مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-04-2005, 09:16 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي الحجاز عشية ظهور الاسلام

الحجاز عشية ظهور الإسلام

ذهب الكثير من الباحثين على تسمية هذا العصر بالعصر الجاهلي ، وذهبوا إلى القول بأن الجاهلية هي (عصر الجهل والهمجية ) . بيد أن الحقيقة خلاف ذلك ، فالجاهلية في المعنى الصحيح (هي ذلك العصر الذي لم يكن لبلاد العرب فيه ناموس وازع ولا نبي ملهم ولا كتاب منزل) .

فالجاهلية (مجتمع) يقوم على عصبية قبلية ضيقة .. يحول الأفراد الى (نسخ) متكررة كالأشياء .. وضعف ظاهرة تقسيم العمل في هذا المجتمع ، قد جعلت من أفراده ( كما) و (أعدادا) و(صورا) متشابهة .. تخضع خضوعا استبداديا ل(قيم المجموع) .

فمن الخطأ أيضا أن نستحي بتاريخنا العربي ، و كأنه مظلم وجاهلي ، فهي ثغرة ينفذ منها الشعوبيون ، ليبينوا أن الانتصارات العلمية والفلكية والأدبية ، انما جاءت نتيجة الاحتكاك بهم .. وأن الحضارة التي وصلت لها الدولة العربية الإسلامية ، هي بفضل هؤلاء الشعوبيين ذوي الماضي التليد !. وليس بفضل هؤلاء الأعراب الجهلة الذين يعترف بجهلهم أبناء أمتهم !.

نحن وريثو حضارة الرافدين ووادي النيل واليمن السعيد ، وحتى العصر الجاهلي الذي كان يسود الحجاز عشية ظهور الاسلام ، لم يخلو من تجلي حضاري هو الآخر .. ولغة القرآن الكريم الذي أنزله الله على هؤلاء القوم، توحي بأنهم كانوا على درجة كبيرة من المعرفة والرصانة اللغوية .. كما أن إدارتهم لمجتمعهم في خضم الصراعات على أطراف الجزيرة توحي هي الأخرى بمقدرتهم على التعايش باطمئنان مع الآخرين .

وبالرغم من أن المجتمع الجاهلي كان يشكو من تناقضات أساسية تتمثل ب:
أولا: التجزئة والانقسام والتناحر والتشتت وطغيان التناقضات الثانوية التي غذاها الصراع القبلي .
ثانيا: التخلف الفكري والروحي ، المتجلي في الوثنية . والتخلف الحضاري ، تجاه الإمبراطوريات المجاورة . والتخلف الاجتماعي الذي كان ماثلا في بعض العادات والتقاليد الاجتماعية ، بين طبقات التجار الكبار والتجار الصغار والصعاليك والعبيد .

وكذلك أشكال التبعية السياسية والنفوذ الأجنبي وأحيانا الاحتلال لبعض أجزاء الجزيرة العربية ، ومحاولة السيطرة الكلية عليها .. وهكذا فنحن لا نستطيع ان ندرك المعنى الحقيقي للثورة العربية الاسلامية من دون ان نستوعب وحدة هذه المتناقضات وكيف تطورت صراعاتها حتى انفجرت ، فأخذت ثورة الاسلام معنى التركيب الجديد المتجاوز لمتناقضات هذا الواقع .

بالرغم من هذا الوصف الذي يبرر التنصل من ذكر هذه الحقبة من تاريخ الأمة العربية ، واذا اضطر الى ذكرها ، فانها توسم بالجاهلية .. بالرغم من هذا فقد بدأت منذ مطلع القرن السابع الميلادي تظهر مرحلة جديدة نوعية ، من مراحل تطور المجتمع العربي .

فقد كانت مقاومة قبيلة (بكر) لملك الفرس في معركة ذي قار ، تعبيرا عن ملامح الاستعداد لبدء مرحلة جديدة في مقاومة التحديات الخارجية ، يتجاوز من خلالها المجتمع العربي انقساماته وصراعاته الثنائية .

وكانت الدعوات التي عبر عنها شعراء ، مثل زهير بن أبي سلمى ، بمثابة خطاب فلسفي يبين أصول الحياة ، دون نزاع بين الأشقاء . كما أن الصراع الديني قد وصل داخل المجتمع الى درجة شهدت معها نجران المسيحية ، مجزرة على يد الملك (ذي نؤاس) الذي حاول تهويد أهلها بالقوة فحفر أخدودا و أشعل فيه النار وقذف بعشرين ألف من المسيحيين فيه ليموتوا حرقا .

وبعد أن انتقل المركز الحضاري الى مكة في وسط الجزيرة ، وتعزز دورها الاقتصادي والاجتماعي ، عندها بدأ مجتمعها ، يتحول الى (نواة دولة) . وعندها أخذت أسواقها ، تشكل بؤرة حضارية في وسط الصحراء .. فمنذ زعامة (قصي بن عبد شمس) ، بدأ عهد جديد ، بالنسبة الى قريش والى مجتمع مكة .. فأصبح الى جانب الكعبة ، دار الندوة يديرها (الملأ) ، الذي كان أشبه بمجلس الشيوخ ، لا يدخله من لم يبلغ الأربعين عاما .

وكانت الصفوة المتزعمة (حكومة العشرة) التي كانت تمثل بطون قريش ، وتوزعت مهماتهم على النحو التالي :

1ـ بنو هاشم ـ سقاية الحج(وزارة الري) ويمثلهم العباس ابن عبد المطلب .
2ـ بنو أمية ـ الراية ( الحرب) ويمثلهم أبو سفيان .
3ـ بني نوفل ـ الرفادة(التموين) يمثلهم الحارث بن عامر .
4ـ بنو عبد الدار ـ السدانة والندوة يمثلهم عثمان بن طلحة .
5 ـ بنو أسد ـ المشورة العليا (المحكمة) يمثلهم يزيد بن زمعة الأسود.
6ـ بنو تميم ـ الرايات والغرم (العدل) ويمثلهم أبو بكر الصديق .
7ـ بنو مخزوم ـ القبة و الأعنة (الجيش) ويمثلهم خالد بن الوليد .
8ـ بنو عدي ـ السفارة (الخارجية) ويمثلهم عمر ابن الخطاب .
9ـ بنو جمح ـ الأيسار (الكهانة) ويمثلهم صفوان بن أمية .
10ـ بنو سهم ـ الأموال الموقوفة (الأوقاف) الحارث ابن قيس .

وهكذا فان الاسلام لم ينطلق من الصحراء ، بل من المدن التجارية التي تقع على مفارق طرق القوافل المحاطة بالصحراء .. فالرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، كان ينتسب الى سكان المدن (الحضر) ، أي الى مجتمع قريش الذي كان يشكل في مطلع القرن السابع الميلادي نقطة (تواصل وتقاطع) في الوقت نفسه ليس من مظاهر الحياة القائمة داخل الجزيرة العربية وحسب ، بل ومع المجتمعات المحيطة به أيضا .

فلأول مرة في حياة العرب تظهر (فكرة ثورية ) ، تمثل أرقى ما وصل اليه التطور الروحي والنظرة الاجتماعية الإنسانية ، والمنظور الحضاري المتفتح ، وتتصدى لأعمق ما في المجتمع العربي في تلك المرحلة ، من تناقضات أساسية، وتنقل هذا المجتمع من موقع هامشي في المسيرة الحضارية الى موقع مركزي ، تنطلق منه جنود (الرسالة العربية الإنسانية) الى جميع القارات وجميع الشعوب.

لقد صدق من قال ملخصا هذا التحول بقوله (لقد حشدت الأمة العربية ـ بعون الله ـ كل قواها فأنجبت محمدا) ولكن محمد عليه الصلاة والسلام ، وبعون الله ، بدوره قد ( حشد كل قواه فأنجبها من جديد ) . فقد أصبح (محمد كل العرب) وأصبح كل عربي جزءا منه ومن ثورته و من رسالته .

لقد أشار (غابريلي) لحقيقة بقوله ( كان محمد ، شأن ثوار العالم ومصلحيه العظام ، عميق الجذور في وطنه ، فقد كان للعامل القومي ، ولصلة محمد بشعبه وأمته دور كبير في حركته ، لأن الرسول كان يولي العامل القومي أهمية بارزة.. فمنه استمد كثيرا من مواقفه) ويضيف (فقد دخل مكة بعد انتصاره مخلصا ، و أنقذها من الشرك بالله ، دون ان يهدمها او يحطم مجدها القديم ، بل وأعاد لها دورها وجدد مكانتها عندما أوجد أمة عظيمة بعثها من جديد ونشر رسالتها على العالم).

و على الصعيد الروحي ، حل إيمان واضح وقوي باله واحد ، حسم مرحلة بكاملها ، إذ بالرغم من الاتجاه التوحيدي في اليهودية والمسيحية ، قد كان معاصرا لدعوة الرسول العربي الكريم ، إلا ان مفهوم ربوبية الله كاله حقيقي واحد ( يحل محل الآلهة الأخرى) لم يتكون إلا مع الاسلام.

وعلى ضوء ذلك ندرك لماذا استقبل أسقف دمشق عام 635م ، ثم أسقف القدس وفلسطين (سوفرونيوس) عام 638م ، وكذلك أسقف انطاكيا ، الانتشار العربي الإسلامي ، ولماذا قام الموحدون العرب المسيحيون ، جنود القائد البيزنطي ( ساسلار) بقتله ، والمناداة بسقوط الإمبراطور البيزنطي ، والوقوف الى جانب الجيش العربي ، خلال معركة اليرموك عام 636م .. وهم الذين كانوا ينادوا بفكرة الوحدة بالله ، بدلا من تعدد الأقانيم ، (الله ـ المسيح ـ الروح القدس) .. وكذلك فان الاسلام الذي لم ينسف ما سبقه من الرسالات السماوية .

إذ أن عبارة ( وقد جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل ) قد تكررت ثلاثة عشر مرة في القرآن الكريم . وهذا مما حدا بالمؤمنين من الأديان الأخرى والموحدين بالله عز وجل ، أن ينضموا لهذا الدين الجديد ويكونوا عونا له .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م