سلسلة دراسات في خطاب الشيخ أسامة بن لادن الأخير /1

[ميثلوني في الشتات]

سلسلة دراسات في خطاب الشيخ أسامة بن لادن الأخير
================================================== =
الحلقة الأولى
(1) تقديم : أهمية وفوائد الخطاب (رغم كل الأسباب التي وضعها منتقدوه) :
تباينت أسباب منتقدي الخطاب بين الإشفاق عليه من اشتداد الطلب الأمريكي له أو التمني بأن تستمر مسألة حياة الشيخ أو موته لغزا لا يتمكن الأمريكيون من حله أبد الدهر أو الإشفاق مما قد يصيب من خلفه من الأمة من جراء ازدياد السعار الأمريكي ، وبين الغل والحقد الذي ظهر واضحا ممن أملوا بانتهاء الجهاد بموت الشيخ وإن تلبس كل ذلك بادعاء الحرص على مصلحة الأمة وإنهاء الحرب وصولا لانتهاء أزمة الإرهاب المفتعلة برمتها ، وسواء كان دافع هذا الغل والحقد كفرا ونفاقا بالاصطفاف في الطابور الأمريكي عقيدة وسلوكا ، أو حسدا وغيرة مما لمواقف الشيخ من تأثير تجاوز الحدود والعقائد ليصل لكل دعاة الإنسانية و التحرر من التسلط و الهمجية الأمريكية فإن منطقهم في النقد وتغليفهم له واحد .
ويأتي هذا الخطاب رغم ذلك حاسما واضحا لا لبس فيه ولا مواربة ، فهو يثبت للعالم أجمع الحقائق التالية :
1- فشل وتخبط الإعلام الأمريكي مع استمرار الشيخ في إدارة دفة الصراع الإعلامي بامتلاكه توقيت موعد ضرباته الإعلامية التي تثبت للعالم كذب العدو.
2- المأزق الأمريكي في هذه الحرب ، وبحث العدو عن أي نصر يسوّقونه لشعبهم ليحس بنتائج الحرب التي يدفع ثمنها وللعالم لمزيد من خنوعه وخضوعه لأمريكا.
3- وضوح الرؤيا للحرب وثيات الشيخ على مواقفه المتحدية لأمريكا.
4- وحدة الصف المجاهد عربا وعجما.
5- صلابة المسلمين في المواجهة والتصدي للعدوان مهما كانت موازين القوى ، وهذه تعتبر بحق أكبر حركة دعوة للإسلام لانتشار الإعجاب الشعبي على مستوى العالم أجمع بمواقف الشيخ ، ولما له من أثر بالغ على الناس وخصوصا أولئك الذين لم يسمعوا بالإسلام من قبل ولا يجبهم الصلف الأمريكي.
6- إذكاء روح الجهاد عند المسلمين وتذكيرهم بحقائق دينهم الغائبة عن أذهانهم ، مع ضرب المثل الأعلى في التضحية والفداء.
7- الإصرار على الطرح القوي لقضايا المسلمين وبالأخص القضية الفلسطينية وذلك بالأسلوب الذي تفهمه أمريكا ويفهمه العالم مستفيدا في ذلك من الانتشار والقبول العالمي لخطابه شعبيا.
لهذه الفوائد كلها كان الخطاب ضربة موفقة من الشيخ البطل ستبقى آثارها تتفاعل حتى يأذن الله بنصر مبين من عنده ، ولهذا أيضا كانت لنا مع هذا الخطاب هذه الدراسة المتواضعة التي لن نستطيع من خلالها إعطاء الشيخ ولا خطابه هذا حقهما كاملا فهي على أي حال تبقى مجرد محاولة على الطريق بانتظار تفاعل القراء معها.
وستكون هذه الدراسة على شكل حلقات متتابعة حسب المواضيع التالية ، آملا أن يسهم هذا التوزيع في تنظيم النقاش حولها بالتحديد الذي يحصر موضوع البحث ويمنع التشعب والخروج عنه :
(1) مقدمة : أهمية وفوائد الخطاب (وهي ما تم طرحه هنا في الحلقة الأول).
(2) طبيعة الحرب : أهدافها , وصفها , وحقيقة ربطها بفلسطين.
(3) البعد الرابع للقضية الفلسطينية : البعد العالمي الإنساني ، وتشبيه المعتدين بفرعون .
(4) حق المسلمين في الدفاع عن النفس (مثال النعجة).
(5) فن حرب المجاهدين في الدفاع عن أفغانستان.
(6) التفريق بين إرهابين.
(7) نهاية أمريكا القريبة.
(8) استكانة الأمة و واقعها.
(9) قصة الأخدود .
(01) هشاشة الجندي الأمريكي.
(11) قصيدة الشيخ.
=================================================

(2) طبيعة الحرب : أهدافها , وصفها , وحقيقة ربطها بفلسطين.
{ فقد اتضح بجلاء أن الغرب عامة وعلى رأسه أمريكا تحمل من الحقد الصليبي على الإسلام ما لا يوصف ، والذين عاشوا هذه الأشهر تحت القصف المتواصل من الطائرات يعلمون ذلك حق العلم}
فهي : حرب صليبية
هدفها : تدمير الإسلام
وأداتها : إبادة المسلمين وتدمير قراهم وقواتهم تمهيدا لتمكين الخونة والعملاء ووصولا لنزع الإسلام من قلوب الناجين من قصفهم
وصفتها : الجبن والغطرسة بالقصف من ارتفاعات شاهقة لتدمير كل شيئ
أما مبرراتها : فهي أوهى من بيت العنكبوت ، فهي كما يقر الشيخ بوضوح لا لبس فيه مجرد شبهة لو كانت ضد غير المسلمين لكان الرد مختلفا تماما
وربطها بفلسطين : وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشيخ قد ذكر بجلاء ما يشير إلى أن مأزق يهود بعد انتفاضة الأقصى قد شكل الدافع الرئيس لهذه الحرب ، حيث يدعم قوله : { فلما من الله على المجاهدين العرب أن ينصروا المستضعفين في فلسطين أولئك الأطفال الأبرياء غضبت أمريكا وقلبت ظهر المجن لكل من قاتل في أفغانستان} تلك التحليلات التي وضعت في أهداف أمريكا ( بل قل أسبابها) لشن هذه الحرب إجهاض الجهاد الفلسطيني بفتح جبهة أخرى في العالم الإسلامي تصرف انتباهه عن جرائم يهود ويتم من خلالها وضع أسس حرب الإسلام تحت مسمى الإرهاب ، ولتكون أيضا أداة قياس لردة فعل الأمة الإسلامية ، فإن مررت هذه الحرب بمسوغاتها على من هم من خلف الأفغان من أمة الإسلام كان من اليسير بعد ذلك توسيع دائرتها تدريجيا لتشمل المجاهدين في فلسطين
وهذا ما نراه بجلاء اليوم بعد أن تمت خطوات إدراج حماس والجهاد ضمن المنظمات الإرهابية ، ثم ممارسة الضغط على تحالف الشمال الفلسطيني العرفاتي ليقوم بالدور ذاته في خوض الحرب الصليبية نيابة عن أمريكا ويهود ليجهض انتفاضة الأقصى المباركة

[ميثلوني في الشتات]

للرفع لعله يجد مهتمين