مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-06-2003, 08:11 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي الحل الإسلامي السبيل الأفضل لمعالجة مشكلة الصراع السياسي

الحل الإسلامي السبيل الأفضل لمعالجة مشكلة الصراع السياسي








إن الهدف العظيم الذي حملته رسالة الإسلام ودستوره القرآن الكريم، لم يكن تقديم النظريات فحسب، بل إيجاد التغيير الواقعي في الأمة والإنسان وتجسيده عمليا في مسيرة التاريخ الإنساني، من هنا كان الإسلام دين وسياسة وهو سبيكة من العبادات والسياسة وكلا عنصري السبيكة أنصهر في العنصر الآخر، بحيث لو فصل عنصر منه عن الآخر، لم يعد هناك حياة ولا بقاء، وهذه هي الحقيقة الثابتة التي أدركها المستشرقون ومن قبلهم الاستعمار القديم وكذا الاستعمار الجديد بمختلف ألوانه وأشكاله، ومن ثم كانت الحروب المعاصرة بصورها المتعددة، هي حروب فكرية من داخل المجتمع الإسلامي، أما بنزع السياسة تماما من الدين، وهو ما عرف حديثا بـ(العلمنة) أي المذهب والنظام العلماني القائم على أساس فصل الدين عن السياسة، أو بتشويه الفكر السياسي الإسلامي ذاته، حتى يؤدي بهذه الأمة إلى الانحلال والتفكك ومن ثم إلى الاستسلام، وهذا ما يفسر الضعف والهوان والتراجع في الواقع الحالي لأمة الإسلام التي تضم اليوم أكثر من مليار إنسان، لأن الجانب السياسي في الإسلام، أما أنه مهمل تماما من خلال الاكتفاء بالصلاة والحج والزكاة..ألخ، وأما أنه مشوه بحيث تحل في فكر المسلمين أفكار مادية غريبة أو الحادية كدين بديل عن الإسلام، دون أن تسمى دينان ولعل جوانب من الواقع الإسلامي الراهن تعزز وجود ذلك كنتيجة أفرزتها الحملة الاستكبارية المعادية التي تتضمن في خططها وبرمجها الاستراتيجية حصارا سياسيا واجتماعيا وثقافيا يستهدف إجهاض النهضة الإسلامية بل وكل تاريخ وحضارة الأمة.

من هنا وجب على شعوب العالم الإسلامي وعلى امتداد رقعة انتشارها الجغرافي من ساحة الأرض، خوض الصراع والتحدي التاريخي المفروض عليها خارجيا وداخليا في آن واحد، وان تأخذ على عاتقها زمام المبادرة للمواجهة المضادة، واستباق الطرف المعادي (المقابل) في الغاية والوسائل، لاسيما وان المشروعية الكاملة هي لصالح أمة الإسلام كونها الطرف الدفاعي وصاحب الحق من أجل العدل والحرية والكرامة.

عملية المواجهة والتصدي للغزو الفكري والثقافي المضاد، تتطلب عملا إسلاميا ضخما متعدد الجوانب وذا أبعاد استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار التفسير والتحليل والدراسة التي ترسمها النظرية الإسلامية لما هو كائن الآن، أي تشخيص المرض أو الحالة المتفشية في الوسط السياسي والثقافي للمجتمع المسلم، ومن ثم تحديد سبل العلاج، ذلك إن النظرية الإسلامية تتناول مجمل مكونات الواقع السياسي للأمة، وكل ماله صلة في جوانب حياة الإنسان وشؤونه المعيشية معنويا واقتصاديا واجتماعيا فيما الإسلام يقر بقدرة الإنسان على تغيير الاجتماع وعلى تغيير التاريخ، لكونه هو عنصر الفعل وعنصر الحركة وليست الطبيعة، أي بمعنى أن الإنسان فوق الطبيعة والطبيعة خلقها الباري تعالى لتخدم الإنسان، وان التغيير رهن بإرادة الإنسان وتصوره وتفكيره وعمله.

ولما كانت عملية التغيير الاجتماعي الشاملة، عملية واسعة ومتشعبة ومتداخلة في عواملها وصورها وتعدد مشكلاتها، فأن المشكلة السياسية تكاد تكون هي الأهم والأخطر في الجانب والبعد الاجتماعي وفي المشكلة الاجتماعية التي تمثل علاقة الإنسان بالإنسان، لأن المشكلة السياسية تمثل ما يتعلق بجانب السلطة والحكم والتي تشمل:

1ـ صراع على السلطة، لأن السلطة مصدر قوة مادية ومعنوية، وتعني السيادة، والإنسان بطبيعته طموح إلى السيادة.

2ـ صراع مع السلطة، لأن السلطة هي تحديات للحريات، ولأنها هي التي ترسم الضوابط والحدود، وهذه دائما موضع اختلاف النظر.

3ـ مشكلة اختيار شكل الحكم، والطبيعة لم تفرض شكلا معينا للحكم، والإنسان يتصارع مع الإنسان الآخر على شكل الحكومة وكيفية الحكم، والذين بيدهم جهاز الحكم لا يتفقون على وضع واحد، وهم معرضون للخطأ والتأثير.

4ـ الصراع الدولي، هذا منشأة تعدد الكيانات السياسية والأمم، ونتيجة للعوامل النفسية والأخلاقية والتاريخية والسياسية والاقتصادية.

من كل ذلك يظهر أن الصراع السياسي ينقسم أساسا إلى نوعين صراع على السلطة أي من أجل الوصول إلى السلطة، وصراع مع أو ضد السلطة من أجل إسقاطها والمجيء بنموذج آخر بديل عنها.

فبالنسبة للصراع على السلطة فأن الإسلام يقرر أن السلطة لله تعالى بالمطلق، والإنسان له العبودية الكاملة لله، وأية سيادة للإنسان يجب أن تكون معطاة له من الله، أي في حدود الله، ويمارسها الإنسان نيابة عن الله لا عن نفسه، وهذه ليست سيادة ذاتية، وإنما سيادة جعلية مجعولة جعلا من الله، والعلماء ورثة الانبياء

أما الصراع مع السلطة أي مع الحاكم، فأن ذلك يعني الثورة ضده وخلعه لأسباب موجبة ومعقولة ولما كان الباري تعالى قد جعل الإنسان حرا وعبوديته هي لخالقه فقط، فأن نفس الإنسان تقبل القيود شكلا وترفضها موضوعا، وهي تقول إن الدولة هي الرجل الأقوى لا أكثر ولا أقل، وتقول إن القانون (غير الإلهي) هو كلام مجموعة أقوياء تتربع على عرش السلطة، وفي هذا المعنى فأن الوضع القائم يفرض نفسه فرضا ولا يدع الإنسان يتمتع بأية حرية، وبالتالي فهو أسيرا عند السلطة، بينما الإسلام يقول إن الإنسان ليس أسيرا عند السلطة ولا الطبيعة ولا الظروف، ولكنه عبد الله (إن كل من في السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا) بينما غير المسلم يعاني من الإحساس بأن السلطة تقهر فيه حريته التي ولد فيها.

الإسلام يرى إن ديناميكية السياسة ليس الصراع، إنما هو التعارض لدرجة التوحيد بين عناصر وطبقات الأمة (إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم)، والإسلام يدخل المعارضة في صنع الحكم، وفي وضع القرار، والحل الإسلامي للمشكلة السياسية يقوم على جملة أمور أسياسية تعتمد تزكية النفس، والتزكية تربية للنفس بواسطة الله وهي قرآنه الكريم، وبدأ تزكية النفس وتخليصها من شوائب الصراع الذاتي (الداخلي) يأتي دور رسم برنامج العمل في الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، لأن الإنسان كان جهولا فهو لا يعرف طريق السير لوحده، ولا بد من الاهتداء بما تقره وترسمه شريعة الأنبياء والتاريخ فيما عدا فترات الأنبياء هو تاريخ صراعات وأخطاء.

آخر تعديل بواسطة البارجة ، 18-06-2003 الساعة 08:17 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م