هؤلاء فرحوا لموت الزرقاوي ...لماذا يا تُــــرى ؟!

[صلاح الدين القاسمي]

بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وحده المتفرد بالبقاء و المتصرف في عبيده كما يشاء و يوم الحساب تجتمع الخصوم و تكشف العيوب و يحكم بينهم علام الغيوب ...
سبحانه و تعالى ،له في خلقه شؤون ... وحده يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور .
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سأل مولاه ثلاثا فأعطاه إثنتين
و منعه واحدة ...آمنا بقدرك يا الله و رضينا بالقضاء دون أن نتواكل على القيام بالواجب الشرعي في الدعوة إلى الإعتصام بحبل الله و نبذ التفرق .

***-***

كافة الإخوة الفرقاء : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
و بعد ،
فإنه ليحز في النفس حقا و يتألم المرء أيما ألم إلى ما وصلت إليه أوضاع أمتنا المسكينة ...

لن أخوض كثيرا في موضوع إنتقال الزرقاوي إلى عالم البقاء ، رحمه الله و غفر له هو و جميع موتى المسلمين و المسلمات - اللهم آمين .

لن أخوض كثيرا لأنني أشعر أنني بذلك سأساهم ، أحببتُ أم كرهتُ ، في مزيد إشعال النيران الملتهبة أصلا و في مزيد إضاعة الوقت الثمين لفهم ما يجب أن نكون عليه اليوم كمسلمين بجميع ألوان الطيف الذي أرادته الحكمة الإلاهية فينا ...

شخصيا و بكل صراحة لا أعلم كثيرا عن أبي مصعب الزرقاوي سوى ما يصلني ، و يصلكم كذلك و بلا شك، من خلال وسائل الإعلام العالمية من أنه كيت و كيت ...و كذا و كذا ...

ما أستطيع الجزم به في هذا الوضع أن الرجل أفضى إلى رب كريم ، وحده عالم بالسرائر و النوايا و الأفعال ، و وحده سيحاسبه أعدل الحساب ...

و ليس لأي مخلوق عاقل أن يضع نفسه في مكانة الخالق ليحكم على الرجل بأنه من أصحاب النار أو الجحيم ...و لا يفعل ذلك إلا سفيه أو حاقد أعمته نفسه الأمارة بالسوء ...

إن الإعلام الذي يصمنا بالأخبار و يقدمه لنا على شكل أفلام جاهزة كعملية القبض على الرئيس العراقي الأسير صدام حسين أو وضع صور الزرقاوي في إطارات مذهبة ، لهو إعلام تحكمه الأيادي الغربية اليهودية الحاقدة على المسلمين .

قد يكون هناك من المسلمين من مات ضحية إحدى عمليات المقاومة التي قادها الزرقاوي ، لهؤلاء لا نملك إلا أن نترحم عليهم و للزرقاوي لا نملك في صورة حدوث مثل تلك العمليات التي يسندونها له ،لا نملك إلا أن نطلب من الله أن يتجاوز عنه و يغفر له قتل الأبرياء من المسلمين .

و لكن ما هو ثابت و لا ينكره حتى أعداء الزرقاوي الألداء أن الرجل أتى العراق ليحارب محتلا غاضبا ظالما ...هذه لا يمكن أن ينكرها أحد .

ماذا نسمي من يجاهد و يدفع و يقاتل محتلا حاقدا مثل الأمريكان و الإنجليز و من لف لفهم هكذا نحسبه و لا نزكي على الله أحدا ؟؟؟

ليس لأحد أن ينكر أن الرجل ،و هذا بإعتراف العدو الأمريكي نفسه ، قد قارعهم بكل شراسة حتى و إن إستعمل الأمريكان حجة مقاومة الإرهاب ( القاعدة و من يمثلها ) ذريعة لتبرير غزوهم و تدميرهم للعراق بعد ان سقطت حجة الغزو الاولى : وجود أسلحة الدمار الشامل ، في الماء !!!

تراني أطلتُ دون رغبتي : الحاصل أن الرجل أفضى إلى مولاه ...
نترحم عليه و نسأل الله أن يتقبله عنده بقبول حسن .- اللهم آمين .

و من باب الـتأسي بأخلاق سيدنا و قائدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،
دعوة صادقة و حارة لكافة إخوتي و أخواتي أعضاء الخيمة أن يترفعوا عن الشتائم و عن الشماتة و دماء الرجل لم تجف بعد ...
فاذكروا موتاكم بخيرأيها السادة والسيدات .

أقول قولي هذا بالرغم من علم أغلبية إخوتي الأعضاء هنا في الخيمة أني لا أوافق و ولا اتفق بل أتعارض كليا و في العديد من النقاط مع الخط الذي يمثله الزرقاوي رحمه الله ،
و لكن لكل مقام مقال ،
و المسلم أخٌ للمسلم ،
و الله سبحانه و تعالى لم يسحب صفة الإيمان على المؤمنين الذين يقتتلون فمابالكم بنا نحن البشر الضعاف الجهال ؟!!!

***
سبحان الله !!!
عندما مات تشي غيفارا ، المناضل اليساري الثائر و المعادي للهيمنة الأمريكية ، تغنت به الشعوب حتى العربية لما يمثله من رمزية الإنتصار للحق ...فكلنا ترنمنا أغنية غيفارا مات ...آخر خبر في الراديوهات بصوت الراحل الشيخ إمام و كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم ...

أما

أن يستشهد لنا رمز مسلم ، و مهما كانت درجة إختلافنا معه و أكررها ، فهو يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ...فلا نحترم حتى قدسية لحظة الموت .واعجبي !!!

***
في الختام ، أسأل الله أن يرد لهذه الأمة عزها و مناعتها ، و أن يلم شملها الداخلي
و يذهب عنها كيد الأعداء - اللهم آمين .



و السؤال عنوان الموضوع : هؤلاء فرحوا لموت الزرقاوي ...لماذا يا تُــــرى ؟!

أرجو منكم بعد قراءة هذه الأخبار المنقولة من موقع الجزيرة- نت ، التفكر فيه و التدبر
و لماذا هو فرحون إلى تلك الدرجة ؟؟؟


( يتبع لضيق المساحة ...)