المخجل أن غزة تخوض معركة أمة
--------------------------------------------------------------------------------
المخجل أن غزة تخوض معركة أمة
منظر المستوطنين الصهاينة وهم يفرون من مدينة سيدروت
أدخل الغصة في قلوبنا ليس عليهم
، ولكن على هذه
الأنظمة الجبانة التي ساهمت في إرساء أسس هذا الكيان،
وعملت - ولا تزال -
على تثبيته في فلسطين،
في الوقت الذي لا يستحق هذا الكيان فيه أن تقوم له قائمة، لأنه فاقد لأدنى مقومات البقاء والصمود في وجه أصحاب الحق.
فالكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد في العالم الذي
صنعته أيدي العسكر وصنعته القوة العسكرية،
فليست هناك مقومات لهذا الكيان، وليست هناك بنى اجتماعية رافدة له، فالعسكر جاؤوا واجتاحوا المنطقة من خلال الإنجليز، وبالمقابل، ليس لهم أي من مقومات الوجود على الأرض، وبعدها تمت عملية صناعة(شعب) ودولة وجمهور وغير ذلك من متطلبات الدولة، وبما أن الشعب لا يمكن صناعته بالمطلق، فالجوهر الأساسي للمهاجرين القادمين من الخارج، أنهم مجرد تجمع تربطه مصلحة محددة، سرعان ما ينفض هذا التجمع مع انتهاء المصلحة، ومن هنا برزت عمليا المعضلة الصهيونية الأساسية المسماة بمعضلة الأمن، فالأمن هو الجوهر لجمع المستوطنين داخل فلسطين، وعندما ينعدم هذا الأمن، فإن الهجرة والرحيل هي مصير هذا المستوطن الغازي لبلادنا.
الجريمة التي ارتكبتها الأنظمة العربية طوال العقود الماضية،
أنها أرست هذا المفهوم بشكل جيد،
فعملت من خلال الهدنة على تهيئة النفسية الصهيونية للاستقرار في هذه الأرض،
وبدأ الصهاينة يؤسسون بنيانهم السياسي والثقافي على قاعدة الاستقرار هذه،
ولما جاءت تلك الصواريخ البسيطة من غزة، وإذ بالمعادلة تنقلب رأسا على عقب.
من هنا نتحدث أولا عن الهدنة،
فهي بمجملها جريمة يتم ارتكابها بحق فلسطين من أي جهة أتت والى أي مدى سارت،
فالهدنة
تساهم في إعادة الاستقرار والتوازن للنفسية الصهيونية فتجعلها تنطلق نحو مزيد من تثبيت نفسها في ارض فلسطين.
وأما الصواريخ الفلسطينية، فعلى بساطتها إلا
(إنها تحقق معادلة هامة، إنها تنزع من أذهان الصهاينة مفهوم الاستقرار)
بانتظار معادلة مهمة وهي تفاقم هذه الصورة داخل النفسية الصهيونية، مما سيؤدي إلى اختلال وظائف هذا الكيان وعلى طريق إزالته بالكامل بإذن الله.
المعركة الدائرة على أبواب غزة، حجمها وعنوانها أكبر من مساحة غزة، بل والوطن العربي كله، لأنها معركة أمة يخوضها اضعف طرف في الأمة من حيث العدة والامكانات،
ومع هذا .. فاليوم وبكل حزن وأسى، وبكل إجلال أيضا، تنتظر شعوب هذه الأمة من الفلسطينيين المزيد من
الصبر، والمزيد من العطاء،
بينما حكامها في الطرف الآخر من المعركة، يبحثون ويبحثون، كيف يطفؤون شعلة المقاومة.
نعم المخجل أن غزة على صغرها، وبقية فلسطين المحتلة تخوض معركة الأمة بمفردها.
أبو لؤى