هل صورة الفتاة تكفي

[القحطاني]

هل صورة الفتاة تكفي
إذا أردنا السفر فإننا ندقق جدا على من سيكون رفيق السفر وهو لا يعدو أسابيع.. ولكن مع بالغ الأسف في مسألة رفيقة العمر لا ندقق في المسألة .
أكثر الناس عند الرغبة في اختيار شريكة الدرب يكون عن طريقين :
أ) صورتها ب) وصف الأخوات.
فيتم على ذلك الاختيار فهل هذا التصرف صحيح ؟!
أولا : الصورة
الأمر الأول : الصورة حقيقة لا تعكس الحقيقة أبدا.. فالإضاءات .. والافلاشات .. والظلال.. واكريمات الأساس .. والروج .. والتبييض .. والتشقير .. تعكس الصورة على غير حقيقتها .. فبإمكان المكياج أن يجعل الوجه العريض ليس عريضا .. وان يجعل الوجه الطويل قصيرا .. والسمرة بيضاء .. والبيضاء سمراء.. وإخفاء البثور وحب الشباب والنتوءات .. وإزالة سواد هالة العين.. والقردة وردة .. والكلام هذا يعرفونه البنات جيد ا ولا نزايد عليهم في ذلك.
الأمر الآخر : الصورة لا تعكس قسمات الوجه.. وتقاطيعه.. فحلاوة الوجه في قسماته وتقاطيعه وغمزة أخدوده .. فبعض البنات حتى تكشيرتها جنة الله في خلده ولو على هواك لجعلتها تكشر طول الوقت فما بالك بابتسامتها.
الأمر الثالث : الصورة لا تعكس قوام البدن فقدها ( أي طولها ) ورشاقتها ومشاقته ينسيك عينيك .
الأمر الرابع : الصورة لا تعكس إلا الوجه فقط والمرأة ليست وجها فقط ! إنما جسما وصوتا وانطباعا .. وجمال الصوت أمر لا يقل أبدا عن جمال الوجه .. فتخيل غادة حسناء ولكن صورتها مثل صوت زكيا زكريا !!.
الأمر الخامس : الصورة لا تعكس حركاتها .. وحركة يدها .. وحركات عينيها .. وتعابير وجهها .. تعجبها .. دهشتها .. ضحكتها.. تقاطيع وجهها.. قسماته.. توهيماته.. نظراتها.. عبيرها.. سنحاتها.. عطرها.. بهائها .
الأمر السادس : الصورة لا تعكس الانطباع والقبول والرفض .. فبعض الناس من أول نظره تتقبله وأخريات من أول نظره ترفضها ولو كانت ملاك .. وهذا أمر روحي .. والروح من أمر ربي (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ).

ثانيا : وصف الأخوات :
الأمر الأول : من المعلوم والبديهي أن الأذواق تختلف وتتباين.. فذوق فلان غير ذوق فلان .. ورب قبح عند زيد هو حسن عند عمر .. ولولا الأذواق لبارت السلع ..ولولا الأذواق لبارت الأسواق.
الأمر الثاني: أن مقاييس الجمال للمرأة يختلف تماما عن مقاييس الجمال عند الرجل .. فانا عندي نبيلة عبيد أجمل من يسرا وعند أخواتي يسرا أجمل من نبيلة عبيد .. وأنا أقول لهن أن ذوقكن فاسد يحتاج إلى ميكانيكي لإصلاحه .. وهن يقلن لي أن ذوقك معطوب يحتاج إلى كهربائي لعلاجه.. والحقيقة أن مقاييس ومعايير الجمال عند المرأة يختلف عن الرجل .. فالمرأة تقيس جمال الفتاة قطعة قطعة (كما يقول الجعيثن)..الأنف طويل .. الفم صغير .. الوجه طويل .. الشعر كالليل الأسود.. الوجه كالصبح قمري.. الأسنان كالكريستال.. أم الرجل لا يقطعها ويقسطها إنما يأخذها بالجملة ويحكم عليها حكما عاما دونما يحكم على عضو عضو ولو كان الخشم كجبل احد.
الأمر الثالث: الأخوات إذا ارتحن لفتاة فإنهن يبالغن في وصفهن ويضعهن كملكات جمال .. والسامع عادة يصفها بخياله الخصب فيصفها بأبهى ما تكون وبما يحب ويهوى .. ذهبت يوما إلى احد مكاتب الاستقدام للتقديم على شغالة فوصف لي صاحب المكتب الشغالة التي ستقدم .. فتخيلتها كرزان أو اقل بقليل فأحضرتها من المطار بعد أسبوعين فإذا بها شرم برم كعب الفنيال!!
الأمر الرابع : الأخت إذا اختارت ستختار البنت الحيية الخجولة المؤدبة الحساسة الرقيقة .. والأم إذا اختارت ستختار البنت المطيعة الشاغولة (ربة بيت ) هابة الريح وتنسى كل المواصفات (الفل أوبشن)!!