مـلـفـــات الـنـســيـــان

[SAID622]

مـلـفـــات الـنـســيـــان

د. بـاســم خـفــاجـي* www.khafagi.com

"إن أكثر الحروب عدلاً على وجه الأرض هي الحرب ضد المتوحشين البدائيين. إن المستعمر القاسي الفخور الذي يطرد الهمجيين منأراضيهم يستحق العرفان بالجميل من قبل كل المتحضرين[!]. إن العالم لم يكن له أن ينجز أي تقدم لولا نفي وسحق الشعوب البدائية والبربرية بواسطة مستعمرين مسلحين من جنس أولئك الذين يقبضون على مصير القرون القادمة بأيديهم" كلمات صدرت من ثيودور روزفلت، ونقلت في المجلد الرابع من ملفات محكمة نورمبرج من النسخة الانجليزية. هذه هي حقوق الإنسان الأمريكية كما يعبر عنها روزفلت منذ أكثر من 50 عاما.

واليوم تعبث أمريكا في أفغانستان وإسرائيل في عالمنا العربي، وتنطلق القذائف الصاروخية ليلاً ونهارا .. مستعمر قاس .. كما ذكر روزفلت .. حرب عادلة كما ادعى .. وعرفان بخدمات اليهود كما أكد.. وإقرار بضرورة السحق لأبناء أمتنا.. أليست أمريكا اليوم تىنفذ كلمات روزفلت في أفغانستان .. وإسرائيل تقدم أيضاً خدماتها للغرب طبقاً لأفكار العنصرية الهمجية التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي من قبل. هل تغيرت أمريكا اليوم .. أم تغيرت فقط العبارات الرنانة عن جدوى السلام ووقف العنف.

إن الآذان المقطوعة للأسرى اليابانيين في أمريكا في الحرب العالمية الثانية تكفي لنتعرف حقيقة على حقوق الإنسان البدائي –كما يدعون- الذي يجرؤ على المطالبة بحقه في المقاومة في عالم القرن الحادي والعشرين. وبعد نصف قرن لم يتغير في النظرة الأمريكية شيء ولنتابع ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، من قتل لأبناء أفغانستان بأيادي أمريكية ومباركة عالمية .. وكذلك من قتل لإرادة الشعب الفلسطيني بيد قذرة صهيونية ونفوس خائنة عربية، ومباركة أمريكية للطرفين على حساب أبناء القدس والأقصى.

لقد كتب الصحفي الإسرائيلي آري شافيت بعد مذبحة قانا معبراً عن هذه الروح الجديدة التي تسري في عالم حقوق الإنسان الأمريكية في هذا القرن: كتب قائلاً عن قتلى قانا: "لقد قتلنا 170 شخصاً بعضهم كانوا من النساء والشيوخ، وكان من ضمنهم طفل عمره عامين.. لقد حرصنا على قتلهم عن بعد.. لقد قنلناهم لأن هناك فجوة تفصل بين سمة القداسة التي نضفيها على حياتنا أكثر فأكثر .. وننكرها على الآخرين أكثر فأكثر". ولننظر اليوم إلى حياة الإنسان في أفغانستان وفلسطين اليوم .. الإنسان يقتل كل يوم .. من أصبح يهتم لهذه الأرواح البريئة ..

من أصبح يبكي قتلانا .. دع عنك مجرد التفكير في الثأر لهم.. برامج الفضائيات تعج بالراقصات والمسابقات والابتسامات أكثر من أي وقت مضى .. صحفنا مليئة بالاستقبالات والتوديعات والسخافات .. حياتنا وسباقنا من أجل الدنيا والمال يتزايد ويستعر لأن القضية لم تعد تهمنا واقعاً.

نعم منا من يسترق من حياته دقائق من هنا وهناك لكي يتألم قليلاً من أجل كل فلسطين وكل أفغانستان.. ولكن هذا الألم لا يعدو وخزة إبرة مخدر ترتفع بنا عن عالم الواقع لنحيا قليلا في عالم النسيان. حتى محمد الدرة الذي بكيناه ذات يوم توارى في ملفات الخزي لكل منا .. ذهب محمد إلى ملفات النسيان .. وما أضخم هذه الملفات اليوم في حياة كل عربي ومسلم.

إن المطلوب عالميا منا أن نتكيف مع ما يحدث لنا .. أن نخضع للرغبات العالمية في سلام على جماجم أبناء الأمة .. لا نتكلم عن قتلى العراق لنحيى في سلام .. لا نفكر فيما يحدث للقدس وأبناء القدس لنتقدم في سلم الحضارة .. نتنازل على البقية الباقية من الكرامة .. القليل الباقي من العادات والثقافات المحلية .. وأهم من كل ذلك أن نتخلى عن كل دين سوى الدين الأمريكي الجديد .. دين الأطماع والشهوات .. الدين الذي تذبح له اليوم قرابين من أبناء الأمة كل صباح في أفغانستان وفلسطين وكل فلسطين.

المطلوب منا يا سادة أن نقبل بانحرافات عالم فقد الإنسان .. وإنسان فقد الغاية والكرامة .. وأن يتحول كل منا ليس فقط إلى هذا الإنسان .. بل إلى داعية إلى المزيد من هذا النوع من البشر الذي لا يعبد إلا الدين الأمريكي الجديد.

لقد كتب كريستوفر كولمبس رسالة إلى ملك أسبانيا يحدثه عن الدين الجيد .. دين الذهب والشهوة والمال .. فقال له وهو على أعتاب القارة الجديدة صاحبة الدين الجديد: "الذهب هو أثمن الخيرات.. ومن يمتلكه يمتلك كل ما يحتاج إليه في هذا العالم .. وهو كذلك وسيلة خلاص النفوس من الدرن .. وسبيل انتقالها يوماً ما إلى الجنة". أليس ذلك أصدق تعبير عن الدين الأمريكي الجديد.

لقد بدأ أتباع الدين الجديد منذ ذلك الزمان في سرقة واستلاب العالم كله من أجل أن يقدم قربانا لجنة الأهواء .. ودفع العالم كله ثمن ذلك .. لقد كان في القارة الأمريكية أكثر من 57 مليون من الهنود الحمر .. أين هم الآن؟ هل نقبل أن يكتب عنا بعد أجيال أننا كنا أيضاً ملايين، ولكننا انخدعنا كما انخدع الهنود الحمر، وقدمنا أرضنا وديننا وبلادنا من أجل حلم الدين الجديد.

لقد كانت بلادنا ولا تزال أرض الذهب .. وأرض الخيرات، ولذلك ستبقى دائماً مطمع أصحاب الدين الجديد .. وسينادي دعاة هذا الدين الجديد بـ"نهاية العالم" كما كتب فوكوياما، "وصراع الحضارات" كما يدعي هانتجتون، وغيرهم كثير. فإذا كنا نريد أن نوقف مسيرة هذا الدين الجديد، فليس لنا إلا خيار المقاومة، وليس لنا إلا أن نتمسك بمفهوم المواجهة، فبدون ذلك سننضم إلى قوافل الشعوب التي أصبحت تملأ ملفات النسيان. فهل تقبلون؟

* رئيس مجلس إدارة المجموعة الإعلامية الدولية - واشنطن الولايات المتحدة* www.khafagi.com

[دعد]

أخي سعيد / ملفات النسيان كثيرة
وأهم ملف فيها هو الملف الذي يتحدث عن حقوق وكرامة الإنسان العربي .
فلم يعد للعربي كرامة لأنه تخلى عن حقوقه، ما نفع الكلمات والعبارات والدموع إن كانت لا تستطيع أن تدفع ظلماً عن طفل صغير يسمع أصوات الرصاص والقصف فيظنها العاباً نارية فلم يعد يميز بين اللعب والخطر .
طفل عشق الموت اكثر من عشقه للعب ، أطفال يتسابقون على الموت ويحسدون من سبقهم اليه ، في حين ان الكلام ما زال هدفنا والتشدق بعبارات الحقوق والاستنكار ما زالت حوارا قائما في مسرح قائم على أشلاء الأطفال وأحلام الشعوب البسيطة التي تحلم بابسط الامور وهي العيش بسلام .
امريكا محقة بما تذهب اليه لانها تحتكم الى شريعة الغاب ؛ لذلك هي معذورة.
أما نحن فما عذرنا ؟؟؟؟؟؟
لماذا التباكي والشكوى؟؟؟
هل نحن عاجزون ؟
هل ينقصنا المال؟
أم ينقصنا الدين وقد شرفنا الله وأعزنا بدين الإسلام ولكننا أبينا إلا التخاذل والاستسلام .
أمور كثرة نفكر بها ولا نجد لها إجابة ؛ لأننا نعتقد أننا الأفضل دائما ، ولا نحاول أن نكون الأفضل بالفعل .
ما قيمة الحياة إن لم يتمكن الإنسان من ممارسة حياته الطبيعية بدون خوف ؟أو لم يأمن على اولاده من الموت فقط لانهم لا يجدون من حولهم من يمد يد العون والمساعدة
واي مساعدة يحتاجونها ؟
هل يحتاجون الغذاء والدواء والحليب للأطفال ؟؟؟
الكل يعتقد ان هذا ما يحتاجه الشعب المقهور والمغلوب على أمره .
ليس هذا ما يريدونه / لا تقدموا لهم الغذاء ولا الدواء ولا الحليب ،دعوهم يموتوا من الجوع والمرض ما نفع حياتهم تحت ظروف الذل ؟
ما قيمة الإنسان بدون كرامة ؟
العيب ليس عيب امريكا والدول الاستعمارية بقدر ما هو عيبنا نحن .
طمعنا وميلنا الى حياة الدعة والترف ، انهماكنا بمشاغلنا وخوفنا على مصالح دنيوية هو السبب .

ملفات النسيان طوت بداخلها الجبناء المتخاذلين المنهمكين بحياتهم الدنيوية والمتقاعسين عن دورهم بإعادة المجد لأمة قال تعالي فيها : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "
فالحياة لشعب يرى الموت كل لحظة وما زال الامل زرعاً أخضراً ترويه دماء المجاهدين .

أعذرني أخي سعيد على الإطالة فقد كنت بحاجة للتعبير ، لأن ما نبحث عنه موجود بداخلنا ولكننا لا نريد التعب، ونفضل ان نتركه مركونا جانبا، فركنا كرامتنا وغيرتنا على الاسلام والعروبة
في ملفات النسيان .

[دعد]

اللهم وفقنا لما فيه الخير

[ 25-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: دعد ]

[al-jawwal99]

الحمد لله رب العالمين
الأخت - دعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمال الأبيات التي أوردتيها ظاهر للعيان في التركيب والصياغة
ولكن ....
ألا ترين معي أن فيها ( خلل في العقيد )
ابو القاسم الشابي صاحب الأبيات يقول :-
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... { فلا بد } أن يستجيب القدر
وهذا معناه أن القدر تسيره الشعوب التي تريد ..
وهذا والله فيه خلل كبير في العقيده
فالله له الأمر من قبل ومن بعد ، وأمره محصور بين الكاف والنون إن أراد شيئاً قال له كن فيكون
ولا يمكن أن تكون قدرته سائرة على رغبات الشعوب
فالله الله أن تعدلي الرد أو تحذفي الأبيات ..
وما كتبته إنقاداً ولكنني رأيت أن ذلك لازماً ... فأوردته
والسلام عليكم

*****************
اخي الجوال قد قمت بازالة حرف اللام الزائدة في لفظ الجلالة في قولك


((وهذا والله فيه خلل ))

[ 25-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: aboutaha ]

[دعد]

بارك الله فيك أخي الجوال

قمت بتعديل المشاركة
" الدين النصيحة "
ومنكم نستفيد أخي ليس منا من هو معصوم عن الخطأ ، وربما ذلك يعود لواضعي المناهج في المدارس
فهذه الأبيات تدرس في المدارس ، ولم يخطر ببالي ما بها من مخالفة للعقيدة .
لكن تأكد انني كنت خالية الذهن ولم اعتقد ان احدا يغير مشئية الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ))
قال تعالى :" وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"

*****************
اختي دعد

لقد عدلت في كتابتك للآية حيث لم تكوني كتبتي لفظ الجلالة فقمت انا بذلك

[ 25-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: aboutaha ]

[دعد]

ما شاء الله
حضرة المراقب
نشيط اليوم تعديلين بموضوع واحد


بارك الله فيك
إن شاء الله يكون منصبك الجديد في ميزان حسناتك يوم القيامة
لان المسؤولية امانة كبيرة
أعانك الله عليها

[aboutaha]

وفيك بارك الله يا اختي الكريمة

وان شاء الله تدوم عليك هذه النعمة العظيمة وهي تقبلك للحق وللنصيحة

انا اقدم لك كل احترام ولو كنا اليوم كمسلمين كلنا بهذا النفس والنهج ، لفتحنا الفتوحات العظيمة

الله يجعل الكثير منا كمثل انت

[دعد]

الله يديم التعاون بيننا في هذه الخيام
مشرفين ومراقبين واعضاء



نتعلم منك أخي أبو طه
ولا تنسى جهودك المتواصلة لزرع المحبة بين الأعضاء
فمشاركاتك منذ دخولي الخيمة
تشهد لك بذلك .
ولم تصل لمنصب مراقب الا لأنك استطعت أن تكسب
ود واحترام الجميع
وذلك بفضل الله عليك
وفضله علينا ان صرت مراقبا
فليس سهلا على الانسان ان يكسب احترام الآخرين
إلا إن كان جديرا بذلك

سلامي لام طه أبلغها على لساني( وراء كل رجل ناجحح امراة )

[aboutaha]

اختي دعد

هذا من رفيع ذوقك ، وحسن ظنك ، وكرم اخلاقك

ولولا اني اخاف ان نغير الموضوع ويزعل صاحبه

لكنت استرسلت ، ساوصل سلاماتك الحارة لام طه

[دعد]