البيوت المهجورة

[وليد الظهران]

البيوت المهجورة

أن الجان لا يسكن سوى الأماكن المهجورة .. أن الجان لا يهدم بيوته و قصوره .. لقد سمعنا فى الامثال : أن الشيطان لا يكسّر قواريره .. ان الجان لا يعرف سوى سبل الغوايا .. لا يعرف سوى المفاتن و افخاذ العرايا .. لقد هدأت ثورة الشيطان .. لكنها لم تخمد شهوة الانسان ..الجان أعتقد أنه فى هذا الزمان أصبح يضحك على البشر .. أصبح لا يمل من الضحك و لا يمل من النظر .. أصبح يتمنى الآن أن يهتدى و يترك الوسوسة للبشر .. أعتقد أن الشيطان مل من الاحتقار ولعنة الانسان له كل ما جاء ذكره أو حضر .. لقد شعر الشيطان بالعزلة تماماً بعدما عرف أن مستقبله أصبح فى خطر.. فقد حل الانسان محله فأصبح له فى كل الخرابات المهجورة آثر .. لقد تفوق الانسان على الشيطان وتلك هى معجزة القدر . لازال الشيطان يبحث عن وظيفة تركها قديماً و هى كيف يفرق بين المرء و ولده فلم يجد .. لأن الولد يقوم بذلك بدون غواية أو سحر .. لازال الشيطان يبحث عن وظيفة تركها قديماً كيف يفرق بين المرء و زوجه فوجد الزوجة والزوج كل منهما يبحث عن عشيق فحتلوا و ظيفته بلا فخر .. لازال الشيطان يبحث كيف يدمر الاسر فلم يجد لأنهم بالفعل اصبحوا خرابات مهجورة حطمها القهر.. لازال الشيطان يبحث عن وظيفتة كيف يدمر على الأرض جميع البشر .. فلم يجد لأن الدمار اصلاً يحل بنا كل يوم كحبات المطر .. فقد الشيطان المسكين و ظيفته و جلس عاطلاً عن العمل .. أصبح يتفرج على الكراسى و يمعن فينا النظر .. أصبحنا تسليته و اصبحنا لعبة فى يد الموت والفتن والخطر .. أن الشيطان يبدوا عاقلاً فى هذا الزمان .. فقد تعب و سجل أسمه مع العجزة فى أدارة الضمان .. أن الشيطان أختار البطالة لأننا أشغلنا كل و ظائفه فلم يعد له دور و ترك و ظائفه عمداً للحثاله .. حثالة البشر من تجرد من أنسانيته و أصبح ينتمى لحثالة الشياطين .. الجن لم تسكن سوى بعض الخرابات المهجورة بيننا .. رغم أن البيوت العامرة كثيرة والله الحمد .. لكن تظل الخرابات المهجورة أكثر من البيوت المعمورة .. الجن تعرف لمن تسلم زمام مهامها .. تعرف كيف تختار من يفهم كلامها .. الجن تعرف كيف تنام قريرة فى منامها .. و تترك البشر تعبث فى حلها و حرامها .. كل منا عبارة عن بيت .. فاما أن يكون بالطاعات معمور .. أو لشياطين الجن بيت مهجور .. أن الطاعات تجعل القلوب عامرة بذكر الله .. أما المعاصى فتجعلك سخرية لكل شيطان حقير . آه ..آه ياموت الضمير !!.. أصبحنا لعبة حقيرة فى يد شيطان حقير!! ..أصبح الشيطان فى داخلنا أسير!! .. أصبح الحق فى داخلنا لا يعرف الطريق و لا يعرف الى اين المصير !!.. تغلب الشيطان علينا حتى فى مساحات صدورنا .. فلم نعد نطيق الحق و الباطل يسعده حضورنا .. متى سنعود ؟! متى سنعود لجذورنا .. متى ندحر الباطل فى نفوسنا ؟!.. متى ستسطع فى دنيا الظلام شموسنا.. متى يموت الظلم فى داخل كل البشر؟..متى ننقذ أنفسنا من سخرية القدر ؟ .. متى نقذف الشيطان بحجر ؟.. أن انفسنا أصبحت مريضه .. و أن الجهاد ضد النفس قد أصبح اليوم فريضه .. فجاهد نفسك حتى لا تكون مثلى خرابة مهجورة . ،،،
اختيار / محتـــــــار