بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم على هذه المنعشات في هذه الخيمة المباركة ...
نسأل الله تعالى أن يجمعنا جميعا بالحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم ...
بالنسبة لسؤال الأخ حمد السلفي :
فإن الشعر كما تعلم محل المجازات والتعبيرات البلاغية .. وليس محلا لتقرير الأمور بلغة علمية وفنية ..
بالنسبة لبيت الشعر:
فإن من جودك الدنيا وضرتها .... ومن علومك علم اللوح والقلم
الذي أعرفه أنه من البردة .. وليس فيه أي مخالفة للنصوص .. وذلك يتبين بإعراب البيت نحوياً ..
فالجار والمجرور في شقي البيت خبر لمبتدأ .. والجار والمجرور لا بد أن يتعلق بغيره من المشتقات حتى يصلح للخبرية .. ولذلك يقدر النحاة دائما له متعلَّقاً - بتشديد وفتح اللام - حتى يتم بناء الجملة ..
وإذا كان ذلك كذلك .. فإن المتعلق هنا غير مذكور .. ويمكن أن يفهم ويرد إلى ما هو صحيح في المعنى .. مثل أن يقال:
ومن علومك التي علمتنا إياها .. علم اللوح والقلم ..أي لم نكن نعلم بوجود لوح ولا قلم ولم يصلنا من غيرك شيء من ذلك .. فهو من علومك التي علمتنا إياها ..
وليس بالضرورة الفهم الذي سبق إلى أذهان بعض الناس في نقد البردة واصفين البوصيري رحمه الله بالغلو لأنهم ظنوا أن معنى البيت أن كل ما في اللوح والقلم هو من علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لكن التوجيه الذي ذكرته لك صحيح من حيث العربية .. ويمكن قبوله .. فلا يتعسف في ذلك أحد ..
أما عن شطر البيت الأول .. فيجيب عنه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عندما سألته السيدة عائشة أم المؤمنين وقد رأت تورم قدميه من القيام وقد غفر له صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. فقال - فدته نفسي -: (( أفلا أكون عبداً شكوراً )) فليس المقام مقام الحصول على الجنة أو الهروب من النار فحسب .. بل الأمر أعظم من ذلك ... السعي إلى رضوان الله تعالى ..
أما عن معنى العشق والحب .. فتلك مراتب على مانص عليه كتاب العربية ,, ودونك فقه اللغة للثعالبي ..
فليس في ذلك أي حرج لغوي .. على أنه يمكن إرادة بعض المعاني من الألفاظ ذات المعاني الكثيرة على فرض تخصيص معنى العشق بالنساء أو ما شابه ذلك ..
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم ..
|