مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-01-2003, 10:10 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي الرومانسية

الرومانسية أتباعها يتلذذون بالألم

منصور المهوس :
19/10/1423
23/12/2002


الرومانسية من المذاهب النقدية الأدبية التقليدية التي تجاوزها الزمن النقدي الذي وصل إلى ما بعد البنيوية والأسلوبية والألسنية وغيرها .
ومع أن الرومانسية قد اندثرت زماناً إلا أن بعض أفكارها لا تزال تلقى قبولاً لدى كثير من الأدباء والشعراء حتى اليوم .
وظهر هذا المذهب النقدي كرد فعل ضد الكلاسيكية ، وكثورة أدبية رمت جانباً قيود الكلاسيكية وقوانينها الثابتة ، ثورة عاتية سادت الحياة الأوربية قرابة قرن من الزمان ، واحتلت حقول الفلسفة والدين والأدب والموسيقى والفن ...
وقد اشتق هذا المصطلح ( رومانسي ) من كلمة [ roman ] وكانت تعني في العصور الوسطى : حكاية المغامرات شعراً ونثراً . وقد دخلت هذه الكلمة الإنجليزية بهذه الدلالة ، ثم أصبحت مصطلحاً يدل على مجموعة الصفات التي تتصف بها بعض الأعمال الأدبية كالعاطفة الشديدة والغرابة ، ثم أصبحت اسماً لمذهب أدبي يضم هذه الصفات (الغرابة والعاطفة الشديدة والحزن العميق ).

وقد ساعد على ظهور هذا المذهب عاملان :
الأول : ظهور تيار فلسفي يدعو إلى الانطلاق في الفكر والتحلل من جميع الضوابط والمفهومات السابقة ، كالتقاليد الاجتماعية والدين ، ويقود هذا التيار فلاسفة منتشرون في أوروبا ، أهمهم ( جان جاك روسو ، وهيجل ، وشاتوبريان ، وشليك ).
والثاني : اضطراب الظروف السياسية والاجتماعية ، وما خلفه هذا الاضطراب من أثر . فقد شهدت أوروبا في هذا القرن أحداثا كبيرة أهمها : الثورة الفرنسية ، والصراع على المستعمرات ، وحروب نابليون بونابرت ، ونتجت عن هذه الحروب اضطرابات اجتماعية ، وبلبلة فكرية ، زادت من حددتها موجات الإلحاد المتزايدة، وانتشر فيهم ما يسمى بـ ( مرض العصر ) وهو إحساس حاد بالكآبة والإحباط .

مبادئها الأساسية بإيجاز :
أولا : رفض المبادئ الكلاسيكية في الأدب عامة ومخالفتها .
ثانيا : ربط الأدب بالعاطفة والوجدان ، وإعلاء المشاعر الذاتية والذوق الفردي ، فمصدر الجمال ومنبع الإلهام هما الذوق والعاطفة ، وليس العقل كما تراه الكلاسيكية . ولذلك هجا أحد المؤسسين للرومانسية العقل بقوله : ( هو منبع الأخطاء ... والسم الذي يفسد مشاعرنا نحو الطبيعة ويقتل الحقيقة التي منبعها القلب ) .
ثالثا : تعظيم شأن الخيال وإطلاق حريته في ارتياد الآفاق التي يريدها . فهو شيء أساسي ؛ لأنهم يعتقدون باستحالة الشعر بدونه ، وإنه الشيء الوحيد الذي يجعلهم شعراء ، وهو عالم الخلود ، وله دور كبير في هروب الرومانسي من الواقع المرعب الذي تضيق فيه أنفاسه من ثقله ووطأته فيهرب إلى عوالم مثالية سحرية بواسطة الخيال . وبذلك يتسنى له الهروب من الواقع ومشكلاته بمختلف تعرجاتها ...
رابعاً : الافتتان بالطبيعة والعوالم الغريبة والأحلام . فهم يعشقون الطبيعة استجابة لعبارة [ روسو] الشهيرة ( عودوا إلى الطبيعة ) ويتبع ذلك هجر المدينة بحثاً عن المتعة والانفصال عن الناس ، فالطبيعة عندهم هي العشيقة والأم الرؤوم . ومن عشقهم للطبيعة جاء عشقهم العنيف للريف وأنه مصدر للإلهام والإبداع والتجلي ؛ حيث الطبيعة البكر والهواء العبق المصفى .
خامساً : التعلق بالحزن والتلذذ بالألم ، واعتباره فلسفة تطهر النفس ، ونشر الإحساس بالكآبة (مرض العصر) !. والشكوى من الواقع والتقاليد الاجتماعية ، مبدين عدم اقتناعهم بالعالم المعاصر ، وقلقهم المستمر المتجذر في مواجهة الحياة ؛ لذا كان الحزن والألم أهم سمة ميزت أدبهم ، ومن خلال الألم نشدوا العظمة والسمو . يقول أحدهم ( لا شيء يجعلنا عظما مثل ألم عظيم ) وكانوا يتمنون الموت في أسعد لحظات حياتهم لشعورهم بأن هذه السعادة لا تدوم ، مما صبغ روحهم وأدبهم بالتشاؤم ، حتى قال أحد النقاد الفرنسيين منتقداً هذا التوجه من المذهب ( لو كان الأدب الرومانسي صورة للمجتمع لكان لزاماً علينا أن نيأس من المجتمع الفرنسي ) .
سادساً:التعلق بمعتقد (تأليهي) غامض ، يجعل محور الديانة الأساسي هو العاطفة والقلب الطيب ، ويقلل من أهمية (الإثم الفردي) ، ويخفف المسؤولية الفردية ، وقد كثرت لهذا السبب في أدبهم صور البغي (المومس) الفاضلة ،واللص الشريف والمجرم الطيب السريرة .
ومن أشهر الأدباء الرومانسيين ( لامرتين ، الفريد دي موسيه ، فيكتور هوجو )في فرنسا والأخوان ( شليجل وهوفمان ) في ألمانيا .

الرؤية الإسلامية للرومانسية:
أولا : يعيش الرومانسي – غالبا – حالة من ( فقد التوازن ) ، وتنقصه الدعامة
الدينية والفكرية والاجتماعية ، لأنه يغرق في ذاتيته ، ويعول على العواطف ، لذلك يعجز في أكثر الأحوال عن التكيف مع مجتمعه ، ويهيم على وجهه في بحر الشك والحيرة والكآبة .
وهذه حالة لا نرضاها للفرد المسلم ، وإذا وقع فيها لبرهة من الزمن ، فلا يمكن أن يستمر عليها ، لأنه يملك رصيدا عقديا كبيرا ، يقدم له الدعامة الفكرية ومقاييس التعامل مع المجتمع ، وأهم ما يقدمه له الطمأنينة الكبيرة التي تحفظه من الحيرة والشك .
ثانيا : إن الرؤية الإسلامية للأدب لا تقبل أن يصطبغ دائما بالحزن والكآبة ، والآلام الرومانسية (مرض العصر) لا تنسجم مع الشخصية الإسلامية ، والإدعاء بأن الحزن فلسفة في الحياة ومطهرة للنفس أمر غير مقبول ، والحزن دون سبب مرفوض في الإسلام ونحن مطالبين بمواجهته
والرسول صلى الله عليه وسلم نموذج عال لمواجهة الظروف الصعبة ، كانت نفسه تمتلئ بالحزن والألم لما يواجهه من عنت المشركين ، فيتنزل عليه الوحي مرة بعد مرة ( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) ( ولا يحزنك قولهم ، إن العزة لله جميعا ) ( ومن كفر فلا يحزنك كفره ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن التشاؤم والتطير ، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنه - يرى أحد المسلمين كئيبا متذللا فينهره ، وتاريخ المسلمين ممتلئ بالفواجع والمحزنات ولكن دينهم لا يرضى لهم أن يستسلموا للحزن . صحيح أن حالات من الاستغراق في الحزن والكآبة قد ظهرت بين بعض المسلمين نتيجة للتأمل أو التعبد أو التصوف ، ومع أن شجنهم هذا لا يقارن بالحزن الرومانسي فإن الفقهاء قد أنكروا عليهم كآبتهم ، وطالبوهم بأن يخرجوا منها إلى سلوك متزن في الحياة .
إن الإسلام لا يرفض الحزن العارض ولا ينكره ، ولا يفض التعبير عنه بالأدب وغيره ، ولكنه الاستغراق فيه ، ويرفض اتخاذه وسيلة أو سلوكا في الحياة .
ثالثا :يأبى الرومانسيون ربط الأدب بالمبدأ الخلقي ، وهذا يخالف وجهة النظر الإسلامية في الأدب ، لأن الأدب إذا أهمل الأخلاق ولم يراعها فقد يتحول إلى استجابة آلية للغرائز والعواطف الجامحة ويصبح أداة خطرة تزوق الانحراف وتجمل الخطيئة .
رابعا : ينشغل معظم الرومانسيين بذواتهم ويستغرقون فيها ، وينصرفون عن قضايا الأمة الاجتماعية والسياسية ، وقد يكتفي بعضهم بإعلانه الرفض والتمرد على القيم السائدة .
ونحن نريد من الأديب المسلم أن يستوعب في أدبه قضايا الحياة والأمة وأن يثور على القيم الجاهلية ويدعو إلى قيم نابعة من الإسلام ذاته ولا نريد أن يكون (نرجسيا)لا يعرف إلا ذاته.
خامسا : لا نقبل في الإسلام المعتقد العاطفي الذي يهون الإثم ويخفف المسؤولية الفردية عن الآثم أو يسقطها . فالإسلام عقيدة وسلوك ولا قيمة لطيب السريرة إذا كان السلوك خلافها ، والفرد الذي يعيش هذه الازدواجية في حاجة إلى علاج ليتوافق سلوكه مع سريرته الطيبة – إن كانت كذلك .
ومع يقيننا بأن للظروف المحيطة بالفرد أثرا في تشجيعه على الجريمة ، وأن البيئة المضطربة ، أو الفاسدة ، تدفع أبنائها إلى الشر والخطأ ، فإن الرؤية الإسلامية للفطرة الإنسانية لا تعفي المخطئ من جريمته إلا إذا بلغت الضغوط الموجهة إليه حد الإكراه وليس في الإسلام – ما يسوغ الجريمة ويعفي المجرم من مسئوليته ما دام يملك أهلية التصرف .

وبعد هذه الضجة الكبرى الرومانسية بدأت شمس أفولها تطل على العالم ، بظهور مذهب آخر وهو ( الواقعية ) ومهما قيل عن الرومانسية وتنوعها وتعقيدها وإغراقها في الغرابة إلا أنها كانت تمثل عصرها ، حيث عكست اضطراب المجتمع الأوروبي آنذاك بأحداثه السياسية ، وتغيراته الاجتماعية وثوراته الفكرية . ومع أن الرومانسية قد اندثرت زماناً إلا أن بعض أفكارها لا تزال تلقى قبولاً لدى كثير من الأدباء والشعراء حتى اليوم ... *



--------------------------------------------------------------------------------
* انظر :
مذاهب الأدب الغربي ( رؤية إسلامية ) أ.د : عبد الباسط بدر .
الرومانتيكية : محمد مندور .
النقد الأدبي الحديث : محمد غنيمي هلال .
الرومانتكية : محمد غنيمي هلال .


المصدر / موقع : الإسلام اليوم
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م