاتـل
وكائـن أتــاها هارباً قبـل هـــذه *** ومن غـانم فأيــن منك الولاول
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م