مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-05-2006, 10:55 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي صور و أنماط

صور و أنماط 1
قد لا تكتفي الأماكن بشوارعها وأزقتّها وطرازها المعماري حتى توحي للآخرين بصورتها، فتروح تمتحي من بشرها بأشكالهم وطباعهم وعاداتهم ما يعطي تلك الصورة ملامحها الخاصة، و القرية التي شهدت شبابه واحد من تلك الأماكن، فهي تتّسم بسمات خاصة تميّز أهلها عن سكّان القرى الأخرى، سواء على صعيد اللهجة، أو على صعيد الطباع الشخصية، رغم أنها ـ في الأصل ـ تنطوي في نسيجها البشري على فئات شتّى.‏
وإذا كانت الأعراف والعادات توحّد الناس في أنماط متقاربة، وتنسخهم على شاكلتها، فإن الأمر لا يخلو من شخصيات طريفة متفرّدة لا يطالها المنطق، أو التاريخ أو الذوق العام، شخصيات تعلو على الأعراف والتقاليد، فتخلط الحابل بالنابل، كما تخلط المزاح بالجدّ، وتبوح بالحقائق عارية، من غير أن ينالها العيب أو الإثم أو العقاب، وبمعنى ما فإنّ تلك الشخصيات تبدو في طبيعتها النفسانية، وسلوكها اليومي أقرب إلى التغريب في المسرح، مع فارق وحيد هو المكان. إذ أن المكان هنا هو تيار الحياة العريضة ذاتها . إنّهم ضمير المدينة التحتي وقاعها. فرسانها الذين لا يجدون أي فرق بين الهزيمة أو النصر، فلا غضاضة ولا نشوة، وبذلك يكسبونها علاماتها الفارقة. وقد لا يكون "القطعي" أشهرها. لكنه بالتأكيد واحد من تلك الشخصيات التي لا تحتاج معها لأن تذكر اسم أبيها أو شهرتها، وذلك لأنه غنيّ عن التعريف. أمّا الذين يجهلونه، فلا شك بأنهم سيتلمسون الخلل في شخصيته، رغم أن تحديد مكمن ذلك الخلل خارج عن حدود الإمكان، إذ لن يستطيع أحد أن يتكهن فيما إذ كانت العلة تكمن في جذعه القصير المحّي، أم في أطرافه القوية، وقد يتوقّف البعض عند شعره الخشن غير القابل للتسريح، أو عينيه الماكرتين اللتين لا تقدران على إخفاء مكرهما الصريح والحسّي، أو شكله العام الذي يقارب شكل القردة . وقد يصرّ البعض على التوقّف عند دواخل تلك الشخصية الغامضة وسلوكها المكشوف .
و"القطعي" هذا الذي لا يستقر على حال، فهو اليوم يبيع الحلوى، لكنه في الغد سيعرض على الناس صحفاً ومجلات . سبب شهرته لا يرجع إلى هذا الأمر أو ذاك، بل يرجع إلى المذياع الصغير الذي كان يحمله دوماً بالقرب من أذنه، ليسمع نشرة الأنباء، ثم يعيد قراءتها بصوته الجهوري في أزقة المدينة، مقلدا في ذلك أسلوب مذيعيها . وما إن تقع عيناه على فتاة جميلة حتى ينساق وراءها من مكان إلى آخر، رافعا من وتيرة صوته، على أمل أنْ تتنبّه إليه، ثم ينتهي به الأمر إلى زاوية تخفيه عن العيون قليلا أو كثيرا، ليمارس فيها العادة السرّية من غير أن يأبه بانكشاف أمره.
أما مجموعة "الحمالين " في السوق فهم حلقة مهمة من حلقات تلك السلسلة، فهم يقومون بدور وسيط بين الباعة وزبائنهم صباحا، ويقتصر ذلك الدور على إيصال الخضار واللحوم إلى بيوت أولئك الزبائن حتى تخوم الظهر، أما بعدها فلا بأس بشيء من اللهو، إذْ هاهم قد انقسموا إلى فريقين متناحرين، لتبدأ الحفلة التي ليس لها نظير، فتغادر الطماطم المتعفنة صناديقها، وتتطاير عبر الأزّة المسقوفة، تلطخ الجدران والأبواب والزوايا التي تدارى أفراد المجموعتين خلفها، و تنداح على الأرضية المغمورة بالسوائل والمياه العفنة، فتلقي فوق قذارتها بقذارة جديدة ، من غير أن يستطيع أحد التدخل بينهم، أو تفريقهم . والويل ثم الويل لبدوي نسي نفسه، أو قاده حظه العاثر إلى مقربة من المكان ، إذْ أنه لن يفلت ـ حينئذ ـ من لطخة حمراء على الظهر وقد يرتمي غطاءه عن رأسه، غير أنه لن يجرؤ على الاعتراض. وعندما تتدثر الأزقة الشاحبة بالعتمة مساءًا، يرجعون إلى بيوتهم ملوحين منهكين ، ثم ينامون من قبل أن يغسلوا أيديهم أو وجوههم أو أرجلهم! إنهم ينتمون إلى زنار الفقر الذي بدأ يحيط بالقرية، وبدعة كهذه لم تصلهم بعد . لكنهم على الشقاوات التي يقترفونها لا يقربون حمالي "البرط"، ذلك أن هؤلاء أكبر سنا، وأكثر تماسكاً، وهم فوق هذا وذاك مُسلحون بخطافات حديدية ذات مقابض خشبية تساعدهم في العمل، أو في المشاحنات عند حدوثها.
ولا تتحرج عصابة "البرط" تلك من فرض أتاوات صغيرة على الدكاكين القريبة منه ، أو التي تتفرع في زقاق الشارع الرئيسي . إنها بمعنى ما منطقة نفوذهم . وقد يقدم أحدهم على استعارة بطيخة من هنا، أو عنقود عنب من هناك، من غير أن يدفع الثمن، لكن أصحاب المحلات يغضون النظر عن الأمر، فهم يعرفون بأنه فرد في مجموعة متراصة متعاضدة، وأنه يقترف تلك "الجرائم" الصغيرة تحت مظلة الإحساس بالقوة المستمدة من انضوائه تحت لواء جماعة متكاتفة، قد لا تجد غضاضة في الإقدام على عمل أكثر عنفاً إن وجدت من يجابهها، أو يشجعها.
وإذا أخذت الأمور بعواهنها، فإن أحدا من أفراد تلك المجموعات لم ينجح في أن يكرس نفسه مثلا أو قدوة أمام الآخرين، ربما لأن ملامحهم امحت في ملامح مجموعاتهم، فخصوصيتهم هي نتاج كل لا نتاج جزء. إنهم جسد واحد بأذرع وأرجل كثيرة، لذلك فهم عاجزون عن تأكيد حضورهم في أذهان من هم أصغر سنا، على العكس من "البو" و "الصخرة" و"الغولة" و "الخو" و " الكوربو"و "خليل الذي كان لا يتورع في قفل البورطو مع شقيقه إن لم يتحصل على البونو ".
وهذه المسميات هي تصغير لأسماء أخرى ، بما لا يتضح معه إن كان مرد ذلك التصغير يرجع إلى التحّب أم إلى التحقير، بيد أن المنطق يقول أن لا سبب يدعو الآخرين إلى تحقير الرجل، وإذن فلا بد أنه تصغير موغل في سنوات الطفولة، ولا ينتمي إلى صورته الراهنة في شيء . فأشكالهم مثلا ، مثل أبطال كمال الأجسام وهم يسأثرون بمحبة و إعجاب الفتية الذين يتوقون من كل قلوبهم أن يصيروا مثلهم من حيث الطول و العرض إلخ..... إلا أن بعضهم يتسم بالطرافة و النكتة .ربما لأنه يتسم بطبع ناري لا يخلو من بعض رعونة، في حين تعطيه لحيته المشذبة "كاريكاتيرا " خاصا، يؤكده سلوكه المتعالي في الطريق. أما في الحفلات فهو يصر على القيام بكل ما هو غريب وصعب. كأن يلتهم قطعة زجاج مثلا، أو يسحب عربة بأسنانه... وقد يلوي أطواقا من الحديد السميك بيديه المجردتين، أو يكسر صخرة كبيرة فوق صدره العريض.... فيما يمثل بعض منهم نموذجا مختلفا عن سابقيهم، فـ "خليل" بدوي صحيح الجسم، تمكن من أن يحّق لنفسه قوة كبيرة بالمران، لكن بدنه لا يخلو من بعض ترهل، فهو يجهل كل شيء عن قواعد التغذية، لذلك تراه شرها إلى الطعام، متوهما بأنه يمده بالقوة، من غير أن يميز في ذلك بين البروتينات والنشويات مثلا، والمسألة ـ في النهاية ـ تدخل في باب التباهي على أساس أنه يستطيع ما لا يستطيعه غيره. أما "شقيقه" فهو لا يقل عنه قوة، إلا أن قوته ـ تلك ـ تقترن بالكثير من التهور والحماقة، تلك الحماقة التي دفعته ذات ليلة إلى مهاجمة فتاة جميلة أثناء عودتها إلى دارها القريبة من خزان المياه، لكن الفتاة عضته في شفته السفلى، ونجحت في التخّلص منه، وترك ندبة دائمة على تلك الشفة ، وفإنتهي به المطاف إلى السجن لبعض من الوقت، إذ أنه من فرط حماقته لم يداوي شفته بعيداً عن العيون، بل قصد مستوصف المدينة مدعيا بأنه سقط عن ظهر السفينة، فوضعت الشرطة يدها عليه، وقضى ما كتب له من أيم في السجن و خرج بإسم جديد هو شورّب. ولا شك في أن تلك النماذج هي فتوات زمانها بمعنى ما. ولذلك فإن العلاقة بينهم تفتقد إلى المـودة، لأنهم لا يكتفون بمناطق نفوذهم، بل يسعون إلى بسط سطوتهم على الأحياء المجاورة، وعندها ينشب بينهم صراع مرير. ثم أن القرية ما تزال صغيرة، ولابد للوجوه ـ فيها ـ من أن تتقابل، فلا تخلو تلك المقابلات من جرح في زند "البو" إثر طعنة سكين من "الغولة" عقب معركة صغيرة لا تستحق الذكر، أو سن أمامية مكسورة جزئيا في فم "الغولة" بعد عراك مع "البو" أو مع آخرين...... وإذا كانت مجموعة حمالي السوق لا تملك أن تضاهي هؤلاء الفتوات ، فهي قطعاً لا تحوز الأساس الذي تتقدم به على مجانين القرية الذين يستأثرون بعطفها وسخريتها بآن ، وعليه فإن أسماء المرابط ، والشيخ و العسلة.... هي نجوم حقيقية في سمائها. ثم إن هؤلاء المساكين هـم الـمادة الأولية التي ينصب عليها لهو تلك المجموعات ومجونها، فقد يهربون بالحلوى التي يلتقط ""العسلة" " رزقه بواسطتها، و لا يستطيع اللحاق بهم، لأذيـة ما في جهازه العصبي ـ الحركي . إنه بطيء الاستجابة، لذلك فإنه يسترحمهم لكي يعيدوها إليه، مظهرا لهم المسكنة حينا، والغضب حينا آخر، ولكن بلا أي جدوى . وقد يعن لهم أن يخطفوا معطف "المرابط"، ويستولوا على القروش القليلة التي تصدق بها الناس عليه، فيجن فوق جنونه، ويلاحقهم من مكان إلى آخر، تسبقه شتائمه البذيئة المصحوبة بحركات مشبوبة مؤكدة، إلى أن يسترد معطفه، وقد يفتعلون معركة مع "البكوشة" لكي يبعدوها عن كوخها، ثم ينهبونه، ويبعثرون محتوياته، مؤكدّين أن خطوات اليفاعة الهوجاء قد مرت بالمكان . إنهم لا يعرفون لماذا يتصرفون على ذلك النحو، ربما لأنهم لا يعون بأن حياتهم بائسة وشقية، وأنهم بتلك الطريقة إنما ينفسون عمّا في صدورهم، منتقمين من حرمانهم، من غير أن ترتبط الوسائل ـ في أذهانهم ـ بالنتائج . وتستمر حياتهم على ذلك المنوال رتيبة بطيئة ومملة . لكن لوحة القرية لن تكتمل إلا إذا مرت العين الملاحظة على حشّاشيها، وصيادي الأسماك، ورواد المقاهي الصغيرة ذات الكراسي الواطئة خلف كأس من الشاي، أو نفس من "التنباك"، حيث الدخان الُمفعم برائحة النميمة، وآخر أخبار السياسة والتجارة والدعارة والفضائح الإجتماعية أو الأخلاقية التي تجري في الخفاء . بيد أن الألق الذي لا يقاوم يظل من نصيب لاعبي كرة القدم، إذ هاهي المدينة الوادعة بصغيرها وكبيرها تنقسم بين ناديين ليقف نصفها في صف الأول، بينما يقف نصفها الآخر إلى جانب الثاني، فلا يستطيع النادي الثالث و الرابع أن يثبتا وجودهم إزاء الناديين السابقين . أما اللاعبين المشهورين من الأقمار البهية التي تحلق في فضاء المكان، وقد لا يدانيهم في شهرتهم ـ تلك ـ إلا لاعب مثلهم ، فقد إندثروا .
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 06-05-2006, 11:00 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي صور و أنماط

صور و أنماط 2
....لكن هل كنت تدري أن تلك الوجوه ستغيب يوما، أو تفقد ألقها، وتنزوي في ركن مُهمل، فيغمرها النسيان!؟ وأن هذا ربما تزامن مع ظهور قطب كبير في هذه الدنيا، راحت أفكاره تراود الكثيرين على حساب المكانة التي كان الغرب يتربع عليها بشكل تقليدي، باعتباره مركز الحضارة العالمية في الأزمنة الحديثة، لا سيما حين طالت تلك الأفكار مسؤولين في مفاصل هامة من الدولة. ليس على مستوى البلاد فحسب، بل على امتداد الوطن الذي كان ينضوي على ما يسمى بالعالم الثالث. فـتـفـتـقـد المدينة تلك السلال المعدنية التي كانت تتشبث بخاصرة أعمدة الكهرباء، كي يلقي الناس بأوساخهم فيها، وتختفي المربعات الترابية الصغيرة المخصصة لزراعة الأشجار من أرصفتها !؟ ولكن هذا لا يعني أن ظهور ذلك القطب هو السبب الوحيد في غياب تلك المربعات . فلا شك في أن يأس البلدية من صلاح حال الناس، وانعدام تفهمهم لضرورة الحفاظ على نظافة المدينة قد لعب دوره في غياب تلك السلال والمربعات، إذْ كم من سلة غابت إثر ليلة ظلماء، وكم شجرة زرعت في الصباح، ثم مر بها أحد مربي الماشية في غدوه من السوق أو رواحه، فاقتلعها ليهش بها على غنمه، وحين أحاطت البلدية الشجرة الجديدة ـ التي زرعتها بدلاً عن تلك التي اقتلعت ـ بمشبك حديدي يحفظها، غاب المشبك نفسه مع الشجرة . فما عادت البلدية تسعى إلى تقليد البلديات في الغرب، ولم تنجح في إرساء القواعد لمدينة نظيفة مثل المدن في الشرق الاشتراكي، وهكذا تحولت المدينة إلى مكان مكتظ وقذر، يسفه الغبار صيفا، ويغمره الطين شتاء . وقد ترغب في أن تضم سببا آخر إلى خانة الأسباب السابقة. ذلك أن قوة الدولة وحضورها في الحياة اليومية راح يزداد يوما بعد يوم . كما ازدادت هيمنة شرطتها ومخبريها وموظفيها وأجهزتها ومؤسساتها المنظورة وغير المنظورة على كل مرفق، بحيث راح صوتها يعلو على كل صوت . كانت القبيلة قد تراجعت كثيرا، وما عاد رجال من السادة مطلقين في الريف أو المدينة. وتحولت البلديات بالتدريج إلى مجموعة من الموظفين يهمها ـ أولا ـ ما تقبضه في مطلع كل شهر، كما يهمها أن تظل الوظيفة في حدود المفاهيم السائدة في البلدان المتخلفة، ذلك المفهوم القائم ـ أساسا ـ على مبدأ الامتيازات، وألا تتحول إلى دورها الأساسي كقطاع خدمي ، وبالتالي فإنها لم تكن ترى حرجا في تراجع الخدمات القائمة.
وهكذا أفل عن سماء المدينة والقرية الكثير من الشخصيات التي وشمت أزقتها بعلامات مميزة، فيغيب "الخو" أياما ثم يكتشف الأهالي بأنه مات في كوخه بصمت، وأن كلابه وجراءها لم تر غضاضة في نهش جثته عندما أمضها الجوع في الكوخ المغلق، ولم تجد شيئا تأكله . وتحصد المنية "الغولة" فيغيب قميصه المخطط ذو المربعات، وتختفي قبعته المتكسرة الأطراف، ويغيب الثرى جرمه الضخم المتناقض مع رأسه الصغير، وعينيه الحولاوين، يموت الرجل ذو اللسان اللاذع، فيرتاح مسافرو الريف من سخريته وقسوته. وتموت "البكوشة" في هدأة من الليل ، فلا يشعر بهـا أحـد ، وتنقلب العربـة السيـارة "بالكوربو" على الطريــق‏ الجبلي"، فينهض مذهولاً، ويرى في تلك اللحظة الكاشفة السابقة على الموت منيته، فيصرخ محتجا، أو مدهوشاً ،‏ الكوربو يموت ؟! لا..لا الكوربو لن يموت.‏....
كان شابا قويا، معتدا بنفسه، فلم يصدق بأنه سيموت هكذا ببساطة، لكنه مات، وشهدت المدينة واحدة من جنازاتها الحافلة، التي طافت بشوارعها وأزقتها على أنغام الموسيقى، فيما راحت الجموع تودع صاحبها المطل من لحده الذي أصروا على غطائه بإحدى رايات الطرق الصوفية و كللوه بالزهور. واختطفت الغربة ...البو...و خليل... فتاهت الخطا بالأول خارج حدود البلاد ، بل خارج حدود القارة كلّها. وألقت بالثاني على أعتاب حاضرة البلاد بحثا عن اللقمة ربما.... في حين انتهى " الصخرة" إلى أحضان جنون غريب أحاله إلى شخص خائف و مسكين، بعد أن كان يزرع الطرقات بجبروته وقسوته، واختفت الملامح وتفرقت الجماعات في دروب الحياة، فما عدت تصادف أحدا منهم . غاب من غاب، وغادر من غادر . في الوقت الذي كانت المدينة ـ فيه ـ سادرة في هواجسها بعد أفول الزمن الذي كانت الأحلام ـ فيه ـ تبدو كأنها في طريقها إلى التحقق.‏
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م