السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وبعد:
فانطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))، وحتى نبرئ ذممنا ونقوم بواجبنا تجاه هذا المنكر (وهو الدمج بين الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف في السعودية) وحتى لا تصبح بلادنا مصراً ثانية، تقاد نساؤها إلى التبرج والسفور والاختلاط خطوة خطوة..،كانت هذه الرسالة مساهمة منا في إنكار هذا المنكر العظيم الذي له مابعده. فهذا خطاب يصلح توجيهه إلى المعلمات ليساهمن في إنكار هذا المنكر، ومعه خطاب لتوجهه المعلمة إلى مديرتها، وسأرسل رسالة أخرى فيها خطاب من المعلمة إلى زميلتها المعلمة أو إلى طالبتها..
وجزى الله خيراً من أعان على نشر الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المعلمــــــة والمربيـــــــة الفاضلــــــــــــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فلقد بلغك كما بلغنا الأمر الملكي المتضمن إلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات،ولا يخفى على مثلك ما قد يترتب على هذا القرار من مفاسد دينية وأخلاقية وإدارية ليس المقام مقام عرضها وتفصيلها .ومع علمنا بضخامة القضية وفداحة الخطب ،إلا أننا نعتقد أن بوسعك المساهمة في تعديل القرار أو حتى في التخفيف من آثاره ،وأياً كانت النتيجة فالقصد إبراء الذمة والقيام بالواجب الشرعي والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أختي المعلمة : يجب أن تدركي أن مسئوليتك تتجاوز مجرد شرح الدرس وتصحيح الدفاتر ومن ثم استلام الراتب بل إنها تتجاوز حدود المدرسة كلها لتسهمي في بناء مجتمع مسلم قادر على مواجهة التحديات المعاصرة بكل اقتدار .
إن الأدوار التي يمكن أن تساهمي بها تجاه هذا الحدث الجلل كثيرة ومتنوعة ولن تعدمي الوسائل المناسبة متى ما كان لديك العزيمة والإصرار على تحقيق ذلك ، لكننا مع ذلك نرغب في المساهمة معك وإعانتك على القيام بدورك بتقديم شئ من الوسائل المناسبة .
ولعل من أولى الخطوات بالعناية في هذا المجال الاهتمام بمجتمعك المدرسي المتمثل في تلميذتك في الفصل وزميلتك المعلمة ومديرة المدرسة وإشراكهم معك- أختي الداعية- في حمل هم هذه القضية، فإن الدال على الخير كفاعله، ومن المهام التي نقترح أن تقومي بها تجاه مجتمعك المدرسي:
- توجيه خطابات متعددة( لمديرة المدرسة، وزميلتك المعلمة، وتلميذتك) تتضمن توعيتهم بمخاطر هذا المنكر، وتذكيرهم بمسئوليتهم تجاه هذا الحدث (مرفق بالرسالة نماذج مقترحة لهذه الخطابات).
- التذكير الدائم والمستمر بدور المرأة (مديرة كانت أم معلمة أم طالبة)في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله خاصة فيما يتعلق بالمنكرات التي لها مساس بواقع المرأة المسلمة.
- تنبيه مجتمع المدرسة إلى ما يحاك في الخفاء حول المرأة –خاصة المرأة في هذا البلد المبارك- مما يسمى حركات تحرير المرأة، والمحاولات الجادة والمتكررة لإخراجها من عفافها وسترها (قيادة السيارة، التعليم المختلط، الوظائف المختلطة بالرجال،...) والتأكيد على وجوب القيام بحركات مضادة تسعى إلى ترسيخ المبادئ والقيم الإسلامية في النفوس.
- وهذه مهام من الممكن أن تقومي بها مع الطالبات:
1. حثهن على الكتابة إلى ولاة الأمر مستنكرين ما حصل من دمج ويطالبن إلى إعادة الرئاسة إلى مكانها السابق.
2. توعيتهن من خلال الحصص والمحاضرات بمخاطر الدمج والمنكرات المترتبة على استمرار هذا المنكر.
3. توزيع الأشرطة المناسبة كشريط (شهيدة العصر) للشيخ محمد الهبدان والذي تم فسحه من وزارة الإعلام.(ومرفق مع هذه الورقة خطاب يصلح لطالبات الجامعة أو الثانوية أو المتوسطة) .
- وهذه مهام من الممكن أن تقومي بها مع المعلمات:
1. المناقشات الحوارية الهادفة في غرف المعلمات، وإثارة القضية في أوقات الفراغ.
2. طرح مشاريع صغيرة بتعاون مجموعة من المعلمات يهدف من خلالها إلى توعية مجتمع المدرسة بمخاطر الدمج، ومن تلك المشاريع: توزيع مطويات مناسبة، أشرطة،...
3. كتابة عرائض جماعية يوقع عليها جمع من المعلمات وموظفات المدرسة يطالبن فيها بإعادة الرئاسة، ويذكرن فيها أنهن صواحب الشأن، وأنهن لا يرضين بغير الرئاسة بديلا.
- وهذه مهام من الممكن أن تقومي بها مع المديرة:
1. المناقشة الشفوية الهادئة للمديرة والحرص على إيصال التصور الصحيح حول الحدث.
2. طرح خطوات عملية يمكن تنفيذها داخل المدرسة بالتنسيق مع المديرة (يوجد بعض الاقتراحات في الخطاب المرفق).
3. في حالة وجود امتناع من المديرة ،فيمكن إشراك بعض المعلمات الخيرات في المناقشة والحوار .
- وهذه كتب مقترحة من الممكن أن تفيدك في هذا الموضوع:
1. حراسة الفضيلة، للشيخ بكر أبو زيد.
2. يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي، للشيخ صالح البليهي.
3. المرأة وكيد الأعداء، للشيخ عبد الله وكيّل الشيخ.
4. عودة الحجاب، للشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم.
كما يمكن الاستفادة من هذا الموقع:
http://www.hesba.com/inner.asp?c=3.
أختي المعلمة : إنك الحصن الحصين بإذن الله أمام كل محاولات إفساد المرأة وتغريبها ومهما بلغت قوة تلك المحاولات فستعود -بإذن الله - منكسرة تجر أذيال الهزيمة متى ما قمت بواجبك المنوط بك على أكمل وجه. والله يتولاك بحفظه ورعايته.
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة مديرة المدرسة وفقها الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
فإن من تمام نعمة الله عليَّ وعليكِ أن وفقنا للمشاركة في توجيه وتربية هذه الطلائع الناشئة من فتيات مجتمعنا المبارك، وإنه لشرف عظيم أن نحتل هذه المكانة وأن نساهم في الحفاظ على هذه البذور لتكون بعد ذلك شجراً مثمراً يعم نفعه أرجاء البسيطة.
أختي المديرة :لا يخفى على سعادتك الأمر الملكي الذي صدر مؤخراً والقاضي بإلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وضم مرافقها إلى وزارة المعارف، بسبب حادث الحريق الذي حصل في مكة.ولايخفى عليك أن بعض أخواتي من منسوبات الرئاسة العامة (سابقاً) قد استبشرن خيراً بهذا القرار، لاعتقادهن أن معاناتهن الناشئة عن بعض الخلل الإداري في الرئاسة ستنتهي وتزول بهذا القرار، ومع عذري لهن في ذلك لكثرة ما يعانين من مشاكل إدارية ، فإننا يجب أن ننظر إلى الأمور بعين فاحصة، فإخواننا الرجال يعانون من مثل مشاكلنا لسنوات طوال خلت ولم تقدم الوزارة لهم أي بوادر حلول لمعاناتهم الإدارية، وهم على كل حال بين أظهرنا وبإمكان كل أخت أن تستوثق من هذه المعاناة من خلال أخيها أو قريبها.
ثم لو افترضنا أن في هذا القرار شيئاً من التصحيح للأخطاء الإدارية في الرئاسة (سابقاً) فإن العاقل يوازن دائماً بين السلبيات والإيجابيات بين حجم المصلحة وحجم المفسدة ، واسمحي لي يا سعادة المديرة أن أشير إلى شئ من تلك السلبيات باختصار لضيق المقام :
· إن في هذا القرار إلغاء لدور أهل العلم في الإشراف على تعليم البنات، ولعل ما ننعم به الآن في تعليم المرأة من ستر وعفاف واستقلالية تامة عن الرجال وضبط إنما هو ثمرة من ثمرات هذه الوجود المبارك لأهل العلم خلال السنوات الأربعين الماضية.
· إن وزارة المعارف وفقها الله لكل خير عجزت- ومن خلال ما نسمع من إخواننا وأبنائنا وأقاربنا- عن ضبط وإدارة مدار س البنين ونخشى أن يكون هذا القرار سبباً في نقل هذه الفوضى وعدم الضبط إلى مدارس البنات وسبباً في استمرار التفلت في مدارس البنين .
· قد يكون هذا القرار سبباً في إحياء فكرة دمج الصفوف الأولية بين البنين والبنات ثم تتسع دائرة الخلط بين الجنسين إلى أبعد من ذلك، مما ينذر بعواقب وخيمة، وما تجربة جيراننا في دول الخليج عنا ببعيدة. نعوذ بالله من هذا المآل.
وإلى غير ذلك من سلبيات مما قد لا يخفى على صاحبة بصيرة مثلك .
أختي المديرة : آمل أن نتجاوز في حديثنا مرحلة النقاش أو بث الشكوى لنطرح شيئاً من الخطوات العملية، التي نرجو أن تكون سبباً في تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها ومن تلك الخطوات :
· توضيح مخاطر القرار وسلبياته على تعليم المرأة لزميلاتي المدرسات، حيث إنهن الركيزة الأولى في تعليم المرأة وذلك من خلال ندوات للحوار، أو النقاش الفردي، أو توزيع نشرات مناسبة في الموضوع ،أو غيرها من وسائل.
· حث أخواتي المعلمات على طرح الموضوع مع بناتنا الطالبات وتصحيح مفاهيمهن حول القضية وحثهن على إبداء وجهات نظرهن لأولياء أمورهن.
· طرح الموضوع مع الأخوات المشرفات في إدارة التعليم والتأكيد عليهن بالقيام بمبادرة فاعلة تجاه الموضوع، يسعين من خلالها إلى المطالبة بإعادة الرئاسة والتأكيد على تميز تعليم المرأة في بلاد الحرمين.
· جمع توقيعات من الأخوات المعلمات والإداريات على معاريض إدارية ترفع لولاة الأمر تتضمن رغبة الموقعات في إعادة الرئاسة لتولي الإشراف على التعليم النسوي، وإبراق البرقيات للدولة والمسؤولين على الهاتف(969)، والاتصال عليهم.
· عدم المشاركة في حملات التأييد التي تقوم بها بعض الصحف والتي تنشر من الآراء ما يروق لها وتمتنع عما سوى ذلك ، ولئن عجزنا عن قول الحق فلا أقل من أن نمتنع عن قول الباطل.
· دعاء الله تعالى أن يرفع عنا هذا البلاء، وأن يقينا شروره.
أختي المديرة : إن مسئولينا تجاه هذا الحدث الجلل كبيرة ولكن المسؤولية تعظم في حق من كان له مكانة وشأن إداري ويتأثر به أناس كثير، فالله الله في إبراء ذمتك، ومساعدتنا أيضاً على إبراء ذمتنا أمام الله أولاً ثم أمام أجيالنا القادمة بإذن الله .
والله يتولاك بحفظه ورعايته.
أختك المعلمة