مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-05-2001, 05:10 PM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Lightbulb من ( فـقه الصـلوات والمدائـــــــح النبويــــــة )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :


في غرة شهر ربيع الأول سنة 1422 هـ أرسل لي أخ حبيب فاضل وداعية إلى الله صادق تهنئة بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأرسل مع تهنئته هذا الفصل الجميل من كتاب ( فقه الصلوات و المدئح النبوية) لشيخنا فضيلة الإمام محمد زكي إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة ، وهو كتاب نادر إذ طبع في عدد محدود ونفذت نسخه ، فأردت أ ن ينتفع الإخوان به كانتفاعي فنشرته بين أيديكم ، راجيا أن نكثر من الصلاة والسلام على النبي الأمي الهاشمي المكي مولانا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في شهر ذكرى مولده ..

وها هو الفصل :

قال شيخنا رحمه الله :

- - - - - - - - - - مع آية الصلاة و التسليم - - - - - - - - - -

( إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) الآية ..

إذا ذكر سيدنا رسول الله المصطفي كان أول ما يذكر به واجب الصلاة و السلام عليه ، والحكمة في ذلك إيجابية بالغة ، فالصلاة و السلام عليه مذكرة بحقوق الله خاصة ، ثم بحقوقه صلى الله عليه و سلم ، ثم بحقوق الإسلام عامة .
ومن هنا جاء الأمر بالصلاة والسلام عليه في الآية ، مؤكداً من عدة جوانب :

أولاً : الإحاطة بأن الله تعالى يصلي عليه و ملائكته ، و لم يصرح في القرآن بمثل هذا ولا بنحوه لنبي من قبله صلى الله عليه وآله وسلم .

ثانياً : تأكيد الأمر بهذه الصلاة ابتداء بحرف ( إن ) مما يزيد في معنى التشريف والتكريم والأهمية والخصوصية.

ثالثاً : تأكيد السلام عليه بقوله تعالى : ( تسليما ) ، وهو يفيد معنى تأكيد الصلاة بمثل ذلك ، من طريق الحذف الذي يدل عليه ما بعده مبالغة في البيان والطلب ، فكأنه تعالى قال : ( صلوا عليه صلاة أو تصلية ، وسلموا عليه سلاما أو تسليماً ).

والتأكيد المعنوي بصيغة التفعيل ، يفيد التزام التكرار والعمق ، ولا يكون التكرار والعمق إلا عن حكمة ، لعل منها هنا تجدد معاني الصلاة والسلام في نفس المصلي ، و تنوعها ، فكأنه يطلب لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في كل مرة شيئاً جديداً من مراتب الكمال عند الله ، والكمال عند الله لا يتناهى ، وكأنه بعميق التوجه في طلب الكمال لنبيه صلي الله عليه وآله وسلم يستشرف جانباً من الصفاء والرقة ، فيصيبه نصيب من الروحانية والمدد ، والتسامي إلى مراتب المقربين .

وبذلك تحصل بركة الصلاة والسلام على ذات المصلي ، على حين يؤدي حقاً هو نوع مستحب من العبادة لا يمل ولا يستثقل .
وهنا قد يندمج المصلي في صلاته حتى ليكون بشخصه كأنما هو صلاة متجسدة .

رابعاً : في بلاغه عز وجل للناس مؤكداً أنه يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إعلام بأنه يحب ذلك , فهو يأمر به تكليفاً وتشريفاً معاً , حتى يشاركه عباده فيما أحبه لنفسه , فقد أحب لهم ما أحبه لنفسه , فارتفع به من مرتبة ظاهر التكليف إلى مرتبة حقيقة التشريف , لتكون معاملته بطاعته فيما أحب لنفسه و لعباده , نوعاً من الفضل الذي يؤتيه الله لمن يشاء من عباده .
وإذا كان هذا هو شأن بقية الطاعات فهو هنا أعرق و أصدق .

خامساً : التعميم المطلق في قوله تعالى ( وملائكته ) دون تخصيص نوع أو طبقة معينة من الملائكة ، إعلان هائل بمقام المصلي عليه ، فحملة العرش ومن حوله تدرجاً إلى ما فوق الإحصاء والحصر من الملائكة في عرصات الملك والملكوت وطبقات الغيب والشهادة ، وعوالم الخلق والأمر ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) كل أولئك بلا استثناء يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأين هو العقل البشري الذي يدرك هذا المقام ؟ أو يدرك سر الدعوة إليه ؟ .

سادساً : لهذا فسرنا الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من الله بأنها ( عطاء إلهي ) أي تام عام كامل شامل ، لكل ما خطر على قلب بشر ، من كل ما هو تقدير وتوقير وتشريف وتكريم ، ومن كل ما يليق بتعطف الألوهية ، على قمة المجد في البشرية .

فإن تقييد صلاة الحق تعالى هنا على حبيبه الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، و تفسيرها بخصوصية الرحمة أو المغفرة فقط ، أو نحوها : تحكم لا دليل عليه ، وحسبنا قوله تعالى : ( و لسوف يعطيك ربك فترضى ) ، ( وما كان عطاء ربك محظورا ) .

سابعاً : أما صلاة الملائكة ، فلا شك أنها ( دعاء ) بما ألهمهم الله الدعاء به لحبيبه الأكرم ، فتحديده بالاستغفار وحده حكم بلا دليل ، فقد يكون الله تعالى قد ألهم الجميع صيغة واحدة ، و قد يكون قد علم أهل كل منزلة من ملائكته ما يليق بهم و به صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد يكون قد وجه كل ملك بمفرده إلى دعاء خاص ، وقد يكون غير ذلك من نفحات الفيض الرباني اللامتناهي .

ثامناً : أما صلاة المؤمنين عليه صلي الله عليه وآله وسلم فهي على ما نفهم : شكر ، ورجاء ، ووفاء ، وولاء .

فالمسلم يسأل الله تعالى كما يأمره الله ، راجياً من الله أن يصلي ويسلم على النبي ، بما يشاء ، كما يشاء ، على ما يشاء ، فيما يشاء ، فليس من التفويض أن يقترح العبد على الله نوعاً معيناً من صنوف الصلاة إلا ما كان إمعاناً في تنفيذ الأمر بالصلاة في بحبوحة الحب .

تاسعاً : وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن نقول : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ) ... إلخ في ختام التشهد .

وليس المعنى أن تكون الصلاة هنا هي عين الصلاة هناك فـ( هم درجات عند الله ) ولكن المعنى : إنك يا رب وقد صليت على إبراهيم بما هو أهله ، فإن محمداً أولى بصلاتك عليه أيضاً بما هو أهله . و كذلك الآل المكرمون .

وطلب البركة بعد ذلك ، هو طلب مزيد من هذا العطاء المتزايد له صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا كان الله قد تفضل فبارك ( يعني ضاعف ) عطاءه لإبراهيم ، فأولى بفضله أن يضاعف هذا العطاء له صلي الله عليه وآله وسلم .

والتمثيل هنا للتقريب في ( كما صليت و باركت ) باتفاق أهل العلم كما ضرب الله المثل لنوره من المشكاة والمصباح ، فسقط هنا الاعتراض بقانون المشبه والمشبه به .

عاشراً : وأما أن صلاة المؤمنين عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفاء ، فهذا أدنى حقوق الرسالة على المؤمنين وقد أخرجوا بها من الظلمات إلى النور ، و كانوا ( خير أمة أخرجت للناس ) ، فهي وفاء بالشكر لله على الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم .

حادي عشر : بل إن في صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وآله وسلم مسحة أو لفتة من الوفاء أيضاً ولو لم يكن منظوراً إلى خصوصها ، أليس الله تعالى قد أرسله ( رحمة للعالمين ) أي رحمة لكل عوالم الغيب والشهادة : ما علمنا منها وما لم نعلم ، ثم أليس الملائكة عالماً من هذه العوالم المرحومة به صلى الله عليه وآله وسلم إذن فصلاة الملائكة عليه ( منظوراً فيها إلى هذا المعنى ) تعطي مسحة أو لفتة من الوفاء مقصوداً كان أم غير مقصود .

ثاني عشر : ولا بد هنا من وقفة هامة ، فإن الذي يرحم الله به غيره ، لا شك أحظى عند الله من المرحوم نفسه ، والملائكة على طبقاتهم مرحومون به صلي الله عليه وآله وسلم بمقتضى العموم في الآية ، فاقتضى هذا نوعاً أكيداً من الأفضلية له صلى الله عليه وآله وسلم على عالم الملائكة ، فيكون من باب أولى قد ثبتت له الأفضلية على ما سوى الملائكة من عوالم ، فيكون أفضل الخلق كلهم : من الأزل للأبد .

ثالث عشر : وأما أن الصلاة ( ولاء ) ، فما لم يكن الولاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والانتماء إلى رسالته ، فليس في الدنيا ما يستحق الولاء والانتماء ، إلا أن يكون ولاء للجاهلية وانتماء للحيوانية مما تدعو إليه الشيوعية والعلمانية ، ومذاهب الزنادقة والملاحدة .

رابع عشر : وفي الوفاء والولاء والانتماء معنى الشكر لله على هذا الفضل : فضل إرساله صلى الله عليه وآله وسلم وفضل جعلنا من أمته ، وفضل الأمر بالصلاة عليه ، وفضل مضاعفة الثواب عليها ، مع أن الصلاة عليه ليست تفضلاً من المصلي بل هي فرض بالاقتضاء الذاتي ثم بالتوجيه الإلهي ، ثم بالواجب العام ، ولكن فضل الله عظيم .

- - - - - - - - - - صيغ الصلاة والسلام - - - - - - - - - -

من كل هذه المعاني التي قدمنا مجتمعة ، ثم من الإحساس الإيماني المنبعث بالفطرة والوجدان في قلب المؤمن الحق ، حباً في الله ورسوله .

ثم من دراسات تاريخ النبوة ، وأثر الرسالة على البشرية ، و على كل نواحي الحياة الإنسانية ، ودفعها إلى الطهارة المطلقة ، وإلى التقدم الشريف ، و إلى الحضارة المرتبطة بمعاقد العز العاجل والآجل .

ثم مما حملته إلينا الأخبار الصادقة والآثار الكريمة من عظيم أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم ونموذجية حياته ، وآدابه ومعاملاته ، وروائع عبادته ، وخوالد حقوقه على أهل دعوته ، بل على الدنيا جميعاً .

من كل ذلك اشتد شغف قلوب خواص أمته بحبه صلى الله عليه وآله وسلم حباً جارفاً جعلهم يتفننون في إظهار آثار هذا الحب بكل ما أتيح لهم من صور التمجيد والتوقير والتعزير حسبما وسع الجهد ، وبلغت الطاقة على مراتب الآفاق والأذواق .

فألفوا في الصلاة والسلام عليه صيغاً شتى ، للإسفار عن مواجيدهم وشرف أحاسيسهم حيث لم يأت مخصص بالتزام صيغة معينة في الصلاة والسلام في غير المفروضات والنوافل .

وقد أخذوا هذا من سعة المعنى في قوله تعالي : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه ) ، والتعزير هنا هو التمجيد والتوقير ، والتسامي بالمنزلة ، والترفع في الأداء ، والارتباط بالقدوة ، مع التنزه عن ملابسة المحظور في قوله تعالي : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ) ، ثم ما جاء بعد ذلك من الآيات المتضمنة ضرورة التزام الأدب معه ، ثم ما جاء في صحيح الآثار من فرضية حبه ، وتقديمه على النفس والأهل والولد والناس أجمعين .

كل هذا إلى ما جاء مرفوعاً وموقوفاً من الترغيب في إحسان الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد ما ثبت من الترغيب البالغ في كثرة الصلاة عليه ، وأن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً ، ومن صلى عليه عشراً صلى الله عليه بها مائة ، ومن أكثر فالله أكثر .

هكذا جاء الترغيب في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم مطلقاً ، بلا قيد ولا شرط ، إلا ما خالف المعلوم من الدين بالضرورة ، وقد نبه إليه صلي الله عليه وآله وسلم في قوله : ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم ) ، فالممنوع أن نقول فيه ما قال النصارى في عيسى ، فتجعله إلهاً أو شبه إله ، أو تجعله ولداً لله ، تعالى الله عن ذلك ، وإنما هو عبد الله ورسوله ، أي بشر يوحى إليه ، و للوحي شرائط وخصائص لا ترفض البشرية ، ولكنها تميزها بأقباس أنوار روح القدس حتى تنفرد بتنزيل الأسرار الغيبية ، من الملأ الأعلى هداية للعباد .

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وأمته وسلم

==============================
المسلم موسوعة إسلامية صوفية سلفية شرعية
==============================
  #2  
قديم 26-05-2001, 10:00 AM
صوفي صوفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 58
Talking

صلى الله عليه وآله وسلم
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م