مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-05-2005, 10:43 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي نفحة من العزة فى زمن الخنوع ..... بارباروسا

بارباروسا: سيد البحار وحامي العقيدة


كان مكافحاً لا تلين عريكته قادراً على مواجهة النصر والهزيمة, كل بما يستحقه من عناية وثاقب نظر.. ونفذ من الأساليب في البحر ما لم يسبقه إليه الآخرون.. فما هو سره الحقيقي?

كيف يكون الثأر..?!

كان هذا هو السؤال الذي راح يدور في رأسه صاخباً كدوامة.. منذ خرج من متجر أبيه قبل ذلك بساعات.

وفي الحق.. انه لم يكن من قبل, قد أدرك شيئاً من أمر ذلك الصراع بين المسلمين والصليبيين في الأندلس. ولم يكن في الأعماق منه اهتمام كبير بشئون العقيدة, بل كان يجهل من أمور الدين كل شيء. فهنا. على سواحل ليسبوس في غربي آسيا الصغرى.. حيث يعيش أبوه الجندي الانكشاري على تجارة الخزف والفخار بعد ان تقاعد من خدمة السلطان.. وحيث لا يجوب الطرقات غير رجال البحر وفتيانه. لم تكن الدولة العثمانية قد بذلت أي جهد لغرس أصول الايمان في أعماق من دخل الإسلام من سكان الجزر. ولكن الفتى خير الدين ـ التركي المسلم ـ كان مع ذلك شاباً شجاعاً عفا.. بلا مغامرة ولا خمر ولا متاع. بالرغم من انه كان يعيش في جزيرة زاخرة بالمغامرات الصاخبة والشراب الرخيص الذي يكرعه البحارة كلما عادت سفنهم التجارية ومراكبهم الشراعية بعد جولات طويلة في خضم البحر الأبيض المتوسط. ينقلون التجارة من ميناء الى ميناء. ويستولون على ما تحمله سفن أخرى من البضائع والثروات.

ولكن. مابالك ياخير الدين وتلك الرغبة في الثأر التي تأججت في صدرك الصغير.?!

أتكون هذه النار قد أحرقت أعماقك بعد أن ضرب أذنيك ذلك الخبر الذي جاء به البحارة العائدون من سواحل الشمال الافريقي.?!

ألا ما كان أبشعه من خبر. وما أسوأها من أنباء: لقد سقطت غرناطة.!!

انهار عهد المسلمين في الأندلس بعد أكثر من سبعة قرون طوال, أقاموا خلالها حضارة إسلامية رائعة. ثم أصابهم الهزال عندما ثارت بين حكامهم وأمرائهم الأحقاد والمحن. فما اجتمعت لهم كلمة ولا توحد لهم جيش, وهو يواجهون الهجمة الصليبية الشرسة التي انقضت تستولي على كل شيء وتمزق كل إمارات الإسلام. حتى لم يبق منها سوى غرناطة. وحكامها من بني الأحمر.

ولكن. ها هي غرناطة أيضاً تسلم زمامها للزحف الصليبي. وها هو الملك الصغير أبو عبدالله يضيع آخر معقل من معاقل المسلمين في الأندلس. ويستسلم للملكين الصليبيين فردناند وايزابيللا. وها هو يسلم مفاتيح الحمراء وغرناطة كلها في يوم أسود من ربيع الأول من عام 897 هـ (1492).

وها هم المسلمون الباقون في الأندلس يقعون بين شقي الرحى.!

أما الفتى خير الدين ـ أو خيضر كما يسميه الغربيون ـ فقد وجد نفسه ـ وهو بعد في الرابعة عشرة ـ يتابع ا لأنباء كلهاه وهو قابع في دكان أبيه, يستمع كل يوم إلى ما يحكيه البحارة من مظاهر الاذلال التي حلت بالمسلمين.

وما كان أقساها من أنباء على الفتى. وهو يفتح عينيه واذنيه يستمع من أخيه البحار عروج إلى قصص المذابح الرهيبة التي أنزلها الصليبيون بمن بقي من المسلمين على أرض الأندلس.


كان الفتى ينصت في ذهول إلى ماتفعله محاكم التفتيش بالمسلمين. وكم كان الأمر مرعباً وهو يسمع إلى واحد ممن استطاعوا الهرب من سجون محاكم التفتيش, اذ يصف آلات التعذيب في القاعات المظلمة الرطبة بجدرانها السوداء. (لقد ثبتت فيها مسامير ناتئة قد صدئت, يغلق عليها بباب من الحديد السميك, وفي أرضها سلاسل ضخمة مشدودة الى حلقات في الأرض, وهي سلاسل لربط من يجري تعذيبهم. وإلى جانب ذلك توجد مجالد من الجلد المعقود على رصاص ودواليب وسحابات ذات مسامير صدئة حادة لتمزيق الأجساد, وعضاضات حديدية لعض اللحم, ثم أكاليل حديدية ذات مسامير حادة ناتئة من الداخل تطوق بها جبهة المعذب, ثم يأخذ السجان في تضييقها شيئاً فشيئاً بواسطة مفتاح يدور بلولب حتى تغرز المسامير في الرأس, وهناك الكلاليب ذات الرءوس الحادة لسحب أثداء النساء من الصدور, والآلات الخاصة بسل اللسان من أصله, وتكسير الأسنان, إلى جانب أحذية تحمى لدرجة الأحمرار يلبسونها لمن ساء حظه ووقع في يد أولئك الوحوش, ثم أحذية أخرى حديدية ذات مسامير من الداخل يضعون فيها قدم السجين, ثم يأخذ الموكل بالتعذيب في تضييقها شيئاً فشيئاً. كما توجد سفافيد حديدية متباينة الأشكال لتحمى في النار ثم يكوى بها المعذب. وهناك خزانة حديدية يقف فيها ا المعذب وفي بابها ست حراب قصيرة مثبتة. فاذا أغلق الباب بقوة دخلت حربتان في عيني المسكين لتنفذا من مؤخرة جمجمته, وتدخل حربة في قلبه وأخرى في معدته وأخريان في بطنه.

لا.. لا.. ألا ما أبشع كل ذلك وهو ينزل بمن بقي من المسلمين على أيدي الصليبيين في الأندلس المفقود.

وكيف لا يكون نداء الثأر هو الرد على كل ما يجري هناك?!

على أن خير الدين لم يكن وحده من تحرقه حمى الغضب. بل كان أخوه الأكبر عروج ـ وهو من يخوض البحر وينقذ من يستطيع من الهاربين من الموت ـ الأكثر غضباً والأشد حقداً.

وكان يستطيع أن يفعل الكثير...

ولم يرفض طلب أخيه الأصغر خير الدين وهو يتمنى عليه أن يشركه في مسيراته في البحر. لعله يستطيع أن يفعل معه شيئاً بعد.

وهكذا انضم خير الدين ليكون ضمن البحارة المحاربين على سفن أخيه المسلحة ذات الأشرعة والمجاديف. التي تجوب غمار البحر المتوسط. لانزال النقمة بسفن الأسبان والصليبيين.

وقد كان مقدراً للأخ الأكبر عروج أن يلعب أهم دور في حياة خير الدين منذ التحق معه لركوب البحر. اذ كان على الاثنين أن يوطدا موضع قدم للدولة العثمانية على الساحل الافريقي الشمالي. لتبدأ من بعد, مرحلة طويلة من الصراع بين المسلمين والصليبيين ولتتأكد سيطرة السفن الإسلامية على طرق التجارة في البحر المتوسط, حيث كانت السفن الأوروبية تمر حاملة تجارة الشرق والغرب. وفجأة وجدت هذه السفن نفسها ـ خلال صراع طويل حول المصالح التجارية بين الشرق والغرب في البحر المتوسط ـ في مواجهة هجمات مستمرة من رجال البحر المسلمين, الذين كان لا بد أن يلعبوا أدواراً في ضرب التجارة الأوروبية على ما تحمله سفنها, رداً على العدوان المستمر على الثغور والموانئ والتجارة الإسلامية في الشمال الافريقي, كما كان لا بد من رد على المطاردات المسيحية للعرب المهاجرين من الأندلس بعد سقوط غرناطة, وللمغاربة الذين استعبدهم الأسبان في غزواتهم المستمرة على السواحل الافريقية, ليجعلوا منهم عبيداً أرقاء.

في ذلك الوقت عرف التاريخ (عروج) مسئولاً عن التجارة الساحلية في الجزر اليونانية التابعة للدولة العثمانية. وكان يعاونه في ذلك الأمر أخوه خير الدين. ومن المؤكد أن الأخوين بالاضافة الى والدهما الانكشاري المتقاعد كانوا رجال أعمال ناجحين. وحتى عام 1504 ـ ونتيجة لتجارتهم الناجحة ومعاركهم الموفقة ـ كانوا قد كسبوا سفينتين كبيرتين. وكان ذلك بعض أسباب تسمية المؤرخين الأوروبيين لعروج وخير الدين ورجالهما بـ (القراصنة).

والحق, ان ما كان يفعله رجال البحر المسلمون من هجوم على التجارة, والسفن الأوروبية, لم يكن قط من قبيل القرصنة كما ادعى المؤرخون والكتاب الأوروبيون والصليبيون. وما كان (عروج) قرصاناً, ولا كان أيضاً خير الدين الذي أصبح من بعده تحت اسم بارباروسا مصدر الرعب للسفن الأسبانية. فلو كانت هذه هي القرصنة, فكيف نسمي هؤلاء الذين كانوا يضربون التجارة الإسلامية ويستولون عليها في عرض البحر, ويهاجمون الثغور الإسلامية ويسرقون خيراتها, ويحولون من يقع في أيديهم من أهلها عبيداً يسترقونهم في السفن والمزارع, ويكلفونهم بأدنى الأعمال وأشقها على الاطلاق?
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م