عشرين عام مرت كاسراب الحمام
عاشرته عشرين عام مرت كأسراب الحمام
و تصرمت أيامها و مضت كما يمضي الغمام
لا نستظل بظله إلا و أقرانا السلام
كانت كحلم عاطر يا ليتنا كنا نيام
ماج الخيال بخاطري و الذكريات لها احتدام
فبدا لسابق عهده عقد بديع الانتظام
نختال بين الزهر في الروضات لا نخشى الملام
أن تشرق الشمس لنا عند الشروق لها ابتسام
أو تغرب الشمس لنا عند الغروب لها ملام
و البدر ينصت باسما قد سره حلو الكلام
أشكو إليه مصائبي فيكفكف الدمع السجام
و يرق ثم يصيبه من حر ما القى السقام
عشرون عاما قد مضت عام مضى من بعد عام
و اليوم لم يثبت لنا من ودنا غير السلام
و مشاعر مكتومة إخراجها منا حرام
ما خان أو خنا ولكن الزمان له احتكام
يا صاحبي إن أسدلت من بيننا ستر الظلام
فلانت نور مشرق يجلو عن العين القتام
إن يحجبوك عن العيون فأنت في جفني تنام
الشمس نبصر نورها بالرغم من كثب الغمام
سأراك في البسمات في النسمات في بدر التمام
و أراك صوت بلابل و شذى يفوح به الخزام
يا أيها الطير الذي قد جاب دنيانا و حام
بلغ أخي محبتي بلغه ما عشت السلام
|