مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-07-2000, 11:38 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post قمة القوى غير المتوازنة

لا نتوقع أن نزيد كثيراً لا في المعلومات ولا في التحليل عما قد قيل في قمة (كامب دافيد) الأخيرة بين ياسر عرفات وأيهود باراك تحت الرعاية الأمريكية، فما كتب عن القمة من مقالات وتحليل سياسي وما نشر عنها من مقابلات لصحافيين وباحثين وسياسيين، مؤيدين ومعارضين، في المعسكرات الثلاثة العربية والأمريكية والإسرائيلية يكفي وحده لإشغال القارئ لأشهر قادمة، ولكن موضوع لقاء القمة المذكورة أكبر من أن يتجاوزه أي كاتب مهتم بالشأن السياسي فهو معني بأقدس بقعة عند المسلمين بعد الحرمين الشريفين، وبشعب يدفع مع أشقائه العرب منذ قرن كامل ضريبة مرابطته حول بيت المقدس، بل إن المنطقة نفسها شهدت ثلاث أحداث تاريخية شكلت مفترقات طرق تركت آثارها على الإنسانية حتى اليوم، أولها الحروب الصليبية في القرنين الحادي والثاني عشر الميلاديين، وثانيها إسقاط الخلافة العثمانية، وثالثها إعلان دولة إسرائيل.

وكل حدث من هؤلاء ترتب عليه تداعيات ما زالت البشرية كلها، وليس العالم العربي والإسلامي وحده، تحمل أعباءها حتى اليوم وتشكل عمقاً غائراً من أعماق العلاقات والفكر البشري، وقامت من أجل تبريره وشرحه أنظمة فكرية وسياسية وتنظيمية بعضها مستمر وبعضها استتر وراء واجهات جديدة ولكنها تعمل من خلال نفس الفلسفات.

فالفكر الصليبي لم يكن فكرة في التاريخ مقطوعة عن منظومة التعاليم والتربية السائدة في أوروبا تجاه الآخر، والآخر هنا هو الإسلام والمسلمون، والحملات المعاصرة التي أشاعت روح الخوف والتردد والمعاداة لكل ما هو إسلامي ما زالت في الغرب (الأوروبي – الأمريكي) تحديداً، تستمد من خزين الكراهية الصليبية التي قامت على شعار ديني هو (تخليص القبر المقدس من أيدي المسلمين الكفرة) بينما بطنت أهداف دنيوية حركت ذئاب المال والسياسة الأوروبية وهو (الاستيلاء على بلاد الذهب والفضة في الشرق، حيث تنبت الثروة تحت كل حجر).

وهو فكر فكك الدولة العثمانية ومن ثم سهر على عدم عودتها أو عودة ما يشبهها، بأساليب لم تعد خافية على أحد، ووراء مبررات لم تعد تنطل على مراقب، ونجح في السيطرة على السلطة داخل تركيا العلمانية حتى بات النظام نفسه حارساً شرساً للفكرة التي دمرت الدولة العثمانية والرابطة الإسلامية، ولم يكن لهذا كله لينجح لولا ظهور الفكر القومي، وإحلال الدولة القطرية – وهي إطار أصغر وأضيق من الإطار القومي نفسه – لتحل محل الكتلة السياسية الأكبر. بل إن الملفت للنظر أن تكون هذه المنطقة بالذات – منطقة الشرق العربي – أبعد ما تكون عن التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى، وأن تفشل فيها جل التجارب الوحدوية – مهما كانت شكلية ومعتمدة على الحد الأدنى من اللقاء والتلاقي – بينما تتجه دول العالم نحو التكتل واستعادة الدولة (العملاقة) إن صح التعبير، حتى صارت الإقليمية عبئاً على الفرد والجماعة والدولة، ومع ذلك لا تجد حلاً مقبولاً حتى الآن.

وفي هذا السياق التفتيتي قامت (الحركة الصهيونية) لترث الفكر الاستعماري التقليدي القادم من القرن الثامن عشر، ولتمارس ما يمكن أن يكون صورة طبق الأصل عما فعله الاستعمار الأوروبي في القارة الأمريكية وتحت نفس الشعارات وأهمها (الأرض الموعودة – The Promised Land) فتحت هذا الشعار استبيح كل شيء هناك في أقصى الغرب، ثم استبيح كل شيء هنا في أرض الإسراء.

وخلص الأمر إلى قيام دولة يهودية عنصرية فوق عقدة الاتصال بين عرب آسيا وعرب أفريقيا، وفي نقطة من الجغرافية أقرب ما تكون إلى منابع النفط والثروة في العالم (العربي – الإسلامي)، وفي الوقت نفسه أقرب ما تكون إلى مكة والمدينة، وتم دعم هذا الكيان بكل أسباب القوة العلمية والرفد السياسي والمني، وبهذا يكون الخطر أمامنا مزيجاً مما عرفناه من الخطر الصليبـي الذي استهدف الأرض والثروة وخطر الاستعمار الغربي الذي أضاف إلى ذلك استهداف الإنسان المسلم بإيجاد جيل يحمل فكره ويروج له، وما ظاهرة الدول العلمانية على النمط الأتاتوركي سوى إحدى إفرازات حركة الاستعمار الغربي الحديث.

في مؤتمر (كامب دافيد) الأخير أكثر من رمز سياسي، فهو تذكير باللقاء الأول الذي تم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي – يومها - مناحيم بيغن والرئيس المصري السادات الذي واجه منفرداً معارضة حكومية وشعبية عربية لخطوته، وقام الرهان الأمريكي – الإسرائيلي على استمرار نهج السادات وسقوط جبهة معارضة الحل الأمريكي للصراع، وفي هذا اللقاء الأخير تأكيد على نجاح الرهان الأمريكي – الإسرائيلي، فجبهة مؤيدي المشروع أوسع من جبهة المعارضة لاسيما بعدما فقدت الساحة العربية الرئيس السوري حافظ الأسد.
غير أن التكافؤ مفقود بين طرفي اللقاء الرئيسيين، فمساحة المناورة السياسية ضيقة ومحدودة عند الزعيم الفلسطيني عرفات، لاسيما وهي تصطدم باللاءات الإسرائيلية المتعلقة بالقدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية. وهي عقبات كفيلة بإسقاط المشروع كله على الجانبين العربي والإسرائيلي.

وتكمن الخطورة الأكبر في حرص عرفات على إنجاز شيء في حياته، وهو على رأس نظام سياسي يعتمد على الفرد القائد أكثر من اعتماده على المؤسسات القيادية، وعرفات ولج (كامب دافيد) بقبضة عارية بعدما أدار ظهره للمنظمات الجهادية كحماس والجهاد الإسلامي، وبعدما أضاع الدرس اللبناني الأخير، بينما يتمترس (باراك) العمالي بمعسكر اليمين الإسرائيلي المتطرف كلما أراد تبرير تصلبه في المفاوضات وتمسكه باللاءات. فقمة كامب دايفيد الأخيرة كالقمة الأولى، قمة القوى غير المتكافئة.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م