وقفة مع المعضلة الكردية
بعد تفكك الدولة الإسلامية الواحدة لم يبق مبرر أن يحتجز هذا الشعب أو ذاك بقوانين وضعية تخدم مصالح نخبة فقط.. وهكذا لا يعقل أن يكون في ليخشتاين ولوكسمبورغ استقلال إداري مثلا بينما ملايين الأكراد تحت إشراف ورقابة لا يرضون بها.. أي وصاية من قبل أخوة الأمس..
طالما تفككت الدولة الواحدة وتمزقت إلى كيانات قومية وجغرافية فهذا لا يمنع أن يكون للكرد دولة أو دول قد تكون لبنة مستقبلية في الجدار الإسلامي من جديد.
لم يرد العرب هذا المصير لأخوانهم الكرد.. ولا حتى الفرس والترك.. هذا واقع فرضه المستعمر وقبلته الشعوب المعنية مرغمة..
أما الآن.. فهذا لا يعني أن الأمر اختلف وأن الحل والربط بيدنا.. من يقول هذا الكلام يعني أنه يحكم على الشكليات بعد تعرضنا لغسيل الأدمغة مدة طويلة.. أقصد لن يسمح للعرب ولا لغيرهم لمنح الكرد حق تأسيس دولة خاصة بهم أو تركهم وشأنهم.. والسبب أكثر من واضح.. لأنه ليس لأحد مصلحة من قيام الدولة الكردية.. إن قامت دولة كردية فلن تسابق الترك والعرب على فتح سفارات لإسرائيل ولا عقد صفقات صلح منفردة على حساب كل مقدساتنا المشتركة.. هذا حتى لو تسنم قيادة الدولة الكردية أكثرهم إمعانا بالخيانة والجفاء فلن يجرؤ على تجاوز الحدود.. فالأكراد واحدة من الأمم التي بذلت ولازالت تبذل الغالي والرخيص في سبيل الله والحفاظ على الإسلام..وأكثرنا تمسكا بهذا الدين..
عزائي لهم بأن ليس باليد حيلة.. نحن وإياكم مستعمرون ضمنا بينما في الظاهر لنا دونكم حق تقرير السياسة الوطنية.. أي نحن ننعم بأغلال من ذهب مرصعة بالأحجار الكريمة، وأغلالكم الحديد الرخيص والقنب في أحسن الأحوال..
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
آخر تعديل بواسطة السنونو المهاجر ، 12-12-2001 الساعة 09:36 AM.
|