أترى الله يعطيك وينسانى
خرج الرشيد إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة إذ أبصر بهلولاً
على قصبة ، وخلفه الصبيان وهو يعدو .
( وبهلول هذا هو بهلول
بن عمرو ، كان من عقلاء المجانين ، ولد ونشأ بالكوفة واستقدمه
الرشيد وغيره من الخلفاء لسماع كلامه ، وله كلام مليح ، توفى
سنة 190هجرية ) ،
فقال الرشيد : مَن هذا ؟
فقيل له : بهلول
فقال : كنت أشتهى أن أراه ، فادعوه من غير ترويع فذهبوا إليه
وقالوا : أجب أمير المؤمنين ، فلم يجب ، فذهب إليه الرشيد
وقال السلام عليك يا بهلول .
فقال : وعليك السلام يا أمير المؤمنين :
فقال : دعوتك لاشتياقى إليك ،
فقال بهلول : لكنى لم أشتق إليك
فقال الرشيد : عِظنى يا بهلول .
قال : وبمَ أعظك ؟ هذى قصورهم
وهذى قبورهم .
فقال الرشيد : زدنى فقد أحسنت .
فقال : يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالاً وجمالاً ، فعف فى جماله ، وواسى فى
ماله كتِب فى ديوان الأبرار . فظن الرشيد أنه يريد شيئاً .
فقال قد أمرنا لك أن تقضى دينك .
فقال : لا يا أمير المؤمنين ، لا :
يُقضَى الدّين بدَين ، اردد الحق على أهله ، واقض ديَن نفسك من نفسك ،
قال : فإنه قد أمرنا عليك .
فقال : يا أمير المؤمنين
أترى الله يعطيك وينسانى ، ثم ولى هارباً
[IMG]http://www.almton.com/vb/images/smilies/ss116.gif[/IMG