مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-07-2006, 10:07 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي صقر القوقاز ....[حسين بن محمود]


صقر القوقاز ....[حسين بن محمود] 14 جمادى الآخر 1427هـ

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

صقر القوقاز


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم ذو الجلال والإكرام لا إله إلا هو سبحانه .. ثم الصلاة والسلام على خير الأنام المبعوث بالحسام محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه الكرام .. أما بعد ..

الشيشان جزء من منطقة القوقاز (القفقاس) وهي المنطقة الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود. وتضم منطقة القوقاز الآن كلاً من : أذربيجان وأرمينيا وجورجيا (وهذه تشكل جنوب القوقاز وهي مستقلة عن روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991 ، وأكثر سكانها نصارى) ، والشيشان وداغستان وأوستيا الشمالية وأنغوشيا وشركيسيا (بلاد الشركس) ، وهذه المناطق تشكل شمال القوقاز ، وتعدها روسيا جزء من الاتحاد الروسي الخاضع لسلطة موسكو ، وأكثر سكان شمال القوقاز مسلمون .

إن قضية الشيشان وعرة وعورة جبالها وغاباتها الكثيفة ، هذه البقعة الصغيرة في وسط القوقاز التي استعصت على الغزاة طوال تاريخها القديم ، ذلك التاريخ الذي علّم أبنائها معنى الحرية والإباء .. تلك الجبال التي رسمت على محيا سكانها صورة الهمة والسؤدد والعلياء ..

شعب قليل الكلام قليل الضحك كثير الفعال أبيّ ذو أدب عظيم ونجدة وكرم وغيرة على الشرف والعرض لا تضاهى .. لم يستطع المسلمون الذين فتحوا الدنيا وتغلبوا على الشعوب التي حول الشيشان أن يُخضعوا أهل الشيشان ، حتى أتى فتح القلوب على يد جيرانهم من الداغستان في القرن السابع عشر الميلادي فدخل الشيشانيون طوعا في الإسلام وصار رجالهم من أشد المسلمين تمسكا بالدين وحمية له ومن أشدهم عصبية في القوقاز .. لقد كان الشيشانيون أشداء في جاهليتهم الوثنية فصاروا من أشد المقاتلين في القوقاز ضد قياصرة الروس ثم البلاشفة الشيوعيين - الذين أقفلوا المساجد ومنعوا الصلوات فيها فاتخذ الشيشانيون بيوتهم مساجد – ثم ضد الروس "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا" ..

يذكر التاريخ الإمبراطورة كاترينا الثانية قيصرة روسيا ، ويذكر فعالها وحربها الشرسة ضد المسلمين خاصة ، ويذكر احتلالها لبلاد الإسلام وقتلها الملايين من المسلمين بطرق يندى لها الجبين ، هذه الإمبراطورة التي اجتاحت جيشوها البلاد الإسلامية حتى وصلت أرض الشيشان لتلقى الإمام "منصور الشيشاني" في انتظارها ليذيقها الهزيمة تلو الأخرى على مدار تسع سنين حتى تم أسره وقتله رحمه الله وطيّب ثراه ، فكان حنق الروس على الشيشان - الذين أوقفوا زحفهم على العالم الجنوبي - شديا يكاد لا يوصف ..

لم يفق الروس من سكرتهم ونشوتهم وحنقهم حتى حمل الراية القوقازية الإمام "غازي محمد ملا" وقاد الداغستانيين والشيشان لأربع سنوات كانت جحيما على الروس مشى فيها – رحمه الله – على خطى سلفه الإمام منصور في رفع لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله ..

وبعد الإمام "غازي" رحمه الله ، كانت القوقاز على موعد مع رجل من رجالات التاريخ العظام ، رجل يعرفه العدو قبل الصديق ، رجل كان له الفضل – بعد الله – في توحيد الشيشان بالداغستان وأجزاء من القوقاز في دولة إدارية واحدة وبجيش إسلامي واحد ، ذلكم هو القائد المجاهد والعبقري الفذ "الإمام محمد شامل" - رحمه الله وطيب ثراه - الذي أدار البلاد بالحكم الإسلامي وقارع الروس ثلاثين سنة أذاقهم فيها الويلات تلو الويلات حتى طردهم من معظم شمال القوقاز بعُدّة بسيطة وعدد قليل من الرجال الأفذاذ ..

جن جنون الروس بعد تلك الهزائم المتكررة على يد هذا البطل الفذ ، فجمعوا له مائتي ألف جندي (ثلث الجيش القيصري) وجاسوا خلال القوقاز يقتلون الكبير والصغير والرجل والمرأة ويفعلون ما تعجز الأقلام عن وصفه من الجرائم النكراء ، وأمام هذه الجحافل الجرارة المدججة بالسلاح اضطر أبناء القوقاز قبول هزيمتهم فاستسلم الشيشانيون ، وكان بقية القوقاز تبع لهم ، فدمر الروس بلادهم وأحرقوا مساجدهم وشردوا سكان الشيشان ونفوهم في البلاد ، وهاجر أكثرهم ..

عانى الشيشانيون بعد الإمام شامل من الإحتلال والتعذيب والتشريد والحروب والشد والجذب والتطهير العرقي المستمر ، وقاموا بثورات ورفعوا راية الجهاد مرات عديدة في وجه الروس القياصرة والبلشفية مما زاد من حنق الروس عليهم ، وقام ستالين بتهجير أكثر الشعب الشيشاني إلى سيبيريا فمات كثير منهم بسبب البرد والجوع ، وكان ممن هُجّر أسرة دوداييف الذي عاد ابنها ليصنع مجدا للقوقاز ..

بعد أن استقرت أسرته في الشيشان أخيرا ، وبعد أن أتم دراسته العسكرية وخدمته في الجيوش السوفييتية : عاد الجنرال جوهر دوداييف (الحاكم العام العسكري لمنطقة البلطيق وقائد سرب القاذفات النووية الإستراتيجية في الإتحاد السوفييتي السابق) إلى بلاده الشيشان - بعد أن استقال من منصبه لرفضه الأمر الروسي بقمع دول منطقة البلطيق - ليحضر مؤتمرا شعبيا شارك فيه 1500 مندوب شيشاني ، فيجمع الحضور على توصية بإجراء إنتخابات شيشانية لاختيار رئيس للشيشان ..

جرت الإنتخابات في يوم السابع والعشرين من أكتوبر عام 1991 واختير دوداييف رئيسا بنسبة 85% في انتخابات حرة تحت رقابة 23 دولة ، ليُعلن استقلال الشيشان من روسيا بعد حرب دامت أكثر من مائتي عام ضد الروس ، وليعلن إسلامية الدولة وتطبيق الشريعة فيها ، الأمر الذي جعل الروس يجمعون قواهم ويبدؤون حربا أخرى ضد المسلمين الشيشان كانت بدايتها يوم 11 ديسمبر 1994م ، أي بعد ثلاث سنوات من استقلال الشيشان ..

يعزو البعض هذه الحرب لأسباب اقتصادية : وذلك أن الشيشان غنية جدا بالنفط إلى حد أن منابع النفط تظهر على سطح الأرض تلقائيا (كما في الكويت) ، هذا عدا الكبريت والغاز وعدد من الثروات المعدنية الأخرى .. وآخرون يرون أن الحرب سياسية نظرا لعدم رغبة الروس في تفشي عدوى الإستقلال إلى بقية الإمارات الإسلامية في القوقاز وآسيا الوسطى ، والحقيقة أن البعد الديني والإقتصادي والسياسي والتصميم الشيشاني والعنجهية الروسية كلها أسباب متراكمة لهذه الحرب ..

دخل الروس الشيشان وأعلن جنرالات الجيش الروسي أن أمر إخضاع الشيشان سيأخذ بضعة أسابيع فقط ، ولكن القوم تجاهلوا تاريخ هذا الشعب الصغير العدد الكبير العمل ، وتناسوا – ولم ينسوا – ما فعل بهم الإمام منصور والإمام غازي والإمام شامل الأول ، تناسوا مائتي سنة من الحروب الطاحنة التي هلك فيها مئات الآلاف من الروس المحتلين ، تناسوا كل هذا – ولم ينسوا – ليُعلنوا هذه التصريحات الهزيلة الدعائية التي تمزقت لحظة مساسها بنار الشيشان الملتهبة ..

ظهر الرئيس الشيشاني جوهد دوداييف كعقلية عسكرية من الطراز الأول ، فقد ألحق بالروس هزائم ساحقة رغم تفاوت العدد والعدة والقدرات ، وكانت خططه العسكرية في مواجهة العنجهية الروسية تحضى بإحترام وتقدير العالم ، فبإمكانيات متواضعة وبقليل من الرجال استطاع أن يصمد أما الروس لسنوات وأن يكبدهم خسائر فادحة ، ولكن الرجل لم يكن بمفرده ، بل كان معه رجال أفذاذ عمالقة ، وكان على رأس هؤلاء العمالقة : القائد الفذ والعبقري الخطير "شامل باساييف" "صقر القوقاز" ، رحمه الله ..

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م