نهر الدم لن يجف في مواسم الحج ..

[سعيد مشاري]

إن تكرار الحوادث الدامية في كل موسم حج يبدو أنه لن يتوقف ونهر الدم لن يجف أبداً مادامت الفتاوى والاجتهادات الوهابية المتشددة قائمة ، ومادام سوء التنظيم في إدارة شؤون الحج والعمرة وتكرار الإهمال من قبل الإدارة السعودية مستمراً .
إن الإهمال المتكرر أعاد إلى الأذهان السؤال الذي يتردد مع كل حادثة جديدة لماذا لا يتم إحالة أمر تنظيم وإدارة ورعاية المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة إلى أيدي ممثلين من الأمة الإسلامية ، علماء وقادة ونخبة واعية متفقهة في أمور الدنيا والدين ؟
إن الوهابيين يريدون الانفراد بالإشراف على الأماكن المقدسة وحدهم دون سواهم لما تدر عليهم مواسم الحج من أرباح طائلة تقدر بمليارات الدولارات .
مع العلم أنهم يبخلون بالصرف على الخدمات العامة في الحرمين الشريفين رغم الأرباح الطائلة التي يحصلون عليها في كل موسم حج وعمرة .
يتضح ذلك من إهمالهم لإقامة طرق جديدة تسهل من حركة الحجاج والمعتمرين ، وكذلك عدم بناء التوسيعات وخاصة في جسر الجمرات الذي يموت عليه مئات الحجاج في كل موسم حج وإصابة العشرات بجروح بالغة وخطيرة .
إضافة لذلك الفتاوى التي يصدرها الوهابيون بأن رمي الجمرات بعد الزوال فقط ، الأمر الذي يؤدي إلى تدافع الحجاج فوق جسر الجمرات في وقت واحد ويحدث سقوط المئات من القتلى والجرحى .
من هنا يتحمل الوهابيون المسؤولية الكاملة أمام البلدان الإسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي عن إصدار تلك الفتاوى التي سببت في مقتل الحجاج .
فالحجاج أتوا ليحجوا لا ليموتوا فوق جسر الجمرات .. لابد من وقفة إسلامية جادة لتدويل المقدسات الإسلامية ووقف نهر الدم الذي يجري في كل موسم حج .