الـــــعـــشــق

[الحقاق]

العشق ماهو وما حقيقته .
ذكر أبن القيم الجوزيه رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين عن العشق ( فالذي عليه الأطباء أنه مرض وسواسي شبيه بالماليخوليا ، يجلبه المرء إلى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور والشمائل ، وسببه النفساني الاستحسان والفكر ، وسببه البدني ارتفاع بخار رديء إلى الدّماغ عن منّي محتقن ، ولذلك أكثر ما يعتري العزّاب ، كثرة الجماع تزيله بسرعة ).

ويقول الفلاسفه عن العشق :-

طمع يتولد في القلب ويتحرك وينمي ، ثم يتربى ويجتمع إليه مواد من الحرص ، وكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج والتمادي في الطمع والحرص على الطلب، حتى يؤديه ذلك إلى الغمّ والقلق ، ويكون احتراق الدم عند ذلك باستحالته إلى السوداء والتهاب الصفراء وانقلابها إليها . ومن غلبة السوداء يحصل له فساد الفكر ومع فساد الفكر يكون زوال العقل ورجاء ما لا يكون وتمنّي ماا لا يتم حتى يؤدي إلى الجنون ، فحينئذ ربّما قتل العاشق نفسه ، وربما مات غمّا ، وربما نظر إلى معشوقه فمات فرحا ، وربما شهق شهقة فتختنق روحه فيبقى أربعة وعشرين ساعة فيظن أنه قد مات ، فيدفن وهو حي ، وربما تنفس الصعداء فتختنق نفسه في تامور قلبه ، وينضم عليها القلب ولا ينفرج حتى يموت ، وتراه إذا ذكر له من يهواه هرب دمه وستحال لونه .

ويقال ان العشق إفراط في الهوى وتحكيم للعاطفه وتعطيل لدور العقل وقيادته مما يقود إلى الجنون أحيانا والجنون فنون .

حكايات عن العاشقين

حكي عن حبيب بن خالد الواسطي قال :- دخلت يوما على علي بن هشام فوجدته باكيا ، ذاهب النفس ، فأنكرته وسألته عمّا دهاه فقال :- إعلم أني مررت الآن بالخريبة ، فرأيت مجنونا مصفدا بالحديد يتمرغ في التراب ويقول :-

ألا ليت أن العشق يعشق مرة *** فيعرف ماذا كان بالناس يصنع
يقولون : خذ بالصبر إنك هالك *** وللصبر مني في مصابي أجزع

قال أحد العاشقين :-

قالت :- جننت على رأسي فقلت لها :- *** العشق أعظم مما في المجانين العشق ليس يفيق منه صاحبه *** وإنما يصرع المجنون في الحين

ومن ألطف ما قيل في العشق

قال ابن الصائغ :-

سأكتم ما ألقاه يانور ناظري *** من الوجد كيلا يذهب الأجر باطلا

وقال المسعودي شارح المقامات :-

قالت عهدتك تبكي *** دما حذار التنائي
فلم تعوضت عنها *** بعد الدماء بماء ؟
فقلت ما ذاك مني *** لسلوة أو عزاء
لكن دموعي شابت *** من طول عمر بكائي

دواء العشق

قد جعل الله سبحانه وتعالى لكل داء دواء ، ويسر الوصال إلى ذلك الدواء شرعا وقدرا ، فمن أراد التدواي بما شرعه الله له ، واستعان عليه بالقدر وأتى الأمر من بابه صادف الشفاء ، ومن طلب الدواء بما منعه منه شرعا وإن امتحنه به قدرا فقد أخطأ طريق المداواة ، وكان كالمتدواي من داء بداء أعظم منه .

وفي حديث طاؤس عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "" لم ير للمتحابين مثل النكاح "".

وقد أتفق رأي العقلاء والأطباء وغيرهم في مواضع الأدوية أن شفاء هذا الداء في التقاء الروحين والتصاق البدنين . وقد روي مسلم في صحيحه من حديث أبي زينب فقضى حاجته منها وقال :"" إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا رأي أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه .

والحديث عن العشق يطول وأقوال العلماء فيه اطول .

null

عــن الصداقه

لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي . الرجل على دين خليله ، فلنظر أحدكم من يخالل.

والصدق يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة . إن الصدق طمأنينة والكذب ريبة .



الحقاق