يا سمو ولي العهد ( يابو متعب ) الشعب يتطلع للميزانية

[برق الجنوب]

( أسعار البترول ترتفع ودين الدولة يرتفع يا سمو ولي العهد )


لو سألت الآن مواطنا سعوديا (وزيرا كان أو غفيرا) عن سعر برميل البترول لقال إنه في حدود الثلاثين دولارا، ولو سألته عن الكمية التي تنتجها المملكة يوميا لقال إنها في حدود ثمانية ملايين برميل، ولو سألته عن الفرق بين السعر الذي قدرت وفقه الميزانية العامة للدولة والسعر الحالي لقال إنها أكثر من عشرة دولارات، ولو سألته عن الوفر اليومي والشهري والسنوي الناتج عن زيادة السعر الحالي عن السعر المقدر في الميزانية لأخرج ـ ربما ـ آلة حاسبة من جيبه أو حسب بأصابعه وأعطاك النتيجة في الحال، أي إن المواطن السعودي الآن أصبح أكثر اهتماما ومعرفة ومتابعة لسعر البترول ليس فقط لتأثيره الشديد على معيشته ومستقبله بل أيضا لكثرة ما يسمعه من أخبار عنه فكل يوم يسمع أو يقرأ خبر ارتفاع سعر ارتفاع سعر البترول أو انخفاض سعره، وكل يوم يسمع أو يقرأ خبرا عن العجز المتوقع أو الوفر المتوقع في الميزانية السعودية، وكثرت وتعددت الجهات التي تصدر مثل هذه الأخبار والآراء والتوقعات، وآخر ما سمعنا رأيا لوزير بترولنا الأسبق الشيخ أحمد زكي يماني قال فيه إن دخل المملكة من البترول هذا العام سيبلغ ثمانين مليار دولار، أي ثلاثمائة مليار ريال، أما آخر ما قرأنا فهو رأي لبنك الرياض نشرته صحيفة "الوطن" منذ عدة أيام قال فيه إن الوفر في ميزانيتنا سيبلغ هذا العام تسعة وخمسين مليار ريال، ولذلك فإن الكثير من أحاديث المجالس الآن هنا في المملكة تنصب على أسعار البترول والزيادة الكبيرة اليومية في دخل المملكة نتيجة لارتفاع تلك الأسعار، والوفر المتوقع، والمجالات التي صرف أو سيصرف فيها هذا الوفر، ومن خلال ما سمعته فإن هناك شبه اتفاق بين المتحدثين على أن الوفر سيذهب لتغطية جزء من دين الدولة الداخلي الكبير، فهذا هو ما تتوقعه الغالبية، وهم يبنون توقعهم هذا على ما لاحظوه من نهج اقتصادي جديد هو أكثر وعيا ورشدا، وهم راضون كل الرضا عن هذا.
ومعنى ذلك أن الجميع وأنا منهم شبه متيقنين بأن ديننا الداخلي الحالي يتناقص الآن بمقدار ما يوجه له من وفورات الإيرادات وكان هذا هو اعتقادي وأنا أتصفح البيانات الإحصائية لمؤسسة النقد العربي السعودي للأشهر الثلاثة الماضية يوليو وأغسطس وسبتمبر (السادس والسابع والثامن والتاسع) من العام الحالي 2000م التي بثتها المؤسسة عبر الإنترنت، ولذلك فعندما بدأت أتصفح الجزء الخاص بـ (مطلوبات البنوك من القطاع العام) في الإحصائية (وهو جزء من دين الدولة) أحببت أن أعرف مقدار النقص الشهري لتلك المطلوبات، وكنت أتصور النقص الشهري لن يقل عن خمسة مليارات ريال أي أن النقص خلال الأشهر لن يقل عن عشرين مليار ريال، فماذا تظنون أني قد وجدت أيها الأخوات والإخوة..؟؟
لقد وجدت ويا للعجب أنه لا يوجد نقص البتة في مطلوبات البنوك من الدولة خلال الأشهر الثلاثة، وليت الأمر اقتصر على هذا، بل هو ـ مع الأسف ـ أسوأ، إذ وجدت أن تلك المطلوبات تزيد في كل شهر عن الشهر الذي قبله، أي إن الزيادة مستمرة شهريا، فمطلوبات البنوك من الدولة في يونيو (السادس) مئة وتسعة عشر مليار ريال، ثم أصبحت في شهر يوليو (السابع) مئة وثلاثة وعشرين مليارا، ثم استمرت في الصعود فبلغت في شهر أغسطس (الثامن) مئة وخمسة وعشرين مليار ريال، وواصلت صعودها في شهر سبتمبر (التاسع) فبلغت مئة وسبعة وعشرين مليار ريال، أي إن دين البنوك على الحكومة قد زاد خلال الأشهر الثلاثة ـ ويا للعجب الشديد ـ ثمانية مليارات ريال بالتمام والكمال.
لقد شعرت بصدمة شديدة، وحاولت فهم ما حدث، ولكني لم أستطع، ثم حاولت افتراض أن وفر الدخل قد وجه لتسديد الجزء الآخر من الدين الذي لا يخص البنوك، مثل مطلوبات مصلحة معاشات التقاعد، ومطلوبات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، فوجدت أن هذا الافتراض لا ينسجم مع أحكام العقل، إذ إن ذلك قد يكون مقبولا لو لم تكن هناك زيادة في الاقتراض من البنوك، إذ لا يعقل أن تلجأ الحكومة للاقتراض الجديد من البنوك لو كان لديها وفر تسدد منه الديون التي عليها للجهات الأخرى، ثم افترضت أن زيادة اقتراض الحكومة من البنوك ليس بسبب الحاجة وإنما بغرض سحب السيولة الزائدة من البنوك،لكني حين راجعت حركة ودائع البنوك خلال الأشهر الثلاثة محل البحث لم أجد فيها زيادة تذكر، فقد كانت في نهاية الربع الثاني (259) مليار ريال، وظلت بنفس الرقم في نهاية الربع الثالث (259) مليار ريال، فمن أين جاءت السيولة الزائدة..؟ هل جاءت من مطلوبات البنوك من القطاع الخاص..؟ لقد راجعت تلك المطلوبات ولم أجد بها نقصا يمكن أن يقال إنه تحول إلى سيولة لدى البنوك، بل على العكس وجدتها قد زادت حيث كانت (160) مليار ريال ثم أصبحت (164) مليار ريال، وإذن فليس هناك ما يدل على وجود سيولة زائدة في البنوك حتى يمكن القول إن الغرض من اقتراض الحكومة الجديد هو سحب السيولة الزائدة، بل على العكس فالسيولة قد تقلصت لأن إقراض البنوك للقطاع الخاص قد زاد دون أن يصاحب ذلك زيادة في الودائع.
يا سمو ولي العهد.... لو أن معالي وزير المالية يجيب على تساؤلات الصحافة واستفسارات الكتاب لوجهت السؤال لمعاليه مباشرة ليوضح لنا هذا الغموض المقلق، ولكن لأن معاليه لا يفعل ذلك كما هو واضح من حالات مماثلة، ولأن الكثيرين سيطلعون مثلي على النشرة الإحصائية لمؤسسة النقد وسيندهشون ويصدمون ويحتارون مثلي فقد رأيت أنه من المناسب التوجه لسموكم انطلاقا من معرفتي باهتمامكم بوضعنا الاقتصادي وحرصكم على مشاعر المواطنين وإزالة كل ما يكدر خواطرهم ويقلقهم، فالحقيقة يا سيدي أن يدي على قلبي الآن من شدة القلق، وأظن أن هناك كثيرين مثلي، إذ لا بد أن يكون كذلك كل من يهمه وضع بلده وأهله وأولاده وحالته المعيشية ومستقبله، ولعل سموكم يتكرم ويوجه وزير المالية ليوضح الحقيقة للناس عبر وسائل الإعلام أو على الأقل يضع إيضاحا في النشرة الإحصائية التي أوحت لنا بهذا الأمر المقلق، فلعل الأمر مرتبط بسياسة نقدية لم أدركها ولا يعبر عن حاجة قائمة، أما إذا كانت وزارة المالية قد اقترضت من البنوك لمواجهة مصروفات لم تجد إيرادا يغطيها في ظل الوضع الحالي الذي ارتفعت فيه أسعار البترول إلى أكثر من ثلاثين دولارا فإن الأمر مأساة بكل معنى الكلمة ويحتاج منا جميعا إلى المصارحة وإلى المواقف الحازمة وإلى الشفافية والوضوح وأنتم يا سمو ولي العهد من أحرص الجميع على حاضر وطننا ومستقبله وأنتم بالتأكيد مثال للمواطن الواعي المسؤول لا بد أن تشعروا بالقلق الشديد وتستنفروا كل قواكم عندما تشعرون بهذا القلق على النفس والأهل والوطن، وتزيدون على الآخرين بما تحملونه من مسؤولية عامة عظيمة عن الناس والوطن تجعلكم تستشعرون أي خطر يهدد راحة المواطن ورخاءه المعيشي وأمنه الشامل، وأنتم أهل لوضع الأمور في نصابها إن كانت ليست كذلك فعلا.
إنني أعتقد يا صاحب السمو أن أفضل ضمانة لمواجهة أي سلبية محتملة هو تسليط الضوء على موطن الضعف، أي الشفافية والوضوح، فلو كانت وزارة المالية تعلن مثلا عن رقم الدين العام شهريا كما يتم في بعض الدول لترددت مئة مرة قبل أن تقدم على خطوة تؤدي لارتفاع رقم الدين لأنها تعرف أن ذلك سيكون محل انتقاد من المواطن وأجهزة الدولة ذات العلاقة، بل أعتقد أنها ستحرص في هذه الحالة على اتخاذ كل خطوة وكل إجراء ممكن يؤدي لتخفيض الدين أو يساهم بشكل غير مباشر في تخفيضه، وعندما لا تتوفر الشفافية ويسود الغموض والظلام فإن الكلام غير المستند إلى الواقع يكثر، والتخرصات تزداد، وتكثر الاجتهادات والمبالغات ، وعلى سبيل المثال فإن وزيرنا السابق أحمد زكي يماني قد اجتهد منذ عدة أيام وقيم دخلنا من البترول خلال العام الحالي في البرنامج التلفزيوني حوار العمر في المحطة اللبنانية (l.b.c) كما سبق أن ذكرت فقال إنه سيكون في حدود ثمانين مليار دولار، أي ثلاثمئة مليار ريال، وهو يقصد دخل البترول فقط بخلاف مصادر الدخل الأخرى، ومن الواضح ـ كما يبدو ـ أنه ضرب جملة إنتاجنا اليومي من البترول البالغ ثمانية ملايين برميل في سعر البرميل البالغ ثلاثين دولارا ثم ضرب الحاصل في عدد أيام السنة فخرج بهذه النتيجة المبالغ فيها، وكما اجتهد اليماني فقد يجتهد الكثيرون غيره عندما يسألون، وقد يبالغون فتستقبل اجتهاداتهم ومبالغاتهم جموع المواطنين عبر الفضائيات التي انتشرت الآن في كل بيت، وسيقارن الناس حينئذ بين أرقام الدخل وأرقام الميزانية، وسيجدون أن هناك رقما ضخما سيصب في خانة الوفر، فماذا ستكون النتيجة حين يطلعون على بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي التي توضح أن ديون البنوك على الدولة تزداد كل شهر وكيف يوائمون بين الوفر الضخم وازدياد الديون...؟؟؟
أنا واثق أن الأمر ليس كما توحي به بيانات مؤسسة النقد الإحصائية، وأن هناك وفرا كبيرا في الدخل، وأن هذا الوفر يوجه التوجيه الحسن، وقد تكون الزيادة المطردة في مطلوبات البنوك من الدولة اقتضتها السياسة النقدية وليس الحاجة للاقتراض، ولكن هذا الاعتقاد الذي يصل لحد الثقة كما قلت لا يمكن أن يطرد تماما مخاوفي وقلقي، وأظن أن هناك كثيرين من المواطنين مثلي لن يهدأ لهم بال حتى يسمعوا من فم وزير المالية أو يقرؤوا إيضاحا منه، ولهذا فلعل وزير ماليتنا الذي أقلقنا وأربكنا بأرقامه الإحصائية يقدم لنا ما يعيد لنا الاطمئنان والهدوء وراحة البال، و هو قادر بمشيئة الله على ذلك.

د. عبدالله ناصر الفوزان

العدد (64) السنة الأولى - السبت 6 رمضان 1421هـ الموافق 2 ديسمبر 2000م جريدة الوطن السعودية

[غشام]

كلام جميل جدآ يا برق الجنوب .ولاكن على قول الاولين عمر البرق الجنوبي يجيب خير.لاكن فعلآ كلام جميل.بس ما تلاحض انك امتحنت ولي العهد.وعلى فكره معلومه جديده ثلاثه مليار سعودي بعد صدور الميزانيه لدعم ميزانية اخوانك في اليمن الحبيب.

[غشام]

كلام جميل جدآ.ولاكن هل تعلم ان ثلاثة مليار سعودي دعم لميزانية اليمن.

[بيكاتشو]

واضح انك حاقد على السعوديه وترى انا لو واحد سب بلدي اقلب عليه الدنيا وانتبه وزي ما يقول المثل اتقي شر الحليم اذا غضب

[الشيخ أبو الأطفال]

السلام عليكم.
من هذا الذي يسب بلاده يا أخي بيكاتشو ؟؟؟؟ولماذا تقلب عليه الدنيا ؟؟؟

[بيكاتشو]

الأخ رعد الجنوب هو اللي قال هالكلام بقوله يا ابو متعب طاحت الميزانيه

[الشيخ أبو الأطفال]

??????

[بيكاتشو]

انت يا برق الجنوب ناسي الخدمات اللي وفرتها الدوله لنا وكمان ما قصرت الحكومه والميزانيه طايحه وما بقي الا عيال 07 يتكلمون في الحكومه