فرق الموت السيّارة -مهامّ القتل الصامتة بالزي الرسمي في بغداد

[fadl]

Man9ool
www.al-aman.com/url

فرق الموت السيّارة

مهامّ القتل الصامتة بالزي الرسمي

بغداد (مراد الأعظمي) خدمة قدس برس

لا تزال قضية ما يعرف باسم «فرق الموت» في بغداد، تثير الرعب في نفوس العراقيين، خاصة سكان المناطق الواقعة في جانب الكرخ من بغداد، أو المناطق التي يغلب على سكانها العرب السنة. فهذه الفرق التي ترتدي الزي الرسمي للشرطة العراقية، وتحمل هويات صادرة عن وزارة الداخلية، وتستقل سيارات الأجهزة الأمنية؛ غالباً ما اتُهمت بأنها تقف وراء العديد من عمليات الاعتقال التي تنتهي بالضحايا المختطفين جثثاً ملقاة على قارعة الطريق، أو في مجاري الصرف الصحي، وقد بدت عليهم آثار التعذيب المروِّع.

وعلى الرغم من أنّ الأجهزة الرسمية العراقية أكدت في أكثر من مناسبة براءتها من التورّط في عمل هذه الفرق نافية أيّة صلة بها، ومعتبرة أنها عناصر «خارجة عن القانون»، وأنها تنتحل الصفة الرسمية لتنفيذ جرائمها؛ إلاّ أنّ قوى سياسية عراقية، من بينها الحزب الاسلامي العراقي، ومجلس الحوار الوطني، وهيئة علماء المسلمين، أعلنت في أكثر من مناسبة أنّ «فرق الموت» هذه تقوم بعملياتها الطائفية تحت غطاء وتواطؤ رسمي.

وكشف مصدر في الجيش العراقي لوكالة «قدس برس» تفاصيل عن إحدى تلك الفرق التي تم إلقاء القبض عليها من قبل عناصر في الجيش العراقي إلى الشرق من العاصمة بغداد. وأوضح المصدر أنه يوم 20 من شهر كانون الثاني الفائت، من السنة الجارية، وفي ساعة محدّدة من مساء ذلك اليوم؛ استوقفت قوة من الفوج الثالث التابع للجيش العراقي ست مركبات، إحداها مدنية من طراز «أولدز موبيل»، وتحمل الرقم «2311»، وخمس مركبات أخرى من نوع «شفروليه» مكتوب عليها «حماية الطرق الخارجية»، التي عادة ما تستخدمها قوات وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنّ ذلك حصل في منطقة كسرة إلى الشرق من بغداد.

وأضاف المصدر: «أثناء إيقاف تلك المركبات تبيّن أنها تحمل معتقلاً يدعى حيدر عبد الرحمن مهدي، قالت إنه مطلوب، وتم اعتقاله من منطقة العطيفيّة الواقعة على الجانب الشرقي من نهر دجلة ببغداد. وعندما طلبنا منهم إبراز مذكرة الاعتقال؛ تبيّن أنه لا يوجد لديهم أي مستمسك رسمي يؤيد اعتقال الشخص المذكور، مما اضطرنا الى جلب تلك المجموعة إلى مقرّ الفوج الثالث للتحقيق معهم».

وأوضح المصدر أنه بعد التحقيق معهم من قبل استخبارات الفوج الثالث والاستخبارات الأمريكية، تبيّن أن الموقوف «لم يكن سوى مختطف من منطقة العطيفية، وأنّ تلك المجموعة جاءت به إلى كسرة لغرض قتله، وهي منطقة طمر صحي معروفة، سبق أن تمّ العثور فيها على عدد من الجثث».

ويصف المصدر أفراد الشرطة الذين كانوا يحتجزون هذا الشخص بأنهم «كانوا يرتدون ملابس سوداء، وأحذية رياضية، وأنّ إحدى تلك العجلات (المركبات) كانت عليها آثار إطلاق ناري، مع وجود دماء على سقف القمرة، فيما كان الزجاج الخلفي لاثنتين من تلك العجلات مهشماً».

وتابع المصدر المتحدث: «بعض أفراد دورية الشرطة اعترفوا باختطاف هذا الشخص، وأكدوا أنهم كانوا يريدون قتله في منطقة كسرة»، موضحاً أنه تم التحرز عليهم من قبل القوات الأمريكية وإحالتهم الى معسكر الرستمية لاستكمال التحقيق.

وأكّد المصدر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها إلقاء القبض على مثل تلك الفرق، موضحاً أنّ تعليمات مشددة لدى قوات الجيش العراقي باحتجاز أية دورية شرطة تعتقل عراقياً، ولا تحمل معها أوراقاً ثبوتية تؤكد أنّ الأشخاص المعتقلين لديها تم اعتقالهم بموجب مذكرة رسمية.

هذا وعُثر خلال الأشهر الستة الماضية على العشرات من الجثث، كان أغلبها لعراقيين من العرب السنة، يجري اعتقالهم من قبل قوات ترتدي زي عناصر وزارة الداخلية، ليُعثر على جثثهم بعد ذلك، وقد تعرضت لتعذيب وحشي.

وكانت أوامر قد صدرت للجيش الأمريكي في وقت سابق بإطلاق النار على تلك الفرق السيارة، التي تقوم بعملياتها تحت جنح الظلام، بعد أن يبدأ سريان مفعول حظر التجوال. إذ يُعتقد أنّ تلك الفرق تنتمي الى ميليشيات محسوبة على بعض الأحزاب وعلى وزارة الداخلية، الأمر الذي دفع بالعرب السنة إلى المطالبة في أكثر من مناسبة باستقالة وزير الداخلية بيان جبر، المعروف باسم باقر جبر صولاغ.}