سعادة الطاووس ......!!!!
بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
إقتباس:
لا يكمن الخلل الإداري الذي تعانيه كثير من إدارتنا وأجهزتنا في نوعية المسؤولين الذين يتسنمون الهرم الإداري هناك فحسب، بل إن جزءاً كبيراً من هذا الخلل يعود إلى طريقة انتقاء هؤلاء المسؤولين لمساعديهم من وكلاء المصالح ومديري الأقسام والصف الثاني في كل مؤسسة حكومية. إنها سياسة "الديك والدجاجة" فالمدير العام يريد أن يكون طاووساً لا ينازعه أحد في الأمر ولهذا يلجأ إلى اختيار "الحلقة الأضعف" ثم يوصي بتعيينه وكيلاً له، ونائباً عنه، لينفذ كل تعليمات المدير دون مساءلة أو إبداء للرأي. مع الزمن، يتقاعد الطاووس أو ينتقل إلى مكان آخر فتأخذ "الدجاجة" الدور، وتتحول إلى طاووس آخر وتنتقي من جديد "حلقة أضعف" وهكذا يظل أصحاب الأفكار النيرة في الظل، محرم عليهم أن يروا النور أو أن يرتقوا في هذا السلم لا لشيء إلا لأنهم يحملون رأياً مختلفاً عن رأي "سعادة الطاووس" في زمن يكرس مبدأ طوابع البريد المتكررة التي شوهت جماليات مسيرتنا التنموية وكانت مسؤولة عن إهدار الصرف الحكومي وتحويله إلى مكانه غير الصحيح.
لقد تحولت إداراتنا الحكومية إلى "كانتونات" لا مكان فيها للرأي الإداري المضاد للرأي الآخر ولا مكان فيها لصوت مختلف يثري مسيرة التخطيط التي تتخبط في محلها طالما بقيت رهينة للصوت الواحد. المسؤول الناجح هو الذي يستطيع توسيع القاعدة الإدارية لتشمل التوجهات والرؤى كافة وحينما فشلنا في ذلك تحولت كل المصالح والإدارات الحكومية إلى مجرد "منظِّر كبير" يهدي توجيهاته إلى مجموعة من المسجلات ذات الماركة الرديئة التي تسجل ما يقول ثم تعود لتسمعها إياه فهو ما يريده بالضبط وهي أيضاً غير قادرة على إعطاء شيء لا تملكه في الأصل. المسؤول الناجح هو الذي يمد المظلة على أقصى ما يستطيع لتشمل شتى المشارب الإدارية والفكرية، يحسن الظن بالجميع ثم يختار الصوت الأقوى ذلك الذي لم يعد له وجود إذ حتى هذا المسجلات الرديئة مربوطة "بكهرباء" سعادة الطاووس يسكتها متى ما يشاء ويسمع منها "الذي يريد متى ما يشاء". المسؤول الناجح هو الذي يفصل الكهرباء عن المسجلات التي لا هم لها إلا نقل الأخبار عن فلان وعلان داخل الإدارة. وطالما بقي لديكم طموح، تحولوا إلى مسجلات متنقلة فقد تكون الطريقة الوحيدة لأن تصبحوا طواويس وحملة لألقاب السعادة.
علي سعد الموسى .
|
http://www.alwatan.com.sa/daily/2002.../writers03.htm
ودمتـــــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
آخر تعديل بواسطة ALAMEER99 ، 09-05-2002 الساعة 03:09 AM.
|