مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-08-2001, 04:14 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post القصص والأمثال عند النابغة الذبياني

القصص والأمثال في شعر النابغة
النابغة الذبياني زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غوث بن مرة بن سعد بن ذبيان الغطفاني المضري . سيد قومه ذو مكانة في قومه كان سفيرهم لدى الملوك ولسانهم الناطق وشاعر هم المنافح .

وهو مع ذلك يعد من أشعر شعراء العرب بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جعله أشعر العرب وعقب على ذلك صاحب العقد الفريد أنه يظن مراد عمر أنه أشعر شعراء غطفان كما تدل الرواية الثانية ولعلنا نجمع بين هذا الراى وما رآه محقق ديوانه الدكتور مفيد قميحة إذ ذكر أن نظرة عمر بن الخطاب إلى أن النابغة أشعر إنما هي لما في شعر النابغة من مكارم الأخلاق التي تتوافق مع القيم والمبادىء الإسلامية .

وقد ذكرت كتب الأدب أن النابغة بلغ في الشعر مكانة عظيمة فكان يضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها فيحكم بينهم . ويكفيه أنه صاحب المعلقة المشهورة (يا دار مية بالعلياء فالسند ) .
والمطالع لشعر النابغة يجد في شعره حكماً مبثوثة هنا وهناك تدل على رجاحة عقله وبعد نظره ، كما أن فيه ذكراً للثواب والعقاب واليوم الآخر وتأثراً بالقصص والأمثال . ولعل هذا جاء من اتصاله بالمناذرة والغساسنة أومن معاينته لبعض الأحبار والرهبان كما يرى محقق الديوان . فأحببت في هذه المقالة أن أستعرض بعض هذه المواضع في شعره وأبين بعض القصص والأمثال التي تعرض لها وبالله التوفيق .
1-يقول النابغة في قصيدة يا دار مية في آخر وصفه للديار والأطلال البوالي ذاكراً إقفارها :

أمست خلاء ً وأمسى أهلها احتملوا ***أخنى عليها الذي أخنى على لبد

فمن هو لبد هذا الذي ضرب به النابغة المثل وما هي قصته وما مناسبة ذكرها في هذا الموضوع ؟

يذكر الدكتور محمد الإسكندراني في تحقيقه لكتاب عيون الأخبار أن لبد: هذا آخر نسور لقمان بن عاد . والذي قيل في ذلك : أن لقمان بعثته عاد في رفدها إلى الحرم يستسقى لها ،فما أهلكوا خير لقمان بين أن يعيش عمر سبع بعرات سمر من أظب عفر في جبل وعر لا يمسها القطر،أوعمر سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر ،وكان قد سال الله طول العمر ،فاختار النسور فكان يأخذ الفرخ حين خروجه من البيضة فيربيه فيعيش ثمانين سنة حتى هلك فيها ستة فسمى السابع لبداً فلما كبر وهرم وعجز عن الطيران كان يقول له : انهض يا لبد ،فلما هلك مات لقمان(عيون لأخبار لابن قتيبة الدنيوري. تحقيق محمد الأسكندراني .ج3،ص348 ،دار الكتاب العربي .ط3)

ويقصد النابغة في بيته الآنف الذكر أن الديار أقفرت والذي غير أحوالها وبدلها وأفسد ما كانت عليه هو الذي أهلك لبداً وهو مرور الليالي والأيام وكر السنون والأعوام .

وقد ذكر الشعراء هذه القصة وأشاروا إليها فمن ذلك ببيت النابغة الذي نحن بصدده ومن ذلك أبيات ذكرت في طول عمر أبي مسلم معاذ بن مسلم الهرا النحوي الكوفي وقد وردت هذه الأبيات منسوبة إلى محمد بن مناذر في العقد الفريد وذكرها ابن خلكان في الوفيات ونسبها إلى السري بن أبي غالب الخزرجي الشاعر المشهور والبيت الذي يهمنا من هذه الأبيات قول الشاعر :

يا نسر لقمان كم تعيش وكم *** تسحب ذيل الحياة يا لبد

2- وقال النابغة في نفس القصيدة في معرض مدحه للنعمان وأنه لا يشبهه من أحد إلا:

إلا سليمان إذا قال الإله له*** قم في البرية فاحددها عن الفند

وخيس الجن إني قد أذنت لهم ***يبنون تدمر بالصفّاح والعمد

فالنابغة هنا يذكر نبي الله سليمان عليه السلام ويشير إلى نبوته بقوله (إذ قال الإله له )ووجه الشبه بين ممدوحه وسليمان كما يظهر في الشطر الثاني من البيت الأول هو إقامة الحق والعدل وإبعاد البرية عن الخطأ والباطل .

وكما دل أمر الإله على النبوة فإن هذا الشطر يدل عليها أيضاً فإن الأنبياء هم الذين يدلون البشرية على طريق الحق والعدل وينهونهم عن طريق الخطأ والباطل . ويدل كذلك على ملك سليمان عليه السلام فإن الملوك هم الذين يطبقون الأحكام ويقيمون للناس أمورهم ولعل كلمة (احددها ) تدل على استخدام القوة في منع الخطأ والباطل وهذا من أمر الملوك ،

ثم يبين في البيت أن الله قد ذلل الجن فهم يأتمرون بأمره وقد ورد تقرير هذه الحقيقة في القرآن الكريم عند ذكر سليمان في سورة سبأ ( ومن الجن من يعملون بين يديه بإذن ربه ،ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ) وقد أطال المفسرون والمؤرخون في الكلام على هذا التسخير وأنواعه المذكورة في هذه الآية والتي تليها مما لا يدخل في صلب موضوعنا ،ويكفينا من ذلك المثال الذي ضربه النابغة وهوأن سليمان سخر الجن في بناء المدن ومنها مدينة تدمر .وقال شارح دواوين الشعراء الستة الجاهليين الأستاذ عبد المتعال الصعيدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :وتدمر مدينة ببرية الشام .والصفاح :حجارة عراض كالصفائح والعمد الأساطين من الرخام .(دواوين الشعراء الستة الجاهليين شرح وترتيب عبد المتعال الصعيدي .ص198 مكتبة القاهرة المنيرية بالأزهر.ط2 .1374هـ-1955)

وقد أشار إلى بناء الجن لتدمر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه قصص الأنبياء حيث قال : وقد ذكر المتكلمون على العمران والبلدان أن اصطخر بنتها الجان لسليمان وكان فيها قرار مملكة الترك قديماَ،وكذلك غيرها من بلدان شتى كتدمر وبيت المقدس ،وباب جيرون وباب البريد اللذان بدمشق على أحد الأقوال .(قصص الأنبياء لابن كثير .ص512، المكتبة الثقافية )
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة اطلاع النابغة على علوم أهل الكتاب وأخبار أنبيائهم لكثرة احتكاكه بهم يوم كان يفد على ملوك المناذرة والغساسنة

3-وقال في نفس القصيدة مخاطباَ النعمان :

أحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت *** إلى حمام شراع ٍوارد الثمد

تحفه جانباً نيقٍ وتتبعه***مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد

قالت (ألا ليتما هذا الحمام لنا *** إلى حمامتنا ونصفه فقد)

فحسبوه فألفوه كما حسبت *** تسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد

فكملت مائة فيها حمامتها *** وأسرعت حسبةً في ذلك العدد

يقصد بفتاة الحي هنا زرقاء اليمامة التي اشتهرت بحدة بصرها وهي من بقية طسم وجدبس .والقصة أنها رأت سرباً من الحمام ويقول بعض شراح القصيدة أن المراد بالحمام هو القطا وحسبته فوجدته ستاً وستين والذي قالته:

ليت الحمام ليه . إلى حمامتيَه .
أونصفه قديَه .تمّ الحمام ميَه

فأضافت إليه نصفه مع الحمامة التي في بيتها فبلغ المائة ولما ورد الماء حسبوه فوجدوا ستاً وستين كما قالت فكانت أسرع في أخذ حساب ذلك الطيرفي تلك الناحية .

وقد ضرب النابغة هذا المثل للنعمان وطلب منه أن يحكم كحكمها ويقصد بذلك كن حكيماً كهذه الفتاة إذ أصابت ووضعت الأمر في موضعه- وليس من الحكم بمعنى القضاء يحمله بهذا على الإصابة في أمره معه فإنه إنما ساق هذه القصيدة اعتذاراً إلى النعمان .

4-وقال النابغة في معاتبته لبني مرة لتحالفهم عليه مع طلبه لحوائجهم عند الملوك بقوله:

(وإني لألقى من ذوي الضعن منهم ***وما أصبحت تشكو من الوجد ساهرة

كما لقيت ذات الصفا من حليفها ***وما انفكت الأمثال في الناس سائرة

فقالت له أدعوك للعقل وافياً ***ولا تغشيني منك بالظلم بادرة

فوثقها بالله حين تراضيا*** فكانت تديه المال غباً وظاهره

فلما توفى العقل إلا أقله*** وجارت به نفس عن الحق جائرة

تذكر أنى يجعل الله جنة *** فيصبح ذا مالٍ ويقتل واتره

فلما رأى أن ثمر الله ماله *** وأثل موجوداً وسد مفاقرة

أكب على فأس يحد غرابها *** مذكرة من المعاول باتره

فقام لها من فوق جحر مشيدٍ *** ليقتلها أوتخطئ الكف بادره

فلما وقاها الله ضربة فأسه *** وللبرعين لا تغمض ناضره

فقال :تعالي نجعل الله بيننا*** على مالنا أوتنجزي لي آخره

فقالت يمين الله أفعل إنني ***رأيتك مسحوراً يمينك فاجرة

أبى لي قبر لا يزال مقابلي ***وضربة فأس فوق رأسي فاقره

وهذه القصة من أساطير العرب المشهورة . وذات الصفا حية في واد حمته من الناس ، فهبط عليها أحد أخوين ليرعى إبله في واديها ،فرعاها زماناً إلى أن نهشته فقتلته فأتاها أخوه ليقتلها فصالحته على أن تعطيه دية أخيه ديناراً كل يوم فرضي بهذا إلى أن كثر ماله ثم تذكر ما فعلته بأخيه فأخذ فأساً فأحدها ثم ضربها حين مرت به فقطع ذنبها فقطعت عنه الدينار ،فأتى جحرها فحياها وخرجت إليه فضربها في رأسها فأخطأه . فقالت :ما هذا ؟ فاعتل بقطع الدينار ،فقالت: ليس بيني وبينك إلا العداوة .فخاف من شرها وعرض عليها أن يتواثقا كما كانا ،فقالت له: كيف أعاودك وهذاأثر سيفك ! فصار مثلاً فكذلك النابغة يتعجب من بني مرة كيف يتحالفون عليه وعلى قومه ثم يطلبون منه أن يقوم بحوائجهم عند الملوك فضرب لهم مثلاً ذات الصفا .

5- وقال النابغة يمدح عمرو بن هند واصفاً حسن قيامه بحاجته بعد أن وصف سوء حاله عند القدوم

فألفيت الأمانة لم تخنها ***كذلك كان نوح لا يخون

والرجل لا يقصد غير نوح نبي الله أبداً فإن عدم الخيانة من صفات الأنبياء صلوات الله عليهم ولعله خص نوح بالذكر لأنه مكث يدعو قومه ألف سنة إلا50 عاماً دون كلل أو ملل فالأمانة التي كلف بها أعظم من أن تضيع .وفي هذا إثبات آخر على اطلاع النابغة على أخبار أهل الكتاب .

وختاماً .. تمّ الكلام على القصص والأمثال في شعر النابغة ..

أسأل الله أن يقيلنا عثرات اللسان ، وزلات المقال .
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 31-08-2001, 11:29 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي المعتمد، بارك الله فيك ولي عودة إلى هذه بعد السفر.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 04-09-2001, 11:38 PM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
Post

جزيت خيرا أخى المعتمد
ونتمنى أن تتحفنا دائما بمثل هذه القصص والأخبار
ففيها الكثير من الحكمة والعظة والعبرة إلى جانب الفصاحة والبيان بالإضافة إلى التسلية المفيدة.
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م