مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-04-2005, 10:27 AM
علاوي علاوي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: البحرين
المشاركات: 85
Thumbs up شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة » (عليهما السلام)

ـ شخصية السيّدة خديجة « اُمّ فاطمة » (عليهما السلام) :
ولدت السيّدة خديجة بنت خويلد زوجة النبيّ الاُولى من أبوين قرشيين كلاهما من أعرق الاُسر في الجزيرة العربية، وقد اجتمع لها بالإضافة إلى هذا النسب الرفيع، الذكر الطيب والخلق الكريم والصفات الفاضلة، وبلغ من علوّ شأنها أنّها كانت قبل أن تتزوّج بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) تُعرف بالطاهرة وبسيّدة نساء قريش، وهي مع ذلك من أثرياء قريش وأوسعهم جاهاً ومفطورة على التديّن بعاملي الوراثة والتربية ، فأبوها خويلد هو الذي نازع ( تُبّعاً الآخر ) ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود معه إلى اليمن، فتصدّى له ولم ترهبه قوّته وكثرة أنصاره حرصاً منه على هذا النسك من مناسك دينه[1] .

وأسد بن عبد العزى ـ جدّ السيّدة خديجة ـ كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي تداعت له قبائل من قريش ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممّن دخلها من سائر الناس إلاّ قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى تُرد مظلمته ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم ، ولو اُدعى به في الإسلام لأجبت »[2] .

وابن عمّها ورقة بن نوفل كان يعكف على دراسة كتب النصارى واليهود، ويعمل بما يستحسنه منهما، لا لأنه كان يعاشر النصارى واليهود، ولا لأنّ مكة كانت مقراً لهما، بل لأنّه كان يسخر من عبادة الأصنام والتماثيل ويبحث عن دين يطمئن اليه[3] .

إذن كانت السيّدة خديجة من اُسرة عريقة معروفة بالعلم والديانة، وكان ذووها على الحنيفيّة دين إبراهيم (عليه السلام) ، وممّن ينتظرون ظهور دين الحقّ في بلاد الجزيرة العربية[4].


نشاطها التجاري :
خطب أشراف قريش السيّدة خديجة وقدّموا لها العروض المغرية فلم تستجب لأحد منهم[5] ، وظلّت تعيش بعيدةً عن الرجال ومشاكلهم طيبة النفس مرتاحة الضمير، لأنّ أكثر الخاطبين كانوا يضعون في حساباتهم ثروتها الواسعة حتى بلغت الأربعين من عمرها .

كانت في يدي السيّدة خديجة أموالٌ طائلة، ولكنّها لم تترك هذه الأموال راكدةً ولم ترابِ بها في زمان كان الربا رائجاً ، وإنّما استثمرت هذه الأموال في التجارة واستخدمت رجالاً صالحين لهذا الغرض ، واستطاعت أن تكسب عن طريق التجارة ثروة ضخمة .

ويروي المحدّثون أنّ السيّدة خديجة كانت ترسل في تجارتها إلى الشام جماعة بأجر معين ، وقبيل زواجها بالنبيّ أرسلت اليه ليذهب في تجارتها وبذلت له ضعفي ما كانت تبذله لغيره لأنّه كان حديث الناس رجالاً ونساءً في أمانته وصدقه واستقامته ، فوافق على طلبها بعد أن استشار عمّه أبا طالب ، وأرسلت معه غلامها ميسرة لخدمة القافلة ورعايتها ، وكانت الرحلة ناجحة وموفّقة بشكل لم تُوفّق له رحلة قبلها ، وأسرع ميسرة قبل دخول القافلة مشارف مكة ليخبر خديجة بما جرى وما حدث لمحمد (صلى الله عليه وآله) في طريقه مع بحيرا الراهب وغيره .

ومن نبوغ وحدّة ذكاء السيدة خديجة ونظرتها البعيدة أنّها أدركت عظمة شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسموّ أخلاقه قبل تكليفه برسالة السماء، فاختارته زوجاً لها من دون الرجال والشخصيات المرموقة الذين تقدّموا لخطبتها، بل إنّها هي التي تقدّمت وعرضت نفسها ورغبت في الاقتران به ، على رغم البون الشاسع بين حياتها المادية وحياته البسيطة .

وجاء في تاريخ اليعقوبي عن عمار بن ياسر أنّه قال : أنا أعلم الناس بزواج خديجة بنت خويلد من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لقد كنت صديقاً له وإنّا لنمشي يوماً بين الصفا والمروة وإذا بخديجة واُختها هالة معها، فلمّا رأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءتني اُختها هالة وقالت : يا عمار! ما لصاحبك رغبة في خديجة ؟ فقلت لها : والله لا أدري ، فرجعتُ اليه وذكرت ذلك له ، فقال لي : إرجع فواضعها وعدها يوماً نأتيها فيه ، فلمّا كان ذلك اليوم أرسلت إلى عمّها عمرو بن أسد ودهنت لحيته وألقت عليه حبراً ، ثم حضر رسول الله(صلى الله عليه وآله) في نفر من أعمامه يتقدّمهم أبو طالب، فخطب في الحاضرين، وتمّ الزواج بينهما .

وأضاف عمّار : أنّها لم تستأجره في تجارتها ولم يكن أجيراً لأحد أبداً[6] .


2 ـ زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بخديجة :
ولد محمّد (صلى الله عليه وآله) في بيت من أرفع بيوت العرب شأناً وأعلاها مجداً وأكثرها عزّةً ومنعةً ، فنمى وترعرع وشبّ ، وشبّت معه آمال الحياة كلّها ، وقد شاء الله أن يربّي محمّداً (صلى الله عليه وآله) ويعدّه ويؤهّله لحمل الرسالة والاضطلاع بتبليغ الأمانة ، فأحاطه برعاية خاصّة رسمت حياته وفق قدر ربّاني متناسب مع ما ينتظره من عظم المسؤولية في حمل آخر رسالة عالمية إلهية .

وحين بلغ محمّد (صلى الله عليه وآله) سن الخامسة والعشرين من عمره الشريف كان لا بدّ له من الاقتران بامرأة تناسب إنسانيته وتتجاوب مع عظيم أهدافه وترتفع إلى مستوى حياته بما ينتظرها من جهاد وبذل وصبر ، لقد كان بإمكان محمد (صلى الله عليه وآله) وهو بهذه المؤهّلات الراقية أن يتزوج من أية فتاة أرادها من بني هاشم ، ولكن مشيئة الله شاءت أن يتّجه قلب خديجة نحوه صلوات الله عليه ، ويتعلّق قلبها بشخصه الكريم فيقبل(صلى الله عليه وآله) ذلك الطلب ويقترن بخديجة .

لقد أعطت خديجة زوجها حبّاً وهي لا تشعر بأنّها تعطي ، بل تأخذ منه حبّاً فيه كلّ السعادة ، وأعطته ثروة وهي لا تشعر بأنّها تعطي ، بل تأخذ منه هداية تفوق كنوز الأرض، وهو بدوره أعطاها حبّاً وتقديراً رفعاها إلى أعلى مرتبة وهو لا يشعر بأنّه قد أعطاها ، بل قال : ما قام الإسلام إلاّ بسيف عليّ ومال خديجة ، ولم يتزوّج بغيرها حتى توفّيت وهو لا يشعر بأنّه أعطاها .

وقصة زواج خديجة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدّ منعطفاً مهماً ومن النقاط اللامعة في حياتها، فقد كانت لها روح الاستقلال والاعتماد على النفس والحرية بشكل واضح ، وكانت تمارس التجارة كأفضل الرجال عقلاً ورشداً، ورفضت الزواج من الأشراف والأثرياء الذين تقدّموا اليها، ورضيت باندفاع للزواج من محمد (صلى الله عليه وآله) الفقير اليتيم ، بل تقدّمت بشوق لتقترح على محمد (صلى الله عليه وآله) الزواج منها، وأن يكون المهر من أموالها ، فلمّا أراد الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على عمّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام قائلاً :

« الحمد لربّ هذا البيت الذي جعلنا زرع إبراهيم وذرّية اسماعيل ، وأنزلنا حرماً أمناً وجعلنا الحكام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثمّ إنّ ابن أخي ـ يعني محمداً (صلى الله عليه وآله) ـ ممن لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به ، ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال فإنّ المال رفد جار وظل زائل ، وله في خديجة رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها ، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله ، وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم ودين شائع ورأي كامل » .

ثم سكت أبو طالب ، فتكلّم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر وكان رجلاً عالماً ، فتداركت خديجة الموقف وزوّجت نفسها من محمّد (صلى الله عليه وآله)[7] .

ويروى أنّ خديجة وكّلت ابن عمّها ورقة في أمرها ، فلمّا عاد ورقة إلى منزل خديجة بالبشرى وهو فرح مسرور نظرت اليه فقالت : مرحباً وأهلاً بك يا ابن عمّ ، لعلك قضيت الحاجة ، قال : نعم يا خديجة يهنئك ، وقد رجعت أحكامك إليّ وأنا وكيلك ، وفي غداة غد اُزوجك إن شاء الله تعالى بمحمّد (صلى الله عليه وآله)[8] .

ولمّا خطب أبو طالب الخطبة المعروفة وعقد النكاح قام محمّد (صلى الله عليه وآله) ليذهب مع أبي طالب، فقالت خديجة : إلى بيتك ، فبيتي بيتك وأنا جاريتك[9] .

وبعد أن تمّ الزواج المبارك انتقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى دار خديجة، تلك الدار التي ظلّت معلماً شاخصاً ولساناً ناطقاً يحكي أحداث الدعوة والجهاد وصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعاناته .


مكانة خديجة (رضي الله عنها) لدى النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
اجتمع شمل محمّد (صلى الله عليه وآله) وخديجة وتأسست الأُسرة وبُني البيت الذي يغمره الحبّ والسعادة والحنان والدفء العائلي والانسجام ، فقد كانت أول من آمن بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من النساء، وبذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة ، وجعلت ثروتها بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله) وقالت : جميع ما أملك بين يديك وفي حكمك ، اصرفه كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر دينه .

وتحمّلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها ، وكان هذا الإخلاص الفريد والايمان الصادق والحبّ المخلص من خديجة حريّاً أن يقابله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يستحقّ من الحبّ والإخلاص والتكريم، وبلغ من حبّه لها وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة أنّ هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بعد موتها ، ولم تستطع أيّ من زوجاته أن تحتل مكانها في نفسه ، حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : وخير نساء اُمتي خديجة بنت خويلد ...[10] .

وعن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت : وهل كانت إلاّ عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها ؟ قالت : فغضب حتى اهتز مقدّم شعره وقال : « والله ما أخلف لي خيراً منها ، لقد آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس وأنفقتني مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء » . قالت : فقلت في نفسي : والله لا أذكرها بسوء أبداً[11] .

وفي رواية : أنّ جبرئيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : « يا محمد! هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها ، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب، لاصخب فيه ولا نصب »[12] .

وكان (صلى الله عليه وآله) يحترم صديقاتها إكراماً وتقديراً لها، كما جاء عن أنس
أنّ النبّي (صلى الله عليه وآله) كان إذا اُتي بهدية قال : «إذهبوا إلى بيت فلانة فإنّها كانت صديقة لخديجة ، إنّها كانت تحّبها»[13] .

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا ذبح الشاة يقول : «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة»، فتسأله عائشة رضي الله عنها في ذلك فيقول : «إنّي لاُحب حبيبها» .

وروي أنّ امرأة جاءته (صلى الله عليه وآله) وهو في حجرة عائشة رضي الله عنها فاستقبلها واحتفى بها ، وأسرع في قضاء حاجتها ، فتعجّبت عائشة رضي الله عنها من ذلك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة» .

إنّ خديجة لَتستحق كلّ هذا التقدير والاحترام من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن بلغت المقام السامي والدرجة العالية عند الله حتى حباها ربّ العالمين بالدرجة الرفيعة في الجنة، وقد أوضح رسول الله مكانتها في الجنة بقوله (صلى الله عليه وآله) : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم إمرأة فرعون»[14] .


المصادر:

أورد حديث زواجه منها على هذا النحو ابن كثير في تأريخه البداية والنهاية: 2 / 361 بعد أن أورد الصورة الاُولى الشائعة بين المحدّثين .

بحار الأنوار : 16 / 14 ، وراجع تذكرة الخواص : 302 .

تذكرة الخواص : 302 (طبعة النجف) ، وراجع مسند الإمام أحمد : 1 / 143 .

سفينة البحار : 2 / 570 ( الطبعة المحققة ) .

ذخائر العقبى ، للطبري : 52 ، ومستدرك الحاكم : 3 / 160 و 185 .

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
أخوكم ((علاوي))

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 20-04-2005 الساعة 03:19 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م