مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #111  
قديم 25-05-2006, 12:34 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

"يارب أعنَي"
همسات خرجت من فم فتاة في عمر الزهور تسكن ذاك الحي الفقير... كانت تمسك المكنسة بيد وكتابها بيد أخرى... تكنس وتحفظ...ترفع وتردد أبيات القصيد..وحينما يزيد الحمل تصيح...يا الله,,, يا معين أعني ,,,, يا معين صبَرني ...
وبثوان... تدمر هذا الهدوء وهبت عاصفة قويه...زوبعة مرت فرمت بها على الأرض..أحست بآثارها على خدها فتحسسته...تحس بالألم ولكن..ماذا حدث؟؟
رفعت نظرها وقالت:
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #112  
قديم 10-06-2006, 02:50 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

مأساة فتاة ...

"يارب أعنَي"
همسات خرجت من فم فتاة في عمر الزهور تسكن ذاك الحي الفقير... كانت تمسك المكنسة بيد وكتابها بيد أخرى... تكنس وتحفظ...ترفع وتردد أبيات القصيد..وحينما يزيد الحمل تصيح...يا الله,,, يا معين أعني ,,,, يا معين صبَرني ...
وبثوان... تدمر هذا الهدوء وهبت عاصفة قويه...زوبعة مرت فرمت بها على الأرض..وتقلب صفحات كتابها وارتمت وكذلك المكنسة قذفت بعيدا عنها...أحست بآثار العاصفة على خدها حارة فتحسسته...تحس بالألم ولكن..ماذا حدث؟؟
رفعت نظرها وقالت...لا لم تقل...وكيف تقول أو تنطق بحرف وعينان بركانيتان تحملق بها بعصبية!
- ويحك يا فجر..لم لا ترفعين الهاتف؟
أجابت بكلمات تائهة: أنا..لا أدري.. كنت أنظف!!
أجاب الصوت الغاضب: تنظفين؟ أيتها الكاذبه.. وماذا يفعل هذا هنا؟!
وحمل كتابها وقذفه بوجهها وأردف قائلا: ألم أقل لك ألا تدرسين؟ألم أخبرك أن تنهي كل دراستك بالمدرسه التي لكم أتمنى أن تتركينها..ولكن عمي لا يريدك أن تتركينها! فلماذا تدرسين؟وبأي حق؟
انسابت دمعة حرقة على خدها المصفوع وقالت: لدي امتحان غدا ولا أريد أن أرسب.
- وماهمي أنا؟أرسبي أو موتي..لعلي أرتاح من همك..وإلا اسمعي...سأزوجك لأقرب طالب يدك الذي وكأنه لن يأتي أبدا..سأزوجك إياه ولو كان أسوأ رجل بالعالم!!
تمتم بكلمات سخط وغضب كثيرون وهو خارج من الغرفه..صفع الباب خلفة وخرج تاركا إياها ملقاة على الأرض تبكي وتندب حظها العاثر..تعلم أنها لو ناقشته لو قالت له لا اريد الزواج سينتهي بها أن تلقى الألم والحزن والضرب المميت كما يحدث عادة.. تفحصت جسدها ونظرت إلى الآثار بيدها..بقعة زرقاء تميل إلى الصفرة بل إلى البنفسجي وتلك أختها وغيرها الكثير...هذه من أمس وتلك من الإسبوع الماضي وأخرى من الشهر الفائت..أواه..ذاك أخي ويفعل كل هذا بي..ذاك ما يجول بفكر فجر وهي تلملم شتات نفسها وتجمع بقايا كرامتها التي بددها أخي بكلماته وشتائمه وضربه وتغادر الحجره..اتجهت لغرفتها بسرعة حتى لا يحدث ان تصطدم بأخيها فيحدث أن يضربها أو يشتمها فلكم لا تستحمل أي شيء آخر..جسدها منهد وروحها مثقلة مثخنة بالألم والتعب..
دخلت حجرتها الصغيرة وأغلقت الباب خلفها أوشكت أن تقفل الباب ولكنها تذكرت الصفعة التي حصلت عليها عندما قفلت الباب فأحجمت بسرعة عن ذلك وسارعت أن اندست في فراشها وتقوقعت على نفسها...
لا تدري كم الثواني مرت أو الدقائق ولكنها أفاقت فوجدت شبح أحد يقف بجانبها.. خافت وأسرعت بأن انزوت في زاوية فراشها تشد قبضتها على القراش وهي تحاول أن ترى من بجانبها... نظرت.. إنه أخيها... سألته: خليفه.. مابك؟
أجاب بصوت ثقيل غريب: لا شيء ولكن لأول مرة أجدك جميلة لهذه الدرجه..كيف أغفلت عن جمالك كل هذه المدة؟
عرفت فجر الوضع وعلمت أن مأساة تكاد أن تقع فقامت بعمل حركة جريئة مميته تعلم أنها ستكلفها الكثير ولكنها ستنقذها من خسران الكثير الكثير... نعم.. صفعته!!
وكأن خليفه استعاد رشده وعلم الكيان ككل فصاح بها: ويحك أيها المغفله...
ثم أخذ يضربها ويضربها كما اعتاد أن يفعل ولم تحرك هي ساتكنا...لم تعارض ولم تمتنع فلقد اعتادت على أخذ جرعتها اليوميه من الضرب لذلك لم تقاوم لتأخذ نصيبها ثم يتركها ب سلام..
انتهى من ضربها وسلخ جلدها كما يقول ثم غادر ينفث الغضب من أنفه وهو يصيح: غبية مغفلة...
رفعت فجر نظرها إلى السماء وصاحت:"يارب أعنّي"


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #113  
قديم 06-08-2007, 04:26 AM
laptopk2 laptopk2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 3
إفتراضي

السلام عليكم
الن تكملي القصة؟
الرد مع إقتباس
  #114  
قديم 07-08-2007, 02:40 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

صــــدفــــــــــــــه!

كان سعود متوقفا عند إشارة المرور في طريقه الى البيت عائدا من العمل عندما انتبه الى السيارة التي بجانبه.. تذكر أنه يعرف هذا الشخص وقد رآه من قبل وعندما عصر ذاكرته عرف أنه نواف ذلك الشخص الذي دعاهم لحضور زواجه قبل فتره قريبه أشار سعود لنواف بالتوقف وقد أحس أنه من الواجب أن يبارك له الزواج.. توقف نواف على جانب الطريق ولحق به سعود .. عرفه بنفسه وبارك له الزواج واعتذر له عن عدم الحضور شخصيا بسبب بعض الإرتباطات الشخصيه .. ومع الأحاديث المتبادله كأنه حدث إرتياح بين الطرفين وخاصة من جهة سعود لذلك أصر على دعوة نواف الى البيت لتقديم واجب الضيافه .. ورغم محاولات نواف المستميته بأن يعتذر عن تلبية الدعوه إلا أن سعود وكعادته عندما يصر على أمر ما فإنه لا فكاك منه .. أضطر نواف للموافقه وأخبر سعود بأنه سيلحق به خلال نصف ساعه .
.
غادر سعود سابقا نواف الى البيت وهناك دخل مسرعا وهو ينادي روز بأعلى صوته وكانت وقتها غارقة بين دفاترها وهموم المدرسه والطالبات وبين شجنها الخاص وجرح لا زال يرفض أن يموت جرح يتحرك كلما عبرت بها الذكرى الأبواب القديمه
هبت روز مسرعه ملبية نداء أخيها والقلق قد إحتل مساحه شاسعه من تفكيرها المكدود.. فقد أقلقها صوت أخيها المرتفع وأشعرها بأن هناك أمر جلل لذلك هبت مسرعه لتستطلع الأمر .. نزلت للدور الأول حيث ضجيج الصوت ونداءات سعود لا تزال تصدر من هناك وعندما قابلته سألته خائفه سعود ماذا هناك ؟
قرأ سعود الخوف في صوت إخته والمرسوم في عينيها فطمأنها بأنه ليس هناك إلا كل خير وأخبرها بقصة لقائه بنواف وأنه قد دعاه لتقديم واجب الضيافه وأنه قادم خلال أقل من نصف ساعه لذلك ناديتك لإعداد ما يلزم فالوقت ضيق..

وهنا تحرك الجرح القديم وانفتح للألم الف باب في قلب روز ولكنها لملمت بقاياها المنكسره وانصرفت مسرعه محتجه بسرعة إعداد القهوه لكي لا يلحظ سعود الحزن الذي إرتسم على خارطة روحها وهناك وفي المطبخ وبعيدا عن عيني سعود..وضعت روز ابريق القهوه على النار واتكأت بيديها على الفرن و أطلقت العنان لدموع لم تستطع حبسها ورعشة سريعة سرت بجسدها.. أواه يا زمن ماذا تريد أكثر من ذلك حتى توقظ جراحي من جديد وهل غفت الجراح أصلا لتوقظها ألم تسقني كأس الوجع حد الثماله ؟ ألم تكتفي وقد أصبح الحزن رفيق ؟.. أواه منك يا زمن .. وأواه من جراح لا تريد أن تموت.. ورغم الألم واصلت روز إعداد القهوه والحزن يعصف بفؤادها ويبعثرها بقايا إنسانه غدت مرتعا للألم.. سامحك الله يا سعود ..

نفس المشهد يتكرر وبكل تفاصيل الألم فنواف وبعد أن غادره سعود ظل واقفا مكانه وقد ألجم الحزن تفكيره فتوقف عند حدود روز وذلك القلب الذي لازال يحسه ينبض في صدره روز التي أحبها كما لم يحب أحد روز التي كان لا يجد سعادته إلا في اللحظات التي تجمعهما معا .. روز ذلك القلب النقي ذلك القلب الطاهر روز التي معها ارتقى بتفكيره وأحاسيسه إلى الأسمى في كل شئ روز التي كان يغضب إن أساء إليها أي أحد وفي النهايه هو من طعنها ومزق قلبها المسكين بجبنه وخوفه من التمرد على العادات والتقاليد خوفه من دستور القبيله ( لعن الله القبيله يا روز .. لعن الله القبيله )سافر نواف بخياله بعيدا مع ذكريات تستوطن ذاكرته وترفض أن تموت سافر مع حب علمه الحب وبقي يعيش على الأرض ميتا لولا ذكراها كيف سيجرؤ على الدخول إلى بيتها بعد ما فعله ؟ كيف له أن يأتي ليجدد جراحها التي لم تندمل ؟؟ ليقضي الله أمرا كان مفعولا وليسامحك الله يا سعود


دخل نواف مجلس سعود الذي رحب به بكل حفاوه وعندما قدمت له القهوه تلعثم بحزنه كيف لا يفعل وقد كانت القهوه بنكهة دموعها لقد كان خيالها يتراقص له على أطراف الفنجان وقد رآها وقد ذبلت واستوطن الألم عينيها الجميلتين فاختنق بدموعه وأحس بأنه غير قادر على البقاء ورغم قربه منها وما يسببه له ذلك من سعاده إلا أنه أحس ما يسببه ذلك لها من شقاء فهو يعلم أنه لم يعد له الحق بها فهو من تخلى عنها ولم يبقى بينهما إلا ذكرى حزينه تمزقهما في اليوم آلاف المرات
كانت روز قريبه وتسمع الحديث الذي يدور بين أخيها ونواف فتداعت الذكريات في مخيلتها وكل ذكرى ألم وكل ذكرى سيف ينغرس في قلبها فيدميه وليس من حل إلا دموعها التي أصبحت المتنفس الوحيد كلما ضج الحزن بين حناياها الطاهره فلم تلجد له مفرا سوا الإبتعاد قليلا..ولكن..عندما ابتعدت..قادتها خطواتها مجددا..إلى الجرح..الى الألم..الى نبرات نواف..
وهناك..لم يستطع نواف البقاء ودموعه تكاد تفضحه أمام سعود لذلك إستأذن بالإنصراف وتحجج بألف حجه.. بعد أن أصر على سعود بأن يرد له الزياره ولم يكد يبتعد حتى أطلق العنان لدموعه علها تغسل خطاياه وتريحه من ذنب إقترفه في حق أحب الوجود إليه..

حبيبتي حبيبتي روز.. كيف فعلت بك ذلك..؟كيف طعنتك بيدي؟ وها أنا أطعنك من جديد..
هل جرم ياروز أن أصاحب أخاك؟
هل ذنب أن أكون بقربك حتى ولو على بعد عدد من الجدران وفنجان قهوه تبرأ من رائحه القهوه ليعبق بقلبي وروحي وعقلي رائحة دموعك..
آه ياروز..لست فقط اشم دموعك..بل أنا اشم قطرات دمك بيدي وعلى فنجان قهوة اعددته لي..
أحبك يا روز وأقسم أني لا أقصد أن أجرحك بأي طريقة كانت..
أحبك أحبك..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #115  
قديم 07-08-2007, 02:42 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

بعد أن أصر على سعود بأن يرد له الزياره ولم يكد يبتعد حتى أطلق العنان لدموعه علها تغسل خطاياه وتريحه من ذنب إقترفه في حق أحب الوجود إليه..
حبيبتي حبيبتي روز.. كيف فعلت بك ذلك..؟كيف طعنتك بيدي؟ وها أنا أطعنك من جديد..
هل جرم ياروز أن أصاحب أخاك؟
هل ذنب أن أكون بقربك حتى ولو على بعد عدد من الجدران وفنجان قهوه تبرأ من رائحه القهوه ليعبق بقلبي وروحي وعقلي رائحة دموعك..
آه ياروز..لست فقط اشم دموعك..بل أنا اشم قطرات دمك بيدي وعلى فنجان قهوة اعددته لي..
أحبك يا روز وأقسم أني لا أقصد أن أجرحك بأي طريقة كانت.. أحبك أحبك..
وضع رأسه على مقود سيارته وبكى..

توطدت أواصر الصداقه كثيرا بين سعود ونواف وأصبحوا يلتقون كثيرا وخاصة في بيت نواف الذي كان يصر على أن يكون اللقاء في بيته بحجة أنه متزوج وسعود ما زال عازبا ومن خلال أحد هذه اللقاءات..كتب القدر فصلا جديدا في حياة كل من سعود..نواف..وحتى روز..في ذلك اللقاء.. دخل زياد بيت أخيه زائرا وليبثه حزنه من الحب الجديد الذي ملك عليه روحه ..ولم يكد يدخل المجلس حتى وجد سعود أمامه فصرخ مرحبا وسلم على سعود بكل حراره وهو يستغرب وجود سعود هنا .. ومع الحديث عرف الصداقه التي تجمع بين أخيه وسعود ولكن المفاجأه كانت من نصيب سعود عندما عرف بأن زياد الأخ الشقيق لنواف وأنه يصغره بثلاثة أعوام
حكى زياد وسعود لنواف قصة الحادث الذي صار ليلة زواجه عندما استغرب أنهم يعرفون بعضهم من قبل وهكذا توطدت أواصر الصداقه بين العائلتين وبقدر ما كانت سعادة زياد بهذا التقارب بقدر ما زادت تعاسة نواف وروز فهكذا تقارب سيظل ينكأ الجراح القديمه وسيظل طريقا معبدا للألم إلى قلوبهم المتعبه التي أظناها الفراق وبعثرها البعد على أرصفة الحزن السرمدي

يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #116  
قديم 07-08-2007, 02:49 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

" مجنونها "

برداءه الأبيض الناصع والمنديل المعلق على يده جاء بقربنا النادل وقال: مساء الخير أيها الساده.. كيف أخدمكم
رددت بابتسامه: أريد قهوة من فضلك مع كعكة التفاح.. وأنت يا زياد
كان زياد ينظر إلى قائمة الطعام سارحا لا أدري أكان سارحا بالقائمة أم بمن سلبت لبّه
رفعت صوتي قليلا وقلت: زياد.. هيه زياد
انتبه من شروده وقال: نعم نعم ماذا تريد أفزعتني..أنا هنا بجانبك ولست بالطاولة الأخرى..لا تصرخ..
ضحكت وقلت له: أنت ماذا تريد النادل هنا منذ أكثر من ربع ساعه وأنت سارح..ماذا اخترت
- أخترتها من بين نساء العالم أجمع
التفت إلى النادل قائلا حينما ايقنت أن زياد وصل إلى مرحلة لا يحسد عليها لذلك فلن أحصل منه على اجابه : قهوة أخرى من فضلك..
غادرنا النادل فقلت لزياد:ها يا زياد..كلي آذان صاغية..تفضل..

.. ما قصة الحبيبة الغامضة هذه ومنذ متى ابتدأت معك الحاله وكيف أيعقل أنك أحببت بليلة وضحاها
- لا أكذب عليك إن أجبتك بالإيجاب..نعم أحببت بليلة وضحاها..لم أعرفها من قبل وحتى الآن هي لا تعرفني.. ولكني أحبها..مذ أن لفظني سهم رمشها الكحيل وأنا واقع بالحب.. مذ أن لمحت عينيها وكأنهما ليلتين من ليالي آخر الشهر وأنا مغرم بها..نواف لا أدري كيف وصلت إلى هذه الحاله...

... لم اعتقد أني سأحبها.. ولا أني سأغرم بها... كانت بحاجة للمساعده ووالله أني ساعدتها بغرض شريف وقصد شريف لم أرها بعين وقحه أو جريئه ولم يكن في نفسي ذرة خبث او سوء.. ولكن ما أن رأيتها وبكل صدفة حتى أحسست بشيء يتحرك داخلي... أحسست بحركة غريبة في صدري...
قاطعته وقلت: وكأن قلبك تحرك من مكانه وعاد أخرى لوضعه الطبيعي ولكنه غير طبيعي فهو يدق بعنف بعنف بعنف


فتح زياد عينيه وقال: ماذا وكيف عرفت أكنت مع قلبي وقتها أم أني اخبرتك أخفتني منك...هل أنت ساحر
ضحكت ضحكة استغربتها نفسي.. لا اعرف اكانت ضحكة تأييد لما قاله..أم أنها ضحكة سخرية على نفسي.. أجبته:لا ولكني تخيلت
ويحي..أأقول تخيلت أعزي معرفتي بكل تفاصيل الحب الدقيقه بأنها خيال وهم ورسم من صنع أفكاري كم أنا غريب


نظر إلي بتفحص وقال: أتخجل أن تقول أنك تحب دينا.. قلها يارجل انها زوجتك وليس الأمر عيب أو حرام..
نظرت إليه بحده وقلت: نعم أحبها..هل تسمح أن نعود لموضوعك أنت
اعتدل زياد بجلسته وقال بجديه: نعم يا نواف لنعود.. ساعدني
-وكيف أساعدك يا أخي
-أريدها.. بشرع الله وسنة نبية أريدها.. أريدها زوجة لي يا سعود..

- لحظه لحظه لحظه رويدك كيف يحدث كل هذا كيف تتزوجها وانت لا تعرفها حتى كيف نذهب لأهلها وماذا نقول لهم..كيف ستقول لوالدي بل الأدهى والأمر...كيف ستخبر أمك يا دلوعها
- لا أدري يا نواف.. لذلك حضرت لأتحدث معك هنا.. اريد منك حلا.. أرجوك..
- كيف أساعدك وأنا لا اعرف الفتاه حتى ما اسمها لا تقل لي انك لا تعرف اسمها حتى
- لا لا بل اعرفه..وأنت أيضا تعرفه..
نظر إليه وقال:أنا أعرفه؟وكيف لي أن أعرفه؟
- لا تعرف اسمها هي طبعا وإنما تعرف عائلتها..وبدأت ولله الحمد تعرفها جيدا هذه الأيام..
قال بحده والشك بدأ يدب في نفسه:من؟
- اسمها ندي كما هي.. عذب كما عذابة اوراق الزهره النديه.. اسمها شفاف نقي روحاني...
- هي يا روميو اريد اسمها لا وصفا تغزليا عنها
- حسنا حسنأ.. اسمها
اسمها روز...روز سلطان

وكأن الإسم جاء صفعة مدوية على صدغي.. روز اهي روزتي ذاتها روز حبيبتي ومهجة فؤادي روز الذي كان ولازال قلبي ينبض باسمها وبحبها ولأجلها لا أصدق.. لا بد أني أحلم..
- هي نواف مابك ماذا أصابك..هل بك مغص انظر لوجهك..
- لا شيء..لا شيء.. اسمع..سافكر بحل لك ولكن لا بد أن اذهب الآن.. الى اللقاء..
- شكرا يا نواف يا أجمل أخ في الدنيا لك مني ان تم الموضوع أن أجلب لك هدية ضخمه لا تدخل من باب بيتكم

ضحكت بامتعاص وقلت: حسنا الى اللقاء..
خرجت والألم يعصف بقلبي كعاصفة هبت على شواطئ احد الجزر قاسية لا ترحم تدمر كل ما يمر فيها..كذلك حل لقلبي.. رحلت أنا وزياد باق بمكانه يفكر..بحبيبتي روز ..!

" ورحلتي يا روز"


آه يا روزتي الحبيبه.. فقدتك..فقدتك يا حبيبتي للأبد..كنت أردد بينما كنت أقود سيارتي بلا هدف.. لا أدري اين انا متجه.. ولا الى أين سأذهب.. ما اضيق العيش بلا فسحة أمل
نعم.. كان أملي أن اعود إليك.. كيف لا وأنا لا أستطيع أن أعيش بدونك.. كيف لا وانتي روحي واملي وحياتي وعمري... أنت كل ما أملك.. أنتي قلبي.. أنتي انا يا روزتي

آه كان لدي فسحة أمل ولكنها ضاعت..تلاشت في الزحام يا روز.. تلاشت.. فأخي يحبك ماذا أفعل وكيف أتصرف.. لماذا أنت أنت بالذات وكيف حصل هذا
نعم أنت أجمل نساء الدنيا.. نعم أنت أرق نساء الدنيا.. ألطف النساء.. أعذب النساء..أطهر النساء..نعم انت ذلك بل وأكثر...ولكن أيفسر ذلك وقوع أخي بحبك

كيف أتصرف الوضع صعب..صعب جدا جدا.. يالسخرية القدر.. جبنت عندما أصبح الموضوع بيننا جديا ولم أجرؤ أن اخبر والداي أني أريدك زوجة وخليلة وحبيبة ورفيقة تزفينني لبيتنا يوم زفافنا وتزفيني لقبري يوم وفاتي..

لم أجرؤ أن أخبرهم بذلك وهاهو أخي يطلب مني أن أًفاتحهم بالأمر..
ماذا أفعل يا روزتي.. أخبريني يا حبيبتي.. هل أحجم عن مساعدته وأخبره أن الموضوع مستحيل أم أحاول وأحاول حتى لا نفقدك نحن الإثنان بل حتى لا أفقدك أنا مرتين فأعيش بالعذاب طوال عمري

أواه يا قلبي الملكوم..أواه يا قلبي التعس.. كيف أتصرف الآن.. وماذا أفعل..
روزتي..ساعديني..أخبريني ما الحل.. أحبك يا روز.. والله العظيم احبك..أحب همسة حروفك..أحب نبض قلبك.. أحب الأرض التي تطأها قدماك.. فهل سأحتمل أن أراك بحضن آخر..وليس أي آخر..بحضن أخي


لن اساعده..اجل لن أساعده..وهل اساعده بان يقتلع قلبي من بين أضلعي..
وهل أساعده بأن يقطع أوردتي وريدا وريدا لينسكب منه الدم بسرعه حتى يبدأ بالجفاف فيقطر قطرة قطرة..
هل أساعده بأن أدعه يسلب لي روحي
هل أساعده بأن أعطيه روزتي على وسادة مخملية؟
أبدا.. لا يمكن أن أحتمل العذاب هذا.. لا يمكن

لا تحلم بمساعدتي يا زياد الأحمق.. لن أدعك تسلب مني كل شي.. لا وأن أكون أنا الأداة التي تساعدك على ذلك.. اذهب وابحث لك عن امرأة اخرى..لم امراتي لم حبيبتي لم نبضات قلبي

روز لي أنا وإن لم تكن لي لن تكون لك يا زياد.. أبدا.. لن تكون..
هاتف يرن.. أبحث عنه فأجده في جيبي.. انظر.. إنها هي.. دينا وماذا تريدين يا دينا الآن حقا ليس وقتك الآن.. ورميت الهاتف بعيدا

لا أريد أن أكلم أحد الآن.. لا أريد سواها.. روزتي فقط .. فكيف أصل إليها..
لحظات تمر فأجدني هناك..أفاجأ كيف وصلت إلى هنا وماذا أتى بي أهو طيف الحبيب أن وداع لك يا سيدة العشق والقلب؟ أنا عند باب بيتها ويحي.. لابد أن أتحرك..فماذا سأفعل لو رآني احد من اخوتها لا لن أسبب لك مزيد من الإحراج والألم ياروز

اكل هذا يحصل لي بسبب زواجي أواه يا حبيبتي لو تعلمين ما بالقلب أواه.. زواجي رغما عني وارضاء لوالدي.. زواجي خلفه سر كبير لا أقوى أن أبوحه لأي كان حتى لنفسي.. ليتك تعلمين..ليتك تقرأين ما بقلبي وفكري..
ولكن في حين ذلك أخبريني.. هل فقدتك للأبد هل حقا حان الرحيل يا روز
لا..لم يحين بعد.. ولن يحين ..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #117  
قديم 07-08-2007, 02:50 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

" حديث فتيات "

من خلف باب الفصل ..أتى صوت الجرس معلناً عن بداية الفسحة وانتهاء الحصة الدراسية .تتراكض الطالبات بتسارع الى المقصف علهن يلحقن على وجبات الافطار عدا ذلك الجسم الهزيل..كومه العظام تلك بقيت متقوقعه على نفسها ولم تتحرك بينما تهافتت الجموع للخارج وكأنهن فراشات حلوات وجدن متنفسا للخروج بعد ان مكثت محبوسة في علبة فترة من الزمن.. كل الفراشات غادرن إلا هي...
ربتت يد على كتفها فنظرت تلك المتقوقعه على نفسها فإذا بها تقول:فجر.. مابك يا صديقتي؟
اغتصبت كومة العظام الابتسامه فقالت:لاشيء يا نجوى لا شيء.
- كيف لا شيء و أنت تحبسين نفسك بالصف ولا تتحدثين مع أحد؟
- قلت لك لا شيء..
قالت قولها وكانت تزيح خصلة سقطت من شعرها على عينها بيدها حتى رأتها نجوى فصاحت وهي تمسك بيدها: فجر..ماهذا؟!
تمتمت بأسى: هذا.. لا شيء؟
أردفت بنفس الصياح: كيف تقولين لا شيء.. انظري لهذه الكدمات!انظري للمزرقات هذه..كل اولئك وتقولين لا شيء؟
- اه يا نجوى..ماذا تريديني ان اقول؟ ماذا أصابني؟ تعرفين ماذا اصابني
- اهو ....؟
صمتت ووضعت يدها مصدومه غير مصدقه حينما أومأت فجر لها برأسها لتعلمها بأن ما ببالها حق وواقع حاصل..إنه هو..
- أجل..هو.. خليفه.
- وماذا حصل؟أخبريني حبيبتي؟
- ماذا احكي لأحكي..
واخذت تسرد ماحصل لصديقتها الصدوق التي كانت تمسح دمعة حزن على صديقتها واخرى دمعة اسى وغضب لما حصل معها..فقالت نجوى بعد ان اتمت فجر حديثها: فجر..لابد أن تخرجي من المنزل بأقرب وقت..
- وأين أذهب يا فجر؟أأذهب لأمي وزوجها اللذان لا يعرفان بالمنزل ومايدور به بل يكرهون وجودي..حتى امي التي حملت بي وولدتني وارضعتني من لبنها وماءها عندما تراني فكأنها ترى ابليس.. وكأن كل ما أريد منها هو المال..تخاف أن أسرق زوجها..ويحها! زوجها هو أبي..بل بمقام أبي فكيف اخطفه منها؟ أم تقترحين أن أذهب لأبي فأمكث معه في المستشفى فلا أغادره أبدا؟ أم عند جدتي التي تعشقني وتعشق اخوتي؟ هه ليتها كانت تحبني بل عالأقل تستلطفني لكنت عالأقل هربت من عذابي لأحضانها.. ولكني يافجر بلا أحضان.. وحيدة كئيبه لا حضن لي ولا دفء.أبحث عن ملجأ فلا ملجأ لي سوى أحضاني..أحضان باردة كفاها العالم من حولها برودة وعذاب..
ضمتها نجوى إليها وقالت:وأين ذهبنا نحن يا فجر؟ أليس أبي بمقام عمك؟ لم لا تطلبين مساعدته فينصح اخاك ليكف أذاه عنك .. أو مارأيك بأن تنتقلي للسكنى معنا؟
فتحت فجر عيناها ذهولا ورددت ماقالته نجوى:أسكن معكم؟
-أجل وما المانع؟
سرحت فجر بابتسامه شاحبة وهي تقلب الفكره برأسها وتتخيل حلو العيش الرغد مع نجوى ولكنها سرعان ما طردت الفكره من رأسها بأن هزت رأسها نافية بقوة فقالت: لا يا نجوى مستحيل..
- ولماذا مستحيل؟
- أشعر بالخوف ..
- تخافين؟ولم الخوف؟
- أخشى من خليفة يا نجوى.. أتدرين لو علم بأني فكرت بهذا سيقتلني..والله انه لفاعل .. فكيف تريدين أن أخبره بنفسي؟
- ولم تخبريه أنت؟دعي أبي يتولى الموضوع!
صاحت فجر بقوة:لا..عمي لا يمكن!
- ولماذا؟
- لأن خليفه سيعلم وقتها أنني أنا التي طلبت منه وأخبرته..وبالتأكيد سيسأل عمي عن سبب رغبتي بالإنتقال لديكم..فماذا سأقول؟وكيف سأبرر؟
قالت نجوى بحده: ولم التبرير ؟ قولي له الحقيقه.. وبالتأكيد لن يتركك لحظه واحده معه..
ضربت بكفها على صدرها وقالت: أقول ما حصل لعمي؟ أفشي سر أخي لعمي الذي يراه من أفضل الشباب؟ لا يمكن.. أموت في عذاب أخي ولا أتنعم في ظل عمي وأنا أرى صورة أخي باتت كالهشيم أمام عينيه..
خيّم الصمت لبرهه ثم استطردت فجر , نجوى أتعلمين..بقدر ما يحمل خليفه من سوء ,فهو أخي .نتشاطر الدم واللحم معاً. لا أحتمل تشويه لحمي وعرضه أمام الغير حتى ولو كان لعمي؟
كيف أنعم بالنوم وكنت السبب في غضب عمي أو جرح مشاعره؟ لا أستطيع..فأنا أفضل أن أعيش هكذا على أن آتي لأعيش معكم.. اسمحي لي يا نجوى..اقسم لك بأنني أتمنى أن أسكن معكم..ولكن أفضل أن أحفظ شرفي وسمعة أخي لعلي أستطيع أن أعالجه على مر الزمن.فمن يعرف..ربما يهتدي أخي بأن يستجيب الله تعالى لدعائي المستمر له بالهداية والصلاح..
ردت نجوى عليها ببلاهه: كم أنت غبيه بمثاليه..!!
دق الجرس معلنا انتهاء فرصة الطالبات من الهروب من الحصة والدرس والمعلمه معلنا بدء الصراع النفسي للطالبة بأن تثبت على مقعدها وتسمر عقلها وعينها وفكرها للوح أبيض وقلم متحرك ولسان يتكلم..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #118  
قديم 07-08-2007, 02:52 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

برودة الثلج!

وحشة تطقطق عظام جسدي.. وبرودة تكاد أن تقتلع قدماي.. رجفة تسري بأوصالي.. وبالعين تنتحب الدموع وتحترق ..
أضم يدي إلى صدري خائفه وريح الذكرى تعصف بي ..تدمر حصوني الباقيه فأخر أمامها صريعه بلا حراك أبكي..أبكي سعادة الذكرى وحزن الذكرى..
أواه يا نواف قلبي.. كيف حالك.. وما هي أخبارك ؟
اشتقت إليك..أتوق الى الحديث معك.. أشتاق الى ملامح وجهك.. ضحكاتك وانت تحادثني..
احساس بان يديك تلامس يداي ,يكاد يفطر قلبي.. أقسم أن جسمي يقشر لمجرد أن أتذكرك..
أواه يا نواف قلبي أواه.. عطرك يستحوذ المكان.. أرى طيفك هاهنا حولي..يضمني ..ويداعب خصلات شعري.. وتلمع ابتسامتك في ظلام ايامي..
دقّات قلبي تتزايد يا نواف مع ذكراك .. أشعر بقربك.. لا أدري ولكني أحس أن الظروف ستجمعنا معا..
تزوجت..؟ أعلم أنك تزوجت.. وأعلم أنك تنام في أحضان الأخرى وتنعم هي بدفئك..هي تقبل يديها وأنا تسكن يدي بروده الثلج..هي تلفظ اسمها وانا تتوه الحروف على شفتي.. هي تنام بقربك..بين احضانك..وانا فراشي خاوي لا يحوي سوى كومة عظامي وذكراي ألتحف بها وأحمي بها نفسي من برودة ليالي وأحلامي..
نواف.. هل فعلا سنلتقي.. ؟ وكيف سنلتقي؟ هل ستذكرني حين نلتقي؟ على الأرجح لديك طفلا الآن..فهل أنساك طفلك روز؟
هل نسيتني يا نواف؟؟ اعلم انك ربما تذكرتني عندما زرتنا بذلك اليوم..ولكنك لم تعد مرة اخرى..فأكيد أنك ابتعدت أبعد ما يمكن عن أحد يعرفنا..اشتريت راحة بالك وكيف لا تفعل يا حبيبي وبيديك ان تفعل..فقط اعلمني كيف اشتري انا راحتي؟؟
- تفضل !
صحوت من شرودي على طرق متواصل للباب..
فتح الباب فرأيت ابتسامة سعود تطل علي من وراءه..
- روز هل أدخل ؟
سأل سعود فأجبته متداركة ارتباكي وتوتري..نعم نعم يا أخي..تفضل..
دخل سعود وأغلق الباب خلفه..تقدم حتى جلس بقربي على السرير ..طال صمته وطال صمتي فقطعت حالة الصمت الحاصله فقلت:سعود تفضل..هات ما عندك..
ضحك فقال: ماعندي هو كل الخير..
وسكت أخرى.. اشرت بيدي أن تكلم.. نظر إلي بعيني مباشرة فأرعبتني نظرتة ليس لأنها حادة بل لأني شعرت وبكل قوة أن ماسيقوله سيعذبني ..
قال:روز .. انت تعلمين اني أحبك..وأنك كل ما تبقى لنا انا وفهد من والدينا..أنت أختنا ونور حياتنا..
- أجل يا سعود أعرف ولكن لم تقول هذا الكلام؟ أنا أعرفه جيدا ولا أحتاج أن تقوله لي حتى!
- روز .. أختي.. أتعرفين نواف صاحبي؟
دق قلبي بعنف حين سألت:أي نواف ياسعود؟
- نواف عبدالرحمن صاحبي..أخو صاحبتك ..الذي حضرتي عرسه !
أحسست وكأن عصافير تتراقص في عقلي وأسود تتعارك في صدري.. قلت متلعثمه: لا أعرفه شخصيا ولكني عرفت من تقصد.. مابه نواف؟
هلعت..خفت أن يخبرني أن مكروه أصابه.. كيف يعرف عنه؟هل حقا لازال صاحبه من بعد آخر زيارة لنا؟ كيف؟ولم لم يحدثني عنه من قبل..
كان سعود يتحدث وأنا شارده فقال:روز..انا اتحدث..
-أجل أجل تفضل أناآسفه.
عدل جلسته وقال: روز.. نواف اتصل بي منذ قليل وطلب يدك مني..
قفزت من مكاني وقلت:نواف؟ نواف ذاته؟ ولكنه متزوج..سعود لا يمكن.
لا أدري أي شعور متضارب سكنني وقتها ولكن نفحة من السعادة ضربت قلبي ولاأدري لماذا..ربما لأنها خطوة انتظرت حدوثها من زمن بعيد..ولكن كانت فكرة أنه متزوج تنحر هذه السعادة وتمزق وجهها وأثوابها فتجعلها مشووهه كريهة بلا معالم..
ضحك واردف:روز!هداك الله..وهل سأوافق أنا أن تتزوجي من رجل متزوج؟بالطبع لا..نواف طلب يدك لأخيه زياد..وليس له أيتها الفهيمه..
وهنا..وبعد أن أتم سعود جملته..قتلت سعادتي..اقتلع قلبي من بين أضلعي وذل أمام ناظري..طعن بسكاكين حادة ومزقت أوصاله وريدا وريدا..
رفعت ببصري إليه وقد جمدت الدموع بعيني..بل قلبي الفتي هو الذي جمد لدرجة أن الجليد بحد ذاته بقربة ماء سائل..
قلت:ما رأيك ياسعود؟
قال:بصراحه زياد شاب ممتاز وأتمناه لك بصراحه.. ونواف وأهله أنت أعلم بهم مني.. فأنا أقول لنتوكل على الله..والقرار في الأول والأخير لك..هذه حياتك وأنتي قرري مصيرك بيديك..لن أضغط عليك أبدا..القرار قرارك..ولكن فكري بعقلك.. وربي يهديك للصواب..
ابتعلت ريقي وقلت:سعود دعني أفكر..
أومأ برأسه وأردف:بالطبع.. فكري براحتك ولكن لا تطيلي التفكير..انتظر ردك بعد اسبوع..عالأقل رأي مبدأي حتى لا نعلق الناس ونحن لا نريدهم..صحيح؟
اغتصبت ابتسامة ثم أخفضت رأسي سريعا حتى لا يلحظ أخي ما اعتراني.. وآه مما اعتراني..
- سأتركك الآن يا روز وانتظر ردك..
- حسنا يا سعود..
نهض سعود واستدار نحو الباب.. وبقيت أنا مسمرة في مكاني.. لا أعلم أين الحقيقة من الخيال في الموضوع! أحقا يا نواف؟ تطلب يدي؟ ولمن؟ لأخيك ؟
لم أفكر بالموضوع ولو لحظه..بل كل ما فعلته أني اكتفيت بأني رفعت غطاء الفراش..اندسست بداخله..والتحفت به بقوه..ونمت..


يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #119  
قديم 07-08-2007, 02:54 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

مفاجأة ..


إسبوع كامل مضى وكانت تتحاشى نظراتي.. تتحاشى أن تنظر إلي بعيني..أن تتكلم معي.. لا أدري أتخاف أن أسألها عن الموضوع.. أم تخاف أن أضغط عليها؟ هي أكثر من يعلم أني لا يمكن أن أفعل ذلك..
لحظات كثيرة إلتقيتها في الممر أو في المطبخ أو بأي مكان ولكنها كانت تعتذر سريعا وتهرب.. أجل تهرب.. هل هي لا تريده وتخاف أن تقول لي؟ تخاف أن أجبرها؟ هي أكثر من يعلم أني لا يمكن أن أجبرها على شيء..ولا أي شيء.. فكيف على الزواج...
- ألو..ألسلام عليكم..
- وعليك السلام يا سعود..أهلا بك..
- كيف حالك يا صالح؟
- الحمدلله بأفضل حال..وأنت كيف حالك؟
- الحمدلله رب العالمين..
- واخوك كيف حاله؟منذ زمن لم نره هنا..
- أنت تعلم جيدا يا صالح ظروف عمله..مسكين الله يكون بعونه..
- آمين يارب.
- صالح..ماذا حصل بموضوعنا؟ هل سألت عن الموضوع؟
- بالطبع يا سعود..روز أختي وبالتأكيد سأسأل وأتحرى بكل دقة..سألت عنه بالحي.. قالوا أفضل ما قد يقال..سألت أصحابه بالعمل..رئيسه..مدحه لي وقال انه منتظم في عمله..حسن الخلق والسيره بالعمل..منضبط ومن أفضل العاملين لديه.بقي أمر واحد أن تسأل عنه يا سعود بمسجد الحي..ليطمئن قلبك من كل النواحي..
- فعلت ذلك..والحمدلله طمئنني الشيخ إمام الجامع وأثلج صدري..
- الحمدلله..إذن لم يتبقى سوى رد روز..وفقها الله يارب..
- أجل.. إن كان من نصيبها..
- وهل تعتقد أن روز لن توافق؟
- لا أدري يا صالح .. ولكن وجهها لا يوحي بالموافقه..
- دع كل شيء لرب العالمين ولكن لا تنسى أن تذكرها بأن من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. وأن ليس كل يوم يأتي الفتاة نصيبا جيدا مثل زياد
- صح..كلامك صحيح.. أستأذنك الآن يا صالح.. يجب أن أذهب..
- حسنا يا نواف.. دعنا نراك اليوم في المقهى.. أم تخاف من الهزيمه؟
ضحكت وقلت: منذ شهر ولم يفز أحد منكم علي بالطاوله.. أي هزيمة تتحدث عنها؟ لا بإذن الله سآتي اليوم لأني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها..
ضحك هو بدوره..ودعني وأغلق الخط..
أغلق هو الخط وسرحت أنا بفكري أفكر بتلك الصغيرة الغامضة التي لا أعرف كيف تفكر خلال هذا الأسبوع!
فأخذني فكري إلى أربعة أيام مضت.. طرقنا باب غرفة روز فلم تجب.. فتحنا الباب فوجدتها..
خالتي ونورة عند روز ... روز تبكي ونورة تهداها وأمي تخاصمها فتقول: عيب عليك ما تقولين.. أنت لم تري من الشاب أي شيء..فلم تردينه وبدون أي سبب..ألا تخافين من الله؟ شاب حسن الخلق والدين والمظهر أيضا لا يعيبه شيء.. حتى المال فليس بعائق أبدا وأنتي بنفسك تعرفين وضعهم الإجتماعي بحكم معرفة أخيك بهم.. فلم لا تريدينه؟
روز من بين دموعها: أمي.. حرام عليكم.. أنا لا أريد أن أتزوج..فلم تريدون أن تغصبوني؟ لا أريد لا أريد..
نورة أمسكت على يدها وحاولت مازحه أن تلطف الجو فقالت: روز..عزيزتي لا تبكي ولكن قولي الله أأجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها..
لمعت ابتسامة روز خلال وجهها السابح بالدموع فالتفتت خالتي إلى نورة ورمقتها بتلك النظرة الحارقة ومن ثم صبت جام غضبها عليها.. فتمتمت نورة معتذره وقالت:كنت أحاول أن أساعد ليس إلا..
أردفت روز: ولكن يا أمي ظروفهم مغايرة عنا..حياتهم كلها مختلفه..لا أستطيع أن أعيش بينهم... أقسم أني لا أستطيع.. ومن ثم فأنا لا أحبه.. لا أستطيع أن أتخيل حياتي معه..أمي أنا أكرهه.. أمقته يا أمي وليس فقط أكرهه.. لا أريد أن أرى وجهه فكيف أتزوجه.. أرجوكي يا أمي..
صرخت خالتي هدى عليها وقالت: روز..كفى عن تصرفات الاطفال هذه..كيف تكرهينه وأنتي لا تعرفينه حتى؟ لم تريه سوى مرة واحدة يوم الحادث ولم ترينه جيدا..فكيف تحكمين عليه؟ ويحك عيب عليك.. هل تضمنين أن يأتيك نصيبك مرة أخرى؟؟
صرخت روز وقالت: ولماذا لا يأتيني نصيبي؟مم أشكو وما عيبي؟ومالذي ينقصني يا أمي؟؟ لا تقولي كذلك بإن الله سيأتيني نصيبي وأفضل من زياد هذا!
ضحكت خالتي بخفة وقالت محاولة ابتلاع ضحكتها:لم أقصد ذلك ولكن فعلا يا ابنتي هل تضمنين أن يأتيك نصيبا جيدا مثل زياد؟ فكري بعقلك وليس بعواطفك وقلبك..
اخفضت روز رأسها وأكملت بكائها وفي عينها حدة رفض عجيبة شعرت بها خالتي هدى فأردفت غاضبة: اسمعيني جيدا ياروز .. إن كان سبب رفضك لزياد عملك أو المدرسه..فاعلمي أني لا أريدك أن تعملي سواء تزوجتي زياد أم لا.. أفهمتي؟؟
خرجت خالتي من الغرفة وصفعت الباب خلفها..بينما ألقت روز بنفسها في أحضان نورة وقالت بصوت باكي:نورة..يريد أن يسلبني كل شيء.. ألا يكفيه أنه عذبني هو وأخوه بما يكفي وسلبني كل مشاعري؟ فجعل قلبي خاويا بدون أي نبضة مشاعر؟ ألا يكفيه أنه مرغ كرامتي بالتراب حين خطبني أخوه له؟ ماذا يريد أكثر؟؟يريد أن يفسد حياتي؟ يدمر مستقبلي؟ نورة أرجوك ساعديني.. لا أستطيع أن أحتمل أكثر..أرجوك أرجوك..
ضمتها نورة بقوة وقالت باكية:سأحاول بقدر ما استطيع يا روز..أعدك.. ولكن فكري جيدا يا روز..فعلا نواف تركك وتزوج أخرى..ولكن زياد اشتراك.. ودفع ثمنا غاليا لأجلك..ففكري جيدا.. أيستحق أن تعطيه ظهرك كما فعل نواف لك؟
نظرت نورة بعينيها وقالت: روز..فكري جيدا.. وردي علينا قبل أن أتوسط عند أي أحد بعد اسبوع.. وأعدك أن احدا لن يفتح معك الموضوع أبدا أبدا.. حتى تردي علينا ولكي كامل حرية التفكير والرفض.. ولن يناقشك أحد وخذيه مني عهد..
ضمتها نورة وخرجت..وبقيت أنا وفكري أنظر إليها بحرقة وألم..أريد أن أضمها أمسح دموعها.. رغم اني أريد أن أصفعها علها تفكر بطريقة سليمة..إلا أنه صعب علي وعلى خالتي أو فهد أو أي مخلوق على وجة الكرة الأرضيه أن يفهم كيف تفكر روز بهذه اللحظة ولا ماتمر به.. فأصعب ماقد يمر به انسان هو طعنة موجهه للقلب مباشرة من حبيب القلب .
أحسست بطرقات على كتفي فالتفت فإذا بفكري يخبرني أنه حان الوقت لنعود لليوم..تنهدت بعمق وسرت معه مبتعدا حتى عدت لمكاني حيث أنا..
طبعا لم أذكر شيئا مما رأيته مع فكري سوا تلك الغصه التي بقلبي.. فلم أعلم سببها.. أو علاجها..فاكتفيت بأن القيت بجسدي على الكرسي ونمت..
فتحت عيناي فأبصرت بتشويش هيئة جالسة أمامي.. أغمضت عيني وفركتها بقوه ونظرت أخرى فرأيت روز..جالسة أمامي.. وجهها غريب..ليس بحزين ولاهو بسعيد..وجهها وبكل بساطة ..بلا مشاعر..
عدلت من جلستي فقالت باسمة:صباح الخير..
نظرت إلى ساعتي وقلت بتعجب:يالله تأخرت كثيرا.. لماذا لم تصحيني يا روز؟
- لا أدري ولكني رأيتك هادئا ولم أشأ أن أعكر صفو هدوئك ومسالمتك مع نفسك..
ضحكت روز فنظرت إليها بعمق لأني أحسست أنها تريد أن تقول شيئا.. نظرت إليها فأخفضت رأسها.. عرفت أنها سترد علي الآن.. بشأن موضوع زياد!
سألتها: روز..حبيبتي تكلمي.. وأي ما كان ردك فأنا موافق عليه.. ولن أناقشك فيه..
رفعت بصرها بسرعه تنظر إلي وكأنها تسألني كيف عرفت.. ولكنها عادت فأخفضت رأسها أخرى..
رفعت ذقنها بيدي وقلت:هيا يا روز..تكلمي حبيبتي..
نظرت إلي وقد اصطبغت وجنتاها بالحمره.. وانفرجت اساريرها وبالتالي اساريري أنا.. وكأني أرى بعينها ما يسرني.. ابتسمت إليها لأشجعها على الحديث..فقالت:"اللي تشوفه" ..
ضحكت وقلت: وماذا يعني ذلك؟
قالت بخجل:سعود..أرجوك..
- لن أتركك حتى تقوليها بلسانك.
همست بخجل وبصوت لا تسمعه اذناها:أنا موافقه..
ضحكت وقلت:لا أسمع..ارفعي صوتك من فضلك...
ابتلعت ريقها وقالت:أنا موافقه..
ضممتها إلي وقلت:ألف مبروك يا حبيبتي..
نظرت إلي وعادت اللامشاعر إلى وجهها.. ولكني ابتسمت وضممتها أخرى..فالآن تطمنت على أختي..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #120  
قديم 07-08-2007, 02:55 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

أول الغيث......... قطرة !

دق هاتفه المحمول..نظر إليه..يالله..ارتعب خوفا..ولكنه تمالك نفسه فأجاب بابتسامة مصطنعه:السلام عليكم..يا مرحبا..
- وعليك السلام ورحمة الله يا نواف.. كيف حالك؟
- بخير ولله الحمد.. أنت كيف حالك؟
- الحمدلله رب العالمين بأفضل حال..
بدأ الطرفين يتجاذبون أطراف الحديث وفي كل مرة ينتقلون لموضوع مغاير يدق قلب نواف..لأنه في كل لحظة كان يخاف من تلك اللحظة حتى حانت حين قال نواف:
- سعود .. ماذا حصل بموضوعنا؟
- وهذا سبب اتصالي يا نواف..
دق قلب نواف بعنف فقال:بشر يا أخي.. طمني ماذا حصل؟
- ننتظر زيارتكم عندنا بالبيت يوم الخميس المقبل..
أحس نواف وكأن سماعة الهاتف ستسقط من بين يديه وأن الأرض حتى تهوي من تحته..ففي تلك اللحظة ذاب جسده.. وكأن خلاياه تحللت.. خلية خلية.. فبات كالتراب أو الهشيم.. مرت رياح عاصفة عليه وبعثرته في كل مكان..
نعم.. روز وافقت!
تدارك الموقف بسرعه وقال:ألف مبروك علينا وعليكم.. بإذن الله سنحضر..
- حياكم الله..البيت بيتكم..
- جزاك الله خير يا سعود..
- إلى اللقاء الآن يا نواف..وموعدنا يوم الخميس..
- بإذن الله تعالى..نراكم الخميس.. وسأذهب لأفرح العريس...
سعود ضاحكا:حسنا.. إلى اللقاء...
- إلى اللقاء..
نواف يتحدث..
وانتهت المكالمه..وكأني قلبي انتهت صلاحيته معها.. يا الله.. روز وافقت؟
وبالطبع لم يكن هناك وقت أو متسع لإظهار المشاعر أو إطلاق العنان لها فدينا كانت بالجوار..وما أن أنتهيت مكالمتي حتى وجدتها بقربي.. وكأن حتى لحظة صمت على قلبي الراحل محرمة علي!
جائتني بابتسسامة حلوة رسمتها على شفتيها وسألتني:خير يا نواف.. من المتصل؟
أجبتها بابتسامة عكس ابتسامتها الحقيقية وقلت:هذا يا دينا أهل الفتاة التي قمت بخطبتها لزياد..
أجابت فرحة:ها.. وماذا حصل؟
نظرت إليها بعمق وقلت:وافقت!
قفزت من مكانها إلي وضمتني فرحة..ومن يعرف الموضوع يقول أنها فرحة لأنها تخلصت من شريكتها بقلبي..ولكنها كانت فرحة لأخي زياد..وأنا.. دعوني أنا الآن..
- هيا يا نواف اتصل على أخيك بسرعة.. قالت دينا بحماس بالغ.
- حسنا سأفعل ولكن ليس الآن..
- نواف حرام عليك..اتصل عليه الآن وفرح الجميع..
بحنق:يالله..حسنا..
اخذت محمولي واتصلت على زياد..تتالت صيحات الهاتف ولم يجب..فتنفست الصعداء لأني لن أكون أنا من يزف له الخبر..ربما أكون ولكن المهم ليس الآن.. وما أن هممت أن أغلق الخط حتى جائني صوته بتثاقل:ألو..
أغمضت عيني بقوة وقلت:زياد! أنت نائم؟
غاضبا أجاب:وماذا تسمع أنت؟ وما رأيك مثلا؟أكيد نائم.. ماذا تريد؟ هيا تكلم بسرعة قبل أن يرحل النوم من عيني وقتها سأقتلك!
- زياد.. يوم الخميس سنذهب لبيت أهل روز لخطبتها رسميا..
صاح زياد:ماذا؟ ماذا تقول أنت ..هيي نواف!
- ماذا مابك؟لم تصيح؟
- نواف أي زواج وأي بيت وأي خطبه؟كيف تم كل هذا؟ ومن وراء ظهري؟ لا أكاد أصدق.. وأمي..كيف أقنعت أمي..لأني أعلم أبي لا يمكن أن يقتنع لو لم تقتنع أمي..كيف فعلت هذا؟
- لا دخل لك يا زياد كيف تم هذا..المهم..أن الفتاة وافقت..
صرخ زياد وقفز وهو يقول:"بذمتك يا نواف؟"
-أجل.. وهل هذا موضوع يستحمل المزاح؟
يالله.. روز لي؟ روز وافقت علي؟؟ ياه كم أنا محظوظ!
بنفسي قلت..أجل كم أنت محظوظ أيها الأحمق..
استطرد زياد قائلا:نواف.. هل تتكلم بجد؟والله أكاد لا أصدق..
- صدق يا زياد.. وهيا..استعد من اليوم ليوم اخلميس..أعلم ماذا ستفعل ذاك اليوم..ثوبي..شماغي.. ساعتي..جهز كل أغراضك..لا نريد أن تحرجنا مع الجماعه..
- بأمرك يا أحسن أخ بالدنيا.. بأمرك يابو عبدالرحمن..
- حسنا إلى اللقاء الآن..
- إلى اللقاء..
انتهت المكالمه على موعدنا يوم الخميس.. وآه منك يا يوم الخميس..
وفي الطرف الآخر من المدينه..كانت روز بحجرتها.. بعد أن أعطت نفسها تذكرة سفر إلى مكان آخر..لتجربة إحساس آخر..مع شخص آخر..فياترى..كيف سيكون الوضع؟
كانت روز تردد في نفسها بينما كانت تجمع كل ما يذكرها بنواف..من قصص وكتب ورسائل قد طبعتها وكثير منا لأمور وهي تقول:
يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني.. خلاص راح الذي يستاهل أحزانك..لمي جروحك..وكفي الدمع يا عيني.. ردي لزهرة حياتي.. باقي ألوانك..
يا سنين عمري.. آه يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني..
ومن تلك اللحظه..أقسمت روز أن تتغير..أن تتمالك شتات نفسها فتتغير..وماذا يعني نواف؟هو مضى بحياته وتزوج..فلم لا أتزوج أنا من شاب قاتل لأجلي واختارني أنا من بين كل العالم..حتى ولو كان أخوه..فماذا يعني.. حان الوقت لآرى حياتي وأمضي قدما.. فإلام أبقى على ذكراه وقد مضى هو أشواطا على ذكراي؟
لم أعلق حياتي وأجعلها مرهونة تحت إشارة من اصبعته وهو..حياته وقلبه وروحه تحت رهن اشارتها هي..
سأمضي قدما بهذا الموضوع وبإذن الله..بإذن الله.. سيرزقنا الله بعد صبري خير جزاء..وبإذن الله لن يجيب رجائي..
- ألو .. السلام عليكم..
- وعليكم السلام ورحمة الله..كيف حالك يا أمي؟
- بأفضل وأروح حال يا ابنتي..ألف ألف مبروك.. من كل أعماق قلبي فرحت لك.. أجل الآن أنتي ابنتي روز العاقله.. بارك الله فيك يا صغيرتي ورزقك أفضل حياة تتخيلينها..
- آمين يا أمي..
- كيف هو شعورك يا ابنتي؟
- لا أردي أمي..أحس أني فرحة..وأيضا خائفة.. لا أدري من ماذا أنا خائفه ولكن شعور غريب بالخوف يسيطر علي..
ضحكت أمي وقالت:هذا أمر طبيعي..وإن لم تخافي فأنت لست طبيعيه.. صغيرتي من الطبيعي أن تخاف الفتاة عندما يصبح موضوع خطبتها جديا لأنها وخلال الفترة القادمه ستكتشف أمورا كثيرة وستخوض تجارب عديدة.. وكل شيء قد يكون جديد في الحياة الجديده..ولكن يا روز..ألفتاة العاقله تعرف كيف تدبر أمورها وتتكيف بالوضع الجديد الذي وجدت فيه..وتتأقلم مع حياتها بحلوها ومرها..
- إن شاء الله يا أمي..
- متى سيأتون يا صغيرتي؟
- الخميس على ما اعتقد...
- حسنا..الخميس من الصباح أنا ونورة سنكون عندكم.. لنساعد فيما قد تحتاجونه ونكون بجانبك يا حبيبتي..
- حسنا..كما ترين..
- اعتني بنفسك ياروز..وتالي اليوم عندنا لنحتفل بك قليلا..
ضحكت وقلت بخجل:أمي..
أردفت أمي: ألا تريديني أن أفرح بخطوبة ابنتي دلوعتي؟
- بلى..
- إذا..دعيني أفعل ما شئت..حسنا؟
ضاحكة قلت:بأمرك يا أمي.. اليوم أكون عندكم..
- إلى اللقاء ياروز..
- إلى اللقاء أمي..
ضممت هاتفي ورميت نفسي بكل نشوة على السرير.. أحسست بارتياح لذيذ.. وشعور جميل.. أحسست بشيء يسري في عروقي بدأ من قلبي حين شعرت بنبضه ثم احسست به في كل أطرافي.. فقفزت بسرعة أنظر لنفسي في المرآه.. يا الله..عاد لوني..عادت نظارتي.. سبحان الله.. فقط من اجل خبر واحد سعيد؟
ابتسمت لنفسي في المرآة وألقيت لها بقبلة ثم ركضت إلى سريري فارتميت أخرى ونظرت إلى السماء وقلت بصوت خافت وأنا أعني كل حرف أنطقه:الحمدلله يارب..


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م