12-07-2005, 11:27 PM
|
Banned
|
|
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
|
|
رسالة إلى طويل العمر ! ! !
رسالة إلى طويل العمر ! ! !
بقلم : ياسمينة صالح
yasminedz@hotmail.com
سعيد يومك
و أنت تستفيق مبتهجا نحو نهارك الممتلئ بالأضواء و الصور الجميلة .. إذ تنحني خاضعا للأشياء التي تتشابك حولك ... تصافح الغرباء بوجه مبتهج .. الكوكا كولا على طاولتك، و أكياس الشيبس الصغيرة ..الحفلات الماجنة.. إعلانات التلفزيون ، و النساء العاريات .. و الراقصات اللائى يوقظن شهوتك المكبوتة ..
سعيد يومك المقدس ..
حين تهب حياتك للغرباء باسم الحضارة، و حين تمنح شرفك المقدس للمحتلّ باسم سلام يفض بكارة نسائك ..
هـا أنت تهرول في كل الاتجاهات ..
تجري نحو مقاصدك الجديدة .. تقيم أفراحك على نخب الرجل الأبيض .. و الحضارة المغمسة في كؤوس البيرة و الويسكي و الشانبانيا البيضاء… و اللّحم الأبيض الناعم !!
****
سعيد يومك المبجل ..
فأنت تسود اليوم على كل هذا العبث المكتمل ..
أنت المسالم .. الساكت عن الحق.. المدافع عن الباطل
ليقال عنك " طويل العمر "
فوق مساحة لم تعد تتسع لغير شكلك ..
****
سعيد يومك الباسم يا " طويل العمر "
فأنت لم تكن بحاجة إلى أكثر من هذا العمر كي تتجلى الحقيقة في الأماكن كلّها، و كي ترميك القضية في عزلة أبدية ..
هل كان عليك أن تصمت هكذا، لكي نفهم الحقيقة كلّها و لكي نعي أن صمتك هو الدور الذي أملته أمريكا عليك داخل مسرحية لم تعد تثير أحد منذ حوّلت قبلتك باتجاههم للصلاة على أنبيائهم في أعياد الميلاد المجيد
لألا يقال عنك عربيا / إرهابيا / متطرفا ..
فمن أنت يا طويل العمر؟
و أين موقعك من هذا الخراب الممتد على طول جغرافيتك الضيّقة ..؟ أنت الجالس على عرشك الموروث عن أبيك و جدك ..
مطمئن بالك حين تستعرض جيشك العظيم في المناسبات المفتعلة، لتضمن بقاء سلطتك على رجال من الورق المقوى ..
****
سعيد أنت
حين تجلس مشاهدا نشرة الأخبار ، مكتفيا بالابتسام للمذيع الذي يبجلك، و يتابع خطواتك المقدسة يا طويل العمر
ها هي النشرة تدينك اليوم، في عيون جيل غاضب و ثائر
ها هي الدماء تسيل و تسيل قبالة صمتك ..فكم يلزم من الشهداء كي تنطق بالحقيقة؟ كم يلزم من الضحايا و من الأعوام كي تكف عن النظر الغبي في الأشياء بلا داع
كم يلزمك من الحياة كي تعرف أن الموت يقترب منك، و أنك ستنتهي إلى نعش يشبه عرشك .. كم ؟
لم ترفع الحصار عن شعبك المطوق بالمخابرات و السجون و المنفى لأنك تخشى الشهادة، و لأن الدّم الذي يسيل في الشوارع الفلسطينية يعرّي عوراتك أمام عيون تدينك اليوم
يا طويل العمر ..
****
آه يا دمهم المقدّس ...
هم الذين يدافعون عن كرامتك ...
الشهداء/ القتلى .. والقنابل البشرية حين تنفجر في وجه الظلم لتحمي شرفك..
يا دمهم الغالي
يا دمهم المرابط بنا، حين يغلبنا البكاء ..
كيف نستطيع النظر إلى عيونهم حين تذهبون هكذا، و حين ننزوي في عجزنا المزمن، كي نصلي عليهم عن بعد .. و نحتمي بهم عن بعد .. و ننتمي إليهم عن بعد ..
****
آه يا طويل العمر ...
كيف صدقت الوهم طوال عمرك؟
لم تفهم قط أن مجدك معجون بالفراغات المهولة،و من الشعارات الجوفاء، و الخطب العنترية ..
لم تع أنك لن تحتمي بالسلام الجبان باسمنا ..
فالشهداء وحدهم يملكون حق تقرير مصيرنا
اليوم و المجد يبدأ من رام الله ... من غزة .. من جباليا .. من جيل ينتفض لأجلنا،كي نتحرر منك
و من عرشك الورقي
و جيوشك المعتادة على مطاردة البسطاء باسم الأمن القومي
ذلك الأمن المنهار أمام شعب سيعرف أن البداية تبدأ من الثورة ..
و أن الثورة تلغي كل الخطايا
فوحدهم الشهداء يدخلون الجنة
يا طويل العمر..
|