قصص حب الملتزمات

[روان الخطيب]

حجاب شرعي.. ووجه مطرق خالي من مساحيق التجميل.. ولكن القلب لا يستطيع أن يكف عن الخفقان! نعم.. فمهما كانت درجة التزامها لا يمكنها أن تمنع قلبها من الحب.. أو على الأقل من انتظار الحب...
ولكن كيف يؤثر تدين الفتاة على شكل هذا الحب؟ هل يدعمه ويحصنه.. أم إن المحبة الملتزمة لا تجني من التزامها إلا المزيد من الآهات والدموع؟!!

قصة لإحدى الأخوات : اخطبي لنفسك!

و لأن حب الملتزمات عادة ما يبدأ من طرف واحد، ولا يعرف الشاب شيئاً عن مشاعر الفتاة، فتكون النتيجة غالباً هي الفشل، فهناك من قررن الإعلان عن هذا الحب علي أمل الوصول إلى الزواج في النهاية، تحت شعار "اخطبي لنفسك و لا تترددي" أسوة بالسيدة خديجة (رضي الله عنها).
ومن هذه الجريئات فاطمة، التي قررت أن تضع حداً لتعلقها بزميلها في الجامعة بصراحة وشجاعة.. والتزام...
تقول: "أول ما دخلت الجامعة انبهرت جداً بالاختلاط السائد بين الشباب و الفتيات، ولكن الحمد الله لم يدم هذا الانبهار طويلاً بفضل التزامي. ولكن بعد فترة أعجبت بزميل لي في الكلية، وكنت ألاحظه عندما يتحدث مع أصدقائه في الدين، و آراه عندما يذهب إلي الصلاة بمجرد سماعه الأذان. كانت شخصيته والتزامه هما سر إعجابي به.. فقررت أن أعلن له عن هذا الإعجاب
وبالفعل ظللنا لفترة قصيرة نتراسل علي الانترنت، ولكن بعد أن شعرنا أن ما نفعله ليس صحيحا اتفقنا على وقف أي شكل من الاتصال بيننا حتى ننهي دراستنا ونرتبط بشكل رسمي. وكل ما أتمناه هو أن يتوج حبنا بالزواج، وألا نلاقي عقبات من أهلنا."
وإذا كانت فاطمة لا تزال تحيا في ظل الأمل بأن تنجح قصة حبها و"شجاعتها"، فإن هايدي رغم لإقدامها وإصرارها على أن تخطب لنفسها لم تمنى إلا بالفشل بسبب تعنت أهلها. وتحكي لنا قصتها قائلة: "تردد الكثيرين لخطبتي، ولكن لأني ملتزمة و الحمد لله كان لي شروط لا يمكن التنازل عنها في شريك حياتي، لم تتوفر في أي من هؤلاء العرسان. فقررت أن أبحث بنفسي عمن أريد...
كانت الوسيلة المتاحة لي هي الانترنت. وبالفعل تعرفت علي شاب ملتزم عن طريق أحد المواقع المتخصصة لإيجاد شريك الحياة. أعجبنا ببعضنا جدا وتقدم لخطبتي. ولكن لم تدم خطبتنا أكثر من ستة أشهر ثم انفصلنا بسبب امي التي أثقلته بالطلبات المادية المبالغ فيها."
يعني في النهاية تأبى الدموع والآهات أن تفارق العاشقات (الملتزمات).. إلا نادراً. ولكن من السبب في هذا؟ هل هو انغلاق المتدينة على نفسها وانعزالها عن مجتمعها، أم في أسرتها التي تبالغ في الشعور بقيمتها و(ثمنها)، أم في الشاب الذي سيطرت عليه صورة روبي ونانسي عجرم فلم يعد يرى غيرها؟ أم إن الأمر كله محض مبالغة منا، والدنيا لسة بخير؟؟! شاركونا الرأي...

وقصة أخت أخرى : أخجل من الدعاء!

أسماء سعيد، 21 سنة، تخجل في حبها حتى من خيالها!! تقول لنا "كان يوم شعرت انه يوم ليلة القدر و خجلت كثيرا و احمرت وجنتي و استغرقت فتره حتى استجمع أفكاري و أركز في ما سأطلبه من الله في هذا اليوم المبارك.. فأمنيتي اعرفها جيدا.. و لكن كيف سأدعو الله بها؟..
أنا لا أتمنى غيره منذ رأيته. صورته متمركزة في خيالي، كلامه يرن في أذني. عندما أدركت شخصيته أحسست أنني سأكون أسعد إنسانة إذا أصبح من نصيبي..و لكنني لا أملك إلا الدعاء.. و حتى هذا الدعاء اخجل منه."!!
وإذا كانت أسماء على الأقل قد فكرت في الدعاء، فإن سارة لم تحرك ساكنا.. إلى أن وصلتها دعوة زفافه.. على أخرى.. وتقول: " كان صديق أخي ويتردد علينا كثيرا، و كان مثال للشخص الملتزم. وكنت أنا في البداية غير ملتزمة أو محجبة، ولكن بعد فتره التزمت وارتديت الحجاب. ومع الوقت تعلق قلبي به من كثرة كلام أخي عنه وعن أخلاقه، فأصبحت أتمناه من كل قلبي...
وجاء اليوم الذي انتظرته طويلاً، عندما طلب من أخي أن يبحث له عن عروس!! وطار قلبي من الفرح من فرط سعادتي بهذا الخبر، إلا انه انفطر حزنا عندما لم يذكر اسمي قائمة المرشحات المليئة بأسماء صديقاتي. ولكنني عرفت مدي معزتي في قلبه عندما وجه لي دعوه

لحضور زفافه."!!!
لا والله فيه الخير فعلا!!!