السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقــــــــــــد ونصيحة اللإخوان من أحد زعمائهم المجــــــــــــــــــربين
قال علي عشماوي في كتابه : التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين :
(ص 3 - 4)
" أسباب كثيرة جعلتني متردداً في أن يَخرج هذا الكتاب إلَى النور منها :
الرغبة في الحفاظ على أسرار كثيرة عشتها وتفاعلت معها , ولَمْ أكن لابيح لنفسي أن أخوض فيها بغير سبب قوي يَخدم غرضاً , ومنها أنني كنت أرى أن الوقت غير مناسب للنشر , فالكلمة ينبغي أن تُقال في أوانها المناسب , وإلا مرت دون أن يلتفت إليها أحد أو يعيها قارىء .
وكان هناك سبب آخر يسوقه الْمحيطون بي :
وهو خشيتهم عليَّ من انتقام موتور , ولكن هذا السبب لم يكن يمنعني أن أقول الكلمة التي أراها حقا - وفي وقتها المنالسب - مهما تحملت في سبيلها من عنت ومشقة , واقتناعي التام أن الأمر كله بيد الله المطلع على النةايا , وأن البشر لن يستطيعوا أن يتدخلوا بشيء في التأثير على قدرة الله , فلله الأمر من قبل ومن بعد .
إن المرحلة المصيرية التي نعيشها في مصر والوطن العربي والتي ازداد فيها الخلط في الأمور إلى الدرجة التي اختلط فيها الحابل بالنابل , وعتمت فيها الرؤى , وتشابكت الطرق , وضاع الشباب وسط هذا الضجيج العالي من التيارات الفكرية - وخاصة الدينية منها - وزاد في غبش الرؤية ضيق الحياة الاقتصادية الذي دفع بالشباب إلى اليأس وتلمس أي طريق يغيبون فيه عن واقعهم الأليم .
والساحة مليئة بالتيارات المختلفة التي خرج الكثير منها من عباءة (( الإخوان المسلمين ))
وأن كان كل في واد بعيد - فكرياً وتنظيمياً - وزاد الخلاف بين الجماعات , وزادت زاوية الاْنحراف عن الهدف - وهو الدين الحنيف - ونسوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
(تختلف أمتي إلى بضع وسبعين شعبة كلهم في النار إلا شعبة واحدة : استمسك بكتاب الله وسنتي))
واعتقد كل أن على الحق , وأنهم الاخرين بالبطلان , ووقف الإخوان المسلمون يرفعون شعارهم الشهير بين الجماعات والهيئات الإسلامية :
((دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه , ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ))
وهو شعار يُحاولون به الإمساك بموقع الريادة وتوجيه دفة الأمور إلى صالحهم دون مُحاولة الوقوف في مجال الحركة الإسلامية حتى أصبحت توصم بالنعف أو الإرهاب في كل بلاد الدنيا , وكان سبب هذا كله وقوع الكثيرين إما في إفراط شديد وإما في تفريط مُخــــــــــــــل .
لهذا كله فإنني أرى أنه قد آن الأوان لاقف محـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذراً وفاتحاً المنافذ للشمس والهواء النقي أن يدخل لإلى سراديب الجماعة التي عــــــــــــــــــــفن هواؤها وتعطنت رائحتها , وحتى تكون تجربتــــــــــــــــــــــي معهم نذيراً للشباب أن يتلمس خطاه , وأن يرى مواقع أقدامه قبل أن يخطىء وألا يلغي عقله ولا كيانه ليعطي السمع والطاعة لأي أحد كان . . . . فقد وهبنا الله العقل تكريماً للإنسان ,فلا ينبغي أن نتنازل عنه حتى لا يلعب بأقدارنا أحد أياً كان وتحت أي شعار .