مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-05-2001, 01:57 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Lightbulb التدخين جذوة من لظى

- - - - - - - - - - - - - -الدخان جذوة من لظى- - - - - - - - - - - - -

مقدمة لا بد منها :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمداً يوافي نعمه ، ويوافي مزيده
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ورضي الله عن أشياخنا في الله وعن كل ولي لله وعن كل داعية بصدق إلى الله

أما بعد :

فإن هذا البحث كنت قد كتبته منذ زمن ، وقد وفق الله تعالى فنشر في أكثر من مجلة وصحيفة ، كما نشر بعضه في بعض المنتديات على شبكة الانترنت .. وقد كتب هذا البحث ونشر في شهر رمضان المعظم ..

وقد رأيت إعادة نشره ، فهو من باب النصيحة ، ومن باب التحذير من البدع ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لعل الله تعالى يجعل تلك الكلمات سبباً في الخير لمن يريد هدايته وتوفيقه ..
وما توفيقي إلا بالله عليه وتوكلت وإليه أنيب .

(1) تمهيد :

رمضان فرصة عظيمة للإقلاع عن التدخين ..
وما أدراك ما التدخين ؟
التدخين داء عم ، وبلاء طم .
حتى إنك لتجد بين العلماء العدد غير القليل الذى يمارس تلك الرذيلة ..
وتجد معظم الأطباء يتناولون السيجار وهم أكثر الناس معرفة بأضراره ..
هذا فضلاً عن معرفة الجميع أن المستفيد الأول من تجارة التبغ وأنواع السيجار المختلفة إنما هم أعداء الله ممن لا يجدون فرصة ولا وسيلة إلا وينتهزونها لمحاربة الإسلام والمسلمين .. ثم يوجهون عائد تلك التجارة فى عمليات التبشير والتنصير ، وإحداث الفتن والقلاقل بين صفوف المسلمين ، والقضاء على المستضعفين والأقليات الإسلامية ، فضلاً عن الإعداد والقوة والتسليح وغير ذلك مما هو معروف ظاهر ..
إننا ندعوك أيها ( الأخ المسلم ) وأيتها ( الأخت المسلمة ) إلى ترك تلك العادة المرذولة المحرمة ، وندعوك أن تدعو أهلك وأقاربك وإخوانك وأحبابك وتلاميذك وأولادك إلى ترك هذه العادة المرذولة المحرمة ، وأن تبين لهم حكمها وأضرارها .

(2) ما هو الدخان ؟:

قال السيد محمد طاهر الكردي المكي في كتابه ( أدبيات الشاي والقهوة والدخان ) : الدخان في عصرنا هذا يطلق على جميع أنواع التبغ . وهو نبت له ورق عريض ، ويسـمى بالتتن ( بضم التائين ) وبالطباق .
وعلى ذلك فكل أنواع التبغ والسيجار مهما اختلفت تسميتها وعلامتها التجارية تدخل فى باب التدخين ، ويدخل في ذلك أيضاً : الشيشة ، والجوزة ، والبايب ، والنرجيلة ، والمعسل ... الخ .

(3) تاريخ التدخين :

الدخان موطنه الأصلي ( أمريكا ) ، وهى أكثر دول العالم استفادة من عائده ، كان أهلها يستخدمونه منذ أقدم العصور .. ولم يعرفه العالم إلا بعد اكتشاف أمريكا .. وقد رأى (كريستوف كولومبث) مكتشف أمريكا الهنود الحمر يدخنونه حين نزل بجزيرة ( كوبا ) سنة 1492 م .. وأول من نقله إلى العالم ( فرنسسكو فرناديس ) الذى أرســـله ( فيليب الثانى ) ملك أسبانيا للبحث عن الحاصلات الزراعية بالمكسيك ؛ فحمله معه إلى أسبانيا ، وزرعه في أوربا لأول مرة فى سنة 1558م .. ثم إن ( جان نيكوت ) سفير فرنسا في البرتغال أرسل منه إلى الملكة ( كاترين دي مديتشي ) كدواء تستعمله لإذهاب الصداع الذي كان يلازمها .

وقد كان الناس يستعملونه كدواء مدة من الزمن ، ثم ظهرت لهم أضراره وعرفوا أنه داء لا دواء ؛ فأمر ملك فرنسا ( لويس الثالث عشر ) سنة 1635م ، بعدم شرب الدخان ، وعدم بيعه .

ومن طريف ما يحكى عن الدخان : ما ذكره بعضهم من أن المكتشف المشهور ( سير رالي ) رآه أحدهم ينبعث الدخان من فمه ، فحسب أن ناراً اندلعت في جوفه ؛ فسكب عليه وعاءً مملوءاً بالماء .

(4) التدخين فى بلاد العرب :

ظهر التدخين في بلاد العرب والمسلمين بعد ظهوره في أوربا بسنوات عديدة ، وأول من عرفه الأتراك ، وبالطبع كان ذلك عن الأوربيين .
ويذهـب كثيـر مــن الباحثـين إلى أن بلاد العرب عرفت التبغ بين سنة 999ه ـ 1020 هـ ، أي ما يوافق 1590 ـ 1611 م .
وقد استشهد بعض الباحثين بقول بعض الشعراء :
سألوني عن الدخان وقــالوا :
- - - - - - - - - - هل له في كتـــابــنا إيمـــــاء
قلت : ما فرط الكـتاب بشيء
- - - - - - - - - - ثم أرخت ( يوم تأتى السماء )

وعلى حساب الجمل المعروف عند العرب (يوم تأتى السماء ) تساوى 1590 م ، وهو ما يعنى أنهم عرفوه بعد الأوربيين بقرن كامل .
وقد جاء في شرح الغزي الشافعي لمنظومة البدر في ( الكبائر والصغائر ) أن التبغ ظهر في دمشق ســــنة 1015هـ /1606 م.

وذكر العلامة أحمد بن خالد الناصري في كتابه ( الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ) أن التــــــــــبغ ( ويسميه التـابغ ) ظهر في مراكش منقولاً عن بلاد الســودان التي تعــــرف الآن بجمهورية مالي ، في سنة 1001هـ / 1592م ، ثم ظهر في فاس سنة 1007هـ .

وذكر العلامة اللقاني في رسالته المشهورة أن شجرة التبغ قد ظهرت في تنبكو التي تتبع الآن جمهورية مالي سنة 1005هـ .
وذكر الإسحاقي في تاريخه أن التبغ قد ظهر في مصر في أواخر 1161م .

(5) رمضان والإقلاع عن التدخين :

ولإيماننا أن الناس جميعاً يعرفون ضرر الدخان ، مما ألزم دولياً شركات الدخان أن تكتب على كل علبة سجائر بل على كل سيجار : التدخين ضار جداً بالصحة ، لذلك قدمنا الكلام على العلاج قبل الكلام على الحكم الشرعي وما يجلبه الدخان من الأمراض فضلاً عن أقوال أئمة الصوفية في بيان حرمته ..

إن شهر رمضان فرصة عظيمة للإقلاع عن التدخين ؛ فقد اتفقت كلمة فقهاء الإسلام على أن المدخن في نهر رمضان يفطر ، وقد ألحقوه بالمفطر العمد فأوجبوا على من شرب الدخان ( السيجار أو غيره ) عمداً فعليه القضاء والكفارة ؛ وقالوا: إنه لا يقضي عنه صيام الدهر وإن صامه ..

ومثل صوم رمضان سائر العبادات فإنها تدفع المؤمن للإقلاع عن هذه العادة المرذولة ، فالمعتكف وقائم الليل في رمضان وقارئ القرآن فيه إذا حرص على أداء عبادته حق الأداء وحرص على ان تقبل منه ترك التدخين وغيره من المعاصي ..

وانظر إلى الصلاة فقد ذكر الله سبحانه وتعالى عنها : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ، وفي الأثر ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) .. وكيف لمؤمن أن يترك الجماعة لأن ريحه خبيث يتأذى منه الناس والملائكة إذا حضر الجماعة ، وإذا ترك الجماعة كان من المحرومين ..

والحج والزكاة وأنواع العبادات المفروض منها والنوافل عند التحقيق كالصلاة والصيام وقراءة القرآن في الحث على ترك المعاصي واجتناب المنكرات .. والعاقبة للتقوى ..

(6) بداية العلاج :

إن أول ما يفعله المسلم الذي ابتلاه الله تعالى بتلك المعصية أن ينوي تركها نية صادقة ، فالأعمال بالنيات ، ولا تكون النية نية حتى يشرع في المقصود ، ويهيئ لنفسه أسباب العلاج ، فيتوب إلى الله تعالى توبة صادقة ، ثم يعزم على عدم شربه مرة أخرى، مهما كانت المغريات ..

وعليه أن يستعين بالصبر والصلاة ؛ فإنه ليس أعظم من مصيبة دائمة كالسجائر والدخان .. ثم ليستبدل السجائر بغيرها من أنواع الأدوية أو الأكل أو الحلوى مما أحله الله تعالى ، حتى يقطع التعود الذي تعوده جسمه من امتصاصه لما فى السجائر من نيكوتين وقطران ..
وإذا زار الطبيب ، والتزم ببرنامج طبي كان ذلك خيرا كبيراً ..

فإذا كان الإنسان ضعيف الشخصية قليل الهمة ، غير نافذ العزيمة .. فيستطيع في هذه الحالة أن ينقطع عن التدخين بالتدرج ، فيقلل من الكمية التى يشربها من السجائر تدريجياً حتى ينقطع عن شربها .. وذلك أخف الضررين .. وليحدد لنفسه جدولاً زمنياً يلتزم فيه بذلك .

وعليه لزاماً في هذه الحالة أن يستشير الطبيب المسلم المتدين الناصح الأمين في ما يجعله بديلاً عن التدخين من الأطعمة أو الأدوية ..

وكثير من الناس عندهم من الوهم ما يجعلهم يعتقدون اعتقاداً جازماً أن الإقلاع عن التدخين يستحيل ، وهم يذكرون في تبرير ذلك شتى الأسباب .. وحقيقة الأمر أن ذلك إنما يرجع إلى ضعف الإيمان والاجتراء على حدود الله التي حرمها .. كما يرجع إلى عدم الثقة بالنفس، وضعف الشخصية ، وقلة العقل ، وخور العزيمة ، واتباع خطوات الشيطان ، وما تزينه لهم النفوس المريضة ..

أمّا ثالثة الأسافي كما يقولون فهم هؤلاء الذين يحاولون جهدهم أن يحللوا الحرام البين الواضح ، ثم يجاهرون بالعصيان ، وبعضهم قد يكون في موضع القدوة ، كأن يكون عالماً أو طبيباً ، فيتولى إثمه وإثم من يقلده أو يغتر به .. وفى الحديث : ( إنّ مما أدرك النّاس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .

(7) الحكم الشرعي في الدخان ؟:

الدخان أمر مُحْدَث ، ولمّا بدأ ظهوره اختلف العلماء بشأنه ، فقال الجمهور بحرمته ، وقال البعض : بكراهته ، وشذَّ نفر فقالوا بإباحته . هذا كان فيما مضى، قبل أن يتضح ضرره ، وتعرف حقيقة أمره ..

أمَّا اليوم فأجمع العلماء على حرمته ، لتحقق ضرره ومفاسده ، لا يشذ عن ذلك إلا أهل الأهواء والبدع ، ممن لا يعتبر قولهم ، ولا يؤخذ منهم ..
وقد صرح بذلك فضيلة مفتي مصر الشيخ الفقيه الدكتور نصر فريد واصل فقال ما نصه : ( لقد ثبت علمياً وطبياً أنَّ التدخين ضار بصحة الإنسان ، وأنَّه يسبب أمراضاً فتَّاكة ، في مقدمتها السرطان ، والموقف الشرعي واضح وحاسم من كل ما يسبب ضرراً مادياً أو جسمانياً أو نفسياً للإنسان ، وهو الحرمة ، ولذلك فإن القول بتحريم التدخين يستند إلى مبررات شرعية واضحة ، وليس محل خلاف بين العلماء ) .
ثُمَّ قال : ( ولذلك فإن التدخين حرام بكل المقاييس الشرعية لما فيه من الإضرار بالمدخن ومن حوله ، بل إن حرمته أشد من حرمة الخمر ، لأن الخمر تضرُّ بصاحبها فقط ، أمَّا التدخين فإنَّه يضر بالمدخن ومن حوله ) .

ثُمَّ ذكر فضيلة الشيخ المفتي أنَّ حديث لعن شارب الخمر وبائعها وحاملها وعاصرها ومعتصرها والمحمولة إليه يشمل المدخنين لما في التدخين من أضرار بليغة ، وأعلن حرمة التعامل المالي والتجاري مع شركات التدخين والتبغ ، أو التجارة في أسهمها .

وليس كلام فضيلة الدكتور المفتي بدعاً من القول ، كما أنه لا يحتوي على أي نوع من المبالغة ، فإنَّ في التدخين أضراراً عظيمة في النفس ، وفي المجتمع ، وفيه مساعدة الكفار وتقوية اقتصادهم وتمويل الإلحاد والتبشير والتنصير وإضعاف اقتصاد المسلمين ، مما يجعلنا نعتبر المدخن في رتبة الخائن المتعاون مع الأعداء ضد دينه ووطنه ونفسه وأهله ..

وليس معنى كلام المفتي ( أنه أشد حرمة من الخمر ) أنه يعني بذلك ما تثبت به الحرمة من الأدلة الشرعية ، فقد ثبت تحريم الخمر بالنص الصريح المحكم ، أما التدخين فمسألة محدثة ، وحرمته ثابتة بعمومات الآيات والأحاديث ، وبالقياس الجلي ، وبإجماع أهل الحل والعقد .. وإنما كلام المفتي متجه في أن التدخين أشد ضرراً من الخمر فإن القرآن الكريم أثبت أن في الخمر إثم كبير ومنافع للناس ، ولكن الإثم أكبر من المنافع ، ويكاد يكون التدخين خاليا من المنافع تماما إلا ما كان من انتفاع مصدريه ومصنعيه بالربح منه ، فكان التدخين أولى من الخمر بالتحريم قياساً على الخمر ..

وقد ذهب إلى تحريم الدخان عدد كبير من علماء الأمة وفقهائها ، وألف العلماء في ذلك المؤلفات ، وقولهم هو الصحيح الراجح ، بل الصحيح المتعين ، فمن العلماء الشيخ محمد العيني وأبو الحسن المصري والشيخ خالد الجعفري المالكي والنجم الغزي الشافعي وشيخ الإسلام إبراهيم اللقاني المالكي والشيخ ابن علان الصديقي وغيرهم كثير.

(8) أدلة تحريم الدخان موجزة :

إذن فالدخان حرام لا شك في ذلك ، ودليل ذلك أصول الشريعة الغراء ، ونشير إلى بعض أدلة تحريم التدخين بإيجاز ، فليس المقصود الاستيعاب والتتبع ، وإنما الإشارة لمن أراد الله هدايته ووقايته :

1 - كونه مضراً وفيه هلاك للنفس وقتل لها ، وضرره الصحي والنفسي متحقق لشاربه ويتعداه لغيره ، والشريعة جاءت بدفع الضرر ( لا ضرر ولا ضرار ) ، ومن مقاصد الشريعة حفظ العقل ، والتدخين من إفساده ..

2 ـ كونه من المخدرات والمفترات المتفق عليها عندهم ، المنهي عن استعمالها شرعاً ، لحديث أحمد عن أم سلمة ( نهى رسول الله عن كل مسكر ومفتر ) ، وهو مفتر باتفاق الأطباء .

3 ـ رائحته الكريهة الخبيثة ، تؤذي الناس والملائكة خصوصاً في المساجد ، وفى الصحيحين عن جابر مرفوعاً : ( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته ) ، ورائحة الدخان أشد ضرراً من رائحة الثوم والبصل .

وفى الصحيحين عن جابر أيضاً : ( إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس ) ، والناس تتأذى من رائحة السجائر والدخان .

4 ـ كونه إسرافاً ، وقد نهى الله عن الإسراف في غير موضع من كتابه .

5 ـ وفيه التشبه بالفسقة والكفار ، وتقوية اقتصادهم وموالاتهم ، وكل ذلك شدد في النهى عنه ..

6 – ومن ذلك أنه يورث الكبر ، والاستخفاف بالدين ، والحرمات ، كما انه يغير الطبائع السليمة والفطرة السوية ، وكل ذلك من الكبائر المحرمة ..

ومن تتبع قواعد الإسلام وأصوله وجد أن هناك الكثير من الأصول التي تدل على حرمة التدخين وعظيم إثمه ..

(9) حرمة التدخين في مجالس القرآن :

واعلم أنَّ التدخين أشد حرمة في مجالس القرآن ، ويعتبر من باب المهانة والاستهتار والاستهزاء بالقرآن الكريم .
كما أنه يصرف عن حسن القراءة والاستماع ، وينافي ما يجب أن يكون عليه المسلم من حزن وخشوع ، وتدبر لآيات القرآن ، وتفكر في معانيه ..

ولا عبرة أبداً بكلام أهل البدع والأهواء ممن ابتلاهم الله عزَّ وجلَّ به ، فالتدخين حرامٌ وإن شربه كبار العلماء ، وهو ضار بالصحة وإن شربه كبار الأطباء .

(10) قول السادة الصوفية في التدخين والمدخنين :

أجمع السادة الصوفية رضي الله عنهم على حرمة التدخين إلا من شذ منهم ، ممن لم يصل إليه بالغ ضرره ، ووجه الحرمة فيه ..

وللسادة الصوفية رضي الله عنهم في تحريم الدخان طرائف وإشارات وأقوال مهمة يجب أن يتدبرها العاقل ، منها :

1 ـ ذكروا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره كل ما فيه نار ، أو ما يشير إلى النار ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكل الطعـام ساخـناً ، ويقــول ( أتطعموننا ناراً ) ، وكان لا يصلى الظهر في شدة الحر حتى يبرد ، وغير ذلك ، والسجائر إنما هى جذوة من نار .

2 ـ الصوفية رضي الله تعالى عنهم يتركون كثيراً من أبواب المباح خوفاً من الوقوع في الشبهات ، ومشهور قولهم : ( خلاف الأولى عندنا في مرتبة الحرام ) ، وقول بعض السلف الصالح : ( كنا نترك سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب واحد من الحرام ) ، فكيف بما ثبتت حرمته ، وتأكد أثمه وضرره ..

3 ـ يقول شيخي الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية : من مناظر أهل النار وجهنم سيجارة بين أصبعين متشنجتين ، وجمرة بين شفتين مرتعشتين، ودخـان من منخـرين محترقـين ( بئس الشراب ) .

4 ـ الصوفية ينشدون الصفاء النفسي والروحي ، ومن المعلوم أنّ السيجارة ضد الصفاء ، لأنها تثقل الروح ، وتورث النفس الهم ، وتصرفها عن خالقها .. وكذب من ادعى أن في التدخين تنفيساً لمن كان مهموماً أو غاضباً ، وقد أثم أشد الإثم من اعتصم من الغضب بالسيجارة ، وكيف يكون ذلك ؟! ، وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم أن الغضب من الشيطان ، ( ألا ترون حمرة عينيه ) ، وأرشدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الوضوء ، والقعود لمن كان واقفاً ، والاضطجاع لمن كان قاعداً ، فأثم وعصى وابتدع من شرب الدخان عند غضبه ، وخالف سنن الهدى ، وأعان الشيطان على نفسه .

5 – ومن هوان الدخان ، وكونه من الخبائث ، أنك تجد أصحاب الفطرة السليمة لا يستسيغون ولا يستطيعون أن يأكلوا أو يشربوا في أماكن قضاء الحاجة ، بينما تجد المدخن يجد لذة ويستسيغ شربه في هذه الأماكن ، مما يزيد الضرر خصوصاً في أماكن قضاء الحاجة العامة في الأسواق وأماكن السفر والملحقة بالمساجد .. وقد قرأنا في بعض الصحف أن بعض المدخنين لا يستطيع التدخين ولا تكتمل له لذته إلا مع القهوة والشاي ، فيضطر لشرب القهوة والشاي والدخان وهو يقضي حاجته في الكنيف ، فيا لها من ذلة تنافي كرامة الإنسان وطبعه السليم ..

ولا يفوتني هنا أن أنقل إليك يا أخي بعض عبارات السادة الصوفية رضي الله عنهم في حرمة الدخان .

(1) قال سيدي العلامة الولي العارف بالله محمد بن ناصر الدرعي في أجوبته : ( اتفقت كلمة علماء الظاهر وجميع أهل الباطن على تحريمه - يعني الدخان بأنواعه - ولم يتكلم فيه بالحلية إلا أهل الأهواء ، ولا يشربه إلا المهفوتون يعني الأراذل الساقطون ، ومن يشرب التبغ أو يشم الشم فليس عندنا بشيء ) ا.هـ

(2) وقال أيضاً : ( حاشا أن يشرب الأولياء ذلك - يعني الدخان بأنواعه - لأن قلوبهم منورة ) .

(3) وقال بذلك ولده وخليفته سيدي أحمد بن ناصر الدرعي في رحلته ، بل ونقل عن شيخه سيدي محمد ابن ناصر قوله : ( لا حظَّ لمتعاطيه في طريقنا ، ولا يشم لها رائحة ) .

(4) وذكر حرمته وشدَّد في النهي عنه سيدي الولي الصالح أحمد بن إدريس في كتابه ( العقد النفيس ) ، ونفى أن يكون التنباك ( الدخان ) دواء ، وقطع بأنه داء ، وتبعه على ذلك تلميذه سيدي محمد بن علي السنوسي .

(5) وحرمه شيخنا وأستاذنا سيدي محمد زكي إبراهيم قولاً واحداً ، وكان ينهى عنه أشد النهي ، وانظر ما كتبه عنه في كتابه ( البداية ) ..

وأبان حرمته وشدد في النهي عنه أكثر السادة الأولياء منهم سيدي عبد العزيز الدباغ كما في الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز للعلامة ابن المبارك ..

(11) مناظرة للشيخ ابن ناصر الدرعي :

في طريقه إلى الحج مرّ الشيخ ابن ناصر الدرعي بمصر ، والتقى ببعض علمائها ممن يدخنون ، فتناظر معهم في حكم الدخان ، وكان يرى حرمته ويشدد فيه ، فلمّا أكثروا عليه اللجاجة قال لهم : أرأيتم لو كنتم تشربونه ، ودخل عليكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أكنتم تشربونه في حضرته ؟! فسكتوا ؛ فقال : والله لو كان مباحاً كما تزعمون لأجبتم بفعله في حضرته صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن الصحابة كانوا يأكلون الطعام ويشربون الماء في حضرته صلى الله عليه وآله وسلم .

وللسادة الصوفية في بيان حرمته كلاماً كثيراً لو جمع لنهض وحده كتاباً كبيراً .

(خاتمة )

والخلاصة أنَّ التدخين حرام حرام وإن شربه كبار العلماء ، وهو ضار بالصحة وإن شربه كبار الأطباء ، وانتشاره وكثرة شاربيه لا تعني حله أبداً ، ولا عذر لمتعاطيه أبداً في الاستدامة على هذه الرذيلة ..

وهو أشد حرمة في مجالس القرآن وفي مجالس الذكر ، وأنه من أكبر المصيبات التي يصاب بها الإنسان ، فالعجب كل العجب ممن يدعي التصوف والتقى والورع واتباع السلف الصالح وهو مدمن له ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وقد ذكر غير واحد من أهل الله العارفين به أن من أكبر ما يصاب به شارب الدخان أن يحرم من رؤية الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكفى بذلك عقاباً ، وكفى به رادعاً ..

فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه ، ونسأل الله تعالى أن يمن على كل مسلم ابتلي بهذه المصيبة العظيمة أن يتوب منها ويرجع إلى الحق والصواب ، والخير والهدى ، ابتغاء مرضات الله ، وطمعا في فضل الله ، وحسن ثوابه ، وجزيل عطاياه ..

والله ربنا الرحمن المستعان أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به ، ورحم الله تعالى من عمل على نشره وإذاعته ، ناسباً القول لقائليه ، والفضل لذويه .. ومن رأى قصوراً أو خطأ فأرشد إليه فله الشكر ووافر الامتنان ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

==============================
المسلم موسوعة إسلامية صوفية سلفية شرعية
==============================
  #2  
قديم 26-05-2001, 10:04 AM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Thumbs up

لا شك أن للتدخين أضرارا طبية فصلها الأطباء .. هل منكم من يعرف عنها شيئا ..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م