مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > وقائع من الواقع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-04-2003, 09:29 PM
مصدر مسؤول ومش مسؤول مصدر مسؤول ومش مسؤول غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 4
إفتراضي عودة فنان(قصـة)

عودة الفنان


وقفت على النافذة تراقبني بعينين دامعتين ، تلوح بيديها الحبيبتين إلى قلبي ...
وقفت ونشيجها يصل إلى سمعي ، لكن المعاصي الجاثمة على صدري حالت بينه وبين الوصول إلى قلبي القاسي ، لم أرحم توسلاتها بالبقاء معها ، والالتحاق بالجامعة في نفس المدينة ....
أنانية ، حب للذات ، بحث عن حرية مزعومة ، و شخصية مستقلة بذاتها ...
بل شهوات وملذات ، وشياطين من الأنس والجن يؤازر بعضهم بعضا ...
هروب من نصائحها ومواعظها ، من عطفها وشفقتها ، وخوفها أن أنحرف ....
تركتها وهي واقفة تودعني ، غبت عنها وهي لم تفارق مكانها ، وداعاً أمي ....
وهناك ، لم أعد أسمع عند خروجي : في حفظ الله ياولدي ...
إلى أين تذهب ياولدي ؟...
وهناك : لم أعد أسمع : لماذا تأخرت ياولدي ؟...
أنطلقت في حياة اللهو والترف ، حياة الغفلة والخوض في المعاصي والآثام ....
صوتي الجميل أغرى رفقاء السوء الذين زينوا ليّ الغناء ...
بدأت أغني وشياطين الأنس يغدقون عبارات الثناء التي لامست قلبي ...
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي دعوت فيه لكي أغني على المسرح ، عشت صراعاً رهيباً فلازال الحياء يحتل من قلبي مساحة صغيرة ، فعشت بين الرفض والموافقة لحظات ، فقلبي يعاتبني : لا لست من يقف ليغني كما يفعل الفسقة ، لكن نفسي توبخني وتلومني : هذه فرصتك لا تضيعها سوف تصبح مشهوراً ، وبعد عناء وتردد وافقت ...
صعدت على المسرح ولازال للحياء بقية ، لكنه رحل مع أول كلمة تغنيت بها ....
اهتزت القاعة طرباً ، وتمايلت الأجساد نشوة ، عبارات الثناء والمديح تستحثني على المواصلة كلما سكت، لتمضي تلك الليلة ولتقضي على ماتبقى من إيمان ...
رفقاء السوء من حولي قد أزدادوا ، الدعوات كثرت ، تنقلت من قاعة إلى قاعة ، تنقلت بين أصناف المعاصي والآثام ، سهرات خاصة وعامة ، علاقات نسائية ، سفر ...
قدمت ليّ دعوة للمشاركة في حفل غنائي في أحد القصور ،قدمت بعض الأغاني والتي تفاعل معها الجمهور وكنت بحق النجم القادم إلى الساحة الفنية ....
تلقيت بعد هذه الحفلة دعوة من أحد أهل الفن يعرض عليّ رغبته في أن يتبناني فنياً ويهتم بي ، أخذت موعد مع فنان مشهور عن طريق وكيل أعماله ليتم التنسيق بهذا الشأن وكان الموعد يوم الخميس ...
الأيام تمضي سريعة ، حركة دائبة في المنزل فزواج أخي يوم الخميس ، ويوم الأربعاء سيتم عقد قران أثنتان من أخواتي ....
أمي كالنحلة تنتقل من مكان إلى مكان على شفتيها فرح لو قسم على العالم لابتسم ، تواصل الليل بالنهار ، تعد العدة للفرح الكبير ، تطمئن على كل شيء ، لا تدع صغيرة ولا كبيرة إلا وتسأل عنها ....
وجاء يوم الأربعاء ليحمل الفاجعة التي غيرت مجرى حياتي ، وهزت كياني ، الفاجعة التي أيقظتني من الغفلة ، أحيت قلبي الذي قد مات ، جاءت الفاجعة لتنتشلني من المستنقع القذر ، مستنقع الرذيلة ، مستنقع الفن ...
نعم لقد ماتت أمي ، بعد أن شاركتنا لحظات بسيطة من الفرح ، تنحت قليلاً ، وألقت بجسدها المنهك على سريرها ، وكأنها تقول : وداعاً صغاري قد كبرتم ....
تحول الفرح إلى حزن ، وجوه صامتة قد تملكتها الدهشة وألجمتها الفاجعة ، لا ترى إلا دموعاً تنهمر بسرعة رهيبة ، ونشيج ينطلق من كل زاوية في المنزل ، كل شيء يبكي أمي....
بادر الجميع في مراسم الغسل، وألقيت عليها النظرة الأخيرة ، قبلتها ولم أشعر بعد ذلك إلا وأنا أقف في الصف أصلي عليها ، دعوت لها بكل جوارحي ، ودعوت الله أن يغفر لي تقصيري في حقها ، ثم حملت جنازتها مع من حملوا ، وسرنا بها إلى القبر ، لنودعها الوداع الأخير ، اللهم ثبتها .. اللهم ثبتها ...
وفود المعزين بين صديق وجار وقريب جعلوا الوقت يمضي بسرعة ، ولكن كان لليل قول آخر ....
آويت إلى غرفتي مبكراً ، عمدت إلى النور أطفأته ، وألقيت بجسدي على الفراش ، صورٌ من الماضي بدأت تظهر لي ، صوتها يملأ المكان ، ياولدي قم فزملائك في التحفيظ ينتظرونك ،ياولدي أبقى معي واصل دراستك هنا لاتسافر ، ياولدي ..ياولدي أنتبه لنفسك ...
حسرات ... آهات ... ندم ... هموم وغموم أطبقت على صدري لم استطع أن أتنفس ...
صور من العقوق ، شريط الذكريات يمر أمامي ، تسعدني وأحزنها ، تفرحني وأبكيها ، تمنحنا البسمة ونعطيها الدمعة ، توسلاتها رجائها لاتذهب ، لاتفعل ، زفرات حسرات كم كنت عاقاً لك يا أمي ...
بكيت بكاءً مراً ، قمت أصلي لكنني لم استطع أن أصلي فقد استعجم لساني ، أما دموعي فكانت ساخنة أذابت قسوة قلبي ، سجدت لله بللت موضع سجودي بالدموع ، النحيب مشفوعاً بدعوات صادقة تنطلق من الأعماق تؤمن عليها كل ذرة من ذرات جسدي ، عاهدت ربي على البر بها بعد موتها ، وسألته أن يثبتني على ذلك ، رددت الدعاء : (( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) ....
أنتهيت من الصلاة ، توجهت نحو الماضي الكئيب ، أقلب بين الدفاتر والأوراق ، فهنا دفتر يحمل بعض الأغاني ، وهنا رسائل ، وهناك صور ، هذا شريط به بعض الأغاني الخاصة بي ، وهذه مجموعة الأشرطة لبعض الفساق ، عمدت إلى جيبي أخرجت ما فيه من كروت ، وجدت كرت الفنان الكبير والموعد على ظهره ، يوم الخميس عصراً مزقته بيدي بل أحرقته فقد تحول في يدي إلى ذرات أحرقته قبل أن يحرقني ، جمعت كل شيء يذكرني بالمعاصي والآثام ، وضعتها في كرتون وفي اليوم الثاني كان الفراق بيني وبينها ....
وعدت يا أمي الابن البار ، وعدت يا أمي الولد الصالح ادعو لك أن لاينقطع أجرك بعد موتك ، رحمك الله يا أمي وغفر لك ، وجعلك في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وتقبلني في عداد التائبين الصادقين ... آمين ... آمين ... آمين.

قصص سابقة

النور الذي أضاء حياتي | هذا الذي أهدى إلى حياتي | من ضيق الدنيا الى سعة الآخرة | تائب يرسل رسالة الوداع لأمه | عودة الأديب | قصة فاطمة مع أمها | أفنان .. عادت | إلى ابني دعوة ودمعة | أعادتني الصلاة إلى الحياة | أردت إفسادها فأنقذتني | أعلى الخمر أفطر | ضحية شات


من أراد أن يراسل من اجل التوبة أو ذكر قصته أو قصة لأحد التائبين او للمساعدة في العودة إلى الله
فأنا على أتم الاستعداد بإذن الله على هذا البريد
أبو جابر
alganoni@hotmail.com
__________________
صرح مصدر مسؤول رفض الكشف عن اسمه

انه غير مسؤول عن ما صرح به
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م