ديمقراطية غير مسبوقة

[صلاح الدين]

كل ما تحت الخط جاء كما هو ... من (القاهرة)
===========

بسم الله الرحمن الرحيم

فى الوقت الذى يؤكد فيه أكثر من مسئول ومن بينهم وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى أن مصر تعيش أزهى عصور الديمقراطية ، وأن ديمقراطية الحاضر ، غير مسبوقة وأن الكافة يرفلون فى ظلالها ونعيمها وأن انتخابات مجلس الشورى ستجرى فى أجواء من الحرية والنزاهة .. تقول الحقائق القادمة من محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة ، أن اثنين من المرشحين المستقلين قد تم اعتقال أمن الدولة لهما فور تقديمهما لأوراق ترشيحهما فى مدينة الزقازيق ، وأنه قد تم نقلهما إلى سجن مزرعة طرة جنوب القاهرة ، بتهمة الانتماء لحزب محظور ، والدعوة بين المواطنين لنشر مبادئه وحيازتهما لمطبوعات ومنشورات وكتب ممنوعة ، هذا على الرغم من أن الاثنين أحدهما أستاذ جامعة مرموق ، كان رئيسا لنادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق والآخر طبيب مشهور ومرموق .
وتقول الحقائق الواردة من بنى مزار محافظة المنيا حنوب القاهرة أن السيد مصطفى عبدالخالق مهدى ذهب مع محاميه الأستاذ أحمد عمر المحامى لتقديم أوراق ترشيحه لعضوية مجلس الشورى يوم الأحد 22/4 وقد استوفى كافة أوراقه ، إلا أن مباحث أمن الدولة عادت لتمارس سياستها المعتمد على القمع ومصادرة حقوق وحريات المواطنين قامت باعتقال المرشح ومحاميه فى مقرها .

أيضا تقول الحقائق الواردة من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا ، أن المواطنين .
السيد محمد الصديق محمد القمارى رئيس قسم فنى بشركة الكهرباء .
المهندس عبدالرحيم عبدالسلام حسن مهندس صيانة بهيئة مياه الشرب .
السيد محمد معروف حمودة إمام وخطيب مسجد .
السيد مصطفى مرتضى شلقامى مراجع حسابات
قد ذهبوا ومعهم محاميهم إلى مديرية الأمن لتقديم طلبات ترشيحهم لمجلس الشورى إلا أنه تم رفض واسلم أوراقهم بحجة أن اللواء رئيس لجنة قبول الطلبات غير موجود .
فتوجه الجميع إلى محكمة المنيا الابتدائية وتقابلوا مع المستشار رئيس المحكمة الذى أصدر قرارا باصطحابهم أحد المحضرين والذهاب بالأوراق لمديرية الأمن وتسليمها فى الساعة الثانية بعد الظهر ، إلا أنه تم احتجاز الجميع فى مقر مباحث أمن الدولة ، حتى السادسة مساء أى بعد موعد إغلاق باب الترشيح ، وقد عاد المحضر الذى كلفه القاضى بتقديم الطلبات إلى المحكمة باكيا منهارا بعد أن تم إطلاق سراحه فى المساء .

ولم تكتف أمن الدولة بذلك بل أرسلت فى السابعة مساء مجموعة من مخبريها إلى محكمة المنيا ليعتقلوا جميع الموظفين بقلم المحضرين وينقلوهم لمقر أمن الدولة .
وفى دائرة مغاغة بمحافظة المنيا تم استدعاء أمن الدولة للدكتور محمد الباسل الذى كان قد أعد أوراقه للترشيح للشورى وجرى تهديده بشن حملة اعتقالات على مؤيديه ، ومناصريه وأقاربه مما أدى إلى انسحابه من الترشيح .

وفى محافظة الجيزة تقدم المهندس نجاح أحمد سلمان للترشيح فى دائرة مركز إمبابة وقدم أوراقه كاملة ، إلا أنه حين توجه لتقديمها فوجئ بقوة من الأمن بقيادة لواء شرطة تقوم باحتجازه من الساعة الواحدة ظهرا حتى ما بعد السادسة مساء حتى انتهى موعد تقديم الأوراق .
وفى مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة تقدم المهندس محمود عامر بتقديم أوراقه مرشحا لمجلس الشورى إلا أنه طلب منه إحضار شهادة لإثبات القيد بجداول الناخبين ورغم أنه قد أرفق بطاقة الانتخاب الحمراء والتى مارس حقه الانتخابى من خلالها فى انتخابات مجلس الشعب وهى تثبت أنه مقيد بجداول الناخبين إلا أن اللجنة أصرت على ضرورة إحضار شهادة من الجهات الرسمية ، وهو ما رفضه مأمور مركز الشرطة إعطاءه له حتى يحال بينه وبين تقديم أوراقه ، فلجأ إلى القضاء الذى حدد له جلسة الثلاثة 24/4/ للنظر فى قضيته .

إنه زمن الديمقراطية غير المسبوقة ، إنه زمن الممارسات القمعية ومصادرة حقوق الإنسان والحريات التى تمارسها أمن الدولة ، لتعيد للأذهان مسلسل الممارسات التى تجافى القيم وتتعارض مع القانون والتى اقترفتها فى انتخابات مجلس الشعب ، فأساءت إلى وجه مصر السمح ، وإلى النظام الحاكم على الصعيد المحلى ، والصعيد الخارجى ، وألحقت بالجهاز نفسه العديد من الفضائح .

القاهرة فى 24/4/2001م

وبهذا يكون النظام قد وجه رسائل علنية لأنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنه جاد في منع تكرار ما حدث في انتخابات مجلس الشعب الخيرة التي نجح فيها بعض ممثليهم ، وبأنه لن يسمح لأنصار هذا التيار بالعمل السياسي حتى ولو توافق مع الدستور والقانون .