مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-05-2001, 08:54 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Lightbulb حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

- - - - - - - - - - حول حكم المولد النبوي - - - - - - - - - -

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، في مبدأ كل أمر ومنتهاه ، ورضي الله عن أشياخنا في الله إلى سيدنا رسول الله وعن كل داعية بصدق إلى الله ..
أما بعـــد :

فقد أكثر بعض الأخوة وتزيدوا في الكلام حول المولد ، وكنت أرجو أن يشغلوا أنفسهم وغيرهم بما هو أهم ، في ذلك الوقت العصيب الذي تمر به الأمة ، وأرجو بنشر هذه الدراسة أن يعلم الأخوة أن الأمر له وجهه الشرعي عند من يقولون به ، حتى لا يسرفوا ويتزيدوا في رمي المسلمين بالفسوق والبدعة والشرك جزافاً ، فإذا كانوا اختاروا لأنفسهم ما هم فيه ، فليكن كذلك ولكن لا يفرضوا رأيهم على الآخرين ، ولا يحتكروا الصواب


هل نحتفل؟!!
نعم نحتفل في كل سنة
وفي كل شهر وفي كل أسبوع
وفي كل ساعة وفي كل لحظة



هذا هو عنوان النشرة التي أصدرتها ( إدارة الإفتاء والبحوث بدائرة الأوقاف والشئون الإسلامية بدبي ) ، وقد صدرت هذه النشرة رداً على كتاب طبعه بعضهم وراح يوزعه بعنوان ( هل نحتفل ) حشي بمغالطات وأباطيل ، وإليك يا أخي نص نشرة ( إدارة الإفتاء والبحوث بدائرة الأوقاف والشئون الإسلامية بدبي ) المسماة : ( هل نحتفل؟!! ، نعم نحتفل في كل سنة ، وفي كل شهر وفي كل أسبوع ، وفي كل ساعة وفي كل لحظة) :

- - - - - - - - - - هل نحتفل؟!!
نعم نحتفل في كل سنة
وفي كل شهر وفي كل أسبوع
وفي كل ساعة وفي كل لحظة
- - - - - - - - - -

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خير خلقه الذين اصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى.

يقول المولى عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا ))
ويقول المصطفى صلى الله عليه وعلىآله وسلم: (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )).
أما بعد:

فإن الواجب على كل مسلم أن يبين الحقائق للناس حتى يسيروا على بصيرة وهدى, وليس على عمى وتضليل, فالحق أبلج كالشمس في رابعة النهار, وهذا أوان الشروع في الموضوع: فإننا نسمع ونرى في هذه الأيام تلك الوريقات والتي شحنت بالأكاذيب والأباطيل و التدليس على البسطاء وقليلي الفهم والعلم من عامة الناس, حول ما يختص بالمولد النبوي الشريف, فوجب على من لديه القدرة على التبيين أن يبين حتى لا يدخل في الوعيد الوارد في طلبة العلم.
جهل وقلة علم ! :

يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ، ويقول: (( إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
قال (( المعارض )) : إن لفظة (كل) الواردة في الحديث من ألفاظ العموم , تشمل جميع أنواع البدع بدون استثناء فهي ضلالة. وبقولهم وتجرئهم هذا هم يرمون علماء الأمة بالابتداع, وعلى رأسهم سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه, فإن قلتم إننا لم نقصد صحابة رسول الله, قلنا لكم : بل قصدتم, وذلك بقولكم ((جميع أنواع البدع دون استثناء)), فإن قلتم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقره على ذلك نقول لكم سوف نأتيكم بأفعال أخرى فعلها الصحابة و التابعون بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم, فهل تتهمونهم بالبدعة و الضلال أم ماذا ؟! فإليكم أفعالهم رضي الله عنهم :
(1) جمع القرآن :
حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (( قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن القرآن جمع في شئ)).
نقول : عمر هو الذي أشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحف حين كثر القتل بين الصحابة في واقعة اليمامة، فتوقف أبو بكر وقال : كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عمر: هو والله خير( انظر إلى قوله: هو والله خير)، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدره له، وبعث إلى زيد بن ثابت فكلفه بتتبع القرآن وجمعه، فال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن ، ثم قال: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ، قال : هو خير . فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري. والقصة مبسوطة في صحيح البخاري.

(2) تأخير مقام إبراهيم عليه السلام عن البيت:
أخرج البيهقي بسند قوي عن عائشة رضي الله عنه قالت: إن المقام كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن أبي بكر ملتصقا بالبيت، ثم أخره عمر . ( أي لما رأى الناس قد كثروا فأراد أن يوسع عليهم ) .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ولم تنكر الصحابة فعل عمر، ولا من جاء بعده فصار إجماعا، وكذاك هو أول من عمل عليه المقصورة الموجودة الآن.

(3) زيادة الأذان الأول يوم الجمعة:
ففي صحيح البخاري عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم . فلما كان عثمان زاد الأذان الثالث. باعتبار إضافته إلى الأذان الأول و الإقامة، ويقال له أول باعتبار سبقه في الزمان على أذان الجمعة، ويقال له ثاني بإسقاط اعتبار الإقامة.

(4) الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أنشأها سيدنا علي رضي الله عنه وكان يعلمها للناس :
ذكرها سعيد بن منصور ، وابن جرير في تهذيب الآثار ، وابن أبي عاصم ، ويعقوب بن شيبة في أخبار علي، والطبراني وغيرهم عن سلامة الكندي.

(5) ما زاده ابن مسعود في التشهد بعد(ورحمة الله وبركاته) :
كان يقول : السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد.

(6) زيادة عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد:
وكذا ما زاده في التلبية بقوله: (( لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والرغباء إليك والعمل..)) ، وهو مبسوط في صحيح البخاري، ومسلم .
... إلخ من زيادة الصحابة وعلماء وفضلاء الأمة .
فكل هؤلاء ابتدعوا أشياء رأوها حسنة لم تكن في عهد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي في العبادات، فما قولكم فيهم؟ وهل هم من أهل الضلال والبدع المنكرة أم ماذا؟ (( نبئوني بعلم إن كنتم صادقين)) .
أما ادعاؤكم الباطل بأنه لا يوجد هناك في الدين شيئا يسمى بدعة حسنة فإليكم أقوال جهابذة علماء الأمة ، والذين يعول على كلامهم، فضلا عن حثالة ليس لها غرض إلا التفريق بين المسلمين وإشعال نار الفتن بينهم، في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى جمع شتاتهم.

1 - قال العلامة وحيد عصره وحجة وقته، وشارح صحيح مسلم الإمام الحافظ النووي رضي الله عنه في صحيح مسلم (6-2) ما نصه: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( كل بدعة )) هذا عام مخصوص ، والمراد غالب البدع ، وقال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق، وهي منقسمة إلى خمسة أقسام.
وقال كذلك في (تهذيب الأسماء واللغات) : البدعة - بكسر الباء - في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة.
وقال أيضا: والمحدثات - بفتح الدال - جمع محدثة، والمراد بها : ما أحدث وليس له أصل في الشرع.. ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما . اهـ

2 - قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني ، شارح البخاري ، المجمع على جلالة قدره ما نصه : وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة، لكن (منها) ما يكون حسن و(منها) ما يكون خلاف ذلك . اهـ

3 - وروى أبو نعيم عن إبراهيم الجنيد قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم .
وروى الإمام البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه ، قال : المحدثات من الأمور ضربان : ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلال ، وما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء ، وهذه محدثة غير مذمومة ، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان : نعمت البدعة أنها محدثة لم تكن ، وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى . هذا آخر كلام الشافعي رضي الله عنه من تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (ص 21 ، ج3) في البدع من هذا . اهـ
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه في آخر كتابه (القواعد) ما نصه : البدعة منقسمة إلى واجبة ، ومحرمة ، ومندوبة ، ومكروهة ، ومباحة .
قال : والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فواجبة ، وإن دخلت في قواعد التحريم فمحرمة ، أو الندب فمندوبة ، أو المكروه فمكروهة ، أو المباح فمباحة . اهـ
فهؤلاء ممن ذكرنا قد قسموا البدعة إلى أقسامها المذكورة .
فانظر بالله عليك أخي المسلم : أين قولهم أن لفظة (كل) من ألفاظ العموم تشمل كل أنواع البدع دون استثناء ! . من قول هؤلاء الأئمة وعلى رأسهم الإمام الحافظ النووي حيث قال: إن لفظ (كل) هو عام مخصوص. وأين قولهم: إنه ليس ثم شيء في الدين يسمى بدعة حسنة وقول أئمة المسلمين كما رأيت وعلى رأسهم الإمام الجليل صاحب المذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ، بل وقد تقرر عند العوام فضلا عن العلماء. من قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء )) ... الحديث. والمعنى : إنه يسن للمسلم أن يأتي بسنة حسنة وإن لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أجل زيادة الخير والأجر. ومعنى سن سنة : أي أنشأها باجتهاد واستنباط من قواعد الشرع أو عموم نصوصه. وما ذكرناه من أفعال الصحابة والتابعين هو أكبر دليل على ذلك .
نشأة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم :

مهد المغرضون لنشر باطلهم ولو بالتدليس كعادتهم على عامة المسلمين وقليلي الفهم منهم ، حيث قالوا بالحرف الواحد : (( إن الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11 ـ 172) قال : إن الدولة الفاطمية العبيدية المنتسبة إلى عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي ، والتي حكمت مصر من سنة (357 ـ 567 هـ) أحدثوا احتفالات بأيام كثيرة ، ومنها الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . اهـ
هذا ما نقلوه عن الحافظ ابن كثير . وحسب المرجع الذي أشاروا إليه نقول لكم : كذبتم والله!! فإننا وجدنا ما ادعيتموه على الحافظ وما نقلتموه عنه إنما هو عين الكذب والافتراء والتدليس والخيانة في النقول عن علماء الأمة. وإن كنتم مصرين على ذلك فنقول لكم: أخرجوه لنا إن كنتم صادقين.
وأين أنتم من ادعائكم بأنكم ستناقشون هذه القضية بعدل وإنصاف وتجرد عن كل هوى بل إنه عين التعصب المخزي والهوى الممقوت. فكيف نأمن بعد ذلك - يا أخي المسلم - لمثل هؤلاء في نقولهم عن علماء الأمة.
وإليك - أخي المسلم - الرأي الحقيقي للحافظ ابن كثير في عمل المولد ونشأته، والذي أخفاه من يدعي مناقشة الموضوع بعدل وإنصاف.
قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) 13-136 طبعة دار المعارف، ما نصه : لملك المظفر أبو سعيد كوكبري ، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد ، له آثار حسنة ( انظر إلى قوله : آثار حسنة ) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ، ويحتفل به احتفالاً هائلاً ، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً ، رحمه الله وأحسن مثواه ... إلى أن قال : وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار .اهـ
فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، [censored] فاسق، مرتكب للفواحش والموبقات كما هي دعوى المعارض فيمن يقول بعمل المولد الشريف!! وأحيل القارىء إلى نفس المرجع فهناك كلام أعظم مما ذكرت في حق الإمام الجليل لم أنقله خوف الإطالة.
وانظر الى قول الإمام الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (22-336) عند ترجمة الملك المظفر ما نصه : كان متواضعاً، خيراً ، سنياً، يحب الفقهاء والمحدثين . اهـ
أقوال أئمة الهدى في الاحتفال بالمولد :

(1) الإمام الحجة الحافظ السيوطي :

عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه (الحاوي للفتاوى) باباً أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) ص189، قال في أوله : وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ، ما حكمه من حيث الشرع ؟ وهل هو محمود أم مذموم ؟ وهل يثاب فاعله أم لا ؟
والجواب عندي : إن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه ، وينصرفون من غير زيادة على ذلك - هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف.

(2) الشيخ ابن تيمية :

قال في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) طبعة دار الحديث ص 266 السطر الخامس من الأسفل ، ما نصه : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على هذا الاجتهاد ..
قال : فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضى له ، وعدم المانع منه . اهـ
فهذا قول من ترك التعصب جانبا وتكلم بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . أما نحن فلا نفعل المولد إلا كما قال الشيخ ابن تيمية : (محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له ) نسأل الله أن يثيبنا على هذه المحبة و الاجتهاد .
ولله در القائل :
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له
حــد فيعرب عنـه نـاطـق بـفـم

(3) شيخ الإسلام وإمام الشراح الحافظ ابن حجر العسقلاني :

قال الحافظ السيوطي في نفس المرجع السابق ما نصه : وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه : أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك اشتملـت على محاسن وضدها ، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة ، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله ، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ... إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، نبي الرحمة في ذلك اليوم ، فهذا ما يتعلق بأصل عمله ، وأما ما يعمل فيه : فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب .. إلى فعل الخير والعمل للآخرة . انتهى كلامه رحمه الله .
فهذه الاستنباطات هي التي قال عنها المعارض إنها استدلال باطل وقياس فاسد ، وأنكرها ، فليت شعري من الناكر ومن المنكور عليه!!

(4) الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي :
حيث ألف كتباً في المولد الشريف وأسماها : (جامع الآثار في مولد النبي المختار) و (اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق) ، وكذلك (مورد الصادي في مولد الهادي) صلوات الله وسلامه عليه.


(5) الإمام الحافظ العراقي :
وقد سمى كتابه في المولد النبوي (المورد الهني في المولد السني).

(6) الحافظ ملا علي قاري :
فقد ألف كتابا في المولد النبوي العطر أسماه: ( المورد الروي في المولد النبوي).

(7) الإمام العالم ابن دحية :
وسمى كتابه (التنوير في مولد البشير والنذير) صلى الله عليه وآله وسلم.

(8) الإمام شمس الدين بن ناصر الدمشقي:
وهو صاحب كتاب (مورد الصادي في مولد الهادي) صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو القائل في أبي لهب:
إذا كان هذا [censored] جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا

(9) الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري :
إمام القراء ، وصاحب التصانيف التي منها(النشر في القراءات العشر)، وسمى كتابه : (عرف التعريف بالمولد الشريف).

(10) الإمام الحافظ ابن الجوزي :
حيث قال في المولد الشريف : إنه أمان في ذلك العام ، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام .

(11) الإمام أبو شامة (شيخ الحافظ النووي) :
قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث ـ ص23) ما نصه : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات ، والمعروف ، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ، وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين .اهـ

(12) الإمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري) :
حيث قال في كتابه ( المواهب اللدنية ـ 1/148 ـ طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه : فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء . اهـ
وكذلك ممن ألف وتكلم في المولد: الإمام الحافظ السخاوي ، والإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي .. وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لاستقصائهم .
فبالله عليك أخي المسلم ..

- هل كل هذا الكم من علماء الأمة وفضلائها والذين يقولون بعمل المولد ، وألفوا الكتب والمؤلفات في هذا الباب زنادقة أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي ؟! وهل هؤلاء العلماء والذين يدين لهم العالم بأجمعه ، على ما صنفوه من الكتب النافعة في الحديث والفقه والشروحات وغيرها من العلوم .. وهل هم من الفجار مرتكبي الفواحش والموبقات؟!‍‍‍‍ .. وهل هم - كما يزعم المعارض - يشابهون النصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام ؟!‍ وهل هم يقولون بأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ؟!
إننا نترك لك - أخي المسلم - الإجابة على هذه الأسئلة !!

ادعاء باطل :

قال المعارض : لو كان الاحتفال بالمولد من الدين لبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، ولا يقول قائل أن الرسول صلى الله عليه وآله نسلم لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن فيه عليه الصلاة والسلام . انتهى كلام المعارض .

والجواب : إن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة من بعده لا يعتبر تركهم له تحريماً ، والدليل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة ...)) الحديث ، وفيه أكبر دليل على الترغيب في إحداث كل ما له أصل من الشرع وإن لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم .

قال الشافعي رضي الله عنه : كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف ، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت ، أو لما هو أفضل منه ، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به . اهـ

فمن زعم تحريم شيء بدعوى أن النبي صلى الله عليه وآله نسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل ، وكانت دعواه مردودة .

ونحن نقول لكم : بناء على القاعدة التي أصلتموها. وهي أن من أحدث ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو صحابته فقد ابتدع في الدين . يفهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل الدين لهذه الأمة ، , وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به .. ولا يقول أو يعتقد ذلك إلا زنديق مارق عن دين الله .
ونقول : من فمك ندينك .

فقد أحدثتم في أصل العبادات مسائل كثيرة لم يفعلها صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة ولا التابعون ولا حتى تابعي التابعين ..

فعلى سبيل المثال لا الحصر:
1 - جمع الناس على إمام واحد لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وغيرهما من المساجد .
2 - قراءة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح ، وكذلك في صلاة التهجد .
3 - تخصيص ليلة (27) لختم القرآن في الحرمين وأكثر مساجد العالم الإسلامي .
4 - قول المنادي بعد صلاة التراويح ( صلاة القيام أثابكم الله ) .
5 - قول : إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيد ألوهية ، وتوحيد ربوبية ، وتوحيد أسماء وصفات . فهل هذا حديث شريف ، أو قول أحد من الصحابة أو أحد من الأئمة الأربعة؟!

.. إلى غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره من تخصيص هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجامعات إسلامية ، وجمعيات لتحفيظ القران ، ومكاتب دعوة وإرشاد ، وأسابيع احتفال المشايخ ‍، ومع ذلك فنحن لا ننكر هذه الأشياء إلا أن الكثير منها هو من البدع الحسنة التي ينكر هؤلاء القوم على من يفعل أمثالها ثم يفعلونها .
ففعلكم لهذه المبتدعات التشريعية التي لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيه تعارض واضح مع قاعدتكم التي تقول : إن العبادات توقيفية ، وإن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم فهو بدعة (سيئة) فلربما تكونوا ممن أذن لكم بالتشريع من دون الناس!! ..

ادعى المعارض أن أكثر من يحيي هذه الموالد من الفسقة والفجار ، وهذا كلام ساقط إن دل فإنما يدل على معدن قائله ، وهو غيض من فيض ، وليس لنا من جواب عليه إلا قول المولى عز وجل: ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
وهل كل من ذكرناهم من الأئمة الأعلام في نظر المعارض من الفسقة والفجار؟! .
لا أستبعد أن يقول بذلك!! سبحانك هذا بهتان عظيم . نقول كما قال القائل :
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

إشكالات عند المعارض :

استشكل المعارض - هداه الله - بعض الألفاظ وادعى أنها شركيات ، ومنها قول العارف بالله الإمام البوصيري :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولا ندري كيف حصل لديه هذا الإشكال ، وكيف لم يتمعن في قول الإمام البوصيري (عند حلول الحادث العمم) ، وبدورنا نحن نسأل القارىء ما هو الحادث العمم ؟!
(العمم) أي الذي يعم الكون بأسره من أنس وجن .. بل وجميع الخلائق ، فلن يخطر ببال أي إنسان إلا أن يكون هذا الحادث هو يوم القيامة .
وبعد إيضاح هذا الإشكال لدى المعارض يكون المراد من قول الإمام البوصيري : هو طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة وذلك لأنه ليس لنا أحد نلوذ به ونتوسل به ونستشفع به إلى الله سوى خير البرية عليه الصلاة والسلام في ذلك المقام الذي يقول فيه الرسل والأنبياء : نفسي نفسي ، ويقول هو عليه الصلاة والسلام : أنا لها أنا لها . وبهذا يظهر أن ما استشكله المعارض مردود عليه ودال على جهله وذلك بسبب عمى البصر والبصيرة نسأل الله العافية .

ومثال آخر لمثل هذا القول المشكل عند العامة من الناس ، ما نقله الإمام الجليل الكمال بن الهمام الحنفي - صاحب فتح القدير في مناسك القاري ، وشرح المختار ، من السادة الأحناف - لما زار الإمام أبو حنيفة المدينة وقف أما القبر الشريف وقال :
يا أكرم الثقلين يا كنز الورى
جد لي بجودك وارضني برضاك
أنا طامع في الجود منك ولم يكن
لأبي حنيفة في الأنام سواك

نوايا خبيثة :

يقول المعارض : إنه يحصل في المولد اختلاط الرجال بالنساء ، واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات ... ، وقد كذب والله ، حضرنا مئات الموالد فلم نر اختلاطا ، ولم نسمع معازف ، أما شرب المسكرات ، فنعم رأينا سكراً ولكن ليس كسكر أهل الدنيا ، وجدنا سكر المحبة لرسول الله صلى اله عليه وآله وسلم ، ذلك السكر الذي يغلب حتى على سكرات الموت ، كما حصل لسيدنا بلال رضي الله عنه عندما حضرته المنية حين امتزجت حلاوة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع سكرات الموت حتى غلبت عليها سكرات المحبة ، فكان يقول وهو في تلك السكرات :
غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه

جهل فاضح :

يقول المعارض : إن يوم ولادته صلى الله عليه وآله وسلم هو نفس يوم وفاته ، فالفرح فيه ليس بأولى من الحزن ، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً ويوم حزن أولى .

ونقول : ما شاء الله على هذه الفصاحة العرجاء !! ، والتي سيجيبكم عليها العلامة جلال الدين السيوطي كما في (الحاوي للفتاوي ص193) طبعة دار الكتب العلمية) حيث قال ما نصه : إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم ، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة ، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح (عقيقة) ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع ، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته ، وقد قال ابن رحب في كتابه (اللطائف) في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل مقال الحسين رضي الله عنه ، ولم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم ؟! . اهـ

الخاتمة :

وفي الختام نختم قولنا هذا بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه أبو يعلى عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إن مما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان رداءه الإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك . قال : قلت : يا نبي الله ! أيهما أولى بالشرك المرمى أو الرامي ؟ ، قال : بل الرامي )) ، قال الحافظ ابن كثير: إسناده جيد .
تم بحمد الله ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

==============================
تمت المراجعة والتصحيح بمعرفة :
==============================
المسلم موسوعة إسلامية صوفية سلفية شرعية
==============================
  #2  
قديم 31-05-2001, 09:09 PM
الصورة الرمزية لـ قمشطيط
قمشطيط قمشطيط غير متصل
ابو طه
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 1,904
Post

السلام عليكم .
هذا الموضوع اشبع بحثا في الاسلاميه قبل ان تغلق ..
وعلى كل حال شكرا للصوفي على كتابته .
وجزاك الله عنا وعن المسلمين كل الخير .
__________________
<embed width="440" height="280" src="http://mypage.ayna.com/kamshatit/kamshatit/mekkka.swf">
  #3  
قديم 02-06-2001, 08:30 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Post

الشيخ عطية صقر :

أوضح فضيلة الشيخ عطية صقر عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن من المناسبات التي يحتفل بها المسلمون ما تكون دنيوية محضة، وقد تكون دينية أو عليها مسحة دينية، والإسلام بالنسبة إلى ما هو دنيوي لا يمنع منه ما دام القصد طيبًا، والمظاهر في حدود المشروع، وبالنسبة إلى ما هو ديني قد يكون الاحتفال منصوصًا عليها كعيدي الفطر والأضحى، وقد يكون غير منصوص عليها كالهجرة والإسراء والمعراج والمولد النبوي، فما كان منصوصًا عليه فهو مشروع بشرط أن يُؤدَّى على الوجه الذي شُرع، ولا يخرج عن حدود الدين، وما لم يكن منصوصًا عليه، فللناس فيه موقفان، موقف المنع لأنه بدعة، وموقف الجواز لعدم النص على منعه، ويحتج أصحاب الموقف المانع بحديث النسائي وابن حبان بسند صحيح أن أنسًا رضي الله عنه قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى"، فكل ما سوى هذين العيدين بدعة، ويرد عليه بأن الحديث لم يحصر الأعياد فيهما، بل ذكر فضلهما على أعياد أهل المدينة التي نقلوها عن الفرس، ومنها عيد النيروز في مطلع السنة الجديدة في فصل الربيع، وعيد المهرجان في فصل الخريف كما ذكره النويري في "نهاية الأرب" وبدليل أنه سمى يوم الجمعة عيدًا. ولم يرد نص يمنع الفرح والسرور في غير هذين العيدين، فقد سجل القرآن فرح المؤمنين بنصر الله لغلبة الروم على غيرهم بعد أن كانوا مغلوبين "أوائل سورة الروم". كما يُرد بأنه ليس كل جديد بدعة مذمومة، فقد قال عمر في اجتماع المسلمين في صلة التراويح على إمام واحد "نعمت البدعة هذه". فالخلاصة أن الاحتفال بأية مناسبة طيبة لا بأس به ما دام الغرض مشروعًا والأسلوب في حدود الدين، ولا ضير في تسمية الاحتفالات بالأعياد، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء

مجمع البحوث الإسلامية
أكد الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن الاحتفال بالمولد النبوي مشروع ولكن لانتشار البدع في المولد أنكرها العلماء حتى أنكروا أصل إقامة المولد فإذا خلا الموالد من البدع والاختلاط والبعد عن الفساد فلا مانع من إقامتها في جو روحاني يتدارس المسلمون فيه كتاب الله وسنة رسوله وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال " ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت أو أنزل عليّ فيه "

وروي عن جابر وابن عباس : ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم - عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول وفيه بعث. وفيه عرج به إلي السماء. وفيه هاجر. وفيه مات. أي في شهر ربيع الاول فالرسول - صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعا من الشريعة ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول ولا بأس بالاحتفال بالمولد النبوي الكريم في العصر الذي كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده في غمرة الاحتفالات الأخرى التي كادت تطغى على المناسبات الدينية. على أن يكون ذلك بالتفقه في السيرة وعمل آثار تخلد ذكرى المولد كبناء مسجد أو معهد أو عمل خيري يربط من يشاهده برسول الله وسيرته.

رأي الدكتور القرضاوي
يقول فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إن هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعاً للمسلمين، ونحن نعلم أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟ لأنهم عاشوا هذه الأمور بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء عصر نسي الناس فيه هذه الأحداث، وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم، وضمائرهم، فاحتاجوا إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت، والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، لذلك أقول: إننا نحتفل بأن نذكِّر الناس بحقائق السيرة النبوية، والرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، وأذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله ص، وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم، وبما يُستفاد به من دروس، وأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم . قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " - الأحزاب : 21 - .

نحن في حاجة إلى هذه الدروس فهذا النوع من الاحتفال هو تذكير للناس بهذه المعاني، ووراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام، وربطهم بسيرة النبي ص ليأخذوا منه الأسوة والقدوة.
  #4  
قديم 03-06-2001, 05:31 PM
الكثيري الكثيري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 193
Post

الاخ العزيز صوفي
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الكبير الذي
بذلته في ايضاح هذه المقالات والاراء حول ذكرى
مولد النبي الكريم ولك الشكر على ذلك
واود ان اشير هنا الا اختلاف العلماء في كثيرا من المسائل ولكن اختلاف العلماء رحمة
والله يوفق الجميع لما فيه خير هذه الامة
وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
  #5  
قديم 03-06-2001, 07:00 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Post

أحسنت يا أخي ..

وهو هذا الذي أردت قوله ..

اختلاف العلماء رحمة ، ويجب علينا أن نراعي هذا الخلاف ، فلا يتهم بعضنا بعضا بالفسق أو البدعة أو غير ذلك ، طالما أن القضية هي قضية علمية لها أدلتها وأصولها ..
إن للخلاف أدبا عظيما في الإسلام فليتنا نتحلى بأدب الإسلام في الخلافيات ..
ولذلك قالوا : اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..
  #6  
قديم 04-06-2001, 10:49 AM
شمال الديره شمال الديره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 27
إرسال رسالة عبر ICQ إلى شمال الديره إرسال رسالة عبر  AIM إلى شمال الديره
Post

اشبع الموضوع مقالات في الاسلامية لذا يرجى عدم الخوض في تحريم هذا الفعل وشكرا

[ 04-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عمر الشادي ]
__________________
لولا الفقر والهرم والثالث الموت
يالادمي بالكون ياعظم شانك
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م