مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-05-2002, 09:53 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb الحركة الإسلامية لِلإصلاح تقدم البيان البديل عن بيان المثقفين.

الحركة الإسلامية لِلإصلاح تقدم البيان البديل عن بيان المثقفين.

منتدى الإصلاح > المنتديات العامة > الـمـنـتـدى الـسـياسـي > الحركة تقدم البيان البديل عن بيان المثقفين.
http://www.islah.info:9900/vboard/sh...threadid=32643

البيان البديل.

علمت الحركة أن مجموعة من طلبة العلم والمثقفين عكفوا على إصدار بيان بديل عن البيان الذي صدر ردا على الأمريكان بعد أن تبين أن البيان السابق عليه مؤاخذات جوهرية وأنه لا يليق أن يكون مُمثلاً لِوجهة نظر علمائنا ومفكرينا. ونحن في الحركة نتقدم لِلجميع بصيغة نرى أنها الأصلح لِلرد على الأمريكان راعينا فيها الجوانب التالية:

أولا: نحن نرد على بيان أمريكي ولِذلك فالخطاب موجه لهم لا لِشعوبنا ولا مثقفينا، وينبغي وضع هذه القضية في الذهن حتى نحسن تصور ما يُكتب وما يُقرأ.

ثانيا: أننا نخاطب جهة محددة في أمريكا وهم المجموعة التي أعدت البيان الأمريكي وبذلك يكون الخطاب مُقاساً من الناحية الثقافية على قدر تميزهم ومعرفتهم.

ثالثا:أن الكتابة هي رد على خطاب أعدوه مما يعني إعطاء ما جاء في بيانهم من نقاط هامة اهتماماً خاصاً في ردنا عليهم.

رابعا: أننا لا نفضل خيار الدخول في جدل فلسفي طويل كما فعل البعض، ونختار بدلاً من ذلك إبداء وجهة النظر التي تجعل الأمريكي في الصورة تماما بخصوص مستقبل علاقته مع المسلمين. ===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #2  
قديم 18-05-2002, 09:58 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up خياراتكم محدودة

خياراتكم محدودة

رداً على بيان المثقفين الأمريكان.

اطلعنا على بيانكم الذي وجهتموه للمسلمين بخصوص موقفكم من الحملة التي تقودها بلادكم ضد ما أسميتموه بالإرهاب. وبعد تأمل ما جاء في بيانكم ودراسة التاريخ القديم والحديث ومراجعة علاقة بلادكم بالعالم الإسلامي وإلقاء نظرة فاحصة على الأحداث الأخيرة ظهر لنا النقاط التالية التي نجد أن من المفيد إطلاعكم عليها.

بررتم ضربة سبتمبر أخلاقيا من حيث لا تشعرون.

اعتبرتم شن الحرب الحالية مبررا من قبل بلادكم بسبب تعرضها لما تعرضت له من قتل المدنيين. أنتم هنا بكل سهولة تضعون دون أن تشعروا أساسا أخلاقيا لشن حرب على بلادكم، لأن من المتفق عليه أن أمريكا قد تسببت في قتل المدنيين في كثير من أنحاء العالم. وهذا القتل لم يكن على سبيل الخطأ ولا على سبيل النتائج غير المقصودة بل كان استهداف المدنيين عملا مقصودا بذاته. فإذا كانت بلادكم تستهدف المدنيين قتلا فإن شن حرب عليها بحكم تنظيركم يصبح أمرا مبررا أخلاقيا، ويبقى التفصيل فقط في كيفية شن هذه الحرب وحدودها. ومن ضمن عشرات الأمثلة الكبيرة لقتل أمريكا للمدنيين نختار مثالين لهما علاقة مباشرة بتأصيل الأخلاقيات لديكم.

الأول: حسب علمنا لا تزال أمريكا تعتبر ضرب اليابان بالقنبلة النووية عملا أخلاقيا وليس عندها أي استعداد لِلاعتذار عنه. وكما تعلمون فإن القنبلة النووية لم تستهدف منشآت عسكرية ولا مراكز استراتيجية بل استهدفت المدنيين قصدا لقتل أكبر عدد ممكن. بل إن من المعروف أن القنبلة الذرية لم تلق ردعا لليابان عن هجومها على أمريكا ولا دفعا لتفوق ياباني بل ألقيت بعد تقهقر القوات اليابانية بهدف اختصار وقت الهزيمة فقط. فإذا كان إلقاء القنبلة النووية لقتل المدنيين لهدف اختصار وقت هزيمة الخصم مبررا فكيف تعتبرون استهداف البنتاجون ومركز التجارة العالمي أمرا غير مبرر؟ وإذا زعمتم أنكم لا تؤيدون إجراء أمريكا في إلقائها القنبلة الذرية بالظروف المذكورة فأنتم تعتبرون أمريكا بالضرورة أجرمت جريمة أعظم من جريمة الذين فجروا مركز التجارة وبالتالي فالحرب ضدها مبررة مثلما بررتم الحرب ضد من ضرب مركز التجارة.

الثاني: قالت مادلين اولبرايت عندما كانت وزيرة للخارجية وهي تتحدث بلسان أمريكا إن قتل نصف مليون طفل عراقي من خلال الحصار ثمن يستحق أن يدفع من أجل احتواء صدام حسين. أمريكا إذن تتعمد باعتراف مادلين اولبرايت قتل نصف طفل عراقي من أجل أن تحتوي صدام حسين، ولا تزال هذه السياسة ماضية لِحد الآن. إن كنتم توافقون دولتكم على سياستها في قتل أطفال العراق فأنتم ليس لكم أي عذر في الاعتراض على من استهدف مركز التجارة، لأن قتل نصف مليون طفل لا يمكن أن يوازي قتل بضعة آلاف نتيجة استهداف منشآت حيوية. أما إن كنتم لا توافقون بلدكم على قتل نصف مليون طفل فأنتم ببساطة تبررون شن حرب على بلادكم لأنها اقترفت تلك الجريمة مثلما بررتم شن حرب على "الإرهاب" بسبب قتل المدنيين.

لِماذا المسلمون؟

اعترفتم أن سياسات بلادكم متغطرسة وتحدثتم عن المسألة بشكل عام وتجاهلتم أن مشكلتكم مع المسلمين أكثر عمقا وتحديدا. ولا شك أن هذا الفهم من قبلكم هو إما جهل أو تجاهل ويجب عليكم أن تفهموا أن جرائمكم مع المسلمين جرائم كبيرة جدا نسرد منها القائمة التالية:
أولا: الدعم المطلق لإسرائيل ومباركة كل جرائمها والدفاع عنها في كل المحافل الدولية وتنفيذ سياسة في المنطقة تجعل أمن إسرائيل فوق كل اعتبار. وإذا كانت إسرائيل نفسها دولة أسست على تطهير عرقي وسحق حقوق الإنسان وطرد سكان فلسطين من أراضيهم وبيوتهم واستمرار ذلك لحد الآن بمباركة أمريكية، هل يمكن استغراب أن تكون أمريكا شريكا مباشرا في الجريمة؟ بل ربما كانت جريمتها أشد لأنها هي الضامن لبقاء إسرائيل.

ثانيا: الإصرار على إبقاء قواتكم العسكرية في جزيرة العرب المقدسة عند المسلمين والمحرمة عندهم على غير المسلمين، وتكرار التصريح تلو التصريح بأنها باقية إلى أجل غير مسمى. أما زعم حكومتكم بأن هذه القوات موجودة بطلب من الحكومات فإنه لا يعفيكم من كون وجود هذه القوات جريمة، فأنتم وحكومتكم تعرفون أن الحكومات هنا لا تمثل شعوبها، وتعرفون جيدا أن الشعوب لا تريد هذه القوات وأن هذا استفزاز للناس في دينهم.

ثالثا: تصرون على حصار العراق وتجويع شعبه رغم إدراككم وإدراك حكومتكم أن المتضرر من الحصار هو الشعب وليس النظام. ثم إنكم تصرون على أن ينفذ العراق قرارا وحيدا صادرا مما يسمى بالهيئات الدولية وأن ينفذ القرار بتفسيركم التعجيزي، بينما تبررون لإسرائيل عدم تنفيذ عشرات القرارات الدولة وترفضون أي ضغط عليها لتنفيذها.

رابعا: تجرمون بحق شعوب المنطقة بدعم أنظمة قمعية مستبدة تتآمرون معها على نهب خيرات المنطقة وقبولها بالتنفيذ الحرفي لسياساتكم مقابل السعي لتأمين بقاء هذه الأنظمة في الحكم ضد رغبات شعوبها.

ربما نجحت سياسة بلادكم في الماضي في منع أي شكل من أشكال التفكير بحربكم وذلك عن طريق قمع الشعوب من خلال تآمر بلادكم مع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي. لكن تماديكم في الجريمة وإغراقكم في اللامبالاة بمشاعر الشعوب المسلمة ودينها جعل الشعور بالعداء تجاهكم والرغبة بالانتقام من دولتكم ومن الأنظمة التي تدعمها أمرا طبيعياً نحن الذين نستنكر كيف أثار استغرابكم.


انتم والإسلام.

زعمتم في بيانكم أن مبادئ بلادكم أنموذج يُحتذى، وسعيتم من خلال بيانكم تسويقها لِلمسلمين، وزعمتم أن الإسلام لا يصلح ديناً ودولة، وطلبتم من المسلمين أن يبعدوا الإسلام عن السياسة والدولة. وبقدر اعتقادكم أن مبادئكم سامية واعتقادكم أن الإسلام السياسي مرفوض فإننا نقول لكم أن قناعة المسلمين بالإسلام ديناً ودولة لا تأتي عندها قناعتكم بمبادئكم شيئاً. وإذا كنتم وأنتم تعرضون مبادئكم التي تزعمون أن فيها الحرية والعدل والمساواة وحفظ الكرامة الإنسانية تعلمون يقينا أنكم غير صادقين، فإن الإسلام لا يستطيع أحد أن يعرضه فيكذب بعرضه. وإذا كان هناك من جاملكم من حكام ومفكرين مزعومين لتقديم صورة تناسبكم من الإسلام فإن الإسلام معروف ومدون ومحفوظ لا يستطيع أحد أن يحتكر نصوصه ولا تفسيره. ومهما حاول الذين يجاملونكم أن ينتقوا من الإسلام ما يوافق مبادئكم فقط فإننا نصارحكم إن الإسلام يدعو معتنقيه فعلا لِلتفوق عليكم والهيمنة على العالم برسالته الشاملة والمسلمُ ينظرُ لِذلك كواجب عليه تنفيذه. ولعلكم تعلمون أن الإسلام ليس اقتراحات مفكرين بل بالنسبة لِلمسلمين هو دين قائم على نصوص مصدرها رباني، ولأنهم يعتبرون مصدر نصوصهم رباني، فإنهم يؤمنون بالضرورة أنهم يتفوقون عليكم بالقيم وفي فهم الحياة والإنسان والكون والتاريخ. وإذا كنتم في هذه الحقبة من التاريخ ممكنين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وتقنياً فإن قوة الإسلام - كما يعتقد المسلمون - تستطيع من خلال دفعها الذاتي أن تواجه كل مظاهر التمكين الذي تتمتعون به وتنتصر عليكم. وما دام لديكم كل هذه الثقة بمبادئكم والقناعة بسياسة دولتكم ولدى المسلمين ثقة أكثر بدينهم وقناعة لا تتزحزح بربانية مصدره، وما دام كل من الطرفين يريد أن يسوق مبدأه ويدافع عنه بالقوة، فلا مناص من الاعتراف أنكم والإسلام ندان متقابلان تقابل المواجهة، ولن ينجح من يريد أن يحول هذه المواجهة إلى حوار سلمي.

أين فشلتم في منع الحدث؟

أطلتم في الحديث في تجريم أحداث سبتمبر، لكنكم تغافلتم عن حقيقة صارخة هي أن العملية لم تنفذ على حين غرة في بلد لا يعلم عن المنفذين شيئا، بل نفذت وأجهزتكم مستنفرة استنفاراً كاملاً لِلتعامل مع مثل هذا التحدي. ترى ألم تسألوا أنفسكم سؤالاً بسيطاً، كيف تمكن المنفذون من شل أجهزة المخابرات لديكم بالكامل وتننفيذ هذه العملية المعقدة بكل تخطيطها وتفاصيلها اللوجستية الكثيرة دون أن يكون لدى أجهزتكم أدنى قدرة على كشفها فضلا عن منعها؟ لن يستطيع أحد أن يأخذ من الاحتياطات أكثر مما عملت أمريكا، ولا أن يبذل من الجهد والمال مثل ما بذلت أمريكا، وهاهو رئيس مخابراتكم حديثا يرفض الاعتراف أن الحادث كان بسبب فشل جهازه ويرفض ضمان أن المخابرات تستطيع منع ضربة ثانية. وربما نفاجئكم إن قلنا أننا نوافق كلام رئيس المخابرات وأن الحادث لا يمكن منعه باحتياطات أمنية ولا بجهد استخباراتي. وإذا كان السياسي ملزماً بمجاملة الرأي العام الغاضب فأنتم بصفتكم مفكرين ومثقفين وتعملون في مراكز دراسات غير معذورين أبداً في تجنب طرح السؤال الخطير: أين الفشل إذن؟ وعلى حد علمنا لمْ يصدر من مراكز الدراسات الأمريكية ما يشيرُ لأن هذا السؤال طرح فضلاً عن أن يجاب عليه، ولم نلحظ في بيانكم ما يشيرُ لأدنى تصور لِطرح هذا التساؤل. هذا العجز لدى المفكرين الأمريكان عن طرح سؤال منطقي ومباشر فضلاً عن الإجابة عليه دليل على أن عصارة الفكر الأمريكي لا تختلف عن تفكير رجل الشارع الذي يفكر على طريقة الغضب والرغبة بالانتقام وليس عند المفكرين الأمريكان القدرة على النظر لِلقضايا بعمق ومنطق. لقد حاولتم تقديم الحادث بعرض جنائي بمقاييس الإرهاب لكنكم ظننتم أن عقاب الفاعل هو في هذه الحملة الشاملة التي شنتها حكومتكم. هل تعتقدون وهذه حالكم، التي عجزتم فيها عن طرح مثل هذا السؤال البسيط، أنكم تستطيعون مواجهة تحد كبير مثل تحدي الإسلام؟

##############

التتمة في الرد التالي، وجزاكم اللهُ خيراُ جزيلاً على متابعتكم واهتمامكم، ...آمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #3  
قديم 18-05-2002, 10:04 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up كيف غيرَ خُصومكم مَسار التاريخ؟

التتمة:ـ

###############

كيف غيرَ خُصومكم مَسار التاريخ؟

أمام تجنبكم طرح هذا السؤال، تطرحون مسألة أخرى تناقض هذا التجاهل من قبلكم، تُجمعون عليها ما بين عالم ومفكر وسياسي وصحفي، وهي أن العالم بعد 11 سبتمبر يختلف عن العالم قبل 11 سبتمبر، وأن حادث سبتمبر منعطف تاريخي كبير جدا. الحادث إذا -بحسب تقديركم- ليس مجرد طائرات مخطوفة صدمت في عمارة، بل هو حادث عظيم بالمقاييس التاريخية. ومع أن معظم الموقعين على بيانكم يتبنون فكرة المواجهة مع الإسلام وصدام الحضارات ألا أننا لم نلحظ منكم قدرة على الربط بين ضخامة آثار الحادث التاريخية مقابل محدودية شكله وقلة عدد منفذيه. وبذلك فأنتم تعجزون مرة أخرى عن طرح السؤال الآخر، كيف غيرت مجموعة صغيرة محاصرة معزولة مسار التاريخ من خلال هذا الحادث؟ ومرة أخرى لم نر في إصدارات مراكز الدراسات الأمريكية ولا في بيانكم ما يشير لتفسير هذه المسألة، بل دائما نرى القفز إلى ضخامة آثار الحادث لتبرير ضخامة الانتقام. ولو كنتم لا تؤمنون بالصدام ولا بالمواجهة لربما عذرناكم في العجز عن طرح مثل هذا السؤال، لكن الذي مثلكم يؤمن بالاستقطاب العالمي بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة والإسلام يفضح عجزه الحضاري والفكري حين تنكشف هذه الفجوة الهائلة في فهمه للقضية.

نتبرع لكم بالإجابة.

الإجابة التي تزيل تناقضكم وتفسر كيف أن المشكلة ليست فشلا استخباراتيا وتفسر كيف غيرت هذه المجموعة الصغيرة المحاصرة مسار التاريخ تكمن في تصور الواقع على حقيقته دون تجميل ولا تلطيف. العالم قبل 11 سبتمبر هو نفس العالم بعدها لكن الفرق هو أن المواجهة الحضارية بين الإسلام والغرب وخاصة أمريكا كانت مستورة بستار مصطنع أزاله حادث سبتمبر. ربما كانت المجموعة التي نفذت حادث سبتمبر صغيرة وبإمكانات محدودة لكنها تمكنت من تنفيذ الحادث وتضخيم تأثيره من خلال حيلة صنعت التاريخ وهي استثمار الفرص والمزايا التي توفرها تلك المواجهة الخفية. وربما كان الحادث في ظاهره لكم عملاً جنائيا بمقاييس "إرهابية" لكنه في توصيفه الحقيقي خلخلة لِلتوازن الهش في هذه المواجهة من خلال استهداف بؤرة هذا التوازن. هذه الحقيقة يستحيل أن تعترفوا بها، ليس لأنكم عجزتم عن إدراكها فقط، بل لأنكم إن اعترفتم بها فإنكم تقرّون بأن الذين نفذوا العملية تقوّوا بالواقع نفسه فعوضوا عن ضعفهم ومحدودية قدراتهم والحصار المفروض عليهم. ولو سمحتم لأنفسكم بالتواضع قليلا لاكتشفتم أنكم أنتم ميدان عمليات هذه المجموعة، وليس المقصود هنا الميدان المكاني، بل المقصود هو الميدان الحضاري والثقافي. طريقتكم في التعامل مع الأحداث ونظرتكم للعالم عموما وللإسلام خصوصا ميدان خصب لهذه المجموعة أن تستثمر به بنجاح قلب المعادلة ضدكم. وأسلوبكم في رد الفعل على أحداث سبتمبر يرسخ هذه الحقيقة ويدل بكل وضوح على أنكم تستمرون في توفير الميدان والذخيرة الهائلة لهذه المجموعة لتصعيد المواجهة ضدكم وتحويل قدراتكم وبالا عليكم.

لنْ تفهموا.

لكن مع تبرعنا بالإجابة لكم لا نظنكم ستفهموا هذا الكلام بل لن تقبلوا به، ليس لِعجز عقلي فأنتم لا ينقصكم الذكاء، ولا لنقص في المعلومات فحتما لديكم من المعلومات أكثر مما لدينا. الذي يمنعكم من ذلك هو الكبرياء والعجرفة والغطرسة المتأصلة في عقلكم الجمعي والتي مبعثها السذاجة التي يصنعها الشعور بالهيمنة العسكرية والاقتصادية والسياسية في العالم. إن أي تكييف للمسألة بالجواب الذي طرحناه يعني إجباركم على الإقرار بالهزيمة الحضارية، ومثلكم لديه رادع تلقائي طبيعي عن إقرار مثل هذا، ومن ثم رادع عن الإقرار بأي حقيقة تؤدي إليه مثل هذه الحقيقة. لكنكم على المستوى الفردي، وفي لحظات التجرد التي تمر بكم، تلوح لكم هذه المعاني، وفجأة تجد لها قبولا في موقع المنطق من عقلكم، لكن الجو العام والعقل الجمعي يطردها تلقائيا. ومع مرور الوقت وظهور المزيد من الخواطر الصادقة التي تعود بكم إلى التحليل الصحيح تضطرون لعيش اضطراب فكري ويتحول دوركم إلى دور الذي يؤصل للغش والنفاق. هذه الحالة التي انتهيتم إليها تفسر لماذا يزعم ستون من المفكرين الأمريكان الذين هم أعرف الناس بتاريخ أمريكا الأسود في قتل المدنيين وأكل خيرات الشعوب والظلم والقمع وسحق حقوق الإنسان، لما يزعمون أن مبادئ أمريكا نموذج يحتذى.

مستقبل المواجهة.

واضح جدا أن عجزكم عن الفهم لم يكن نظريا فحسب بل كان عمليا من خلال تأييد حملة بلادكم الشاملة للانتقام. بقدر ما تظنون أن الرد من قبل بلادكم بمستويات عالمية على الحادث وبضجة سياسية وإعلامية وأمنية وعسكرية هائلة قد وفر الأمن لكم، فهو في الحقيقة رفع حالة المواجهة الحضارية لمستوى حرج جدا، ووضع الأرضية كاملة لأي مجموعة من جنس من نفذوا حادث ستبمبر أن ينفذوا عملا ذا أثر تأريخي أضعاف أثر حادث سبتمبر. وإذا حصل شيء من هذا فسيكون دليلا على أن الحملة الأمريكية لم تجلب إلا مزيدا من الرعب والدمار لأمريكا وسيصاب الشعب الأمريكي بحالة إحباط هائلة كونه وصل إلى قناعة بأنه لن يوقف خصوم أمريكا شيء أبدا. ونقول "الشعب الأمريكي" قصدا هنا، لان الشعب الأمريكي قد انتخب حكومته وبارك سياستها وحملتها الشاملة، ولذلك فتبعات الآثار النفسية لفشل الحملة ستكون عليه مباشرة لا على الحكومة فقط. لكننا نعتقد أن الغطرسة التي منعتكم من أن تضعوا حادث سبتمبر في سياقه الصحيح ستمنعكم الآن أن تدركوا أن بلادكم تضع الأرضية لتحطيم نفسها.

خياراتكم وتداعياتها.

مع أن الوقت متأخر على الاختيار، ومع أن دولتكم قد شرعت فعلا في الخيار المتوقع منها، ومع أننا نستبعد أن تفهموا ما ذكرناه حول تكييفنا لِلحادث، ألا أننا نعتقد أن من الضروري أن نبين رأينا في الخيارات المطروحة أمامكم ونطرح التداعيات المتوقعة لكل منها. منطقيا لا نعتقد أن الخيارات تخرج عن ثلاث:

الخيار الأول.

هو ما شرعت به دولتكم فعلاً وهو الحملة العسكرية السياسية الأمنية القانونية الثقافية الشاملة، مدفوعة بنفسية الانتقام وعقلية التحدي. ونعتقد أن أمريكا ستستمر في هذا الخيار خاصة بعد ما بدا وكأنها قد انتصرت في أفغانستان وقضت على الطالبان والقاعدة وشفت غليل الشعب الأمريكي حين وضعتهم في الأقفاص في جوانتانامو. وفي حين بدأت أمريكا بهذا الخيار عن تردد فهي تعيش الآن حالة عنفوان وغرور دفعها لأن تقف مع الدموية الإسرائيلية موقفا لا يكاد يصدق. أنتم في الحقيقة في هذا الخيار دفعتم أنفسكم لحالة تصاعد المواجهة التي ذكرناها أعلاه. والغريب أنكم نسيتم كيف أن حصاد جهد أمريكا الشامل في ثلاث سنين بعد حادث كينيا وتنزانيا كان تضخم الخصم إلى أن ضرب صروحكم الاقتصادية والدفاعية. ردكم على حادث سبتمبر لم يتغير عن ردكم بعد كينيا وتنزانيا من حيث المضمون بل كل ما حصل أنه تضاعف بشكل هائل من حيث الدرجة. وما دام لم تغيروا في أسلوب التعامل مع التحدي بشكل جوهري نوعي فإن المنطق يقول أن حصادكم للفترة القادمة سيكون ببساطة أضعاف حادث سبتمبر، وتقاس هذه الأضعاف بقدر علاقة حادث سبتمبر بحوادث كينيا وتنزانيا. أنتم باختصار لا تفهموا أنكم في هذه الحرب ذات الطبيعة الخاصة أنكم كلما ضخمتم حجم المواجهة كلما أضعفتم أنفسكم وقويتم خصمكم، ولا نبالغ إن قلنا أنكم ستقضون على أنفسكم في ذلك.

الخيار الثاني.

هو أن تجعلوا أمنكم فوق كل اعتبار ثقافي وحياتي وتأريخي، وتتخذوا إجراءات صارمة تحميكم فعلا من اختراق خارجي من خصومكم. وما دام مجتمعكم وحياتكم فيها ثغرات بنيوية مرتبطة ارتباطا أساسيا بطبعية هذا المجتمع وثقافته فلا إمكانية للعيش بأمان بهذا المعنى إلا بالتخلي عن كل هذه القيم المدنية والقبول بأن تتنازلوا عنها جميعا في سبيل أمنكم. وهذا يستدعي أولا إلغاء كل الحقوق المدنية وتحويل المجتمع إلى ثكنة عسكرية كبيرة، وثانيا الإبقاء على جنس واحد ودين واحد وثقافة واحدة والتخلص من كل جنس ودين وثقافة يمكن أن تكون سببا في اختراق المجتمع. صحيح أن بعض الإجراءات طالت عددا من الحقوق المدنية لكن الحقيقة أن التعامل مع تحديات مثل حادث سبتمبر بهذه الطريقة ببساطة مستحيلة إلا بتفكك أمريكا ولجوء بعض أجزاء منها لمثل ذلك. وربما تستغربون أننا نتنبأ فعلا بحصول شيء من ذلك بعد أن يثبت فشل الخيار الأول وبعد أن يصاب المجتمع الأمريكي بإحباط هائل يتسبب في نزاعات داخلية تلجأ فيها بعض الولايات للخيار الأمني المطلق.

الخيار الثالث.

هو الخيار الذي كنا نراه خيارا واقعياً وعاقلاً وكان سيكفل حتما منع حدوث حوادث من جنس حادث سبتمبر، لكننا نعلم يقينا أن العقلية والنفسية الأمريكية أبعد ما تكون عنه. هذا الخيار هو أن يتجرد العقلاء والمفكرون من نفسية الغطرسة والكبرياء التي صنعتها الهيمنة الأمريكية العالمية ويعيدوا دراسة المسألة من الصفر ويتأملوا جيدا لماذا يعاديهم المسلون ويفهموا طبيعة المواجهة مع الإسلام. ولو اخترتم هذا الخيار لقررتم حتما أن تراجعوا سياستكم مع العالم الإسلامي والقضايا التي لها علاقة بالإسلام بالكامل. وسوف تكتشفوا من خلال هذا التفكير أنكم يجب أن توقفوا فورا أي دعم لإسرائيل، وتسحبوا قواتكم من أراضي المسلمين وخاصة جزيرة العرب، وترفعوا الحصار عن العراق، وتتوقفوا عن التآمر مع الأنظمة المتسلطة على البلاد الإسلامية في نهب خيراتها وقمع شعوبها. ولا نظن ذلك سيكون كافيا بل لا بد للحكومة الأمريكية أن تزيل حالة الغضب على جرائمها السابقة عند المسلمين بإبداء الأسف والاعتذار والاستعداد لدفع تعويضات مادية ومعنوية للمسلمين عن جرائمها السابقة. ولو أراد الأمريكان أن يفعلوا ذلك فعندهم وسائل كثيرة لتحقيقه.

أخيراً.

نظن أن الفهم الأمريكي لنْ يتغير والسياسة الأمريكية لنْ تتغير إلى أن يتفاجأ الجميع بحادث آخر يقلب الموازين وعندها يتعلم الأمريكان الحقائق بالطريقة الصعبة. وإذا كان هناك بعض العقلاء ممن لديهم التجرد والقدرة على التخلص من مرض الغطرسة الأمريكية فعليهم من الآن أن يحذروا قومهم ويقنعوهم بالخيار الثالث.

===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م