مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-10-2003, 04:37 AM
rose rose غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: liban
المشاركات: 21
إفتراضي السلف الصالح كانوا ينفون عن اللهِ التحيزِ في جهةٍ من الجهاتِ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم.

أما بعد، فإن السلف الصالح كانوا ينفون عن اللهِ التحيزِ في جهةٍ من الجهاتِ الست أو في جميعها وكانوا يُنفون عن اللهِ سائرَ أوصافِ الخلق وكلُّ هذا تعطيه هذه الآية { ليس كمثله شىء } لكنّ القلوب مختلفة، قلوبٌ تفهم من هذه الآية المعاني وقلوبٌ لا تفهم. تقرؤها بألسنتها ولا تفهم ما تحويه من التنـزيه.

ليس ما عليه أهل الحق تشبيهُ الله بخلقه بأن يُعْتَقَدَ بأن له أعضاءَ أو أن يعتقد فيه أنه متحيزٌ على العرش بل ينفون عنه ما كان من صفات الخلق كالنـزول من عُلوّ إلى سُفْل بطريق الحس والحركة والرجوع إلى هناك.



من الناسِ السخفاء من يفسرحديثَ :" ينـزلُ ربُّنا كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا في النصف الأخير " وفي لفظ " في الثُلُثِ الأخير فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه " يفسّرونه بأن الله ينـزلُ من عُلْو إلى سفل ثم يتكلمُ بهذا الكلام. فهمهم هذا يدل على سخافةِ عقولهم وذلك لأن الليلَ يختلفُ باختلافِ البلاد فعلى قولِهم يلزمُ أن يكونَ اللهُ تبارك وتعالى في السماء الدنيا طالعاً منها إلى العرش كلَّ لحظة من لحظات الليل والنهار هذه سخافةُ عقل.



أما تفسيرُ أهل السنة الذين ينـزهون اللهَ عن الجهة والحد عندهم هذا النـزولُ ليس نزولاً حسياً بل عبارة عن نزولِ ملائكة الرحمة إلى السماء الدنيا بأمر الله على حَسَب ليلِ كلِ أرض. هؤلاء ينـزلون ثم يبلّغون عن الله يقولون " إن ربكم يقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيهُ. هم يبلّغون عن الله بأمره ذلك إلى أن يفجر (يطلع)الفجر وهذا شىء يقبله العقل أما ما يقوله المشبهةُ فهو شىء لا يقبلُه الشرعُ ولا العقل.



وهذا التأويلُ أخذوه من رواية النَّسائي :" إن الله يمهل حتى يمضيَ شطرُ الليلِ الأول ثم يأمر منادياً ينادي هل من داعٍ فيستجاب له وهل من سائلٍ فيعطيَه " هذه الروايةُ وهي الصحيحةُ تفسر الروايةَ الأخرى. لأن نزولَ الملائكة لمكان بأمر الله ليبلّغوا عنه عبّر الرسولُ عن ذلك بوحي من الله بعبارة : " ينـزلُ ربنا " إلى ءاخره. كلتا العبارتين أُوحي بهما إليه ولذلك نظير في القرءان، قال الله تعالى في حق ءادمَ وحواءَ { وناداهما ربُهما ألم أَنْهَكُما عن تِلْكُمَا الشجرة } فإن المعنى أن الملّكَ بلّغهما ذلك عن الله ليس المعنى أن ءادمَ وحواءَ سمِعا ذلك من الله لأن ءادم لم يكن نبياً في ذلك الوقت. وكذلك قوله تعالى { لا تحرّكْ به لسانَك لِتَعْجَلَ به إنَّ علينا جَمْعَهُ وقرءانَه فإذا قرأناه فاتّبِعْ قرءانَه } ليس المعنى على ظاهر اللفظ بل المعنى : فإذا قرأه جبريل عليك بأمرنا اتبع قرءانه هذا هو المعول عليه عند علماء التفسير. ومن يظن أن الله كان يقرأ على الرسول القرءانَ كما يقرأ المعلمُ على التلميذ فقد شبه الله بخلقه.



وقد قال رئيسُ القضاةِ الشافعيةِ في مصر في زمانه بدرُ الدينِ بنُ جماعة في كتابه إيضاحُ الدليل في قطع حجج أهل التعطيل عن حديث النـزول المذكور ءانفا " اعلم أن النـزولَ الذي هو الانتقالُ من عُلْو إلى سُفْل لا يجوز حملُ الحديث عليه لوجوه :

الأول : النـزولُ من صفات الأجسام والمحدَثاتِ ويحتاج إلى ثلاثةِ أجسامٍ منتقِلٌ ومنتَقَلٌ عنه ومنتَقَلٌ إليه وذلك على الله تعالى مُحال.

الثاني : لو كان النـزولُ لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركاتٌ عديدة تستوعبُ الليلَ كلَّه وتنقلاتٌ كثيرة لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئاً فيلزم انتقالُه في السماء الدنيا ليلاً ونهاراً من قوم إلى قوم وعودُه إلى العرش في كل لحظة على قولهم ونزولُه فيها إلى سماء الدنيا ولا يقولُ ذلك ذو لُبّ وتحصيل.

الثالث : أن القائلَ بأنه فوق العرش وأنه مَلأه كيف تَسَعُه سماءُ الدنيا وهي بالنسبة إلى العرش كحَلقة في فلاة فيلزم عليه أحدُ أمرين إما اتساعُ سماءِ الدنيا كلَّ ساعة حتى تَسَعَهُ أو تضاؤلُ الذاتِ المقدسِ عن ذلك حتى تسعه ونحن نقطع بانتفاء الأمرين " ا.هـ . ومعنى كلام الإمام بدر بن جماعة أن الله منـزه عن المكان وعن الاستقرار والجلوس على العرش.

والذي يتشبث بظاهر ما جاء في حديث النـزول في الرواية المشهورة أن الله يقول في السماء الدنيا "هل من داع فأستجيب له " من الثلث الأخير إلى الفجر جاهل بأساليب اللغة العربية ليس له مهرب. من المحال الشنيع . فيلزم على ما ذهب إليه من التشبث بظاهر قوله تعالى {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة } أن يكون ءادم وحواء سمعا كلام الله الذاتي الذي ليس بحرف ولا صوت الذي هو كلام الله الذاتي عند أهل السنة والجماعة وهو لفظ مركب من الحروف يخرج من ذات الله مساويَيْن لموسى على زعمهم، فلو كان الأمر كذلك لم يبق لموسى مزية.



فالحمد لله الذي وفق أهل السنة لاتباع عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم والى موافقةِ الشرعِ والعقلِ ونسأل الله تعالى حسن الختام. والله سبحانه أعلم.
__________________

ak
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م