مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-07-2007, 02:28 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي ساعة مع قصيدة التفعيلة . بحث الشاعر رمضان عمر .


ساعة مع قصيدة التفعيلة
رمضان عمر
عضو مؤسس في رابطة أدباء بيت المقدس
تمهيد.
حظي فن الشعر – لدى قدماء العرب- بمكانة رفيعة علية ، جعلت منه ديوانهم الأوحد، وسجلهم الأمجد ، ومعيارهم الحضاري الذي تقاس به مقامات القبائل ؛ حتى ضربت من اجله القباب ، وتنافست على منازله الأعراب ، وعلقت روائعه في أقدس مكان عرفوه ، ونما فيهم نمو الابن المدلل الذي تراقبه العيون ، وترعاه القلوب ، وتسهر على راحته أم رءوم حنون، فقوي به العود ، واستوى به الزرع؛ لفرط حسن الرعاية ؛ حتى لازمته قداسة شكلية؛ فرضت على قصاده سننا لا انفكاك عن ملازمته، ولا مجال لمخالفته ، وقد سماه بعض أشياخ نقدة الشعر "عمود الشعر"؛ تشبيها له بعمود الخيمة التي لا تنتصب شامخة إلا به ، وقيدوه بالوزن، والقافية ، وفخامة اللفظ ، وحسن التخلص ، ودقة الوصف ، وجمال التشبيه. وكان لزوم منهجهم في بناء القصيدة فريضة على كل شاعر ؛ فبدؤوا بالأطلال فوقفوا عليها ، وأناخوا عند عرصاتها مطاياهم ، وذرفوا فوق فلفلها عبرات ذكرياتهم ، ثم رحلوا مع الناجيات القلاص ، واعتوروا الصحراء ، حيث الوحش ن والمها ، والوعل، والريم ، والشيح، والزعفران؛ فوصفوا ما ألمت به ذاكرة التسجيل من مفردات جادت بها البوادي القفار . وتوارث الخلف منهج السلف ، وحفظوا لهم تراثهم البديع، الذي رسموه بسماحة الفكر المطبوع المتأمل في فضاءات الجزيرة .
وقد علل النقاد سر ذلك التشكل الصارم لبنية القصيدة التقليدية – لدى القدماء- بجملة من المسببات ؛ لعل من أبرزها: التركيبة الجغرافية- المعيشية ، التي اعتمدت على مبدأ التنقل والترحال لطلب الكلأ والماء في قلب صحراء قاحلة ، والظروف الاجتماعية القبلية التي صاغت طبيعة العقل العربي؛ وقد اثر هذا العامل- عدم الاستقرار - في حياتهم سياسيا واجتماعيا ونفسيا وفكريا وفنيا ، وكان حظ بناء القصيدة من هذا التأثير وافيا جليا .
أما النظام القبلي- الاجتماعي- فهو نتيجة حتمية لحاجة القوم إلى الوحدة في مجابهة قسوة الطبيعة .. والصمود في معركتهم المصيرية ( البقاء أو الفناء ) ، وهذا النظام الصارم فرض منهجية في التعامل الفني مع التركيبة الشعرية للنص؛ فكان الوقوف على الطلل ، وبكاء الديار، ووصف الرحلة والبيداء، وكل ما له علاقة بهذا المجتمع الصحراوي ، وكان المدح الذي اعتبر أس الموضوعات الشعرية ، والرثاء الذي عكس مرارة العيش في ظل الثارات المتكررة في تاريخ العرب ؛ كل ذلك لا ينفصل عن منهج القوم في التفكير ؛ يقول الدكتور محمد غنيمي هلال:
" كان الشاعر الجاهلي – لأنه من قوم ألفوا الرحلات والأسفار والانتقال من دار إلى دار – يتخيل انه في رحلته إلى الممدوح وغيره رأى رسوم منازل الأحباب ، بعد نزوحهم عنها ، فتهيج أشواقه ، وتثير أطلالها بقايا الحب في نفسه ؛ فيقف على الآثار باكيا ومسلما ومتسائلا، ثم يصف ما حظي في عهد الصبا من مدح أو فخر أو غيرهما ".
وكذا- أيضا -وجد فن الغزل تسلية للنفس ولازمه في كثير من الأحيان فن الفروسية شحذا للهمة ، فهذا عنترة العبسي يُذكر في المعمعان عندما تشعر القبيلة بحاجتها للطاقة الدفاعية والقوة البشرية ، أما هو فيذكر الحب بين خفق القنا وطعن البنود ؛ ليتشكل المشهد من خلال تينك النظرتين ؛ ألا تراه فوق صهوة جواده يبعث ورقة اعتراف وشهادة نجاح إذ يقول:
هلا سالت القوم يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى واعف عند المغنم
ولا يختلف عن عنترة أترابه من فحول المعلقات ؛ فهذا امرؤ القيس يقترب من بيت عنترة :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل
فجاوزت أحراسا إليها ومعشرا علي حراصا لو يسرون مقتلي
نعم اختلطت الفروسية بالعشق وانسجم كل ذلك مع حاجة القوم لأدوات المجابهة في معركتهم مع الصحراء ، فإذا ما جاء الموت ، وعبروا بالرثاء إلى عالم المجهول رايتهم صرعى يتخبطون ، ويهيمون على وجوههم :
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تترك يعمر فيهرم
الناقة حاضرة هنا في نسيج متكامل يرسم مشهد الاستدعاء في معركة البقاء .
واذا كنا قد لامسنا شيئا من التفسير المنطقي لطبيعة البنية الشكلية للقصيدة العمودية ، فان الحديث عن الموضوعات الشعرية ، والأساليب الإبداعية في بناء القصيدة لن يبتعد كثيرا عن المسبب الأساسي فيما ذهبنا إليه ؛ وهنا نستطيع أن نقول : إن سر الغنائية في الشعر العربي والبعد عن الفلسفة والتحليل والرمزية والعقلية ينسجم- أيضا- مع طبيعة التشكل العقلي والنفسي للعرب ؛ حيث جاءت القيم التعبيرية واضحة صريحة ؛ تخدم الهدف العام من بناء القصيدة؛ فبناء القصيدة لم يكن أبدا ترفا فكريا، بل سلاحا معنويا يتقدم على كثير من أسلحة القوم المادية ، وقد فهم الرسول- صلى الله عليه وسلم - هذه الدلالة في طبيعة القوم فاستخدمها نصرة للدعوة ، وحث حسان قائلا: اهجهم وروح القدس معك.
أما انعدام الوحدة الموضوعية في بناء القصيدة القديمة فذلك أمر يبرره وجود تلك الوحدة النفسية ، أو حدة الصراع ، وهي وحدة فكرية تنسجم مع طبيعة القوم ، وتخدم الهدف العام من بناء القصيدة .
وإذا كنا قد اعترفنا بان الطبيعة الفنية للقصيدة الجاهلية تنسجم مع التركيبة الجغرافية والاجتماعية والعقلية للعرب فن أي تطور في حياتهم سيحدث نوعا من التغيير في بنية القصيدة الشعرية.
وهذا هو الذي حدث بالفعل ، عندما انعتق العرب من قمقم البداوة وفتحت لهم الأرض وأناخت تحت أقدامهم كل الحضارات ؛ فبدأت معركة من نوع آخر معركة فنية خالصة ، بين الحديث والقديم بين الأصالة والتجديد ، انتصر في نهايتها التيار الحضري ، وبقي منهج القدماء تراثا لا ينقاس عليه، ولن نطيل في هذا لمقاوم لان الذي نريده غير هذا الطارئ الشكلي الخفيف في مثل قول أبي نواس
صفة الطلول بلاغة القدم فاجعل صفاتك لابنة الكرم
فالخمر التي أرادها آن تحل مكان الدمن لن تؤسس لمنهج فني في بناء القصيدة ؛ غير أنها تنبئ عن حاجة فنية تنسجم مع علاقة الشعر بواقع التجديد ، وهناك أمثلة لا تحصى تناولها النقاد في قضايا التجديد ، سواء أكان ذلك في الشكل أم في المضمون، ونحن لن نقف عندها لننتقل إلى العصر الحديث ، حيث موضوعنا الأساسي" وقفة مع شعر التفعيلة".
الحداثة والتجديد
عنوان الحداثة هو التطور والتغيير ، غير آن هذا التطور لا يمكن آن يكون واحدا في أذهان من يعترفون به ؛ ففهم المفكر الإسلامي للتطور قد لا ينسجم بالضرورة مع ما فهمه هيجل وماركس وانجلز من مفكري الغرب ؛ فبعض الحداثيين- في الغرب – ربط التطور بالطبيعة آو التركيب البشري، والبعض الأخر أهمه الجانب الإنساني الاجتماعي أو الفكري العقلي ، ومن هنا فقد مرت المدارس الأدبية – كما يرى هيجل – بنوع من الانسجام مع طبيعة الشعوب التي ظهرت فيها؛ كالرمزية في الشرق والكلاسيكية لدى الرومان واليونانيين ، والرومانسية في انجلترا .
والشعر مهما اختلفت مواقع تشكله فان نسقا عاما يجمعه ، وسمات محددة تفرق بينه وبين النثر ، حتى لدى الأوروبيين حيث اختلاف المنبع والثقافة؛ يقول هيجل:
" إن التمثل الشعري للعالم يختلف عن التمثل النثري، فقد نكون امام نثر شعري أي نثر فيه ملامح التمثل الشعري ن لكننا لا نكون أمام تمثل شعري حقيقي ما لم يكن للشعر ادواته ، ووسائله الخاصة : كالقافية ، والإيقاع ، والوزن ن والميلودي ، والهارموني . لكن أي استخدام خاطئ لأي أداة من الأدوات الشعرية ، يجعل منافسة النثر يتفوق عليه ، وكي لا يضيع الشعر في ثنايا النثر المنظوم او النثر الشعري او النثر العادي ؛ عليه ان يتحاشى كل غاية غريبة عن الفن ن وعن المتعة الفنية ".
وارتباط الحداثة بالتغيير والتطور يسقط ارتباطها بالجمال ؛ فلا علاقة بين الحداثة والجمال ، ولا علاقة- أيضا – بينها وبين العظمة أو القوة ، فقد يكون نتاج الحداثة جميلا أو قبيحا . وبهذا المقياس ليس من الضروري أن نقبل بالمعادلة المغلوطة في اعتبار المحافظة قبح والتجديد جمال ؛ حتى الغرب أنفسهم الذين لا تربطهم بالأصالة روابط جمة ؛ فسرعان ما يستجيبون لكل جديد وينخلعون منه للذي هو أجَّد؛ لا يعترفون بمطلق التميز للحديث ؛ فهناك حشد ضخم من كبار شعراء الغرب دعوا إلى الواقعية في الشعر والبعد عن التعقيد وحاربوا الإفراط في الحداثة ، منهم : روبنسون جيفرز ، ووبيتر فريك ، ودونالد ديف .
وفي هذا يقول روبنسون جيفرز :الشعر في المستقبل سينبذ الاتجاهات المسيطرة في الشعر المعاصر ، وسيضع الشاعر نصب عينيه أن " رامبو" كان شابا ذا عبقرية فائقة مثلا ولكن نحبه تقليديا.......إنني اعتقد أن شاعرنا سيترك جانبا هذا الادعاء العلمي ، وسيهجر ضروب البلاغة ، وسيحطم هذا الغموض الذي يسيطر على الشعر الحديث ، وسيكون شعره طبيعيا ، لا تكلف فيه ، يعبر عما يريد دون التواء وانحراف أو لجوء إلى زخرف لفظي ، وسيكون من أهدافه أن يعبر عن روح العصر "
أما بيتر فيرك أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات الأمريكية يقول :
" في هذا العصر المضطرب القلق لم يبق لنا من تراثنا السياسي او الفني يمكن طرحه ، أرى أن الثقافة المعاصرة لا يحفظها سوى التمسك بالقديم ، وطرح هذه الاتجاهات الحديثة المبهمة جانبا "
نعم المعركة بين القديم والحديث موجودة في كل عصر وفي كل ملة ، وهي معركة لا ينتصر فيها طرف على طرف انتصارا مطلقا ، بل هي معيار توازني لاختلاف الأمزجة ، ومن هنا لا يمكن لطرف إقصاء الأخر ، أو انهاء مدة صلاحيته . وإذا كان هذا هو حال الغرب؛ فان المعركة لدى الشرق أوضح وأوسع؛ فقضية الاستجابة السريعة لما جد ليست بالسهلة لدى قوم لهم تاريخ تحفه القيم، وتسوره المبادئ وتحرسه العقائد الصارمة ؛ فموضوع التجديد لن يمر عابرا كطيف إذا اشتهاه سامر اقر به القاصي والداني .
ومن هنا بقي الشعر الحديث بعيدا عن ساحات القبول لدى أوساط واسعة للعلل التي ذكرناها، وبقيت صيحات التجديد تجابه بجدر قوية عاتية ؛ وهذا لا يمنع الاعتراف بنجاح تلك الدعوات ، وهو لا يمنع- أيضا - الاعتراف بتعدد الصيحات ، وذلك موضوعنا الذي نريد أن نصل إليه ؛ فما كل شعر حديث بغريب عن الذائقة العربية ، وان بدا كذلك لأول وهلة ، وما كل أصحاب تلك الدعوات ذائبين في الغرب ، حملوا بضاعة الأعداء ليغرقوا بها أسواقنا وعقولنا .
وقفة مع شعر التفعيلة
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م