مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-03-2001, 12:57 PM
سهم سهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 7
Post الذئاب لاتعرف الوفاء


{ كان من شباب الخلاعة واللهو ، علم ان المنزل الذي يجاور منزله يشتمل على فتاة حسناء من ذوات الثراء والنعمة والرفاهية والرغد ، فرنا اليها النظرة الاولى فتعلقها ، فكررها اخرى ، فبلغت منه ، فتراسلا ، ثم تزاورا ، ثم افترقا، وقد ختمت روايتهما بما تختم به كل رواية غرامية يمثلها أبناء آدم وحواء على مسرح هذا الوجود ، عادت الفتاة تحمل بين جانحتيها هماً يضطرم في فؤادها ، وجنينا يضطرب في أحشائها ، ولقد يكون لها إلى كتمان الأول سبيل ، أما الثاني فسر مذاع ، وحديث مشاع ، إن اتسعت له الصدور ، فلا تتسع له البطون ، وان ضن فيه اليوم فلا يضن به الغد ........ فلما اسهر الهم ليلها ، وأقض مضجعها ، لم تر لها بدا من الفرار بنفسها ، والنجاة بحياتها ، فعمدت إلى ليلة من الليالي الداجية فلبستها وتلفعت بردائها ، ثم رمت بنفسها في بحرها الاسود فما زالت امواجها تتلقفها وتترامى بها حتى قذفت بها الى شاطئ الفجر ، فاذا هي في غرفة مهجورة في احدى المنازل البالية ، في بعض الاحياء الخاملة واذا هي وحيدة في غرفتها لا مؤنس لها الا ذلك الهم المضطرم .
وتدور عجلة الزمان دورتها ، تلك العجلة التي لا حيلة لنا في إيقافها فماذا كان ؟
يغفر المجتمع لهذا الذئب ، ويقبل توبته ، وينسى زلته ، ويعين قاضياً، وتضع المسكينة طفلنها في تلكم الغرفة المتهالكه ، باعت جميع ما تملك يدها وما يحمل بدنها وما تشتمل عليه غرفتها من حلي وثياب واثاث ، حتى اذا طار غراب الليل عن مجثمه اسدلت برقعها على وجهها وأتزرت بمئزرها ، وانشات تطوف شوارع المدينة وتقطع طرقها ، لا تبغي مقصدا ولا ترى غاية سوى الفرار بنفسها من همها ، وهمها لا يزال يسايرها ويترسم مواقع أقدامها ..... وفي إحدى الليالي سيق إليها رجل ، كان ينقم عليها شانا من شؤون شهواته ولذاته ، فزعم أنها سرقت كيس دراهمه .............. ورفع أمرها إلى القضاء ........ وجاء يوم الفصل .. فسيقت الى المحكمة ، وفي يدها فتاتها ، وقد بلغت السابعة من عمرها فاخذ القاضي ينظر في القضايا ويحكم فيها ...
حتى آتى دور الفتاة ، فما وقع بصرة عليها حتى شدهت عن نفسها ألم بها من الاضطراب والحيرة ما كاد يذهب برشدها ، ذلك أنها عرفته وعرفت انه ذلك الفتى الذي كان سبب شقائها وعلة بلائها ، فنظرت إليه نظرة شزراء ، ثم صرخت صرخة مدوية دوى بها المكان دويا وقالت : (( رويدك آيها القاضي ، ليس لك أن تكون حكما في قضيتي ، فكلانا سارق ، وكلانا خائن ، والخائن لا يقضي على الخائن واللص لا يصلح أن يكون قاضيا بين اللصوص )) فعجب القاضي والحاضرون لهذا المنظر الغريب ....... وهم أن يدعوا الشرطي لإخراجها ، فحسرت قناعها عن وجهها ، فنظر إليها نظرة المّ فيها بكل شيء........وعادت الفتاة إلى إتمام حديثها فقالت : (( أنا سارقة المال ، وأنت سارق العرض ، والعرض أغلى من المال ، فأنت أكبر مني جناية ، وأعظم جرما ، وان الرجل الذي سرقت ماله ليستطيع أن يعزي نفسه باسترداده أو الاعتياض عنه ، أما الفتاة التي سرقت عرضها فلا عزاء لها ؛لأن العرض الذاهب لا يعود ، لولاك لما سرقت ،
ولا وصلت إلى ما إليه وصلت ، فاترك كرسيك لغيرك ، وقف بجابني ليحاكمنا القضاء العادل على جريمة واحدة ، أنت مدبرها وأنا المسخرة فيها ...... رايتك حين دخلت هذا المكان وسمعت الحاجب يصرخ لمقدمك ويستنهض الصفوف للقيام لك ، ورأيت نفسي حين دخلت والعيون تتخطاني والقلوب تقتحمني ، فقلت يا للعجب ، كم تكذب العناوين وكم تخدع الألقاب .....................
أتيت بي إلى هنا لتحكم علي بالسجن كأن لم يكفك ما أسلفت إلي من الشقاء حتى أردت أن تجيء بلا حق لذلك السابق ....... ألم تك إنسان ، فترثي لشقائي وبلائي ؟ إن لم تكن عندي وسيله امتّ بها إليك ، فوسيلتي إليك ابنتك هذه فهي الصلة الباقية بيني وبينك )) .

وهنا رفع ( الذئب ) -عفواً - رفع القاضي رأسه ، ونظر إلى ابنته الصغيرة ، وأعلن أن المرأة قد طاف بها طائف من الجنون،وان لابد من إحالتها على الطبيب فصدّق الناس قولة ، ثم قام من مجلسة.... } ...يا الله ؟؟!

عوى الذئب فأ ستأنست بالذئب إذ عوى وصّوت إنسان وكدت أطير

المصدر : (النظرات) للمنفلوطي


 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م